تحقيقات وتقارير

الخرطوم وجوبا .. النفط يعود إلى طاولة المفاوضات

ما إن أعلنت حكومة جنوب السودان في هذا التوقيت خاصة بعد القصف الإسرائيلي على الخرطوم رغبتها في بيع بترولها لإسرائيل حتى أطلق المؤتمر الوطني تصريحاته بأنه لن يقبل بمرور بترول الجنوب إلى إسرائيل عبر الاراضي السودانية بل وصف الخطوة بنسف إتفاق أديس أبابا الموقع مؤخراً بين الدولتين والمراقبون السياسيون أرجعوا الإعلان إلى أن حكومة جنوب السودان أرادت ان تجعل من البترول كرت ضغط على طاولة المفاوضات وذلك بناءاً على توجيهات من حلفائها الإسرائيليون والأمريكان ضمن استراتيجيتها في محاولة ضم أكبر نقاط رابحة لدولة جنوب السودان خاصة فيما يتعلق بملف أبيي وفك الارتباط بين الحركة الشعبية الأم بالجنوب ومتمردي قطاع الشمال.

الخبراء الاقتصاديون والقانونيون أكدوا بأنه من حق جنوب السودان تصدير نفطه للجيهة التي يراها مناسبة، وكذلك من حق السودان الرفض بأن يتم ترحيل البترول عبر أنبوبه لإسرائيل ولكن هناك من اشترط على السودان أن يكون ذلك متضمناً في اتفاق أديس كما أشار الخبراء إلى أن العلاقات الاقتصادية بين الدول تحكمها المصالح، وأن على السودان أن يدرك ذلك..

المعارضة السودانية ترى أن علاقة الجنوب بإسرائيل قديمة منذ أن كانت تدعم الحركة الأولى بقيادة جوزيف لاغو واستمر الدعم في ذلك حتى للحركة الثانية بقيادة د. جون قرنق وأخيراً للحركة الثالثة بقيادة الفريق سلفاكير ميارديت بعد وفاة د. جون قرنق وأضافت المعارضة بأن العلاقة بين إسرائيل وجنوب السودان هي علاقة معلنة كما أشارت المعارضة إلى أن الجنوب لم يشير قراره الأخير ببيع البترول لإسرائيل بأنه البترول المار عبر أنبوب السودان بل إنها قصدت بترول يمر عبر الشاحنات من الأراضي الأثيوبية إلى إسرائيل !! وهو الأمر الذي أشار بعض الخبراء بأنه يواجه تحديات لوجستية وأمنية وفنية تتمثل في طبيعة بترول الجنوب الذي يحتاج لتسخين بالانابيب قبل ترحيله الأمر الذي أضيف إلى أسباب أمنية في طريق الوصول الشاحنة إلى أثيوبيا إضافة إلى ارتفاع الأراضي الذي يمثل كذلك عقبة في مرور الشاحنة إلى أثيوبيا.
29d150a5 9b5a adc7 وأرجع حزب البعث العربي الاشتراكي تصريح جنوب السودان في هذا التوقيت ببيعه النفط لإسرائيل إلى أنه يحاول استخدامه ككرت ضغط على الخرطوم قال الناطق الرسمي لحزب البعث محمد ضياء الدين إن جنوب السودان قصدت باعلانها هذا الأمر أرادت أن تصل إلى تسوية مع الحكومة السودانية، ولكن من حق الجنوب أن يصدر بتروله للجيهة التي يراها مناسبة، وأشار ضياء الدين إلى أن حكومتي دولتي السودان وجنوبه أدراك حجم إحتياجهما لعائدات النفط. وقال ضياء الدين الجنوب أكثر حاجة من الخرطوم لأن النفط يمثل 98% من إيراداته مشيراً إلى أنه على الخرطوم أن تدرك أن دولة الكيان الصهيوني ومن خلفها أمريكا تريد بذلك أن يقدم السودان تنازلات خاصة فيما يتعلق باشتراطها فك الارتباط بين الحركة الشعبية قطاع الشمال والحركة الشعبية الأم بالجنوب وأبيي وقال اعتقد أن الحكومة السودانية الآن في وضع صعب لأنها معنية بتوجيهات أممية لا تتفق مع رغبة السودانيين خاصة فيما يتعلق بالتنازل عن الاراضي السودانية وأضاف بالقول الإدارة الأمريكية تريد أن تمنح الجنوب الأراضي السودانية وهو ما يضع الحكومة في الخرطوم في مواجهة داخلية مع أبناء شعبها . وأكد ضياء الدين أنه على الحكومة ان توحد الجبهة الداخلية وتلتزم الحكمة والتوازن، وأن ذلك لن يتأتى إلا من خلال ترك الحزب الحاكم لسياسة الإقصاء للآخرين وإطلاق الحريات. الخبير الاقتصادي د. كبج يرى أن السودان يتضرر من رفضه مرور النفط الجنوبي عبر أنابيبه ! وكذلك جنوب السودان وقال: إن صحت التصريحات التي رشحت في الصحف بأن هناك اتفاقاً بين الجنوب وإسرائيل حول النفط وأن الحزب الحاكم بالسودان يرفض ذلك في أنه سيؤثر على السودان خاصة وان الميزانية المبنية على عجز كبير جداً مرتقب ان تكون تغطيته وفقاً لنتائج المفاوضات بين الدولتين الجارية الآن باديس أبابا. واضاف بالقول اذا لم يحدث ذلك ويتم تغطية العجز بمصادر حقيقية فان البرنامج الاسعافي سيتم تنفيذه في ستة سنوات بدلاً عن (ثلاثة) واستدرك كبج حديثه بالقول إن دولة جنوب السودان وان كانت ذات سيادة يجب أن تضع في اعتبارها ان من حق السودان أن يرفض كما استشهد كبج بموقف مصر من تصدير الغاز إلى إسرائيل وأنه بعد زوال نظام مبارك لم تتحدث الحكومة المصرية عن ايقاف التصدير نهائياً لكنها تحدثت عن جانب الفساد.

وقال إن حكومة السودان كانت تتوقع في الظروف الجديدة ان يتم اتفاق لانهم وضعوا 7 مليار جنيهاً وهذا ينعكس على السودان بايرادات ايجابية . والقرار مجمد لان حكومة السودان ربطت ذلك بالمسائل الأمنية. وأضاف بينما استعجلت حكومة الجنوب ذلك.

وشكك الخبير الاقتصادي كبج في صحة مارشح بالصحف وقال إن كان ذلك صحيحاً فإنه لا يمكن اعتماد تصريحات مسؤلي المؤتمر الوطني التي وصفها بالمختلفة مستشهداً بموقف قصف مصنع اليرموك، وتصريحات أمين حسن عمر مسؤول الفكر بالوطني الذي جاء استشهاده بالآية الكريمة «وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل» وتساءل عن هل نملك نحن القوة لمواجهة إسرائيل.

ويعتبر المراقبون للمشهد السياسي إن الجنوب الأكثر تضرراً من عدم مرور نفطه عبر الأنابيب السودانية.

تقرير: فاطمة أحمدون
smc

‫7 تعليقات

  1. رجعنا تاااني لحجوة ضبيبينة!!
    عوض الله ضرب حسنين … حسنين ضرب عوض الله

  2. لديهم كل الحقوق
    [img]http://s09.flagcounter.com/mini/ZbQh/bg_ffffff/txt_fffffc/border_ffffff/flags_0/.jpg[/img] [img]http://s03.flagcounter.com/mini/ppHy/bg_ffffff/txt_fffffc/border_ffffff/flags_0/.jpg[/img]

  3. حيصل شنو لو ناس الحكومة بقو رجال ولو لمرة واحدة وقال انهم لن يفتحو خطوط نقل البترول للجنوب ,اكيد نفس الجهات التي تضع العقدة علي المنشار ستكون هي من يسعي لاثناء السودان للتراجع عن هذا القرار

  4. هل نحن السودانيين متلقيين نكد وحجج ؟
    شنو المشكلة البترول يمشي اسرائيل او الصين …
    الفلسطنيين زمان عملوا اتفاقية سلام ونايمين في العسل معاهم وكل يوم رئيسهم يقابل اليهود ومبسوطين اخر حلاوة . بالله هسي غزة المحاصرة ما احسن من كتير من مدن السودان …خلاص نحنا الشباب جيلنا راح شمار في مرقة وربنا يعوض الاجيال القادمة بحكومات تفكر في مصلحة شعبها اولا واخيرا
    الى متى نعيش في وهم ما ليه اخر.

  5. [SIZE=6]من حق دوله جنوب السودان بيع نفطها لاي دوله في العالم حتي ولو كانت اسرائيل …. و رغم انف مجموعه الهوس الديني (الكيزان)لان الشمال دوله عبور وليس هو المالك حتي يعترض او يوافق[/SIZE]

  6. هذا ليس هوس دينى يا سكران هذا مبدأ وأنت يا أطرش لو الآن خارج السودان إنظر لجواز سفرك ممكن تسافر إلى أى مكان فى العالم إلا إسرائل لأنها عدوك وعدو الأمة الإسلامية نعم الجنوب يبيع نفطه لأى جهة تعجبه لكن عبر مواسير أخرى يا ماسورة

  7. الناس البجعجعوا ديل ما جايبين خبر ، البترول دا لو الجنوب عاوز يبيعه لأسرائيل إلا ينقله بالطائرات عشان يصل مجمد لأنه عاوز تسخين ولكن عبر السودان جالون ما بمر لأسرائيل لكل الواهمين.