ثقافة وفنون

الصادق المهدي : الحرف ذكر واللغة أنثى!

وصف الإمام الصادق المهدي رواية بنفسج في حديقة البارود، للأديبة السودانية زينب السعيد بأنها: آسرة وتشدّك إليها..!
وكتب المهدي معلقاً على الرواية التي دشنتها مؤسسة أروقة الثقافية أمس بقوله: بعض النصوص سهلة كأنك تلقف مهلبية، وأخرى صعبة كأنك تكُد الدوم! وهو مقياس أول لنجاح الرواية. وقال الصادق إن الرواية تجعلك تتفاعل مع شخصياتها كأنك جزء من مجتمعهم، وكأن أشخاصها جيراني في حي يرعى حق الجوار.

صحيفة حكايات
zinabsaeed وقد كتبت زينب السعيد عن روايتها في صحيفة آخر لحظة قائلة:
بنفسج في حديقة البارود
[/B][/COLOR] للكتابة عندي قصة بدأتها في المرحلة الابتدائية.. بأن أحول خاتمة أي كتاب الى خاتمة أخرى…!! وجودي في أسرة تعشق الحرف والكتاب، جعلني أصاب بالعشق، إضافة للجينات الوراثية استيقظ الفجر على صوت أبي- رحمه الله- وهو يتلو القرآن، وعند عودته من العمل لا ينام عصراً إلا بعد أن يقرأ جزءاً من كتاب.. غرفته محتشدة بكل أنواع الكتب ابتداء من أمهات الكتب وحتى القصص والمؤلفات الجديدة، وهذا أمر ليس بمستغرب، فهو من ذاك الجيل المثقف الواعي الذي يحب الوطن حد الوله، ويتمسك بالعقيدة لدرجة التعصب ويسمع الحقيبة ويقرأ الكتب حد الإدمان.. الغريب أن (أمي) أيضاً رحمها الله كانت امرأة مثقفة تعشق القراءة، وما وجدت لحظة فراغ إلا ووجدتها تقرأ، في زمن لا يفعل فيه نساء جيلها أكثر من الطبيخ والمشاط والنميمة وحديث الأزواج.

دفاتري الصغيرة والكبيرة الموجودة حتى الآن شاهدة على آلاف القصص والعبارات!! لقد شببت على الطوق ووجدتني أقرأ وأكتب..!!

دراستي للقانون فتحت أمامي آفاقاً وجعلتني أشاهد وأتعرف على عوالم أخرى، وأنواعاً متباينة من البشر.. الظالم والمظلوم.. الجاني والضحية.. القاتل والمقتول.. حكايات وأحزان.. مآسي ومظالم.. دماء وأموال.. قذف وسباب.. موت وانتحار.. والعقل الباطن والواعي يجمع ويرتب كل الأحداث المأساوية في لذة وتفانٍ فنحن (نحب الرقص على الأشلاء).

الصحافة عالم آخر.. مساحة للتعبير.. تجعلك تبصر ببصر حديد.. وكاميرا رقمية لا تخطئ الأحداث ولا تتجاوزها.. تجعلك أكثر ملاحظة وتشاهد ما لا يشاهده غيرك، وتكسبك درجة عالية من الحساسية والخبرة والمعرفة بما يدور في كوامن الناس بلا بوح…! جربت أن أكتب في كل أسبوع قصة قصيرة كسراً للرتابة وتنفيثا لما يدخر في الدواخل من قصص وحكايات مرت ولا زالت مختزنة في الذاكرة، تسبب كثيراً من الوخز، لا يخف هذا الوخز إلا بعد أن تراها على الورق… استوقفت هذه القصص بعض الناس منهم أستاذي الجليل عبد العظيم صالح (صاحب السهل الممتنع)، كان يعلق ويردد تجاوزي حدود القصة القصيرة، فانتِ تملكين الأدوات اللازمة لذلك بامكانك كتابة رواية..

ومن هنا بدأت الرواية.. من حيث يظن الآخرون.. بك أحسن الظنون ويكتشفون طاقات كامنة في داخلك أنت نفسك لا تعرفها.. فكرت وتجاوزت مرحلة الفكرة.. واختمرت الزوايا في داخلي وتمثلت الشخوص، وتخيلت الأمكنة.. الأحداث العاصفة في تجاربي العملية والحياتية جعلتني أميل نحو الشجن والدراما وتلك المآسي التي نرفضها كلياً، ولكن يحلو لنا البوح بها لنكسب عطف الآخرين!! عانيت من مخاض الميلاد.. وألم الطلق.. واحتشاد الأحساس الذي يسبق بعضه بعضا.. بدأت الكتابة في يوم شاتٍ واستعنت بالحزن والانكسار، وأطلقت عنانهما.. وبكيت وتباكيت على كل مآرب فاتتنا وكل مطلب استعصى علينا.. وكل أمنيات ارتجيناها وعانقت المستحيل.. كتبت بعبرة النساء.. وكيف للمرأة العفيفة الانزلاق في دنيا الخطايا.. والشرب من كأس الحرام.. بحثت عن أسباب ومبررات لم أجد سوى الضعف والاستسلام.. قسوت على البعض من قبيلة الرجال-السلبي- الانتهازي-الخائن- القاسي- وبدل أن أبلل زهور البنفسج وبطلات روايتي بعطر الندى أشعلت تحت جذورهن الرقيقة بارودا يزكم الأنوف ويعدم الإخضرار والإزهار..

تجربتي الأولى في دنيا الرواية كتبتها بفطرة وبساطة.. وكأني أحكي مشاهد ماثلة في مجتمعنا، نتعامى فيها الشوف، ونسكت خوفاً أن نوصم بأننا مجتمع فيه اهتراء وتمزق.. شتات وحزن.. عشق وخيانة.. انكسار وانتحار.. وفيه أيضاً صبر وتماسك إرادة وعزيمة.. صمود وتحليق….!!

حتماً للتجربة الأولى سوءاتها وعثراتها واخطاؤها، لكنها الخطوة التي تسبق الألف ميل، عذري أنني بها اكتشفت قدرات لم أكن أظن أنني أملكها، وهكذا الإنسان لا يعرف مدى قدراته ومواهبه حتى يموت.[/SIZE]

‫2 تعليقات

  1. [B][SIZE=7][COLOR=#FF002E]

    الحرف ذكر واللغة أنثى.. وإنت الإمام.. والشبخ… ما تزوجهم يا شيخنا على سنة الله ورسوله…. ياهو الفضل…[/COLOR][/SIZE][/B]