تحقيقات وتقارير

في ظل ضعف الرقابة وغياب المحاسب

[JUSTIFY]مسميات حسبنا بان الزمن قد تجاوزها بعد ان قفزت افكار اكثر تحضرا وثقافة وبدأت سلوكيات الناس تتجه الى الخيار الافضل خاصة في جوانب الصحة ولكن مصطلح ( الكيري ) في اللحوم لا زال يقفز بين الحين والآخر … الا ان المصطلح قد تطور وفق مفاهيم حديثة تحمل ذات الصبغة من اهمال جانب الصحة الغذائية في اللحوم ، في ظل عدم وجود الرقيب والمحاسب وسقوط الاهتمامات المباشرة بالمزارع ومتابعة نشاطاتها ، مما اتاح فرضه لضعاف النفوس من المستثمرين لدخول المجال وتلويث المنتجات بإضافة هرمونات والوان ومواد كيميائية لتسريع نمو الكتاكيت وبعضها لكسب اللحوم المصنعة الوان محفزة في العرض والبيع ، تنعكس على المستهلك بصورة مباشرة في شكل سموم تترسب على الجسم مسببة الفشل الكلوي والسرطان ، وكانت الجمعية السودانية لحماية المستهلك قد تطرقت السبت الماضي الى ما يدور داخل تصنيع اللحوم والدواجن وكشفت عن جملة مخالفات ، ساقت (الصحافة ) الى البحث عن ما وراء تلك الحقائق التي اكدت بان عدم التنسيق بين الجهات المسئولة ومراقبتها كانت وراء كل ما يدور في سوق اللحوم بشقيها ( البيضاء والحمراء ) .

وكانت مدير الجودة والتصنيع بمصنع القوصي الدكتورة أحلام هارون الصائغ قد تحدثت في ورقتها (الهمجية في مساطب الذبح العشوائية) التي قدمتها في منتدى حماية المستهلك أن جميع المجازر الآلية غير مطابقة للمواصفات، وأن المساطب العشوائية تمثل معقلا للكيري المقنن، خاصة وان ذبح كل فصائل الحيوانات يتم في موضع واحد، وأضافت ان إجراءات الذبح في المساطب العشوائية تتم على الارض ، بمعدل مسطبة لكل حي، لذا طالبت أحلام بإغلاق المساطب العشوائية ومنع الذبح الكيري، خاصة وأن المجازر الآلية تستطيع أن تغطي الحاجة.
وتحدث رئيس شعبة مصنعي منتجات اللحوم باتحاد الغرف الصناعية الدكتور عماد عصمت أبورجيلة عن وجود معمل للحوم المصنعة ( سجك- لحمة مفرومة ) غير مطابق للمواصفات والجودة يدار بواسطة أجانب، يضيف مادة مدمرة للجهاز العصبي، تستعمل (بالكمشة) وهي تباع في السوبر ماركت والأسواق، وأفصح في ذات الوقت عن تداول منتجات غير مسجلة تشكل خطورة على المستهلك، كما تحدث عن تحويل نشاط بعض الجزارات لتجاري حيث تتم تعبئة وتداول اللحوم في أكياس مطبوعة ، مما اثر على سوق اللحوم بالخارج وجعلها تدخل في سياق المرفوض لعدم وجود مسالخ معتمده مما يعطل مسيرة الاقتصاد لعدم وجود منتجات مرخصة ومسالخ مؤهلة .

وفي حديث تحذيري يشير الى مكامن الخطر والى ضرورة تضامن جميع الجهات ذات الصلة وعدم تهاونها في هذه القضية وأكد رئيس مجلس ادارة الهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس واتحاد البياطرة البروفسير هاشم الهادي، في حديثه ( للصحافة ) انه ومن الناحية العامة هناك شروط يجب ان تنطبق على أي مزرعة سواء كانت مزرعة دواجن او تسمين او البان او حتى صوبات زراعية ( بيوت محمية ) ولا بد ان تباشر هذه المزرعة عملها من خلال ترخيص واشراف فني ، وفي مزارع الدواجب يجب ان يكون هناك اشراف بيطري يستوجب معه حصول أي حيوان على كرت صحي ، وضرورة الكرت الصحي تكمن في ان بعض الادوية عندما تعطى للحيوان تدخل الحيوان في فترة السحب لعدة ايام ، وفترة السحب تختلف بحسب نوع الدواء فهناك دواء يظل في جسم الحيوان 15 يوماً يجب ان لا يتم ذبحه فيها وبالنسبة لحيوانات اللبن يصبح منتوجها غير قابل للاستخدام لذا لا بد من وجود كرت صحي لكل حيوان ويكون لكل حيوان رقم يميزه عن غيره ، وهناك ادوية تكون فترة السحب فيها اسبوع واحد وادوية الطفيليات تدخل الحيوان في فترة سحب تستمر 28 يوماً لا يذبح فيها ولا يتناول لبنه لذا لا يفضل استخدام الادوية التي تكون معها فترة السحب طويلة مما يولد الرغبة في محاولات تفاديها . وتعتبر الادوية ذات اثر كيميائي خطر ، ولكن اخطر هذه الادوية على الاطلاق ( الهرمونات ) لانها تحدث ترسبات دوائية في جسم الحيوان ، وخطورة الهرمونات تكمن في خطورة هرمون الاستروجين الانثوي وهو هرمون يتم افرازه بطريقة طبيعية من المبيض في اناث البشر واناث الحيوانات على حد سواء واستخدامه يؤثر على الرجال والاناث فهو احد مسببات سرطان الثدي ، وهذا الهرمون تاريخيا يعطي للدواجن ولكن في سرية تامة ويعطي للديوك ويحقن في الرأس باعتبار ان الرأس لا يتم اكله ويعمل على زيادة نمو الكتكوت والهرمونات مختلفة وهي على اربعة انواع هناك هرمونات للحليب وكل هرمون له طبيعة عمل مختلفة .
ويضيف بروف الهادي ان الحيوان في رحلته الحياتية يعطى مضادات حيوية تساعد على سرعة النمو وتعتبر كل هذه الطرق التي تدخل فيها التركيبات الكيمائية في قمة الخطورة لما ينعكس بطريقة مباشرة على صحة المستهلك ، ويضيف الهادي : من المعروف تاريخيا ان عمر الكتكوت هو 45 يوماً يكون بعدها قابلا للذبح وان كان هناك من يفضل الذبح في عمر 40 يوماً ويكون هذا في ظل وضع غذائي طبيعي يستهلك فيه الكتكوت 40 كيلو من العلف، وجاءت التدخلات الكيميائية التي يستخدمها ( الشفقانين ) والجشعين حتى لا يكلفهم الكتكون كميات الاعلاف ، فكلما قل عمر الكتكوت تكون قد وفرت كميات من العلف .

ويذهب الهادي في حديثه : بان خطورة النتائج تستلزم الاهتمام من قبل الجهات المختصة ومتابعة عمليات الصحة في الذبح في الدواجن او في اللحوم الحمراء وما تم اكتشافه من وجود مزرعة عشوائية تقوم بدون مواصفات وبعيدا عن الرقابة يمثل امرا مزعجا وخطرا ، واي شئ له مواصفة والمزرعة لها مواصفة وهيئة المواصفات لها لجان للدواجن تحدد مساحتها وعدد الموجود فيها من الحيوانات والعمال وسلامتهم الصحية ولا بد من متابعة نشاطها تحت اشراف بيطري وارجع الهادي وجود المزارع العشوائية الى مسئولية المحليات ووزارة الزراعة الولائية والاتحادية على حد سواء ، واضاف اذا ارتفعت البلاد بمستوى السلامة الصحية سوف تخفض من كمية استخدامات الادوية ، وطبيعة المستثمر انه جشع لذا لا بد من مراقب في ظل فتح باب الاستثمار وتشجيع المستثمرين والزام المستثمر بالعقودات التي تضمن من خلالها الالتزام بالمواصفات النوعية . طالب الهادي بوجوب تنظيم العمل والرقابة في المزارع والمسالخ وايجاد لجان بيطرية تتبع للمحليات تتابع خروج اللحوم من المسالخ الى الجزارات مع التنسيق مع اللجان التي تخضع الحيوان للكشف قبل الذبح بالطرق المثلى واعادة الكشف عليه بعد الذبح اذا ما كانت هناك اجراءات داخلية غير صالحة للاستخدام يجب ابعادها ومن ثم ان يتم ترحيل اللحوم بواسطة عربات مبردة ويتم تعليق اللحوم في شناكل ، وحتى الجزارات يجب ان تكون مبردة .

وللحديث عن الاثر الغذائي الناتج عن أصافة الهرمونات للدواجن تحدث للصحافة ( الخبير الغذائي رئيس قسم علوم الغذاء بجامعة كردفان الدكتور عبد الرحمن احمد محمد : انه فى صناعة الدواجن تتم أضافه العديد من المواد مثل الهرمونات والمركزات والمخلفات من (دم وعظام وأحشاء داخلية ) و تستخدم كعلف ، وتكون حتما مضرة بصحة الإنسان اذا اضيفت بكميات كبيرة بغرض زيادة النمو للدجاج اللاحم وزيادة نسبة الإنتاج للدجاج البياض ،وأضاف ان الدواجن تضاف اليها مضادات حيوية بغرض حمايتها من الأمراض لكن للمضادات آثار سلبية اخرى لكونها تترسب فى اللحوم والبيض ، اما الهرمونات التى تضاف للدجاج فهي عبارة عن هرمونات انثوية ولها اثر اكبر على الإنسان من ناحية فسيولوجية لأثرها التراكمى فى الجسم بمعنى اى كمية يتناولها الشخص تتراكم داخل الجسم في شكل دهون تغير من شكل الانسان ويضيف عبد الرحمن ان دول الخليج باعتبارها اكثر الدول تناولا للدجاج فأثر الهرمونات الانثوية واضح على اشكال الرجال ، ومن ناحية الذبح يلاحظ عند عملية الذبح لايتم السماح بنزف كل الدم الموجود بغرض زيادة الوزن وهذا الدم ضار بالصحة ، وكذلك اشار الى عملية التنظيف بالماء الساخن وما يصاحبها من اخطاء صحية لاحتواء الماء على كمية من القاذروات التى تخلفها الدواجن ويتم غمس كمية اخرى دون تغييرها مرة اخرى وان تراكم تلك المواد يصل الى الجرعة المسرطنة ثم تظهر اعراض المرض على الانسان .
وفي حديثه عن اللحوم الحمراء يقول دكتور عبدالرحمن هنالك بعض المواد الحافظة والالوان الصناعية الطبيعية المصرح بها من وزارة الصحة لكن للاسف الشديد تضاف بالمصانع كميات كبيرة من الالوان والمواد الكيمائية مثل نترات البوتاسيوم وكبريتات النحاس وقطرات الفحم التى تكسب اللحوم اللون الاحمر( للسجوك ، والكفتة ، والمارتديلا ، والباسترما ، وغيرها ) دون مراعاة الضرر الصحى لعدم وجود الرقابة والضوابط بالمصانع وقال ان جميع المصانع ليس لديها الموازين الخاصة بمواصفات الاغذية ، وقال المواد الحافظة والالوان الصناعية التى تضاف للحوم الحمراء تخلف اضراراً جسيمة منها تشويه الاجنة اضافة الى ولادة اطفال يعانون نقص الاكسجين .

تحقيق : تهاني عثمان / هويدا المكي
صحيفة الصحافة [/JUSTIFY]

تعليق واحد

  1. اللهم لا اعتراض .. طيب وين كتباتنا وبكانا اليومي عن انه مافي رقابة ومافي سيد وجعة ..
    يا جماعة خلاص اكتفينات جيبوا اخبار شوية سمحة اصله البلد دي مافيها شيء سمح