بالصور .. عرس من “الزمن الجميل”.. بقصر الحصن
تجلس “شمة” بهدوء تام مرتدية “البرقع”، وقد أحاطت بها سيدات مسنات لنقش الحناء على يديها ورجليها، وأصواتهن ترتفع بالتبريكات والدعاء للعروس والعريس. وخلف باب البيت مباشرة، يقف العريس “راشد” بين أصحابه مرتدياً الزي التقليدي وينتطق خنجراً عربياً ويهش بعصا من الخيزران متمايلاً بين أصحابه في حركات رشيقة مرددين أهازيج شعبية فرحاً بالمناسبة السعيدة.
من يرى المشهد، لا يتبادر إلى ذهنه في البداية أن القضية مجرد تمثيل لـ”عرس من أيام الزمن الجميل”، في إطار مهرجان “قصر الحصن” الثقافي.
كون الموضوع مجرد تمثيل أتاح لنا الدخول دون حرج، وبأجهزة التصوير، إلى غرفة تجهيز العروس، لتتحدث لنا مريم (أم العروس) وهي منهمكة في المفاضلة بين أثواب العروس التي تسحبها واحداً تلو الآخر من صندوق خشبي مطرز بالنحاس، ومليء بالثياب وقوارير العطور، كعدة خاصة للعروس تفرضها التقاليد القديمة على كل عريس، بحسب مريم التي تؤكد أن هذه العادات اختفت نهائياً، أو كادت تختفي من الإمارات.
وتضيف مريم خميس أن هذه الصندوق في العادة يحتوي على العديد من الثياب والأشياء منها “المخورة” و”المزارية” إضافة إلى الذهب، وكل صيغة منه لها مسماها الخاص، مثل “الطاسة” و”الشغاب”ومنها “الدلال”، الذي يتميز بنقوش وحبات تتدلى في وحدات زخرفيه بديعة، إلى غير ذلك من الحلي الذي يزين عنق ويدي الفتاة وجبينها.
وعن مراحل سير العرس الإماراتي التقليدي تقول مريم: ينقل الصندوق إلى بيت أهل العروس في أجواء فرح وبهجة، حيث تجتمع النساء ويطفن في أنحاء الحي حاملين جهاز العروس كنوع من المباهاة، قبل أن يصلن إلى بيت العروس، حيث كانت الأفراح تستمر لمدة أسبوع يتخللها الكثير من الرقصات والأغاني الشعبية، وتقديم الأطعمة والحلويات المحلية، حيث تجهز الذبائح وتقدم الأطعمة بسخاء طيلة أيام الفرح.
وتحت ساحبة كثيفة من عبق البخور تلتقط إحدى جارات مريم أنفاسها لتقول: أنتم الآن محظوظون لترون “تمثيل” هذه الأشياء عن قرب وكأنها حقيقية في الواقع، فالعروس في العادة تكون محتجبة عن الناس لمدة أسبوع كامل، ولا يراها أحد غير أهلها، لتظهر في أبهى صورة عشية الزفاف.
صحيفة الاتحاد الإماراتية