[JUSTIFY]
يبدو ان الفراغ قد خلف الكثير من المؤشرات السالبة في المجتمع فصارت السوالب سمات عامة واساسية في تركيبة المجتمعات اذا لم تحسنها فانت في مفترق طرق تتناوشك سهام القيل والقال لان ارضاء الناس غاية لايدركها كل الناس وبهذه الكيفية يصبح السعي وراء رغبات وكيفية تحقيقها هم شاغل ،، ولكن بالرجوع الي حقيقة الامر نجد ان الحكمة التي تقول (من راقب الناس مات هما ) لم تعد معيارا اصيلا في المجتمع لان الهم الشاغل للمجتمع صار اين كان ؟ وأين ذهب ؟ وكيف صار هكذا ؟ وكيف سيكون مصيره ؟ والشاهد في الاحياء والمؤسسات نجد الحال ينبئ بان المهن الاساسية هي تتبع عورات الناس في المأكل والملبس والمشرب والتغلغل في خصوصيات الناس وتعرية شئوونهم الداخلية ،،فنجد العديد من القيم السمحة قد تلاشت فالسر الذي اخرجته من بين اضلعك الي صديق تظنه حريصا عليك تجد ذرات الهواء تتحدث فيه حتي ما اصاببك من خير او شر يفسره كل حسب هواه ، ورغم ان القرآن الكريم قد اوصي في محكم تنزيله بسم الله الرحمن الرحيم(وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ) الحجرات:الآية 12
و وايضا ماجاء في معني الحديث النبوي الشريف وعن تلك المرأة صاحبة الطول الفارع التي نظرت اليها السيدة عائشة بدهشة من شدة طولها فماكان منه صلي الله عليه وسلم إلا وأن أمرها بالبصق فاذ هي قطعة لحم رغم انها تحدثت مع نفسها عن طول هذه المرأة ،، اذا مابال الذين ياكلون لحوم اخوتهم ويظلون في حديث دائم عنهم لاشغل ولاهم لهم الا الاشتغال بالناس وامورهم وتناسوا ان تلك الايام نداولها بين الناس وهنا لابد ان تذكر الابيات الروائع للامام الشافعي- رحمه الله وهي :_ان شئت ان تحيا سليما من الاذى ودينك موفور و عرضك صيّن
لسانك لا تذكر به عورة امرئ فكلك عورات و للناس السن
و عينك ان ابدت لك معايبا فدعها و قل:يا عين للناس اعين
و عاشر بمعروف و سامح من اعتدى و فارق و لكن بالتي هي احسن
صحيفة المشهد الآن
[/JUSTIFY]