شوقي إبراهيم عثمان

الكاتب علي ياسين..والإسقاط الأدبي السياسي على الواقع!!


الكاتب علي ياسين..والإسقاط الأدبي السياسي على الواقع!!
النقطة المحورية للعمل الأدبي الكبير: حوار مع المناضل “إبليس” في سجنه، لعلي ياسين هي أن الكاتب رغب أن يقول أن الإنسان قد يتفوق في الشر على إبليس أو على ذرية إبليس!!

فهذا التفرس الأدبي الاستقرائي لواقع الحال الإنساني أو هذه النقطة المحورية من المؤلف ليست غريبة، يؤيدها القرآن نفسه، خاصة إذا فهمنا أن كلمة “الشيطان” لا تعني كائنا أو مخلوقا معينا كما عرفها الشيخ صالح الكرباسي في المقالة الأولى كلمة الشيطان حالة قد تعني الإنس أو الجن أو الدواب إذا توفرت شروطها وهي البعد عن الخير والاستدامة في عمل الشر، وبدءا من سورة الناس يقول الله تعالى: (قل أعوذ برب الناس* ملك الناس* إله الناس* من شر الوسواس الخناس*الذي يوسوس في صدور الناس* من الجنة والناس) أي الاستعاذة من شياطين الجن والأنس معا، ومرورا بالآيات التي تجمع الجن والأنس (فقاتلوا أولياء الشيطان)، (ويوم يحشرهم جميعا يا معشر الجن لقد أستكثرتم من الأنس) أي في الشيطنة، (ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والأنس)، (وتمت كلمة ربك لاملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين)، (يا معشر الجن والأنس ألم يأتكم رسل منكم يقصون عليكم آياتي)، (وإنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا)، (وما خلقت الجن والأنس إلا ليعبدون) الخ.

هنالك آيات كثيرة تضع الجن بشكل موازي مع الإنس من حيث الثقل والمسؤولية، فهم أي الجن مخلوق آخر خلقوا كما خلقنا لعبادة الله تعالى يتناسلون ويتكاثرون، وبعد هبوط جنس الجن إلى الأرض أرسل الله إليهم منهم رسلا، كما أرسل إلينا من جنسنا رسلا ليقصوا عليهم وعلينا آيات الله..والإنابة إلى الله!! ولكن لله حكمة مستترة أن يأمر الله تعالى الملائكة والجن ليسجدوا لآدم توقيرا واحتراما له. وفي البداية اعترضت الملائكة ليس اعتراض تمرد بل اعتراض حكمة..(قالوا أتجعل فيها من يفسد فبها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك* قال إني أعلم ما لا تعلمون) لكن شيخ الجن إبليس رفض السجود لآدم وصار وذريته أعداء لبني الإنسان!! ورغم هذا العداء والعداوة كما أخبرنا العليم الخبير هنالك بعض من الإنس يتولون الجن، وقد يخترقون الحجاب ما بين الجنسين ويتعاون الأنس مع الجن مباشرة، لما للجن من قدرات لا يمتلكها الإنس!!

وخلاصة الرؤية التحليلية المستفادة هي: أن الإنسان مغرور، خصيم مبين، خلق ضعيفا، إنه ليؤس، ظلوم كفار، ويدع للشر دعاه للخير، عجولا، كفورا، فإذا مس الإنسان ضر دعانا، وإذا أنعمنا على الإنسان أعرض ونأى بجانبه، يمسك خشية الإنفاق وكان الإنسان قتورا، وكان الإنسان أكثر شيء جدلا، إن الإنسان لكفور مبين، لم يكن شيئا، إن الإنسان خلق هلوعا، وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا، بل يريد الإنسان ليفجر أمامه، وتحبون المال حبا جما، وإنه لحب الخير لشديد، وإن تصبهم سيئة بما قدمت أيديهم فإن الإنسان كفور، ولقد خلقنا الإنسان في كبد، إن الإنسان لربه لكنود، إن الإنسان لفي خسر، يوم ندعو كل أناس بإمامهم، وأكثرهم للحق كارهون، ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله الخ. هذا جزء صغير في الإنسان، رغم أن رجال الدين الجهلة يصورونه عظيما فيركب الجميع الغرور!! وقد يخلط البعض ما بين لفظة الشيطان ولفظة الجن، وقد يعتقد البعض جهلا أن الله خلق الجن أو قوم إبليس للشر الخالص وهذه لا تجوز على رب العالمين فالله تعالى لا يصنع شرا، وقد لا يفهم البعض من الناس أن الإنسان يمكنه أن يصبح شيطانا فالشيطنة هي حالة وليست كائنا، الكائن هو الجن – بينما أصل المسألة غير الاعتيادية يا سعد هي أن إبليس شيخ الجن وذريته قرروا أن يصبحوا أعداءً لنا بني الإنسان – لا غير!!

فكما في ذرية آدم هنالك فرق مؤمنة وتخشى الله وفرق ضالة ومضلة تتشيطن دون الحاجة إلى تدخل إبليس، كذلك في ذرية إبليس فرق مؤمنة تخشى الله وفرق ضالة ومضلة، وهؤلاء الأخيرين يعادوننا بشكل خاص فذاكرتهم متورمة لا ينسون أننا السبب في طردهم من رحمة الله!!

ومواصلة مع الكاتب علي ياسين في اسقاطاته الأدبية على المتأسلمين المتشيطنين، نقول:

لا شك، كما كتب الكاتب علي ياسين، نجزم معه حقا أن إبليس وذريته هم شيوخ المناضلين، ناضلوا لكي يثبتوا لله تعالى أن ما خلقه بيده أي آدم لا يستحق أن يسجد له جدهم الكبير إبليس، ولقد نظر الله تعالى الجد وذريته لكي يثبتوا لربهم ذلك إن أستطاعوا (وَقُلْنَا اهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ) البقرة، 36. نعم لقد أعطى الله إبليس طلبه بأن ينظره وحتى يوم معلوم (قال رب فانظرني إلي يوم يبعثون، قال فانك من المنظرين، إلي يوم الوقت المعلوم، قال فبعزتك لأغوينهم أجمعين، إلا عبادك منهم المخلصين، قال فالحق والحق أقول، لأملان جهنم منك وممن تبعك منهم أجمعين). إذن فهو يناضل وذريته بالمعنى الحرفي ولا يضيع وقتا مثل الأنس في الشعارات!! فما دخل سعد احمد سعد وما هي اعتراضاته على المشيئة الإلهية في نضال إبليس؟ فهل سعد أعلم بشؤون الخلق من الله تعالى؟

وإذا الشيء بالشئ يذكر لنتأمل التالي: فحتى إبليس يتطاول ويطمع في شفاعة رسول الله (ص). فهمنا هذا التطاول والطمع عندما تهافت عمر ابن الخطاب على أرومة الرسول (ص) فذكر نبينا المعصوم أهمية نسبه الشريف وآل بيته الطاهرين المطهرين وأنه مستمر ولا ينقطع إلى يوم القيامة!!

وعن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: توفي لصفية بنت عبد المطلب رضي الله عنها ولد، فبكت فقال لها رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم: تبكين يا عمة. من توفي له ولد في الإسلام كان له بيت في الجنة يسكنه. فلما خرجت لقيها عمر فقال لها: إنَّ قرابة محمد لن تغني عنك من الله شيئاً فبكت، فسمع رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم صوتها ففزع من ذلك، فخرج وكان صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم مكرما لها يبرها ويحبها، فقال لها: (يا عمة تبكين وقد قلت لك ما قلت: قالت ليس ذلك أبكاني وأخبرته بما قال عمر، فغضب صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم. وقال: يا بلال هجِّر بالصلاة ففعل ثم قام صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، فحمد الله وأثنى عليه وقال: ما بال أقوام يزعمون أنَّ قرابتي لا تنفع إنَّ كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلا نسبي وسببي وإنَّ رحمي موصولة في الدنيا والآخرة) (مجمع الزوائد للهيثمي).
وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، قال: (كان لآل رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم خادمة تخدمهم، يقال لها بريرة، فلقيها عمر، فقال: يا بريرة غطي شعيفاتك فإنَّ محمدا لن يغني عنك من الله شيئاً، قال: فأخبرت النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، فخرج يجر رداءه محمرةً وجنتاه. وكنا معشر الأنصار نعرف غضبه بجر رداءه وحمرة وجنتيه، فأخذنا السلاح ثم أتيناه، وقلنا: يا رسول الله مرنا بما شئت؟ والذي بعثك بالحق نبياً لو أمرتنا بأمهاتنا وآبائنا وأولادنا لمضينا لقولك فيهم، ثم صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه: ثم قال: من أنا؟ قلنا: أنت رسول الله. قال: نعم، ولكن من أنا؟ قلنا: محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف. فقال: أنا سيد ولد آدم ولا فخر، وأنا أول من تنشق عنه الأرض ولا فخر. وصاحب لواء الحمد ولا فخر، وفي ظل الرحمن عز وجل يوم القيامة يوم لا ظل إلا ظله ولا فخر، ما بال أقوام يزعمون أن رحمي لا تنفع، بلى حتى تبلغ حاء وحكم، إني لأشفع فأُشفع حتى من أشفع له يشفع فيُشفع، حتى إبليس ليتطاول طمعاً في الشفاعة). (أخرجه الطبراني).
لكن يبدو أن اعتراضات سعد أحمد سعد على الكاتب المؤلف الحقيقية هي لأسباب أخرى وإن كان ظاهرها دينيا ويتركز الاعتراض في الإسقاطات السياسية على لسان إبليس وتشير معظمها إلى الطيب مصطفى وتفاخره بأصله، وكتب علي ياسين كثيرا من المصطلحات السياسية على لسان إبليس تنطبق على الطيب مصطفى ووضعها بين قوسين، تارة إبليس يتقمص الطيب مصطفى وتارة الطيب مصطفى يتقمص إبليس، فهما شخص واحد. فالكل “انتهازيون” و”عملاء” في نظر الشخصيتين، سيان كانوا الملائكة أم المعارضة السياسية على التوالي. فوظيفة الملائكة هي العبادة والطاعة، وبهذه الطاعة قصد علي ياسين المنافقين السياسيين الذي يحيطون برئيس الجمهورية.

وفي شأن عنصرية الطيب مصطفى وأصله أنطق على ياسين إبليس، فقال الأخير محتجا: ({نتو، أولاد آدم، اللي أصلكم الوضيع أصل واحد، الأبيض فيكم بيحتقر الأصفر، والأصفر شايف نفسه أشرف من الأحمر، والأحمر فاكر نفسو سيد الأسود، والأسود قايل نفسو سيدهم كلهم.. ديل انتو الأصلكم واحد، عايزين تزايدوا عليّ أنا، اللي ما في شيء بيلمني مع آدم؟؟).

ومن المصطلحات السياسية التي زقها المؤلف علي ياسين على لسان إبليس وهي ما بين القوسين مع تفسيراتنا طبقا للسياق الأدبي لمقالة المؤلف:
“انتهازيون” و”عملاء” وتعني قيادات الحركة الشعبية، وعموم المعارضة، «الأقدميّة» وهي ميزة تشير إلى سمة التدرج الهرمي في النظام أو في الجيش، على حساب الكفاءة أو المنافسة الحرة. «دكتاتور» تعنى النظام أو البشير. «يُشاورك» سخرية من شورى المؤتمر الوطني. الضيقٌ «بالرأي الآخر» سمة رجال المؤتمر الوطني والنظام القائم. «سجين رأي!» الشعب السوداني. «الضعف» ضعف رجال المؤتمر الوطني نحو نهب المال العام. «إغواءً» رجال المؤتمر الوطني لا يحتاجون إلى إغواء لارتكاب المعاصي، خاصة في رمضان وإبليس سجين. «الطفيلي» الاقتصاد الطفيلي. «الحقارة» كل الموبقات تنسب إلى إبليس السجين ظلما وخاصة تلك التي تحدث في رمضان مثل المسلسلات التلفزيونية وارتفاع أسعار السلع، والنهم على المأكولات الخ. «اعتراض موظف عام أثناء عمله» التهمة التي توجه عادة إلى المعترضين، «إجازة» عطلة إبليس في رمضان، وهو سجين الملائكة، «أسرار المهنة» شغل الغميتي.
هذه جردة لمصطلحات المقالة التي كتبها الكاتب علي ياسين، وقمنا بتفسيرها باختصار، والتفسير قائم على المرمى البعيد للأديب.
ولكن هنالك بعض النصوص التي تستحق القراءة، قال إبليس “في الناس الصايمين وقايمين والقرآن ما بيفارق شفاههم”:
(هه.. نفاق ساكت.. صايمين ويسووا في مسلسلات رمضان!! ما ملاحظ إنُّو أتفه المسلسلات وأكثرها «إغواءً» هي البتسووها في رمضان؟؟ صايمين وتملوا بطونكم بالطيبات؟ تأكلوا في رمضان قدر البتاكلوه في الفطر عشر مرات!! صايمين وساكِّين المسابقات والكسب «الطفيلي»!! في ذمَّتك في زول تقي بيشارك في مسابقات الفضائيات العربية اللي بيقدمنها الممثلات ديلك..عن أُغنية الفنانة فلانة الشفقانة، وفستان الراقصة فلتكانة العريانة، ومنتظرين يفوزوا بالدولارات، وتقول لي صيام وقرآن؟؟ ده كله كوم، والسوق كوم..أكثر موسم للربح الحرام في الأسواق هو رمضان..شركات تتاجر باسم رمضان، وقنوات تلفزيونية تعيش على الإعلانات وأكاذيب التجار في رمضان..رمضان موسم..سوق من أكبر أسواقي في الدنيا، تاكلوا في الفراخ وتحمدوا الله وتقوموا تصلُّوا، وإخوانكم في فلسطين ما لاقين التكتح..قال صايمين وقايمين!! روح بالله!!!).

ولقد أنتقد الشيخ حسن الترابي في حلقة تلفزيونية بالتلفزيون القومي قبل عدة سنوات خلت القوم يلعلعون بالقرآن بدون فهم وأشار بإصبعه إلى شفتيه إشارة إلى جهلهم بالقرآن!! وكذلك امتلأ السوق العربي بتلك المكتبات السلفية (تبيع فقط خمسة كتب: منهاج السنة والعقيدة الواسطية لأبن تيمية، والعواصم من القواصم، والعقيدة الطحاوية للطحاوي المصري، و”التوحيد الذي هو حق الله على العبيد” لمحمد بن عبد الوهاب) وهذا هو دينهم الذي قرره لهم مخابرات دول الخليج!! وكذلك تدير هذه المكتبات السلفية أشرطة الكاسيت التي تلعلع بالقرآن على مدى اليوم بمكبرات الصوت هذه هو تصورهم الساذج للدولة الإسلامية!! بينما تملأ القذارة مركز الخرطوم والسوق العربي، ورأيت بعيني أثنين من الإنس يأكلون من صناديق القمامة بجوار المسجد الكبير، وإن أتيت بعد صلاة العشاء بقليل ستجد الجامع الكبير محوطا بالمساكين، والمجزومين، وبذي العاهات يفترشون الأرض الخ فلعلك تسخر أي إسلام هذا وأية شريعة هذه التي تصبح فيها الدولة خصما لكافة رعاياها المسلمين وكأنهم غير مسلمين!!

يرغبونها دولة سلفية ولا يعرفون أن هؤلاء السلفيين هم ضرب من أضراب الخوارج فهل يدخل السودان التاريخ حين يصبح للخوارج التكفيريين الحروريين أول دولة في السودان!!

أشار نبينا الكريم (ص): إلى الخوارج هكذا (سيكون في أمتي اختلاف وفرقة، قوم يحسنون القيل ويسيئون الفعل ويقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم، يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم وصيامه مع صيامهم يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية، لا يرجع حتى يرد السهم على فوقه وهم شرار الخلق والخليقة، طوبى لمن قتلهم وقتلوه يدعون إلى كتاب الله وليسوا منه في شيء، من قاتلهم كان أولى بالله منهم. قالوا: يا رسول الله ما سيماهم؟ قال: التحليق). أى يحلقون رؤوسهم. ولقد أجمع علماء الأمة إذ لم تنطيق صفة التحليق على فرقة من الفرق الإسلامية الضالة إلا في أتباع الوهابية، لقد كان محمد عبد الوهاب يجبر أتباعه على حلق شعر رؤوسهم، وحين أنتبهوا للحديث عبر انتقاد علماء الأمة لهم أوقفوا حلق رؤوسهم!!

وللبخاري ما يفيد في قضية الخوارج بزيادة في أوله: أن النبي -صلى الله عليه وآله- قال: (اللهم بارك لنا في شامنا، اللهم بارك لنا في يمننا، قالوا: وفي نجدنا، قال: اللهم بارك لنا في شامنا، اللهم بارك لنا في يمننا، قالوا: وفي نجدنا؟ قال: اللهم بارك لنا في شامنا، اللهم بارك لنا في يمننا، قالوا: يا رسول الله، وفي نجدنا؟ فأظنه قال في الثالثة: هنالك الزلازل والفتن، ومنها يطلع قرن الشيطان). ومعنى هذا الحديث أن النبي صلى الله عليه وآله لم يبارك نجد وأهل نجد قط، والسلفية الوهابية ومشتقاتها خرجت من أرض نجد ومن أهل نجد، حتى مسيلمة الكذاب خرج من أرض نجد، بل كل الأنبياء الكذبة خرجوا من أرض نجد!!

إذن لم يكذب إبليس بطل رواية الكاتب الأديب علي ياسين في هؤلاء الذين يأخذون دينهم من نعاثل نجد يقرؤون القرآن ولا يفهمونه ويخرجون من الدين مثل خروج السهم من الرمية ولا يرجعون له فاستباحوا المال العام!! فدولة المؤتمر الوطني ترفع من راية القرآن والشريعة الإسلامية نفاقا، ويدعوا قادتها إلى كتاب الله وليسوا هم منه في شيئ لا يطبقونه على أنفسهم، وبلا شك قد بلغ الجهل ذروته بقيادات المؤتمر الوطني حين يرفعون راية دولة إسلامية تقوم أعمدتها على عقيدة الخوارج الحروريين!!

ويختم الأديب علي ياسين مقالته أن إبليس نفسه لا يتفوق على البشر فله مدير مكتب من الإنس يدير له أعماله الشيطانية وإبليس الكائن نفسه سجين في شهر رمضان، ويجزم إبليس أن أبناءه يتعلمون من هذا المدير الآدمي!! ومن هذه الإشارة أو من هذا الإسقاط الأدبي على واقع الحال، سنفهم أن مدير مكتب الوزير هو من يدير الصفقات المالية الشيطانية نيابة عن الوزير في حكومة المؤتمر الوطني الخ، وفي رمضان بالذات ترتفع أسعار السلع، وتكثر الملاهي، وامتلئ البطون بما لذ وطاب الخ ولنتأمل هذا الحوار الأدبي الإسقاطي:

(الصحفي المحاور: طيب .. أيه خططك، بعد انتهاء فترة السجن والخروج؟
 – دي من «أسرار المهنة».
 – من هم أهم مساعديك من أولادك؟
 – أهم مساعديَّ ليسوا من أولادي، بل من أولاد آدم.
 – ما فاهم!!
 – لمّا أكون في السجن، ما بخلي شغلي لأولادي، لأنهم مساكين وما بيعرفوا الشغل..بخلِّي المهمات الخطيرة لمدير مكتبي وهو من أبناء آدم، ومعهُ فريق كامل من إخوانه، مهمتهم إنجاز مشروعاتي، خصوصاً في فترات غيابي زي رمضان مثلاً، وتعرِف، حكمة الله، الشي البيسوُّوهو الناس ديل في رمضان لو كُنت أنا حُر ما كنت بقدر أسوِّيهو!!
 – وأولادك قاعدين يتفرَّجُوا بس؟؟
 – أبداً، بعتبرها فترة تدريب ليهُم، دايماً بوصِّيهُم يتعلموا من البني آدمين، وفعلاً قاعدين يستفيدوا ويتعلموا حاجات أنا ذاتي ما بعرفها).

هذه هي قصة المقالة الأدبية التي أثارت حفيظة سعد أحمد سعد الذي عندما قراها فهم ما بين السطور أن الكاتب الأديب علي ياسين كان يقصد منبر السلام العادل، والمؤتمر الوطني والنظام السياسي العام الذين بمجموعهم ينادون بتطبيق الشريعة الإسلامية وفي الحق لا ينادي بها سوى نائب رئيس الجمهورية!! فأغضب ذلك المسرور سعد أحمد سعد فكفر الكاتب علي ياسين، وطلب منه التوبة، وسخر من كونه إسلاميا يعلم إبليس الشيطنة، فهل كان على الكاتب أن يستخدم فقه السترة؟ قال:

(فها هو أحد شياطين الإنس يوحي إلى كبير شياطين الجن زخرف القول غروراً منه أنه عضو في الحركة الإسلامية وأنه كاتب جهبذ وأنه قلم من أقلام «الإنتباهة».. وأنه صائم .. وأنه .. وأنه إن هذه البائقة لا يجب أن تمر وتُصرف هكذا بلا مبالاة لا يمكن أن يتاح لكاتب مهما علا كعبه ورسخ قدمه أن يتعرض للذات الإلهية في رمضان ـ أو في غير رمضان ـ بهذا الإسفاف وهذه الوقاحة.. ثم يُطلب منه الاعتذار..).

ويكذب سعد أحمد سعد على الكاتب الأديب علي ياسين على أنه تعرض للذات الإلهية في رمضان، ويكذب عليه بأسلوب ابتزازي. أين وكيف تعرض المؤلف علي ياسين للذات الإلهية لن يجيب عليها الرجل الداهية. فهو يعرف جيدا من أين تؤكل الكتف، وليس بعيدا كذبه وتدليسه مقالا في علي ابن أبي طالب، حقا أن الأديب علي ياسين تعرض لهم هم أي لمنبر السلام الذي تحطم إلى قطع وتعرض أيضا لقيادات تنظيم المؤتمر الوطني الخ، وكذلك سخر الأديب علي ياسين من مشروعهم الإسلامي الذي تقوم أعمدته في تحليلنا على جمع العصافير السلفية من قطر، والرياض والكويت والبحرين الخ. ويختم سعد مقاله متضايقا من الرجل الذي يهدد أو يسفه مشروعه الإسلامي العصفوري بصفته أمينا لصندوق العصافير..قائلا:

(فإن المأساة التي يعرضها علي يس لسجين الرأي وضحية الاضطهاد والاستبداد والدكتاتورية لا تبدو في واقع الأمر إلا مأساته هو الشخصية والتي تتمثل في أنه شخص لا يقرأ..(كتب ابن تيمية وتلاميذه والعواصم من القواصم الخ) أو أنه ضحية مذهبية فاسدة (من يا ترى الشيعة أم الحنفية أم المالكية أم الشافعية أم الحنبلية؟).. بدت وأطلت من خلال كتاباته أكثر من مرة. علي يس.. لا تعتذر، لن يكفي.. تُب إلى الله وكفى.. وغيِّب عنا قلمك .. دعنا ننسى، وإن عُدتم عدنا).

هكذا أنذر وأزبد سعد وتوعد الكاتب والأديب علي ياسين ودعاه أن يترك صحيفة الإنتباهة!!

فالمأساة التي يعرضها علي يس لسجين الرأي وضحية الاضطهاد والاستبداد والدكتاتورية في قالب أدبي مثير لا تبدو في واقع الأمر إلا مأساة الشعب السوداني وليس مأساة الكاتب وحده!! ومن المأساة أيضا أن يتلبس بعضهم ثوب العلماء الكهنة في هيئة مزيفة ومفضوحة همها الأوحد جمع الأموال من دول الخليج.

شوقي إبراهيم عثمان
كاتب ومحلل سياسي
[email]shawgio@hotmail.com[/email]


تعليق واحد

  1. لا فض فوك..
    جمعت فأوفيت
    وأنصفت الأديب الإنسان علي يس.
    مــهــيــار