كوريا الشمالية تطلب من السفارات النظر في إجلاء موظفيها
ويأتي طلب كوريا الشمالية في أعقاب إعلان حكومتها أن الصراع الحقيقي بات حتميا بسبب ما وصفتها بأنها تدريبات “عدائية” للقوات الأمريكية مع كوريا الجنوبية والعقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على بيونجيانج بسبب تجاربها النووية.
ونقلت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) عن وزارة الخارجية الكورية الشمالية قولها “السؤال الآن ليس ما إذا كانت الحرب ستندلع في شبه الجزيرة (الكورية) وإنما متى ستندلع” بسبب “التهديد المتزايد من جانب الولايات المتحدة”.
وأضافت أنه يجب على البعثات الدبلوماسية أن تفكر في إجلاء الدبلوماسيين. ونقلت شينخوا عن الوزارة قولها في إخطار للسفارات إن كوريا الشمالية ستوفر أماكن آمنة للدبلوماسيين بما يتماشى مع الاتفاقيات الدولية.
وذكرت بريطانيا أن حكومة كوريا الشمالية أبلغت سفارتها في بيونجيانج بأنها “لن تكون قادرة على ضمان سلامة السفارات والمنظمات الدولية في البلاد في حالة اندلاع حرب اعتبارا من العاشر من أبريل.”
وقالت وزارة الخارجية البريطانية “نعتقد أنهم اتخذوا هذه الخطوة ضمن حملتهم الكلامية المتواصلة عن أن الولايات المتحدة تمثل تهديدا لهم.”
وأضافت أنها ليس لديها “أي خطط فورية” لإخلاء سفارتها واتهمت حكومة كوريا الشمالية بتصعيد التوتر “عبر سلسلة من البيانات العامة والاستفزازات الأخرى”.
وقال مارتن نسيركي المتحدث باسم الأمم المتحدة يوم الجمعة إن الأمين العام للمنظمة الدولية بان جي مون قلق بشدة من تصاعد التوتر في شبه الجزيرة الكورية لكن عمال الإغاثة التابعين للمنظمة لا يزالون يعملون في كوريا الشمالية حاليا.
وأضاف نسيركي في مؤتمر صحفي في نيويورك “لا يزال موظفو الأمم المتحدة في جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية (كوريا الشمالية) يمارسون عملهم الإنساني والتنموي في أنحاء البلاد.”
وتابع “لا يزال الأمين العام قلق للغاية من تصاعد التوتر في شبه الجزيرة الكورية.”
وقال متحدث رسمي بولندي إن وارسو تعتبر التصريحات الأخيرة لبيونجيانج “عاملا غير مناسب يزيد الضغوط ونعتقد بوضوح أنه ليس هناك أي خطر من الخارج على كوريا الشمالية.” وأضاف أن السفارة البولندية لا ترى حاجة لإجلاء موظفيها.
وقال مسؤول بوزارة الخارجية السويدية “هذا الطلب وجه إلى جميع السفارات الموجودة في بيونجيانج.”
وبموجب اتفاقية فيينا التي تحكم عمل البعثات الدبلوماسية يتعين على الحكومات المضيفة مساعدة موظفي السفارات على الخروج من البلاد في حال اندلاع حرب.
ونقل متحدث باسم السفارة الروسية في بيونجيانج عن وزارة الخارجية الروسية قولها إن كوريا الشمالية “اقترحت على الجانب الروسي التفكير في إجلاء الموظفين في ظل الوضع الذي يزداد توترا”.
وقالت موسكو إنها “تدرس بجدية” طلب كوريا الشمالية. وذكر بيان لوزارة الخارجية الروسية أن روسيا تأمل في أن تتحلى جميع الأطراف بضبط النفس وتعتبر “إثارة الهستيريا العسكرية أمرا غير مقبول على الإطلاق”.
وفي سلسلة التصريحات التي أدلت بها على مدار الشهر الماضي هددت كوريا الشمالية بشن هجوم نووي على الولايات المتحدة وهي خطوة يرى معظم الخبراء أنها لا تقدر على اتخاذها وأعلنت الحرب على كوريا الجنوبية.
ويقول بعض المحللين العسكريين إن كوريا الشمالية ربما تكون قادرة على إصابة بعض المناطق في الولايات المتحدة لكنها لن تستطيع ضرب البر الرئيسي أو شن هجوم بسلاح نووي.
وذكرت وسائل إعلام كورية جنوبية يوم الجمعة أن كوريا الشمالية وضعت اثنين من صواريخها متوسطة المدى على منصتي إطلاق متحركتين وأخفتهما على الساحل الشرقي للبلاد في خطوة يمكن أن تهدد اليابان أو القواعد الأمريكية في المحيط الهادي.
ولم يتسن التأكد من التقرير.
وتركزت التكهنات حول نوعين من الصواريخ ليس من المعروف أنه جرى اختبارهما أحدهما هو ما يحمل اسم موسودان والذي تقدر وزارة الدفاع الكورية الجنوبية ان مداه يصل الى ثلاثة آلاف كيلومتر والاخر هو (كيه.إن-08) ويعتقد أنه صاروخ ذاتي الدفع عابر للقارات ولم يختبر ايضا.
وأضرت الحرب الكلامية التي تشنها بيونجيانج بالأسواق المالية في كوريا الجنوبية رابع أكبر اقتصاد في آسيا.
وقال نائب وزير المالية الكوري الجنوبي تشو كيونج هو “في الماضي كانت (الأسواق) تتعافى سريعا من آثار أي حدث يتعلق بكوريا الشمالية ولكن التهديدات الأخيرة التي أطلقتها كوريا الشمالية أكثر قوة ومن ثم فإن تأثيرها قد لا يزول سريعا
رويترز