نص المؤتمر الصحفي للأمين العام للمؤتمر الشعبي بعد إحتجازه والإفراج عنه
الترابي: هذه السيناريوهات المتوقعة للتداعيات الدولية والقومية والمحلية
{ المجتمع الدولي لن يقطع صلته بخليل ولا بعبد الواحد وبعد قليل يعود العقل والبصر وأنا لست يائساً {
أمين الشعبي أكد رفضهم لاستخدام العنف لتغيير النظام وضرورة المدافعة السياسية ووصف أحداث أم درمان بالمؤسفة
الخرطوم : كرم الدين سعيد – تصوير : رضا حسن
كشف د. حسن عبد الله الترابي الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي في مؤتمر صحفي عقد أمس ملابسات اعتقاله وعدد من قيادات الحزب.
وأكد د. عبد الله حسن أحمد، نائب الأمين العام رفض حزبه استخدام العنف لتغيير النظام وضرورة المدافعة السياسية، واصفا ما حدث في أم درمان بالأحداث المؤسفة لكل الشعب السوداني.
واضاف ان ما حدث من اعتقالات في المؤتمر الشعبي أمر مرفوض ارادت به الحكومة ان تغطي ما حدث من معالجة خاطئة للأحداث.
وفيما يلي تورد (أخبار اليوم) نص المؤتمر الصحفي للترابي الذي بدأ حديثه قائلا :
الاعتقالات طالت (21) واطلق منهم بالتحري نحو (6) حتى الآن وامتدت الى الاقاليم في شمال كردفان وامتدت الى الدور.
الحكومة صورتها اجراءات تحري وحسب، ولكن في الاول بدا اعتقالا في الشكل لاننا اخذنا الي كوبر، وتعلمون كوبر ليس بديوان التحري في السودان، والدور طبعا لا تتحري لان الدور لا تسأل ماذا فعلت وكيف اتصلت بالقوات الغازية على ام درمان، ولكن نحن علمنا الآن ان قائمة خاصة اوحت وقالت لا بد ان نوازن الصدمة لهيبة السلطة لرهبتها مما حدث في ام درمان، كل احد يدرك ذلك طبعا، وكنت لاربعة ايام في ولاية سنار لاشهد مؤتمرا وحسب ونهجنا دائما في المؤتمرات ان نطوف على القرى والمدن في الولاية المعنية. ولكن عادت جبهات اخرى من السلطة وقالت هذا يفسد علينا قضيتنا والاعلام سيصوب الي حدث اخر وكان يمكن رميا على تشاد بالاتهام او رميا على هذه الحركة بالاتهام. الاتحاد الافريقي والامم المتحدة تتعامل معها طبعا في حركة العدل والمساواة في اطار محاولات الحوار وبدلا من ذلك هذا الامر افسد علينا ولذلك جاء وقت متأخر والتحريات اختلفت بين منظومة فيها شئ من الغلظة ومنظومة فيها شئ من اللطف مع الاخرين والاجوبة اختلفت مع من يجيبوا جوابا محدودا لانه لا يدري بالضبط كيف كان قرار الحزب النهائي في كل حيثياته، المبادئ العامة معروفة للجميع بعضهم اجاب وبعضهم كالمتحدث اليكم كان لا يستحقر اشخاص اللجنة العليا من الامن ولكن يستحقر هذه الاجراءات اصلا حتى ولو عقدت في وزارة العدل بكبار مستشاريه، فالاستحقار ليس للاشخاص ولكن للاجراءات نفسها لا جدوى منها من قبل جاوبنا كما قال الاخ الكريم الحكومة كلما غضبت تريد ان تشفي غضبها وكلما انكسرت بشئ تريد ان تعالج كسرها وتصوب علي المؤتمر الشعبي او على آخرين، وفي الاجراءات كلها ما كنت تجد شيئا اصلا قانونا ولا اعلاما، بل ان بعض من تحروا معهم قيل لهم الترابي هناك يجب ان تعترف انت، وقالوا لهم جمعنا كل المعلومات والوثائق والاعترافات فخير لك ان تمضي وتعترف بما تقوم به، بمعني اتخذت كل وسائل الضغوط ولكن عموما لا استطيع ان اقول كان مفاجأة لنا ان نخرج من الامر ولكن الدخول لم يكن مفاجأة لنا، قبل ان ادخل الخرطوم تحدثت مع الذين كانوا معي راجعين من سنار ان الحكومة يبدو مع هذه الضربة ستلتفت اليكم وستفعل بكم الافاعيل، وما كان الفرق بين قدومي الي البيت واعتقالي الا ساعة ونصف، واذا وكان لديكم اي اسئلة طبعا الدكتور بشير ادم رحمة لم يطلق سراحه بعد وادم الطاهر حمدون وحسن ساتي امين العام للشئون الاقتصادية وابوبكر عبدالرازق مسئول العلاقات العالمية لم يطلق سراحه واسامة مسؤول الاحصاء في التنظيم وكذلك اخرون لم يطلق سراحهم سيطلق سراحهم تباعا هذا اليوم بعد تحريات، والمؤتمر كما حدثتكم اصلا لا يصرح الا عن مؤسسة ولذلك نحن – صدقوني قلتها لكم- حتي نحن في سنار خمسة اعضاء كبار حتي نحن لوحدنا لم ندبر امرنا لنسهم به في اجتماع الامانة ودائما الحوادث لا نعلق عليها التعليق الصحفي، الذي نقوله فقط للرأى العام، ولكن اذا حدث حادث ما هو حيثياته التي سبقت وادت اليه؟ تحدث عنها هي حتى لا تؤدي الى مثله غدا او بعد غد، وننظر الي العلاقات العالمية لعلاقات الجوار مثلا او علاقات سمعة الوطن والسلطة وهكذا ووحدة الوطن، ونتحدث عنها وننظر الى آمال السودانيين فيها ان يتفقوا جميعا.
ü رده على اسئلة الصحفيين
ü ما هو رأى الحزب في ما حدث وما تأثير ذلك على السلام في دارفور؟
– الامر لا يستدعى جوابا كثيرا، ما حدث امر محزن ومؤسف كما اسفنا وحزنا على الغرب وللموت وللضرب وللعنف الذي وقع لاهالي دارفور، قد لا تأتي كل الصور الى السودان ولكن نتلقاها ولو من خارج السودان وكل الاحداث نتلقاها ولو بعد حين لانها طبعا محجوبة، تلك المأساة التي تحدث في دارفور انسانية ونأسف لهذا الذي حدث ونحن ضد العنف الذي تسلطه الحكومة وضد العنف التي تسلطه المعارضة عليها لان العنف لا يولد الا عنفا لان منهجنا اذا قرأتم تجدون الوسيلة هي كذا والهدف كذا واهدافنا السياسية ان نغير نظام الحكم ووسائلنا هي وسائل المجاهدات والصبر على الاعتقالات والمظاهرات وهكذا، ولكن لا نرضى ان يقوم عسكري ليغير النظام او يقوم فاعل بفعل مثل ما فعل النظام بالبلد، كيف تغير نظاما بمثله؟
ü ما ذا ترى في العلاقات
الامريكية تحت الطاولة وهل هنالك حريات قبل الانتخابات؟
– السؤال خارج اطار المؤتمر ولكن سنجيب عليه، امريكا طبعا لها موقف في قضية دارفور يتأثر بالموقف الشامل داخليا وانتخاب مرشحي الاحزاب، وان الرئيس في خواتيم امره احيانا يريد ان يخرج بحسن عاقبة، ولكن ضغوط الرأى العام في امريكا ماثلة في علاج قضية دارفور وفي اطار الامم المتحدة اوربا لها موقف شبيه ليس متوازيا تماما، والعالم كله له مواقف كهذه وامريكا كانت لها آراء انها اذا غُزيت المعسكرات في دارفور او اذا اشتد الضرب ستضطر الى التدخل من خلال ادوات الامم المتحدة او تتجاوزها كما تفعل كثيرا، حتى رد الفعل الامريكي يبدو فيه شئ من الاضطراب بين الخارجية وبين البيت الابيض وليس ذلك بغريب، في الديمقراطية اصلا الاصوات احيانا لا تتوازي مثل اصوات الدكتاتورية كلمة بكلمة.
الانتخابات هذه ليس قضيتنا، تسألني عن الحوار حدثناكم ان لنا شرائط ان نحادثهم على سواء لا يمكن ان يكون عندنا معتقلين، ومررنا بالدار التي خرج منها الاسير في غوانتتامو، ولكن غوانتتاموا في داخل السودان لا في كوبا، لا يزال يعتقل منا مجموعة غير هؤلاء الذين اعتقلهم امس منذ زمن يحاكمون محاكمات سياسية ليس فيها من القانون شئ، قلنا لهم حتى نلتقي سواء حتى لا نحدثكم عن غضب او ظلم ولا عن استسلام كما تتوهمون بعد ذلك يمكن ان ان نحاوركم انشاء الله اذا انطبقت هذه الشروط سنتسأنف بيننا وبينهم المحاورات.
السودان بلدكم هذا مازال مضطربا ولا تفتكروا الاضطراب فقط في الاقاليم، الاضطراب والزلزلة في الشرق وفي الغرب وفي الجنوب هذا الاضطراب في المجتمع كله ممثلا في الصراع في التعليم وممثلا في تشققات الاحزاب وفي صراعاتها حتي الحزب الحاكم داخله تباين، انظر الى التصرفات التي تحدث بين اجهزتها نفسها شئ من التوتر. من فعل هذه الفعلة ومن قصر ومن يأخذ الحمد اذا حدث؟
ü تداعيات الهجوم على ام درمان والاعتقالات والتوترات السياسية .. الى اي مدى تعتقد ستؤدي لتحقيق السلام وعملية التحول الديمقراطي، هل تعتقد ان هذه التداعيات ستقلل الفرص ام انها ستكون ضاغط في اتجاه تحقيق السلام بشكل عاجل؟
– الترابي :
ابدأ بالاقليمي وانتهى بالقومي .. ازمة دارفور من اول الزمان كنا في كتاباتنا نقول انها ازمة غير محلية لها جوار واسع اجتماعي وتاريخي وما حولها ولذلك اذا اشتعلت فيها النيران ستصيب الذين الى جانبنا غربا في تشاد وستتفاعل الامور هنا وهناك، فهي ازمة دولية والعالم كله سمع بالأزمة والجماهير في كل الغرب حتى كل الاخبار والصور وانفعلوا بذلك قبل ان تنفعل الحكومات الغربية والضغوط كانت شعبية عليهم في بلاد ديمقراطية اصلا ولذلك قلنا انها ازمة قومية لا يصلح السودان اذا بقت دارفور او عطلت او شلت كلها بين اللجوء الى المدن والمعسكرات وتعطلت الزراعة والعمل كله بل اصبح خصما ننفق على السلاح حتى نقاتل دارفور، وكنا نرى انها ازمة قومية وعالمية وليس محلية وحسب، واجيب ان شاء الله على ما ارى في مستقبل الامور في هذا الامر والتداعيات، انا في رأىي والله اعلم انه ستكون لنا عظة في العلاقات الدولية، من قبل كانت لنا علاقات مع اريتريا واثيوبيا ومع يوغندا نتبادل معهم تسليط المعارضات وتسليحها ومدها عليهم فيجيبوننا او يبادروننا فنضطر الى ان نجاوبهم بمثل ذلك فكانت تستغل الشعوب وتوظف ليضرب بعضها بعضا، الحكام الطغاة هنا وهناك والشعوب ينبغي نحن ننظر الى ان تتوحد وتصبح سوقا مشتركا ومجتمعا مشتركا ومنظومة واحدة ولكن هكذا تتخذ الشعوب وتلقي بالشعوب بعضها على بعض كادوات سلاح فقط .. ولكن اظن ان ما حدث في تشاد قبل مدة وما حدث في الخرطوم .. ما حدث في تشاد وصل انجمينا وما حصل هنا وصل العاصمة، كذلك احسب انه سيجعلنا نرجع الى حسن الجوار مع كل الدول التي تجاورنا، حسن الجوار والسلام، لا مسالمة فقط وملاطفة ولكن تعاونا وسوقا مشتركة بل حدودا تنفتح لا لتجلب النار بل للتبادل التجاري والاجتماعي والرجاء ان شاء الله في منظومة كالمنظومة الاوروبية تجمعنا ان شاء الله. انا في رأيي الضربة كانت صدمة بالغة تذكرنا بهذه المعاني وفي برنامجنا هكذا نقصده وهدفنا في علاقات الجوار له امانة خاصة والعلاقات العالمية.
اما في العلاقات القومية احسب انه احيانا بالطبع من اول الضربة الانسان يصيبه الغضب وان لم يجد الذي ضربه فيضرب مثل ضرب المؤتمر الشعبي، ولكن لعل من في السلطة الآن يدركون ان مجرد حصر العنف في دارفور والضرب والنيران كلها هنالك رد الفعل لن يقتصر علي دارفور بين القبائل بعضها على بعض وبين مقاومات هناك ولكن احيانا قد تنطلق منها قذائف كما انطلقت قذيفة غزو تبلغ الخرطوم وتبلغ كل عاصمة السودان وتزلزله، زلزلتنا هذه الضربة المؤسفة المحزنة ولكن نحن كنا نتحدث امس لايمكن ان نصم آذاننا عن الاحزان المتباعدة لانها غدا ستأتينا العاقبة، واظن الحكومة ستدرك والمقاومة نفس الشئ اظن انها ستدرك انها قد تضرب ضربة تبلغ حتى الخرطوم ولكنها لن تبدل كل شئ بهذا المنهج وحده ولو جاءت وحكمت السودان -ارجو ان تكون لا تريد – ولكن نحن لا نريد ان ننتقل من حكم عسكري الى حكم عسكري فضلا من ان تكون من قوة عسكرية اخرى لاننا سنظل في نفس المشاكل ومن قبل في السودان لو تذكرون تاريخكم اهل السودان قامت قوات من ليبيا وجاءت وضربت الخرطوم وانتشرت في كل ناحية ولم تبلغ هدفها فردت وحكمت وقتل من قتل لكن الحاكم اتعظ طبعا والمعارض هناك اتعظ تماما بعد قليل بعد ذلك التقوا وبدأت المصالحات وعادوا نحن كنا في السجون طبعا ولا نخرج من البلاد كثيرا ولكن عادوا من بورتسودان ولندن وجاءونا في السجون ليفاوضونا فقلنا ان منهجنا لا نفاوض في السجن حتى لا تظنوا ان طيب الكلام هو خوف ولا شديد الكلام هو حماقة، فاخرجونا بعد ذلك وحققنا المصالحة الوطنية معا. اذا كنتم اهل السودان ترجون مصالحة وطنية ومهاد من حريات اوسع وكفاية السلطة والقوة والامن يبقى القرار للشعب ليختار لا للامن ليكره ويخبط ويطلق كما يشاء، اظن ان العبرة ستكون خيرا ويأسف المرء لما فقدنا ولكن دائما تطورات التاريخ تكلفك التكاليف، دائما هذه التكاليف تحدث في دارفور ووصلتنا هنا وما حدث من اعتقالات متوالية لنا والوقع الاعلامي العالمي لذلك هذا كله احسب سيهمنا جميعا والاحزاب والقوى السياسية الاخرى لتتحاور وتتسالم وتقيم في السودان نظاما هادئا ساكنا بوحدة وبمعادلات مطمئنة لا بحروب، وتقيم نظاما حاكما شوريا ديمقراطيا حرا عادلا هذا ليس رجاء ودعاء مني لكن تقدير مني ان نستفيد مما حدث. القادمون كما بلغني ما كانوا يستهدفون المواطنين بل يلتقون بهم ويحيونهم والقوات المسلحة طبعا لا تستهدف ولكن اذا تراشق الناس بالنيران بعد ذلك لا اسهل ان تنطلق الطلقة واين تقع وتصيب عشرات من المدنيين، و هذا دائما نهج الاضطرابات العسكرية.
ü ذكرت اطراف حكومية عديدة عن وجود ادلة ووثائق تربط بين د. خليل والمؤتمر الشعبي، هل عرضت عليكم أي من هذه الادلة في التحري ولو على سبيل دفعكم للتسليم بالامر؟
– من يعلم بداهة القانون واولويات الاجراءات والتحريات لا يمكن ان يتصور ان الدولة في ضرب والجيش في عمليات والامن في عمليات، العدل الآن غائب تماما وهذا ليس وقتا للتحريات ولكن هذه طريقة استجواب، نحن عندنا اعترافات، انا احدثكم وقالوا للناس الترابي اعترف وهو الامين العام لك، ولا بد ان تعترف انت، ولكن نفس هذه المسائل قيلت لي، قالوا لنا وثائق بعد ان رفضت ان اجيبهم بنعم او لا اصلا لا لانني احتقرهم ولا لانني محتار ولكن لان مثل هذه الاجراءات لا قيمة لها البتة هم ارادوا ان يخرجوننا اعتقلوننا ثم بعد ذلك ارتدوا الى رشدهم ولكن حتي يستتروا منكم قالوا تحرينا حتى يكون الامر كأنه تحري، قيل لي هذا، قيل لدينا وثائق واعترافات، الشرطة احيانا تنشغل بالقانون لانها تدرس قانونها وتقاضي بين يدي دفاع واتهام ولذلك تضطر لان تتعامل مع القانون وقبل كل الاخرين كذلك. وقالوا لنا وثائق .. عادة الشرطة الذكية اذا اعترف بعض المشتركين في جريمة يشهدونك عليهم حتى تشعر ان قضية التستر بينكم قد انهارت، لا يأتونك بالورق فقط يأتونك بالاشخاص نفسهم وحدث في بعض القضايا.
قلت لهم انا لن اجيبكم على شئ وانا زاهد فيما عندكم حتى هنيئا لكم اذهبوا به الى المحاكم ثوابت وبينات مؤكدة ومعززة، اذهبوا بها الى المحاكم ونلقاكم هنالك، ولكن ما اخرجوها لاحد قالوا هنا لي هذه اسرار امنية لن نخرجها . طبعا القوات النظامية مختلفة الشرطة تعلم ان لابد ان نسأل ونجاوب ونتعامل ولا نضرب اول طلقة .
ü هل نتوقع من حزبكم تقديم مبادرة لما لكم من نفوذ في الاقليم في محاولة لم الجراح؟
– المبادرات كانت دائما تخرج منا لا لفضل فينا لانكم تعرفون ان هذا الحزب من قديم الزمان يتحدث عن اللامركزية سواء كانت ثورة الجنوب او حركة الجنوب بعد ثورة اكتوبر كنا دون سائر الاحزاب تقدمنا خطوة الى اهل الجنوب وعقدنا مؤتمرا في فكرة الاقليمية درجة نحو الفدرالية وحتى مع الجنوب اخيرا نحن الذين بادرنا في جنيف وعقدنا اتفاقية سميت اتفاقية خيانة للدستور وخيانة للسلطة وخيانة الدين، ولكن في نهاية الامر الحكومة اضطرت الى ان تفاوض تستسلم لما جرى في نيفاشا ومشاكوس من قبل والطريق سلكوه من بعدنا وفي دارفور تعلمون اننا ندعو الى اللامركزية والتعامل بيننا وبين قضية اهل دارفور المقاتل منهم وغير المقاتل سواء عندنا نحن لا نقاتل ولكن قاتلنا او لم نقاتل قضية دارفور نحن معها كنا دائما لا مركزية ونحن حزب قومي فينا من دارفور ومن الجنوب ومن الشرق من كل ناحية رجالا ونساء ولابد ان يتوازن رأينا وقدمنا قضية دارفور وترجمناها الى اللغة الانجليزية مرة بعد مرة وتحدثنا الى الامم المتحدة حتى امينها العام وتحدثنا للاتحاد الافريقي مرة بعد مرة ونصحناهم ان يكون الحوار وخالفوا رأينا وذهبوا الى مكان واخفقوا تماما ونصحناهم كيف ينبغي ان يتبع الحوار لا ليأتي بطرف مقاتل مع طرف مقاتل هنا دفاعا عن الدولة وطرف يقاتل دفاعا عن حقوقه والذين لايقاتلون والاحزاب القومية التي لا تقاتل ولكن لها رؤى كذلك حول دارفور والشرق والجنوب والشمال يشتركون جميعا في هذه قضية تأسيسية للوطن وليست قضية سياسية عارضة تاسيسا للوطن والبناء الدستوري البنيوي للسودان ينبغي ان يشترك فيه كل اهل السودان وبعد ذلك يعتمده الرأى العام كله هذا هو الضمان ليس قوات عالمية والقوات الافريقية لم تجد شيئا، الضمانة هو الشعب والسلطة هي للشعب، فقلنا لهم مرة بعد مرة ذلك ولكنهم لا يريدون ان يستجبوا لذلك لانهم مازالوا يرددون بعض الالفاظ التي تعلموها قديما عندما كنا جميعا سواء ولكن لا يدركون مراميها ومغازيها، اسأل الله ان بهذه الحادثة تصلهم المبادرة وهم يصوبون خاصة على خليل ابراهيم ودائما يحدثون كل الاعلام الغربي وكل الدبلوماسيين الغربيين ياتونني ويقولون يقال ان هذا الرجل هو معك ومع بن لادن، طبعا لانهم يريدون بذلك ان يخاف الغرب من هؤلاء، هذا هو الارهاب والاصولية الاسلامية حتى لايمدوه لا بدعم سياسي ولا مالي وسلاح، هذه هي الطريقة التي فعلوا بها كثيراً، والاخر ذهب الى اسرائيل، هذا لا يغضب الغرب عليها طبعا ويزيده رضا ولكن يزيد الحكومة هنا حياء، ان تؤثر عبدالواحد يساري الاصل على خليل الاسلامي الوطني، طبعا هو درس في وسط السودان وتزوج وسط السودان.
ولكن لا احسب ان المجتمع الدولي سيقطع الصلة بخليل ولا بعبد الواحد ولا باهل دارفور الاخرين سيظل يحاولون ان يجمع المتحاربين مهما اشتدوا واحتدوا ومهما شكا بعضهم سطوة على الاخر في دارفور او على الاخر في ام درمان ومهما خسر المدنيون وبنىة الاقتصاد السوداني هنا وهناك احسب ان ذلك سيكون كذلك وما احسب ان الاحزاب السودانية ستفعل ذلك وبعض القضية الاولى اكاد اطمئن انهم سيرجعون، انا حدثتكم عن نميري ماذا فعل في الذين قدموا من ليبيا قتلهم قتلا فاحشا حتى الذين لم يشاركوا في المعارك جاء لهم من دارفور وهذا اصل القضية في العالم كله حتى في امريكا مجرد ان يجدوك مسلما يلقي عليكم الغضب والغضب احيانا يحول الانسان الى وحش (اصم وابكم) لا يرى ولا يسمع ولكن بعد قليل يعود العقل والبصر ان شاء الله وانا لست يائسا وانا صدقوني ما كنت اعلم ما هي قرارات الامانة كنت في سنار وفي سنار نحن اصلا ما علمنا قرار حتى لم نهيئ نفسنا جمعنا فقط معلومات وتحليلات وجئنا لنجتمع واجتمعوا بعد ان غيبنا هنا في الخرطوم في الاعتقال. واهدافنا في نظامنا وكل سياستنا ان النظام يكون لا مركزي ويكون ديمقراطي وحر ولن نقبل ان يخلفه نظام اخر حتى يشفي غيظنا فيه، لا نقبل الانقلاب ولا نقبل العنف والوسيلة هي الترابط السياسي والتغيير ولذلك في دارفور اتخذنا نفس الموقف كنا ضد العنف من جانب دارفور او من الجانب الذي يقابله هنا وكنا ندعو للحوار فيها وكنا نرى ان كل شئ يحدث فيها مؤسف وان الرد الذي وصل الى الخرطوم حدث مؤسف ومحزن لاننا لا نقبل هذا من اي طرف اما اعتقالنا ارى انه امر اسف جدا ايضا ولكنه معهود عندهم ولعل الحكومة الآن تستيقظ وبدلا ان تشفي غيظها لا بد ان تسترشد به، وسترون في الايام القادمة حديثنا عن كل التداعيات الدولية والقومية والمحلية لما يحدث في دارفور وما حدث اخيرا حتي في قلب السودان.
علاج قلب السودان يجب ان يصل الى اطرافه لا يمكن ان تعالج الاطراف دون ان تعالج العقل المركزي في السودان حتى يتوازن السودان ويهدأ ويطمئن وكل ثرواته لا تضيع هكذا في الصراع ان شاء الله بالبناء بالتشاور والحكمة ولا الخصومة.
نقلا عن اخبار اليوم
والله عفيت منهم بس زعلان منهم ليه فكوك والله مفروض كان يقتلوك ويريحوا البلد من امثالك