حوارات ولقاءات

رئيس السلطة الانتقالية لدارفور التجاني السيسي في أول حوار بعد مؤتمر المانحين

[JUSTIFY] خمس اتفاقيات للسلام في دارفور لم تأت بالاستقرار ولا الأمن، ومنذ عامين تمضي الأطراف في مساعيها بالعمل عبر اتفاقية سادسة بجهود قطرية وصلت مطلع الأسبوع الماضي إلى محطة الحديث عن التنمية والإعمار في هذه المقابلة التي أجريناها مع رئيس السلطة الإقليمية لدارفور دكتور التجاني السيسي قلبنا فيها العديد من النقاط، وتحدثنا عن انعكاسات مؤتمر المانحين وحال تطبيق الاستراتيجية علي ارض الإقليم المحترق منذ عقد كامل من الزمن وماهو تأثير الحركات الرافضة.

– معالي رئيس السلطة الإقليمية لدارفور بعد عامين من السلام بالإقليم كيف تنظر إلى ما تحقق وماهو تقييمكم للدور القطري؟ لابد من تحية سمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى وولي عهده الأمين ومعالي سعادة الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس الوزراء ونائبه الصبور صانع السلام الشيخ أحمد بن عبدالله آل محمود لمجهوداته الجبارة وسهره الدائم من اجل السلام وهو أمر تلمسنا انه نابع من كل القيادة القطرية التي نعلم أنها تتابع ما يدور ويجري ساعة بساعة ، و مهما حاولنا شكر قطر لن نوفيها حقها، كانت معنا منذ مرحلة توحيد الحركات ثم التفاوض والتوقيع علي الاتفاق ومرحلة تنفيذه وبناء مؤسسات السلطة الإقليمية والآن تعمل علي تشجيع الحركات والفصائل الرافضة لاقناعها بالسلام ومساعيها ماضية في كل يوم نحو النجاح، والدبلوماسية حققت نجاحات كبيرة ليس علي مستوي دارفور والسودان بل علي مستوي العالم. قطر هذه الدولة الصغيرة مساحة كبيرة في فعلها ولها مبادرات علي المستوي الإقليمي والدولي يدل علي أن قيادة هذه البلاد واعية ورشيدة ونحن نقرأ ونحلل ما يكتب عن قطر في الخارج والدبلوماسية القطرية أصابت كثيرا وحققت نجاحات كبيرة في جميع المحافل سواء كان العربي او الخليجي أو الأمم المتحدة.

-الحشد والحضور اللافت للمؤتمر كان محل حديث وإعجاب كل المراقبين. حدثنا عن السر الذي يقف خلف هذا الحضور؟ لا اخفي عليكم شيئا، استفدنا من الدبلوماسية القطرية والسودانية ولقطر دور في فاعل في دارفور وفي السودان دورها كان رائدا ومن خلال طوافنا علي الدول التي شاركت في مؤتمر المانحين بالدوحة كنا دائما نلتقي بالبعثات الدبلوماسية القطرية لما لها من دور فاعل ومؤثر بجانب ما لدينا من دبلوماسيين سودانيين أصحاب خبرة ونشاط واستفدنا من علاقاتهم الطيبة بالدبلوماسية القطرية.

– سيدي الرئيس، في مؤتمركم الصحفي تحدثتم عن نجاحات سياسية قبل المالية كيف تنظر إلى انعكاسات ذلك علي العملية السلمية برمتها؟ لا شك أن نجاح المؤتمر الدولي للمانحين من اجل إعمار وتنمية دارفور سيكون له انعكاس إيجابي علي الأرض في الإقليم ، وحقيقة خرجنا من اجتماع لجنة متابعة أنفاذ وثيقة السلام الدوري الذي انعقد عقب ختام مؤتمر المانحين بتأييد كبير للمؤتمر ومخرجاته من قبل أعضاء لجنة المتابعة بجانب تأييد لمواقف السلطة الإقليمية لدارفور ، بالطبع هناك بعض التحفظات حول التباطؤ الذي لازم تنفيذ الاتفاقية لكن الأمر المهم والمطلوب هو أننا حصلنا علي رأي إقليمي ودولي قوي رافض للهجمات التي تقوم بها بعض الحركات التي لم توقع علي السلام تستهدف بها القرى الآمنة ومشاريع التنمية التي هي لأهل دارفور.

– مضى عامان ونعلم أن الآلية اجتماعاتها دورية ومرارا تحدثت عن التباطؤ . ماهي الأسباب التي تقف في طريقكم؟ البطء في تنفيذ الاتفاقية بسبب تأخر الالتزامات التي من المفترض أن تقوم بها الحكومة السودانية وعلي رأسها تأخير المبلغ القاعدي المقدر ب 200 مليون دولار ولم يتم تسليمه إلى السلطة الإقليمية ألا قبل شهرين مما أدى إلى هذا البطء في أنفاذ المشروعات وبرامج العودة الطوعية بجانب التأخير الذي لازم تنفيذ الترتيبات الأمنية لوجود بعض التعقيدات التي ظلت تقف عقبة خاصة في ما يتعلق باستكمال التحقق، لكننا في اجتماع آلية المتابعة الأخير هذا الأسبوع بالدوحة اتفقنا بحضور اليوناميد والحكومة السودانية علي بدء الترتيبات الأمنية بصورة فورية وهو ما امن عليه أعضاء اللجنة ، واكد أننا عقب عودتنا إلى السودان سنبدأ في الترتيبات الأمنية بشكل مباشر.
– حسنا .. لنعد ألى مؤتمر التمويل، جرت العادة أن تختتم المؤتمرات بتفاؤل سرعان ما يخبو بسبب عدم التزام الداعمين من أين هذه الثقة؟ أنا علي ثقة بان المؤتمر سيكون له مردود إيجابي علي الأرض وضمانات النجاح تضمنتها الاستراتيجية التنموية خاصة أن آلية إنفاذ المشروعات التنموية بالإقليم مرنه تسمح لكل المانحين القيام بأنفاذ وتمويل ما يرونه من مشروعات تتناسب معهم وكذلك استخدام الآليات والمنظمات الخاصة بهم في أنفاذ المشاريع.

– لكن قبل المؤتمر كانت هناك تقارير شككت في نجاحه، هل لها أثر في عدم وصولكم إلى الربط المحدد بسبعة مليارات؟ نحن حققنا نجاحا هزم توقعات المشككين و انت شاهدت أننا حصلنا علي دعم سياسي لاستراتيجية دارفور للتنمية من قبل كل المشاركين باستثناء دولة واحدة وستكون في غاية الحرج اليوم، والمبالغ التي تم التعهد بها ستقود تنمية حقيقية ولأزال الباب مفتوحا للتعهدات بالإضافة إلى أن بعض الدول قدمت دعمها السياسي وأعلنت التزامها بتنفيذ مشروعات بعد دراستها.
– حتي الآن هناك حديث عن وجود انفلات وخروقات أمنية بشكل مستمر في الإقليم؟ الخروقات الأمنية التي تحدث في دارفور كلنا يعلم من هم الذين يقومون بها ، هناك حركات تحمل السلاح لم توقع وظلت رافضة للعملية السلمية. وهناك متفلتون يقومون بهذه الحوادث، لكن المجتمع الدولي بأكمله أمن علي أهمية أدانه كل هذه الأعمال التي تضر بأمن واستقرار وسلامة المواطنين مما سيكون له اثر.

– ماهي صحة المعلومات عن وجود مشاورات جارية لألحاق آخرين في القريب العاجل؟ المشاورات لإلحاق الآخرين لم تتوقف والدليل علي ذلك أن حركة العدل والمساواة وقعت اتفاقا قبل ثلاثة أيام هنا بالدوحة مما يدل علي أن الوساطة حقيقة متواصلة مع الحركات التي لم توقع وحتي الآن من المعلومات التي ترشح هناك مجموعات اخري لها الرغبة الأكيدة في الانخراط بالسلام في الدوحة قريبا.

– من هي الحركات التي يتم معها التشاور حالياً؟ أتوقع أن تكون في مقبل الأيام القادمة اتصالات من جانب الوساطة مع المجموعات الرئيسية بشكل مكثف لا لحاقهم بالسلام.
– لكن لازالوا يتمسكون برفض الجلوس للتفاوض ويتحدثون من خلف حلف عريض الآن؟ حليفهم الرئيسي الحركة الشعبية _ شمال سيبدأ في العاصمة الأثيوبية أديس أبابا الأسبوع القادم مفاوضات مع الحكومة السودانية ماذا هم فاعلون حيال هذا الشأن عليهم مراجعة الأمر بشكل سريع والانخراط في التفاوض والعملية السلمية.

– هل تعني أن الحركة الشعبية ستتخلى عن الحلفاء ؟ واضح أن المشكلة الأساسية هي أن أزمة دارفور ظلت قضية «مردوفة» بقضية الجنوب وليست أصيلة وبعد أن حل الجنوب قضيته يتم القذف بها إلى سلة المهملات . وهذا ما ظللنا نرفضه وما زلنا وما يحدث الآن من جانب الحركة الشعبية شمال ذات النموذج السابق هي ستذهب للتفاوض مع الحكومة في ما يخص النيل الأزرق وجنوب كردفان وستبقي الحركات الدارفورية التي لم توقع متفرجة وفي الانتظار ومن الأهمية أن تراجع مواقفها الحالية مليا وتقرأ التاريخ القريب وليس البعيد مرات ومرات وتجلس من اجل السلام والاستقرار .
– لكن هناك من يتحدثون أن مقدم هذه المجموعات سيأتي خصما علي حركتكم؟ نحن مستعدون كل الاستعداد لانضمامهم ألينا ونرغب في ذلك اليوم قبل الغد هم زملاؤنا ونعرفهم معرفة جيدة ونحن حريصون علي ان يلتحقوا بالاتفاق وحريصون علي أن يتفاوضوا وعلي استعداد لقبول أي زيادة علي هذه الاتفاقية كما حدث قبل أيام بانضمام العدل والمساواة، الذين جاؤوا بجديد وأضافوا مفوضيات جديدة نعتبرها أضافه ومكاسب لأهل دارفور وليست نقيصة.

– الآن دارفور رغم التحول عما كانت عليه توجد أعمال عنف في مناطق متفرقة متي ينتهي هذا المسلسل الطويل؟ الخروقات أمر طبيعي ، هناك حركات لم توقع ماذا نفعل لها، في مطلع هذا الأسبوع هاجموا منطقة مهاجريه واعتدوا علي المواطنين، وكذلك منطقة «لبدو» وبعض المناطق، لكن ما ظللنا نؤكد عليه هو أن الخروقات لن تنتهي ما دام هناك بعض المتفلتين وبعض الحركات الرافضة للسلام، لكن مع ذلك كل أفعالهم هذه لن تدفعنا لكي نرهن أرادة أهل دارفور ونربطها بالرافضين للسلام.

– يتحدث عدد من المراقبين عن أهمية الحل الشامل للأزمة ؟ من الذي لا يريد الحل الشامل هذا هو رأينا، نحن من نريد وظل ينادي بالحل الشامل وبدأنا بالمبادئ التي تقودنا اليه من الدوحة لكن من الذي رفض الحل الشامل؟ نحن لم نرفض ذلك والدليل أننا استقبلنا حركة العدل والمساواة وعلي استعداد لاستقبال الآخرين وكل من يريد السلام. السؤال من الذي يرفض الحل والسلام ويزعزع أمن المواطنين ويخرب التنمية.

– أيضا المعارضة السودانية قالت أنها داعمة للوثيقة الإطارية لسلام دارفور لكنها أشارت إلى وجوب العمل علي حل شامل لكل السودان وليس دارفور. كيف تنظر لمثل هذه الدعوة؟ المعارضة عليها عدم استخدام كرت دارفور كمطية للوصول إلى الحكم لماذا لم تطالب بحل أزمة دارفور في نيفاشا من قبل، نحن الذين طالبنا بذلك وتحدثنا عن ضرورة حل قضية الشرق ودارفور في نيفاشا من الذي رفض؟ رفضت ذلك الحركة الشعبية وصمتت المعارضة وظلت صامتة ولم تطالب بحل شامل وقتها كانت دارفور تحترق والشرق مشتعل الآن يتحدثون عن الحل الشامل بعد أن اكملوا ست سنوات من الفترة الانتقالية وكانوا ضمن حكومتها وبرلماناتها هذا أمر عجب الآن دارفور ماضية إلى السلام بخطوات ثابتة.

– لنتحول إلى شأن آخر. الآن هناك دعوات تنادي بإسقاط النظام ماهو موقفكم؟
ذلك هو النظام من أراد أن يسقطه فليذهب ويسقطه.
– يعني أنكم لا دخل لكم في الأمر برمته ام ماذا تقصد؟ أقول لك موقفنا بكل وضوح أذا كان أسقاط النظام بالطرق السلمية عن طريق صناديق الاقتراع طبعا هذا ما نسعى أليه وهو أمر ضروري و نعمل من اجل ذلك ورأينا واضح لكننا نختلف مع من ينادون بإسقاطه عبر قوة السلاح لعلمنا بخطورة الأمر علي السودان، هذه قضية خطيرة أنا ملم بتاريخ الصراعات في أفريقيا والوضع الحالي المتشظي في السودان وما يحدث حول السودان الآن وعلي المحيط مابعد دول الجوار السوداني وعلي علم بما يدور الآن تماما، وساتحفظ علي الأمر وأنا متحفظ علي إسقاط النظام بالقوة وهذا رأيي قلته من قبل لأنه مدخل لتجزئة السودان لان السودان طغت علي أهلة النبرة العنصرية والجهوية والقبلية.

– سيدي الرئيس هناك انتخابات بعد عامين أين انتم منها؟ هذا يعتمد علي الحركة ومدي مرونتها واستعدادها لاستكمال الترتيبات الأمنية وقدرتها علي التحول إلى حزب سياسي، وهذا ما نأمل علي إنجازه ولا يمكن أن نكون حركة ونخوض الانتخابات وفق القوانين المنظمة، ونحن الآن نود الاستعجال لتكملة الترتيبات الأمنية حتي نتمكن من التحول إلى حزب سياسي.

– لكن هذا الشرط سيكتمل فانتم ذاهبون للترتيبات الأمنية الآن علي حد قولك فهل ستخوضون الانتخابات وأي المستويات التي ستدخلونها؟ أن كنت تقصد خوضنا للانتخابات هذا سابق لأوانه نحن الآن مسؤولون ومشغولون بإنفاذ الاتفاق ولا نري شيئا بعد هذه الأمر حتي الآن وفي قاموسنا تنفيذ الاتفاق وهو ما نركز عليه الآن.

حوار : عباس محمد إبراهيم
صحيفة الصحافة [/JUSTIFY]