د. عبد الماجد عبد القادر: ديون السودان ..!!
ويتحدث البعض هذه الأيام عن ديون السودان وكيفية سدادها.. فمن قائل إنها «كم وأربعين» مليار دولار ومن قائل إنها أكثر ومن قائل إنها أقل.. على أن الجميع يتفقون على أن عدد الدائنين قد يصل إلى خمسين دائناً.. ومن المؤكد أن معظمهم دول إن لم يكن هناك أفراد من رجال الأعمال أو المؤسسات الخاصة.. والأهم من كل ذلك أن جزءاً كبيراً من ديون السودان قد تكون عبارة عن فوائد ربوية بسبب تأخير فترة الدفع.. ولا بد أن هذه الديون قد تراكمت أصولها وأرباحها منذ عهد الرئيس نميري حتى الآن..
ونحكي الطرفة التي تقول إن أحد رجال الأعمال اليابانيين كان قد كثرت عليه الديون من مؤسسات وشركات وأفراد مختلفين.. ويبدو أنهم ضايقوه حتى «زهج من العيشة».. وفي يوم من الأيام استدعى رجل الأعمال كل دائنيه في إحدى البنايات وفي الطابق الخمسين وجمعهم كلهم وكل واحد منهم كان يأمل أن يستلم مديونيته وأرباحها.. وفي الاجتماع قام الرجل وشرح لهم اعترافه بديونهم ورغبته في السداد وشرح الظروف الاقتصادية التي تمر بكل رجال الأعمال.. وكان يقترب من الشباك شيئاً فشيئاً إلى أن قفز منه إلى الخارج ووقع على الأرض في الشارع ميتاً وانتهت بذلك قصة مديونية رجل الأعمال الياباني.. وبالطبع لا نطالب حكومتنا بتقليد طريقة الرجل الياباني..
وتحكي طرفة أخرى حول ما دار بين أحد الرؤساء الأفارقة ومقدم البرنامج الشهير «لاري كينج» في قناة سي إن إن الأمريكية.. ويقال إن لاري كينج كان ينتقد تصرفات الرئيس الإفريقي ويصفه بأنه أهدر موارد بلاده وأدخلها في ديون عديدة مع دول كثيرة. والرئيس كان يبتسم بحرارة وفي بعض المرات يضحك بصوت مسموع مما أغاظ مقدم البرنامج لاري كينج الذي وبَّخه على ضحكه وسأله عما يُضحكه وبلاده مدينة بعشرة مليارات دولار للعالم الخارجي.. وسعادة الرئيس رد عليه بكل برود قائلاً: «إذا كانت مديونيتنا مليون دولار فهي مشكلتنا.. أما عندما تكون ديوننا عشرة مليارات فهذه مشكلتكم أنتم وعليكم أن تساعدونا في حلها أو في الحقيقة عليكم أن تحلوها بطريقتكم دون تدخل منا». وبالطبع كان الرئيس الإفريقي يريد أن يقول للدول والمؤسسات الأوربية أو الغربية عموماً إنكم كنتم تقومون بتسليفنا سواء من صندوق النقد أو من البنك الدولي أو قروض التعاون «الوهمية».. وكنتم تأخذون ثلثي هذه الديون كمصروفات للدراسات والسفر والإدارة والاستشارات تأخذونها لصالح أفرادكم وخبرائكم ومؤسساتكم ثم ترهقون ظهور بلادنا بالهوامش الربوية التي تظل تتراكم حتى نفشل في سدادها.. وهذا هو فعلاً نمط وطبيعة القروض الأجنبية فهي تسعون في المائة فوائد والجزء الأكبر يأكله المستشارون ومديرو الصناديق وإدارات المانحين.. ومن بعد ذلك يطالبون الدول الفقيرة لتدفع الديون الباهظة أو تظل تمارس الصفة الثانية بتاعة تجار الدولار «تملِّس» .. والتمليس يعني أن تسمع كلام الدول الغربية وأن تستجيب لمطالبها وأن «ترخي» رأسك لأوامرها.. مع أنها ــ دول الغرب ـ عندما وافقت على القروض ابتداءً كانت تعلم أن هذه البلدان فقيرة وأنها ذات موارد شحيحة وأنها لا تملك «التكتح» وأنها ترعى شعوباً جوعى وعراة وعطشى والمرض يقتلهم.. ولعل هذا الموقف يذكرنا بقصة «جيمس» الذي كان يحوم عارياً تماماً من أي هدوم.. وشاءت الأقدار أن يمر أمام أحد الفنادق خمسة نجوم.. فدخل في الفندق وجلس على الطاولة النظيفة وجاء الجرسون فطلب من اللحوم والشحوم والشواءات الشيء الكثير وطلب البارد والحار وختم طلبه «أم علي».. وبعد أن فرغ من الطعام أراد أن يخرج فطلب منه الجرسون أن يدفع قيمة الفاتورة التي تبلغ مائتي ألف جنيه.. وجيمس لم يرد على أن قال للجرسون «إنت زول عوير أنا قروش بشيلو وين. أنا زول عريان.. أنا بخُتُّو قروش وين؟ أنا يا هو زول جيب ذاتو ما عندو»..
ويبدو أن لدينا منطقًا مقبولاً في أن نقول للدائنين الخمسين من الفرنجة وبني الأصفر إن ديونكم ربوية ونحنا أصلاً ما شلناها وإنكم أكلتم ثلاثة أرباعها «براكم» وإننا غير ملزمين بها. ونحن على رأي جيمس يعني قروش نختُّو وين؟!! يا جماعة نحن أصلاً جيوب ما عندنا يعني القروش حتكون وين؟!!
وإذا سمع السيد وزير المالية رأيي فعليه بتكوين لجنة تفاوض لسداد ديون السودان على أن يتم تشكيل هذه اللجنة من غير الاقتصاديين ومن غير مديري المصارف وذوي الشؤون المصرفية.. بل تتكون من ر جال الأعمال وتجار الدولار وتجار الكرين وناس «الكتفلي والملص والكسر وبيع الطواقي» وبعض من أصحاب الرؤية الواسعة و«الخيال الواسع» فهؤلاء هم الأقدر على إيجاد الحلول والمخارج لمسألة الديون السودانية.. وقطع شك سوف يعودون لكم بفائدة عظيمة. وبهذه المناسبة لم نسمع بأن هناك دولة تم القبض عليها وأُدخلت الحراسة تحت مادة يبقى حتى السداد لأنها لم تدفع ديونها.
صحيفة الإنتباهة
[/JUSTIFY]
شلناهذه الديون
وبنينا بها العمارات والفيلات
وركبنا بها الفارهات
وتزوجنا منها الرباعيات الجميلات
شوف كل عمارة وفيلا كلفت كام
واضربها فى عددنا فى كل الاحياء
فى المجهادين وجبرة والازهرى والدوحة والفيجاء والنخيل و…و….و..