حوارات ولقاءات
د. مريم الصادق المهدي في حديث : أقول للحكومة التي دعتنا للحوار (الطول فيها الهول)
أحداث أم روابة للأسف أصبحت من الأخبار الراتبة أن تندلع بالسودان أحدث عنف وغبن وغضب، ووضح ذلك في ماحدث بأم روابة، يوجد إخوة لنا حاملي السلاح لقضاياهم ويوجد تعنّت في التفاوض بالرغم من الضغوط الوطنية، ولأن السلام لن يأتي بالقتال ظللنا ننادي كثيراً بضرورة الحوار، وكذلك ضغوط من المجتمع الدولي بالقرار 2046، وهذا في تقديري أمر غريب لأن الحكومة مهمتها الأساسية هي أمن المواطن وإنهاء الأزمات السياسية وإيجاد حلول، لكن للأسف هذا لا يحدث، الذي حدث في أم روابة أمر بالغ الخطورة لأن عموم دار جوامعة منذ المهدية لم يحدث لها أي نوع من العنف أو المواجهات العسكرية فهي منطقة آمنه، وهذا في تقديري ما أغضب الأهل في أم روابة. في تقديرك، ما الهدف الذي تسعى له الجبهة الثورية بدخول مدينة أم روابة؟.
الواضح أنها رسالة من إخواننا في الجبهة بعدم رضائهم في الحديث عن المنطقتين، وأن السودان كله همنا ويمكن أن يتحول كل السودان إلى مسرح عمليات؛ لكن حدث ترويع للمواطنين؟.
هذا صحيح… بالرغم من اجتهاد الجبهة بإعلان أن المواطن ليس هدفهم، لكن الحرب حرب وترويع. لكن الحكومة هي التي تقوم بمحاولات لعمل تعبئة تهدف إلى حماية المدنيين؟.
المسألة عدوان دولة أجنبية مثل جنوب السودان على أي منطقة في السودان هذا موقف مختلف جداً عن قضايانا الداخلية كسودانيين، لأن أي محاولات تجريم ومقابلة وسنسحق وغيره هو تكرار من الأزمة الوطنية المستفحلة، لذلك الشعب السوداني يمتلك وعي كبير جداً ويعلم بكل الحقائق المعارضة دائماً تتحدث عن أخطاء الحكومة؟.
لا نقول ذلك من باب المزايدة السياسية، إنما نقصد أن المشكلة الحقيقية الآن التي تهدد السودان وبقاءه هي السياسات الحكومة ؛ التي تنادي بضرورة السلام لايمكن أن يأتي هذا السلام وحده أو مجرداً، لأنه يأتي باستحقاقاته والعدالة والاعتراف بدور كل المواطنين والأحزاب؛ صحيح إننا ننادي بالسلام ونقول إننا نعمل بالوسائل المدنية السياسية، لكن هذه الوسائل لاتعني الرضوخ لهذه السياسات العقيمة. *د/ مريم لاحظت عدم الإشارة في حديثك هذا إلى تجريم للجبهة الثورية في هجومها على أم روابة؟.
توجد أشياء يجب أن نكون واضحين فيها، …يوجد الفعل ورد الفعل، ذكرت بوضوح أنه لاشكَّ أن العمل العنيف يروِّع المواطنين الأبرياء ويهدد ممتلكاتهم وأمنهم وأرواحهم هذه مشكلة ليس بها لبس، لكن أقول بوضوح إن إخواننا في الحركات المسلحة يقولوا إنهم جاءوا ليكونوا جزءً من العملية السياسية في السودان، لكن رفض لنا ذلك وحركة مناوي خير دليل على ذلك، وأشهد شخصياً بذلك، وبعد مجيئهم أقاموا دار باسمهم وشهدوا الانتخابات ورفض لهم أن يسجلوا كحزب سياسي إضافة إلى عدم الوفاء لهم بالالتزامات في الاتفاق مع الحكومة، والحركة الشعبية قطاع الشمال بغض النظر عن اتفاق أو اختلاف معها… كانت موجودة حتى أوائل 2011م وقالوا لها لن نسمح لكي بالبقاء بعد الانفصال، إذن نحن نتحدث عن واقع أمامنا، صحيح إن العمل العنيف يؤدي إلى صدامات وفقدان للعديد من متطلبات الحياة وإثارة روع للمواطنين والأهل، إذن المسألة ليست تجريم أو إشادة بل هي واقع مؤلم أفهمه في إطاره الموضوعي، ونحن في حزب الأمة مازلنا ملتزمون بعدم الدخول في العمل المسلّح لكننا في نفس الوقت نفهم قضايا رافعي السلاح. *هل يمكن أن نقول إن العفو عن المعتقلين السياسيين يمكن أن يكون (بيئة حاضنة) للتصالح؟.
كان يمكن…. وأهلنا السودانيين قالوا (الطول فيها الهول) وضع السودان قبل 6 أعوام توجد كلمتين سحريتين عندما يقالا كأنما وجد المفتاح وهما (الانتخابات حوار)، لكن للأسف بالتجربة إن هاتين الكلمتين لم يعودا مخرجاً للأزمات، ودعوات المؤتمر الوطني للحوار تأتي بعد حدوث أزمة؛ واتضح الآن أن الدعوة كانت مجرد تفريغ للاحتقان ولفت للأنظار. والمؤسف أن من يستجيب لهذه الدعوة يدفع الثمن سياسي غالي جداً، ونحن في حزب الأمة دفعنا الثمن الأغلى في هذا الأمر، إضافة إلى أن الدعوة إلى هذا الحوار له أكثر من شهر ما الذي يحدث بين ذلك. *لكن جاءت الدعوة للحوار من المؤتمر الوطني، هل يمكن للمعارضة الداخلية أن تردَّ على تلك المبادرة بوضع المعايير للقضايا الوطنيَّة للحكومة؟.
من جانبنا وضعنا المعايير منذ العام الماضي، وبمناسبة الدعوة الحالية قُمنا بعمل تجديد ودعونا هنا في الحزب إلى مؤتمر تشاوري وحضرته العديد الفعاليات من مختلف الاتجاهات وخرجنا بتوصيات. وكيف تُفسرين رفض بعض من أحزاب المعارضة للحوار؟.
هذا في تقديري حديث يأس من المؤتمر الوطني ليس الحوار نفسه، لأن الكل يتفقون على أن الحل السياسي هو الأفضل، وكل المثقفين قالوا ذلك؛ لكن ليكون هذا الحوار مجدي يجب أن تحدد حلقاته، فحزب الأمة حددها منذ العام الماضي….إذن معايير كيف يكون الحوار مجدي موجودة… *هل دكتورة مريم مع فصل الدين عن الدولة؟.
فكرة فصل الدين عن الدولة ليست قضيّة لي كامرأة مسلمة، لأن أهم تحرير قام به الإسلام للعقل البشري هو وضع العقل محطة تكليف، وكلفنا كمسلمين بالتفكر والتدبر، وترفع عن الإنسان كل التكاليف بارتفاع العقل عنه مثل النوم والجنون السكر واليفاعة، لذلك هذه هي النقلة الموضوعية التي نقل بها الإسلام البشرية، صحيح أننا كمسلمين ارتدينا ولم نواكب الدعوة الإسلامية وتخلينا عن بعض المعاني (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر)، ونحن كمسلمين ارتدينا سياسياً واقتصادياً واجتماعياً. لكن الفكر الغربي هو الذي يقود الحضارة الإنسانية الآن؟.
هذا صحيح… لكنه مرَّ بتطوراته التي عبَّرت من داخل مرجعيته الدينية، وهي المسيحية التي تتحدث بصورة مباشرة عن فصل الدين عن الدولة لوجود أمة كاملة مرتبطة بشرح قول الله للملك؛ وبموجب ذلك مرَّت القارّة الأوربية بمرارات شديدة، مثل صكوك الغفران والعديد من المشاكل، حتى تعمل البابوية بمجالها والدولة تقوم بمهامها؛ وأريد أن أخلص إلى أننا يجب أن نعي أننا كمسلمين مكلفين بالتفكير لأن مسألة الدين والدولة مستوردة لنا، لكن نحن كمرجعية إسلامية نختلف عن الديانه المسيحية؛ فالإسلام أساساً ليس به الدولة الدينية فدولة المدينة كانت مدنية، وكانت بها مساواة بين الكل. *قاد الإمام الصادق المهدي تيار مخالف في فصل الإمامة عن السياسة لكنه الآن يجمع بين الاثنين؟.
يدور هذا الحديث كثيراً لكنه غير صحيح؛ الحبيب الإمام الصادق لم يتحدث عن فصل الإمامة عن السياسة ويمكن أن أطلعك على الكتابات التي كتبت حينها لأنه يكاد يكون كتب كل أفكاره حتى أحلامه. الحبيب الإمام الصادق لم يتحدث عن فصل الدين عن الدولة أو فصل الإمامة عن السياسة، لكن القضية التي ثارت آنذاك هي مسألة محض اختلاف من المرجعية لمن، برلمانيون حزب الأمة هم الذي سمُّوا رئيس الوزراء، كانوا يريدون محاسبة رئيس الوزراء لكنه قال لهم أنتم ليسوا مرجعيتي لأن مرجعيتي الإمام وهنا حدث اختلاف، والاختلافات في التقييم السياسي آثر رئيس الوزراء أن لا يتعرض للمحاسبة من قبل البرلمانيين ولاذ بالإمام وأجاره الإمام حينها، هذا أتى بالحديث عن مرجعية الإمام أمام هيئة محددة؛ في تقديري إن هذه مسألة محددة والإمام الصادق أصبح أول إمام منتخب ليكون بمرجعية الناس. *يقال إن الإمام الصادق قال أبناء الأسرة لا يدخلون السياسة وأنت الآن أسست مكان لك في العمل السياسي؟.
هذا أيضاً حديث يقال… لكن الفكرة الأساسية التي دعت الإمام يقول ذلك أنه ليس بمكان الأسرة ووضعها تحدد مناصب بعينها، بل كانت فكرته أن يبدأوا العمل السياسي ويحدث لهم ترقي حسب عطاءهم وقبول الناس لهم، مثلاً لأنني من أسرة محددة ولدي القابلية والتميز من الجميع أحرم من الدخول في السياسة لوضع أسرتي؟! هذا حديث غير عقلاني. *بعد إعلان الإمام التنحي والتفرغ للعمل الفكري والدعوي راج حديث عن انتخاب مريم الصادق لزعامة الحزب بحسب قاعدة الأنصار (من تقلَّد قلائد الدين ومالت إليه قلوب المسلمين.)…هل تتوقعين أن يقبل الأنصار بزعامة امرأة؟.
أتوقع من الأنصار أهل الوعي كل شيء…. لكن هم الذين سيحسمون الأمر وأريد أن أرجع لحديث الإمام الذي قال هو يفضل ذلك ،أي يفضل أن يتفرغ إلى العمل الفكري، والأنصار أثق في تفكيرهم وقدراتهم، وحزب الأمة مليء بكوادر وقيادات وعقلية نيرة .
صحيفة المشهد الآن
نفيسة محمد الحسن
[SIZE=3]الصادق المهدي لن يترك السياسة حتى ياتيه القين. ومريم في طريق ابيها بياعة كلام فماذا فعل الصادق وهو في سدة الحكم مرتين. الكلام سهل والنقد سهل جدا ولكن العمل هو المحك فلماذا لم يطبق الصادق ما ينتقده الان عندما ال اليه الحكم.[/SIZE]
السودان ده حقكم انتو ياخ شنو كل مره ناطه لينا المهدي والمهدي الله ينتقم منكم ياخ
يبدو ان انتظاركم سيطول من اجل الحوار
الحكومة ترى ان مجرد انتظاركم للحوار هو حوار في حد ذاته
الحزب الاتحادي وحزب الامة هم جزءاصيل في الحكومة
فما داعي الحوار وحوار على ماذا تنتظرون ؟
بمجرد انك تجهرين برأيك فهذا ليس الا نتاج لللحوار
مع اني ارشحك يادكتورة مريم انت شخصيا خليفة للامام الصادق في حزب الامة
لان الحقبة القادمة في السودان ستقودها المرأة شاء الرجال ام ابوا