رأي ومقالات

محيي الدين حسن : سوداني أو النيلين ..!

الكثيرون من رجال الأعمال السودانيين في الداخل والخارج يخطئون عند التفكير في استثمار أموالهم ويسلكون طرقاً وعرة وخطرة يخسرون خلالها الـ (وراهم وقدامهم) لأنهم بمنتهى البساطة يقتحمون بعض المجالات دون دراسات جدوى غير مكلفة مقارنة بالخسائر المحتملة جراء هذه القرارات المرتجلة.. شركات الأطعمة العالمية الكبيرة من المجالات المربحة جداً والخسارة فيها نادرة إن لم تكن مستبعدة. الأكلات السودانية طاعمة ومعروفة والشيف السوداني كذلك وذو سمعة طيبة. استوعبتهم معظم القصور والبيوت الكبيرة في الخليج ودول المهجر الأخرى.. لكن مطاعمنا تفتقر إلى الحجم والشكل المثاليين. والسمعة والمواقع المميزة والأحياء الراقية لمحدودية إمكانات أصحابها.. نناشد أصحاب الأعمال السودانيين بإنشاء مطاعم فاخرة وبمواصفات خاصة وعالمية ومنتشرة في بقاع المعمورة من فئات (5) أو (4) نجوم تدر وتجلب عليهم الأرباح الوفيرة وتضع السودان على الأقل مع مصر وتركيا ولبنان في ثقافة المطاعم السياحية. هريفي ـ الطازج ـ البيك ـ جاد ـ يامال الشام ـ كنتاكي ـ ماكدونالدز ـ هارديز ـ السرايا ـ كودو ـ عشرة أسماء كبيرة ومشهورة في عالم الأطعمة، تسعة منها تحمل اسماً واحداً وواحدة فقط النشاز ذي الاسم المركب (يامال الشام).. بمجرد ذكر هذه الأسماء تعلم طبيعة نشاطها وأنها (عالمية) بمعنى أن لديها أفرع في معظم دول العالم.. داخل البلد الواحد.. المدينة الواحدة.. الأحياء الراقية والشعبية على حد سواء. لكنها بنفس الطراز وبنفس الطعم والخلطة السرية.. أتمنى أن أرى مطعماً سودانياً بهذه المواصفات العالمية العالية. يحمل اسماً مميزاً مختصراً غير مطول يوحي ويرمز بسودانيته.. أتمنى هنا فقط أن أرى الطوابير من كل الجنسيات العربية والأعجمية داخل الصالة.. طوابير طلبات السيارات ومكبرات الصوت تصم الأذن وتصلك الوجبة ساخنة خلال دقائق معدودة وأنت تدير وتقلب في الإذاعة أو تتصفح جريدتك المفضلة وتنعم بأجواء التكييف الباردة.. التوصيل المجاني للشركات والمدارس والمنازل.. الاستعداد التام لتغطية وتلبية كل المناسبات داخل وخارج المطعم.
أتمنى أن أفوز بجائزة أفضل كاتب عالمي واستثمر المليون دولار لإنشاء سلسلة مطاعم (ماما شريفة) السودانية على غرار (ماما نورة) ـ (ماما سارة) ـ (ماما جميلة).. وهناك خيارات كثيرة من الأسماء لأصحاب الشأن مثل: النيلين ـ سوداني ـ النيل الأزرق ـ النيل الأبيض ـ الدندر ـ سواكن وغيرها.

أتمنى أن أرى الطاولات الفخمة والكراسي الوثيرة تحل مكان (الخيزران) والبلاستيك.. أتمنى التكييف المركزي.. المصعد الكهربائي.. صالة ألعاب للأطفال.. أتمنى شاشات البلازما في أكثر من ركن. مجلات وجرائد.. قسم خاص للعوائل.. إمكانية الدفع بالبطاقة الإئتمانية.. الكاشير يعمل بالليزر وموظفه بربطة عنق ولباس أنيق ومميز. كذلك بقية الموظفين والعمال بزي موحد.. أتمنى صالات انتظار بالأرقام الالكترونية.. لوحات توضح الأنواع والأسعار.. حلمي أن أرى ركناً للبلدي وآخر للمشويات وثالث للمقبلات ورابع للفطائر والمعجنات وخامس للمفطح وسادس للمحمر والمشمر والشوربة وسابع للأسماك والروبيان والاستاكوزا وثامن للبروستد والشاورما وتاسع للعصائر الطازجة بأنواعه المختلفة وعاشر ثلاجات عرض للحليب واللبن والعصائر المعلبة والمياه المعدنية والمشروبات الغازية.. عندها بفخر وبقوة (قلب) يستطيع السوداني أن يدعو كائناً من كان ومن أي جنسية لوليمة دسمة أو منزوعة.. أو أن تقيم مناسبة سعيدة صغيرة في الدور الثاني من المطعم السوداني الـ (V. I. P).

أتمنى بعون الله تعالى وأنا أقلب صفحات (الإنتباهة) في الثاني من يناير المقبل أن أقرأ خبراً مفاده بأن السفير السوداني بدولة الإمارات أقام مساء أمس حفل عشاء فاخر بالسوداني في الطابق (الستين بعد المائة) من برج الشيخ زايد بدبي بمناسبة أعياد الاستقلال المجيد.
٭٭ خطوط حمراء: أتمنى أن أغمض وأفتح عيني وأرى جمال الوالي أكثر رؤساء الأندية العربية شهرة وشعبية وقد عاد لرئاسة المريخ.. وأغمض وأفتح ثانية لأجد أكرم الهادي وبلة جابر خارج أسوار النادي والمحترفين الأجانب خارج السودان.

بقلم: محيي الدين حسن
صحيفة الانتباهة

تعليق واحد