تحقيقات وتقارير

اللقاء المرتقب بين البشير وسلفا .. مواجهة ساخنة بالوثائق

[JUSTIFY]سلسلة المفاوضات المكثفة التي دارت بين الوسطاء الأفارقة ورئيس الجمهورية عمر البشير ورئيس دولة الجنوب سلفا كير ميارديت بهدف تقريب شقة الخلاف بينهما وحل القضايا العالقة التي تؤخر تنفيذ اتفاق التعاون الموقع بين البلدين والتي أدت إلى انقشاع سحب الأزمة عن ملف تصدير النفط عبر الشمال تجعل النظر إلى لقاء البشير وسلفا المرتقب خلال يونيو القادم والذي من المتوقع أن يكون حاسمًا في حل العقد المستعصية بين البلدين الجارين اللذين دخلا حربًا مفتوحة بعد الهجوم الأخير الذي بدأ بأبو كرشولا وطال أم روابة وبقية القرى المحيطة، والذي ترى أوساط سياسية بالخرطوم أن نجاح اللقاء المعزم عقده على هامش قمة الاتحاد الإفريقي لن يكون بالأمر السهل نظرًا إلى القضايا الشائكة العديدة المستعصية على الحل وعلى رأسها قضية أبيي والمنطقة الحدودية العازلة والنزاع الدامي في ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان.

ويبدي مراقبون تفاؤلاً حذرًا بإمكان نجاح اللقاء في حسم القضايا الخلافية بين دولتي السودان، نظرًا إلى الفشل الذي صاحب القمم السابقة التي جرت بينهما والتي كان توقف الجنوب عن تصدير النفط قد شكل ضغطًا على الطرفين في قمة أديس أبابا لتفعيل برتوكول التعاون الاقتصادي وتأجيل حسم القضايا الخلافية الأخرى مثل اشتراط الخرطوم فك ارتباط الجيش الجنوبي بالمتمردين الشماليين في النيل الأزرق وجنوب كردفان، وأيضًا مسألة الحدود، والنزاع حول منطقة أبيي الغنية بالنفط، والتي سبقها إعلان سلفا قبيل قمة أديس أبابا الأخيرة موافقته على سحب قوات الجيش الشعبي من مناطق حدودية متنازع عليها مع السودان، والتي أوضحت رغبة الجنوبيين في التوصل إلى تسوية مع الخرطوم، وفي ذات الوقت يصر الجنوب على أن لا علاقة له بتمرد الشماليين في النيل الأزرق وجنوب كردفان، وأن حل النزاع هناك يمكن أن يتم من خلال مفاوضات مع المتمردين.

التعقيدات التي تحيط بالقمة المرتقبة بين البشير وسلفا تجعل من الصعب التكهن بأنها ستنتهي من كل الملفات و«قد« تحرز تقدمًا كما يرى المحلل السياسي د. صلاح الدين الدومة لدى مهاتفته «الإنتباهة» أن الأجندة المتوقعة من خلالها تصب في الاستمرار في إنفاذ الاتفاقية الخاصة بتصدير النفط بعد توقيع اتفاقية أديس أبابا والتركيز على القضايا المستجدة التي تهدد تنفيذ الاتفاق بقوة مثل مقتل سلطان دينكا نقوك بأبيي واتهام الشمال للجنوب بدعم الجبهة الثورية إضافة إلى ـ والحديث لبرمة ـ دعوات الأمم المتحدة بإرسال قوات إضافية حوالى 1200 جندي وهي قضايا تتسم بالعاجلة.

المواجهة الحاسمة المتوقعة في اللقاء يرى بعض المراقبين أنها قد تميط اللثام عن حجم الدعم الذي تسلمه المتمردون ونُفِّذت عن طريقه مجازر جمة وانتهاك للحرمة والحقوق الإنسانية، المواجهة ربما تكون عبر تقديم البشير لمستندات تدين بعض العناصر النافذة في الحكومة الجنوبية فيما حدث من اعتداءات ونقض للاتفاقيات والتي حسب مراقبين ستجعل سلفا كير يتحرك مسرعًا للاستيثاق منها وإزالة الغبار بين الخرطوم وجوبا وأن المواجهة لن تفيد الشمال كثيرًا نسبة لعدم امتلاك سلفا لكل الخيوط التي تدين جنرالات الجيش الشعبي والذين ينقسمون حوله إلى ثلاث فئات وكلها تعمل ضده لإسقاط نظامه وهو لا يمتلك المقدرة على المقاومة والتي إن وُجدت فستكون بقليل من التمنع وليست الشراسة..

الطريق إلى القمة أو إلى نهاية مطاف خلافات الدولتين نحو محادثات استعصت كثيرًا على الطرفين والتي تأتي تحت أجواء من التوتر بعد الأحداث الأخيرة بأبو كرشولا وأم روابة وما زالت أبعادها وتأثيراتها واضحة للعيان تحت عين وبصر المجتمع الدولي الذي أصبح متفرجًا تجعل نتائج هذه القمة غير واضحة وتشوبها الكثير من المحاذير، فهل ستصلح هذه القمة ما أفسدته الجبهة الثورية ؟

صحيفة الإنتباهة
رباب علي[/JUSTIFY]

‫2 تعليقات

  1. سلام عليكم
    أرجو من الأخوة الصحفيين وضع مقارنة حقيقية بين ما يجري في السودان اليوم، وما يجري في العالم، وما كان قد جري بين العالمين في سالف الأيام…
    أنا شخصيا امتلك كتاب الأحاجي للمرحوم عبد الله الطيب…

  2. بعد كل القمم التي عقدت جائت الدعوه لقمه جديده !! وبعد كل الاتفاقات التي تمت يتضح لنا بان الطرف الذي لايقوم بالتنفيذ هو سلفا كير فقد تملص عمليا من تنفيذ ايه اتفاقيه بصوره كامله(لعدم وجود اراده سياسيه له ولانه ليس الحاكم الفعلي فهناك حاكم اخر خلف الستار) فهو في حاله دائمه انتظارا لمزيد من الضغوط علي الحكومه وللجلوس مره اخري قبل انعقاد مؤتمر الرؤساء الافارقه !! وهكذا يتم الضغط من جديد في القمه الجديده علي الرئيس البشير ليقدم المزيد من التانزلات!! ويتم الاتفاق علي التنازلات الجديده ليقوم سلفا بالتملص من جديد من التنفيذ انتظارا لعقد قمه جديده بين الرئيسين قبل قمه الرؤساء الافارقه التي ستنعقد في اديس ابابا في منتصف الشهر الفلاني !! بربكم كم مره تكرر هذا المشهد او قل هذه المسرحيه امامنا؟ اثنان ام ثلاثه ام اربع لا احد يدري!!
    الرؤساء الافارقه تحركهم القوي العظمي كالارجوزات!! بالمال والمعونات تاره وبالمصالح الشخصيه والرشاوي تاره اخري!!ومرات بالضغوط والتهديد!! ولايستطيعون الفكاك من الاجنده الغربيه المتآمره علي نهب موارد القاره مع تنافس رهيب مع دول اسيا!!
    والسودان مابين مطرقه الافارقه وسندان الحركه الشعبيه يُضغط ويُعتصر لتقديم المزيد من التنازلات في ساحه المفاوضات السياسيه بعد ان حشدوا كل رؤساء افريقيا السابقين وسخروا المنظمات الاقليميه والدوليه لهذا الغرض ونحن غارقون حتي اذنينا تحت هذه الضغوط الكثيفه فاقدين لوعينا السياسي بقياده وزير خارجيتنا الطائر الهمام السيد كرتي !!
    اوقفوا هذه المهازل التي تسمي بالقمم الثنائيه لانها مصيده مسممه لتقديم التنازلات والمزيد التنازلات من جانب واحد!!واتجاه واحد!! ولهدف واحد!! لعقد اتفاقيه (نيفاشا2) والله من وراء القصد….. ودنبق