د سعيد برهان: القمريون مسلمون 100 % والانتصار سيكون للإسلام الحق
حدثنا عن جزر القمر ؟
دولة مكونة من مجتمع صغير سكانه دون المليون نسمة . هنالك من هم أصولهم إفريقية وآخرون أصولهم عربية ومنهم أصولهم ملاوية «ماليزية» وبعضهم أصولهم أوربية ولكن هذه العرقيات لا تشكل خلافاً. وهو مجتمع مسلم 100% ومذهبهم شافعي يقلب عليهم التآلف والتحابب وهم لا يختلفون إلا فى الأمور السياسية فقط.
كيف حال الدعوة الإسلامية في بلدكم ؟
قبل الاستقلال كان العلماء يجتهدون فى تعليم الناس أمور دينهم.
العلماء كانوا يقودون زمام الأمر قبل الاستعمار ، وعند مجيء الاستعمار فرض السياسة الغربية . قبل الاستقلال فكر العلماء في إيجاد من يحمل هم الدعوة والتعليم بعدهم فقروا إرسال الطلاب للدول العربية الإسلامية للالتحاق بجامعاتها وينهلوا من علومها فابتعثوا الطلاب إلى المدينة المنورة والأزهر الشريف والسودان.
وبعد ذلك عاد هؤلاء الطلاب بعد تلقيهم العلم وأخذوا ينشئون المدارس الثقافية وفى بداية الأمر كانت هنالك إشكاليات بين جيل الشباب الذين جاءوا بأفكار وخطط جديدة وجيل الشيوخ الذين يتبعون الطرق التقليدية في التعليم ولكن سرعان ما انجلى هذا الموقف وأبان الشباب للشيوخ أنهم لا يريدون إلى يزيحوهم عن أماكنهم ويأخذونها وإنما هم يكملون دورهم وهم جزء منهم، ولكن هنالك اختلاف فى الوسائل والاختلافات هى لا تؤثر فى المسيرة.
نحن الآن بدأنا نعاني من بعض المذاهب الفاسدة التي تسللت إلينا من خلال العولمة والانفتاح والاتصال بالدول الأخرى، وهذه فتنة نعمل على درئها وحفظ مجتمعنا تجاهها . وهؤلاء يستقلون ضعف وعوز بعض الشباب.
هل هنالك منظمات خيرية عاملة في بلدكم ؟
هنالك منظمات إسلامية موجودة في جزر القمر وانتهز هذه الفرصة لأشكرهم لأنه ليس ل أجندة خفية وإن هدفهم خدمة المجتمع والنهوض به وتلمس حاجاته وأول منظمة حطت رحالها فى جزر القمر بعد الاستقلال هى رابطة العالم الإسلامي وكان ذلك عام 1982م وفتحت لها مكتب هناك وتم ترفيعها من قبل الحكومة وتمت معاملتها معاملة المؤسسات الدبلوماسية ، وأنشأت معاهد تعليمية استفاد منها كثير من القمريين . ثم جاءت بعد ذلك لجنة العون المباشر ومنظمة الدعوة الإسلامية ولها مراكز متميزة ومعاهد علمية. لدينا 3 معاهد ثانوية وهى متميزة وطلابها متميزون وهنالك مؤسسة الحرمين الخيرية ، ومؤسسة الأعمار العالمية.
فى الفترة الحالية هنالك منظمات قطرية نشطت فى العمل الخيري بعد مؤتمر الدوحة الخاص بجزر القمر والذى عقد عام 2011 م وهى مؤسسة الشيخ ثاني بن عبد الله الخيرية ومؤسسة الشيخ عيد الخيرية والهلال الأحمر القطرى وقطر الخيرية. وهنالك مؤسسات إيرانية.
هنالك مؤسسات غربية فالكنيسة الكاثوليكية مازالت موجودة من قبل الاستعمار ولم تخرج . وندعو المؤسسات الخيرية الإسلامية المساهمة في إعمار وتنمية جزر القمر فالوجود الإسلامي يحافظ علة الهوية الإسلامية للمجتمع القمري ويقطع الطريق على المنظمات ذات الأجندة المشبوهة.
أصدرت الحكومة مرسوماً قضى بإغلاق أماكن بيع الخمور ما المغزى منه ؟
هنالك تقليد عند الرؤساء القمريين فهم يحبون الدين ويتقربون للناس، فالرئيس هو من يؤم الناس فى الصلاة إذا حضر فى أى مناسبة وكذلك الجمع والأعياد، وهنالك من الرؤساء من كان يحفظ القرآن وهنالك من يفسره . وهنالك من يدرس الناس الفقه.
الرئيس الحالي د. إكليل ظنين هو طبيب صيدلي ومتدين ولذا لما رفع إليه العلماء شكوى بأن الخمور تباع فى المتاجر والمحال الصغيرة وإنما ضررها كبير اصدر قراراً بمنع بيعها في جميع الأماكن التجارية والطرقات وهو يتفاعل مع كل ما يرفع إليه من الأمور التي ترتبط بحياة المواطن في معاشه ومعاده . والمطلوب أن يتفاعل الدعاء ويتم ترتيب الأولويات.
أبرز التحديات والعقبات في جزر القمر ؟
أبرزها أن الدعوة صار يدخل فيها من هو مؤهل ومن هو غير ذلك فهذه مشكلة ، خاصة إذا كان للشخص شعبية ولم يكن من أهل العلم والاختصاص.
هنالك دعاة تلقوا علما شرعياً وهنالك مهرجون ، والعالم الآن صار قرية صغيرة فالشباب متحمسون ويظنون أن يغيروا بصيحة ولكن نحن بحاجة لعمل إقناعي حتى يتم التغيير بصورة تدريجية وسلسة، وهذا الأمر بحاجة لصبر وخطط وحكماء وعلماء. واستعجال النتائج ليس فى مصلحة أحد.
ولكن أقول أن الانتصار سيكون للإسلام الحق. المطلوب أن يقوم الدعاة بعمل علمي » وأما الزبد فيذهب جفاءً وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض«
رسالة توجهها للعالم الإسلامي؟
عليهم في هذه المرحلة الاهتمام بالفقراء ، مثلاً اذا كان لك مبلغ من المال تستطيع تقديمه لفقير واحد على أن يكون هذا الفقير فى المستقبل غنياً ويخرج زكاته فهو أولى من أعطائهالعدد من الفقراء.
مساعدتنا ومعاونتنا فى تنمية البلاد والبشر حتى نتحول من الإغاثة إلى التنمية وهذا الأمر يسير. الذى تعطيه سمكة فأنت قد أغذيته والذي تعلمه الصيد فقد ضمنت له قوت يومه ومن عملته صنع سنارة فقد أعطيته ثروة.
حوار:السر يوسف الطاهر
صحيفة الانتباهة