طب وصحة
طوفان سوء التغذية على الأبواب
ويعتبر الفقر وارتفاع أسعار الغذاء ابرز الاسباب التي تدفع الى التعرض لسوء التغذية، حيث تجعل السكان عاجزين عن توفير حاجياتهم من الغذاء.. ولعلها ذات الاسباب التي تقف وراء ارتفاع حالات تعرض اطفال البلاد لسوء التغذية وخاصة مناطق الحروب التي كشفتها وزارة الصحة أمس الأول، حيث كشفت دراسة علمية رسمية صادرة عن وزارة الصحة الاتحادية عن اصابة مليون و «800» طفل بسوء التغذية المزمن بالبلاد، وان ثلث اطفال البلاد مصابون بسوء التغذية، وتوقعت ارتفاع نسبة سوء التغذية من 35% الى 45% في البلاد. واكدت الدراسة ان اكثر الولايات المصابة هي البحر الاحمر وكسلا.
وتخوف وكيل وزارة الصحة الاتحادية عصام الدين محمد عبد الله من الارقام التي وصفها بالمقلقة، واضاف ان ذلك ادى الى اسراع الوزارة في تكوين لجنة تتكون من «22» عضواً من الجهات ذات الصلة لوضع سياسة واضحة تنص على عرض مشكلة سوء التغذية بالبلاد، ووضع الحل الذي يضمن سلامة مستقبل الاطفال، ومتابعة برنامج التغذية القومي لحل مشكلة سوء التغذية.
وأعلن الوكيل عن رفع موجز سياسة سوء التغذية للاطفال للمجلس التشريعي والبرلمان ومجلس الوزراء، وقال إن الوزارة في انتظار الإجازة من قبل الحكومة.
وقالت مديرة التغذية بوزارة الصحة الاتحادية سلوى سوركتي إن مشكلة سوء التغذية متعددة الأبعاد وتحتاج الى مقاربة القطاعات بالتنسيق لتماسك السياسات من خلال اهتمام اوسع مع التزام حكومي قوي نحوالتغذية، مشيرة الى استمرار خطر وفيات الاطفال دون سن الخامسة بالبلاد اذا لم تتم معالجة نقص التغذية
ويلفت مختصون الى ما تشهده البلاد من ارتفاع جنوني في اسعار السلع الاستهلاكية، وفي المقابل عجز المواطنين عن توفير ما يحتاجونه في ظل ارتفاع الأسعار، وتدني نسبة دخل الفرد مع ارتفاع اسعار العملات الاجنبية، اذ ان دخل الفرد يحسب بالعملة المحلية، فيما تقدر كل مستهلكاته من السوق بالعملة الصعبة، كما ان هنالك اسباباً اخرى وراء التعرض لسوء التغذية، من بينها نقص الرضاعة الطبيعية للأطفال، فهي تؤدي إلى سوء تغذية. كما ان أحد الأسباب الكامنة وراء نقص التغذية في الدول النامية عموماً يرجع إلى أن معظم الأسر تعتقد أن الرضاعة الصناعية «الألبان الصناعية» هي أفضل من الرضاعة الطبيعية. وقالت منظمة الصحة العالمية إن الأمهات يهجرن الرضاعة الطبيعية لأنهم لا يعلمن الطريقة الملائمة لفطام أطفالهن أو نتيجة معاناتهن من الآلام أو عدم الراحة.
وحذرت منظمة الصحة العالمية من الاعتماد على نوعٍ واحدٍ فقط من الأغذية كمصدرٍ لمعظم وجبات الاطفال، فقد يؤدي ذلك لسوء التغذية. ويقول خبراء في منظمة الصحة العالمية إنه من المحتمل أن يرجع هذا إلى نقص التعليم حول المكونات الغذائية الملائمة للفرد، كما يرجعون النقص في الغذاء إلى نقص المهارات الزراعية، أو من خلال نقص التقنيات أو الموارد المطلوبة بهدف الحصول على عائداتٍ أكبر في مجال الزراعة الحديثة، ومنها مخصبات النيتروجين، المبيدات الحشرية والري. ونتيجة للفقر المنتشر بصورة واسعة وسط السكان، لا يستطيع المزارعون تحمل نفقات شراء المعدات التكنولوجية، كما لا تستطيع الحكومات توفيرها. وعلى حسب خبراء فإن البلاد تعاني من ذات المشكلة، حيث ان ولاية الجزيرة التي يوجد بها اكبر مشروع زراعي يكفي احتياجات سكانها والبلاد عموماً، اضحى مزارعوها اليوم غير قادرين على انتاج ما يكفيهم من غذاء.
وبناءً على ما أوضحه البنك الدولي، فقد ثبُت أن عملية مكافحة سوء التغذية من خلال تحسين الغذاء باستخدام المغذيات الدقيقة «كالفيتامينات والأملاح» أثبتت قدرتها على تحسين الصحة بتكلفة منخفضة وخلال فترة زمنية أقصر، كما توجد ما يطلق عليه المغذيات الدقيقة لتحسين الغذاء. ومنها أكياس زبدة الفول السوداني، حيث أكد خبراء انها أحدثت ثورةً في عملية التغذية الطارئة ضمن تدابير الطوارئ الإنسانية، نتيجة لأنها يمكن تناولها مباشرةً من عبوتها المغلفة بها، دون الحاجة إلى عملية تجميد أو خلط مع المياه النظيفة، بالإضافة إلى أنها يمكن تخزينها لسنواتٍ عديدةٍ دون تعرضها للتلف، بالإضافة إلى أنها يسهل امتصاصها للأطفال المرضى. [/JUSTIFY]
الصحافة