منوعات

طريقة رمضانية مفيدة.. توفر الآبري، وتبارك في العصيدة!!

[JUSTIFY]{ من عادات أهلنا في السودان هذا التميز الكريم بالإفطار الجماعي في الشارع… والناس يفرحون بالضيف العابر تنافساً في الأجر.
وفي رمضان سابق كنا خمسة أُسَر نفطر جماعياً في مكان واحد. ولاحظنا مرة أننا «الخمسة أسر» نخرج عند الإفطار خمسة صحون عصيدة كبيرة إضافة لبقية موائد الإفطار كعادة رمضانية درجت عليها الأسر. لكن أول من لاحظ ذلك في جلسة ونسة ظريفة وبعد أن وافقنا أننا لا نتناول من «الخمسة عصائد»إلا اليسير حتى لو نزل بمجموعتنا عدة ضيوف. قال:«يا أخوانا رأيكم شنو نعمل صحن العصيدة كل يوم على بيت. لانو والله ما يجوز نأكل جزء من الطعام وندفق الباقي»؟ وبما أن الاقتراح أُجيز في جلسة الإفطار تلك بالإجماع.. فقد تقدم عضو آخر باقتراح مثله لا يخلو من الوجاهة ويبدو أن الأحوال المعيشية بدأت تولد العبقريات الاقتصادية: «وأنا أرى أنه لا داعي لأن نخرج يومياً بخمسة صواني من الشاي والقهوة. يا أخوانا إنتو السكر بتلقوهو وين؟ إنتو ما حاسين بالحاصل في البلد دي؟ وبالتالي انضم مقترح الشاي والقهوة للعصيدة وفاز بالإجماع. ونحن على هذا الحال التنظيمي المريح للبطون والجيوب نزل علينا ذات إفطار في الشهر الكريم ضيف «من أهلنا من أرض الجزيرة.. أرض المحنة والكرم الصحي صحي». فوجئ الضيف العزيز بأن صحن العصيدة واااحد!! وبدأ عليه أنه لم يكن مرتاحاً لهذا المشهد غير المألوف.. فالعصيدة خصوصاً بملاح «الشرموط» بالنسبة له كالوجبة الرئيسية والكرم الحاتمي الأصيل.
الخلاصة أن الضيف لم تقنع عينه «السفرة» بالرغم من تنوعها وفيها ما في اعتقادنا أنه ما لذ وطاب من إفطار الصائم المستطاب. لم يستطع الضيف كتم إحساسه فانفجر قائلاً: «والله ما شاء الله.. الخير عندكم باسط لكن ده كلو كوم والعصيدة عندنا كوم براهو… غايتو الحمد لله لمينا لينا في صحين واااحد يفش الغبينة». التفتنا جميعاً لصاحب الاقتراح الذي كان قد تسبب في تقليل نسبة مشاركة العصيدة في مجلس الإفطار الرمضاني الدائم في حلتنا المتحدة.. وكان لا بد له أن يرد على استيضاحات العضو الجديد «ضيفنا العزيز» فقال للضيف «يا عمنا الحاج والله كنا في كل إفطار نخرج بخمسة صحون كبيرة من العصيدة فنأكل خمسها تقريباً والأربعة أخماس يكون مصيرها «الكوشة»… رأينا بالإجماع أن هذا تبذير ولا يجوز لنا في شهر كريم زي رمضان.. ما تقول يا عمنا ده بخل مننا.. ولاّ رأيك شنو؟ إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين. ضحك الضيف كثيراً حتى ان فضول الجميع لمعرفة ما وراء ضحكاته كان مترقباً. فقال: «والله الموضوع ده كان شفتوهو عندنا هناك في الجزيرة تقولوا شنو؟ نحن بنفطر عشرة بيوت مع بعض.. كل بيت ضمن السفرة العامرة بيخرج معاهو صحن عصيدة كبير.. وأي واحد بيزعل لو ما ضاقوا عصيدتو.. عشان كده كل واحد مننا بيضوق عشرة عصايد… يعني بيأكل في إفطار واحد شيء «ملاح شرموط.. وملاح تقلية وملاح ويكاب وملاح روب وملاح كمبو أو لوبة أو بامية».. إلخ وأضاف الضيف: لكن الغريب «مو في كدي» يا أولادي.. الغريب في «الحليفة»! .. فسأله الرجل صاحب الاقتراح الذي ورطنا بصحن عصيدة واحد في اليوم كأنها حبة عند اللزوم.. سأله قائلاً: حليفة شنو كما يا حاج؟ قال الضيف: أي واحد بيحلف علينا لمن يخت صحن العصيدة قدامنا يقول: والله دي ما برجعا بي صمة خشما.. والله لازم تخربوها!! استغرب صاحبنا سيد الاقتراح وهو خريج اقتصاد جديد ومتفلسف، كان كثيراً ما «يفلق» دماغنا بنظرياته وفي ذلك اليوم وجدنا ضالتنا عند الضيف فقال للضيف ـ تخيل يا حاج أحمد معنى كده انو حلتكم دي لو بتستهلك في الشهر 100 شوال دقيق للعصيدة.. يعني انتو بتاكلو 10 شوالات وترمو الباقي للزبالة»!! ضحك الضيف حتى بانت نواجزه وقال ـ دحين يا ولدي هي كان بحسبوها كدي كان سمونا نحن شعب كريم؟.. انت نسيت يا وليد إنو رمضان كريم؟!
وضحكنا جميعاً ولم نذكر لعمنا إن الرجل خريج اقتصاد جديد «برلوم».
[/JUSTIFY]

الانتباهة