حوارات ولقاءات

بعد (24) سنة من حكم الإنقاذ، أليست هذه الفترة أكثر من كافية وعليكم أن تفسحوا المجال لغيركم حتى يقودوا البلاد؟

في حوار مع دكتور نافع :بعد (24) سنة من حكم الإنقاذ، أليست هذه الفترة أكثر من كافية وعليكم أن تفسحوا المجال لغيركم حتى يقودوا البلاد؟

– ألا تخشون من مواجهة حزبكم لنفس مصير الحزب الوطني في مصر وممّ يخاف على المؤتمر الوطني؟

– هل لديك القدرة على أن تقدم مثالاً بالإبتعاد عن كابينة القيادة في المؤتمر الوطني والدولة؟

– بعد أن ذرف دموعاً من أجل الوحدة هل يرى الآن إن العلاقة مع الجنوب كانت تستحق كل ذلك التأثر والدموع؟

– إذا ترك د. نافع السياسة ففي أى مجال سيعمل؟د. نافع علي نافع أحمد، (65) سنة، تنطبق عليه دائماً مقولة رجل المؤتمر الوطني القوي. وهو كذلك المساعد الأول لرئيس الجمهورية، ويعد من أكثر السياسيين في السودان إثارة للجدل خاصة عندما يطلق كلماته كما الرصاص في وجه من يتربصون بالإنقاذ ومشروعها الإسلامي. حيث ينقسم الناس إزاءه بشكل كبير.. فالبعض يحبه بشدة ، وآخرون يكرهونه كذلك. لكن مؤيدي نافع وخصومه يعترفون بصدقه ووضوحه الشديدين. بينما لا يأبه هو في الواقع بكل ذلك، ويمضي للذود عن مشروعه بلياقة سياسية لافتة تعزز الموقف المسبق منه.

(الرأي العام)، غطت زيارة د. نافع إلى الصين في الأيام الفائتة، وفي الطريق من مدينة تشانغتشو إلى بكين جلست في المقعد المجاور له بأحد القطارات السريعة ، وكان هذا الحوار الذي أتقن فيه د. نافع الحديث بتلقائية من توقع الأسئلة مسبقاً، ووضع حتى أمام الأسئلة الماسخة، ما تتطلب من إجابات برحابة صدر غير مسبوقة في مثل هذا النوع من الحوارات الذي يتقاطع فيه الخاص مع العام، فكان ذلك مبعث لطرح المزيد من الأسئلة دون خطوط حمراء . ولما كانت زيارة نافع إلى هناك بغرض قيادة الحوار الإستراتيجي بين المؤتمر الوطني والحزب الشيوعي الصيني، فقد كان من المناسب فيما يبدو أن نبتدر بهذا السؤال:

* ألا تعتقد أن هنالك ازدواجية في موقف د. نافع الذي يعتبر من أكثر المهاجمين للحزب الشيوعي السوداني في الداخل، بينما في الخارج أنت من أكثر المتقاربين مع الحزب الشيوعي الصيني؟

– العكس صحيح تماماً، أنا أرى أن هذا دليل على أننا ليس لدينا عداء شخصي مع أشخاص أو تنظيم بقدر ما أنه عندنا مواقف واضحة جداً من سياسات وأهداف وإستراتيجيات هذه الأحزاب، فالحزب الشيوعي الصيني مثلاً نحن أصدقاء معه لأنه في تقديرنا هو يمثل حزباً حاكماً يقيم علاقات متميزة جداً مع الأقطار الإفريقية والعربية والآسيوية، بمعنى آخر يقيم علاقات طيبة مع هذه الدول النامية ويساعدها في علاقاتها السياسية على المستوى الرسمي، فإذن هذا حزب صديق. وأنت لا يمكن أن تتخذه غير صديق، إذا كان هو حزب سياسته العامة نحو بلدك وقارتك وأمتك هى سياسة موازية تماماً للسياسة الغربية الاستعمارية التي تود أن تحفظ هذه الدول في مربع التخلف..

*في المقابل، ألا يمكن للحزب الشيوعي السوداني أن يكون صديقاً لكم؟

– يمكن أن يكون صديقاً، لكن ليس هذا هو الواقع الآن. نحن نعتقد أنه ليس لدينا موقف يجعلنا في عداء مع الحزب الشيوعي السوداني أو مع أى حزب آخر بقدرما – كما قلت- موقفنا من مواقفه. ولو أن الحزب الشيوعي السوداني، ولو أن الأحزاب الشيوعية العربية كلها تواطأت مع الواقع السياسي وقبلت أن تكون هي أحزاب تؤمن بالديمقراطية وتؤمن بالدورات الانتخابية ولا تقف موقفاً عدائياً من توجهات الآخرين، لما أصبحت لنا معه قضية، ولكن نرى أن هذا ليس موقف الحزب الشيوعي في السودان.

* في كثير من الأحيان.. أنت تتحدث بخشونة بالغة عن المعارضة، فهل هذا هو طبعك الشخصي أم أن السياسة أجبرتك على ذلك؟

– أعتقد أول حاجة أن موقفي ليس فيه خشونة، وأنا لا أتكلم بشيء من الحدة أو الوضوح إلا رداً على آخرين. ويمكن للدراسين أن يروا أن مواقفنا ليست عداء نبدأه ضد الآخرين بقدرما هى ردود على تطاولهم. وحقيقة أنا لا أرى سبباًإذا نحن نؤمن بأن الذي عليه الحق، وأننا نعمل فيه بمعيار الشفافية والانفتاح على الناس وإقناع أهلنا وجماهيرنا برأينا، لا أرى سبباً لأن نترك الآخرين يتطاولون علينا بدون وجه حق، حتى ينتصروا علينا انتصاراً معنوياً.

*ومع ذلك، ألا ترى أنك كثيراً ما (تشيل وش القباحة) كما يقولون خاصة فيما يتصل بخطابك عن المعارضة؟

– والله كأن الناس يودون أن يقولوا لماذا لا يتحدث الآخرون بطريقة نافع. أنا حقيقة لا أجد لنفسي عذراً، واعتبر أن هذه الطريقة الواضحة ضرورية للدفاع عن قضيتنا ومشروعنا وفكرتنا وإبطال الباطل الذي يحاول أن يستعلي عليها. وأنا شخصياً ألاحظ أن كثيراً من القيادات لا تود أن تفعل ذلك، ولو كلنا فعلنا مثل ذلك لضاعت القضية.

*أنت تتحدث كثيراً عن استهداف المشروع الإسلامي، لكن هل تشعر في المقابل أنك كـ (نافع) يمكن أن تكون مستهدفاً بصورة شخصية؟

– إذا المعارضة والقوى التي لا تود هذا المشروع ترى في شخصي هو الشخص الذي يفضح إستراتيجيتها، وهو الشخص الذي يمكن أن يقارن بين خطها وخطنا السياسي، وهو الشخص الذي يقف حجر عثرة في سبيل الانتصار المعنوي قبل المادي، فلابد لها أن يكون لها رأي بأن تستهدف هذا الشخص.

*كثيرون يقولون إن نافع لم يكن شخصاً مذكوراً ومعروفاً قبل الإنقاذ.. أين كنت وقتها من مجاهدات الإسلاميين؟

– القول بأني لم أكن معروفاً من قبل، هذا قول فيه الكثير من الحقيقة. فأنا كنت منتمٍ للصف الإسلامي منذ الثانوي لكن حتى تخرجت في الجامعة لم أكن في الصف القيادي، والسبب الرئيس أنه ليست من طبيعتي هذه السياسة، وحتى الآن أنا أمارسها ولا أحبها. فالظهور في السياسة يحتاج إلى كثير من الطبع الذي ليس محبباً إلى نفسي، لكن أنا بدأت أعمل عملاً تنظيمياً عنده قيمة كبيرة في تقديري بعد العودة من أمريكا في أواخر عام 1980م، وحتى في ذلك الزمان كان تكليفي في العمل التنظيمي أكثر من العمل السياسي المفتوح، والعمل التنظيمي هو أحب إلى نفسي من العمل السياسي المفتوح. لكن طبعاً بعد انتصار الثورة كان لابد أن يخرج بعض الناس من العمل التنظيمي الخاص إلى العمل المفتوح وكان التكليف.

*البعض يتندر بإجابة قيل إنها للدكتور الترابي عقب إطلاق سراحه من الاعتقال الأول بعد المفاصلة، فقد قال رداً عن سؤال ما هو أكثر ما أثار استغرابك بعد خروجك من السجن: (طلعت لقيت نافع أصبح سياسياً)؟

– له الحق طبعاً، لأنني لم أكن سياسياً، وهو كان يعلم أني ممسك بالملف النقابي، وهو عمل سياسي كبير ولكن ليس سياسياً كبيراً بالعمل التقليدي ، معنى الظهور والترشيح في البرلمانات والتوزير وهكذا. فهو معه حق، وأنا ما كنت أتوق وما زلت لا أتطلع لأن أكون سياسياً.

*هل صحيح أن لدكتور نافع رأياً في وجود الحركة الإسلامية، لجهة اعتقادك بأن المؤتمر الوطني هو تطور طبيعي لها، وينبغي عدم الرجوع إلى الوراء؟

-أبداً أنا لا أؤمن بهذا الرأي. أنا أؤمن بأن وجود الحركة الإسلامية في تنظيم منضبط هو ضمانة قوة المؤتمر الوطني وضمانة قوة استمرار المشروع. ولذلك لا أرى حرجاً في أن توجد حركة إسلامية قوية لأني أعتقد أنها هى قلب المؤتمر الوطني وقلب الدولة..

=مقاطعة=

*الحديث عن (حركة إسلامية منضبطة) هل يعني أن تكون الحركة مدجنة بلا أنياب وبلا مبادرات جريئة في مسألة إدارة الحكم؟

– لا، أنا أعني بذلك ما هو العمل الذي يمكن أن تقوم به الحركة الإسلامية؟. وفي تقديري العمل الذي يمكن أن تقوم به الحركة الإسلامية هو العمل الذي لا يمكن أن يقوم به المؤتمر ولا تقوم به حتى الدولة، وأرى أنا أننا نحتاج كذلك توضيح علاقة الحزب (المؤتمر الوطني) بالدولة، وتوضيح هذه العلاقات هو الذي أعنيه بالانضباط، أن ينضبط المؤتمر الوطني فيما يوصف له من مهام وأن تنضبط الحركة فيما يوصف لها من مهام حتى لا يكون هم الحركة ولا حتى هم المؤتمر الوطني هو أن يكونوا وزراء ظل مادام الوزراء والجهاز التنفيذي فيه خيارات قيادات الحركة وخيارات قيادات المؤتمر الوطني، فلماذا نديرهم بالريموت كنترول.

*من الاتهامات القاسية التي توجه لك د. نافع، هى أنك تحكم المؤتمر الوطني بالحديد والنار والبندول؟

– هذه قول اليسار وقول المعارضة لأنها والحمد لله لم تجد أن تقول غير ذلك. لكن أنا شخصياً أفتكر أن الناس الذين عملوا معي في أي عمل تنظيمي على عكس ما هو مشاع فيه كثير جداً من الشفافية والشورى والديمقراطية، وأنا لا أريد أن أزكي نفسي، ولعلي حتى في العمل التنظيمي المحض في النقابات وفي غيرها كان هذا منهجي، ولعل أفضل من يُحدِث عن ذلك هم الذين عملوا معي حتى في جهاز الأمن.

*على ذكر جهاز الأمن.. هل تعتقد أن تجربة الجهاز كانت خصماً عليك؟

– أنا لا أعتقد أن أي عمل لصاحب المشروع والفكرة – مهما كانت تكلفته الشخصية- يمكن أن يسمى خصماً عليه، لأنه يسير في مسار معين فكرياً وعقائدياًوينبغي أن يعطي في أى مكان مهما كان الخصم الشخصي عليه. وأي تكليف أنت تستطيع أن تعمل فيه شيئاً لابد أن تكون سعيداً بذلك.

* ألم تشعر بشيء من الخجل في تجربتك الأمنية؟

– لم أكن راغباً فيها إبتداءً، ونحن فهمنا للأمن قبل أن نكون جزءاً منه هو الفهم السوداني التقليدي أي أنه ليس أفضل الأماكن التي تعمل فيها، وأنا متأكد أن أسرتي القريبة كانت تشعر بشيء من الضيق من هذا التكليف. لكن بعد أن دخلنا فيه وشعرنا بأننا نؤدي وظيفة هي لتوطين هذه الفكرة ولتوطين هذا المشروع ولتثبيت السودان وتركيز استقلاله، فأبداً لست نادماً على ما فعلت ولست شاعراً بأي نوع من الحرج.

*يقال إن د. نافع لا يستطيع أن يتعايش مع خصومه؟

– هذا غير صحيح، وأنا كنت في كل جولات الحوار مع الحركة الشعبية، وكنت في جولات الحوار حول المنطقتين، وكنت في جولات الحوار مع التجمع في القاهرة، وأعتقد أن أي شخص منصف ليس مردداً لما يسمعه أو متأثراً بمواقفه الشخصية مني يدرك أن هذه ليست الحقيقة.

*هل لديك أي شكل من أشكال التواصل في الفضاء الاجتماعي مع الذين تختلف معهم سياسياً- على الأقل؟

– بصفة عامة، أنا لست اجتماعياً بالقدر المطلوب (لا مع الخصوم ولا مع غير الخصوم). لكن العكس تماماً، أنا في إطار هذا المنهج عندي علاقات قوية جداً مع اليسار ومع كل الأحزاب السياسية، وحتى حدة المواقف لا تترك ترسباً في نفسي، ترسباً يحول بيني وبين العلاقة مع الآخرين.

*كثير من الناس يتحدثون عن شرخ ما في العلاقة بينك وبين النائب الأول لرئيس الجمهورية علي عثمان محمد طه.. ما هى طبيعة العلاقة ومدى صحة ما يتردد عن خلافات بينكما؟

– أول شيء، الذي يعرف الأخ علي عثمان ويعرف شخصي، يعرف أن شخصيتينا غير قابلتين لخلاف يتحول لخلاف شخصي أبداً، لأنه ليس هناك منافسة بيننا، وليست هناك مطامع، وليست هناك مقاصد يشعر فيها الآخر بأن الآخر يقف عقبة في سبيله. لكن إذا رأى الناس شيئاً من التباين،وشيئاً من الاختلاف في وجهات النظر ومنهج العمل التعبير عنه، فأنا أرى أن هذا يحسب حسنة وليست منقصة في العمل الجماعي.

*قلت إنه لا يوجد تنافس بينكما، لكن التنافس بينكما متوقع وربما يكون قائماً وأكيد باعتبار أنكما الأبرز الآن في قيادة الحزب والدولة؟

– في وجهة نظر القاعدة ممكن، لكن نحن لا نتحدث عن أشخاص. فنحن الاثنين نود أن يكلف غيرنا، لكن نحن جنود في هذه الحركة، وتقدم وتؤخر من تشاء والذي يُقدم يشعر بثقل التكليف ، والذي لا يكلف يشعر أنه في رحمة من رب العالمين.

*طيب ماذا عن علاقتك مع السيد الرئيس وما هى حدود هذه العلاقة مع الرئيس ومع بقية المساعدين؟

– الحمد لله شاعر بأن علاقتي طبيعية جداً مع الذين يعملون معي أو الذين أعمل معهم، وفي كل الحالات هي مبنية على أني أقول رأيي وليس من الضرورة أن يكون هو رأي الأخ الرئيس أو رأي الأخ علي عثمان أو هو رأي الذين دوني، لكن في النهاية أقبل بالرأي الذي يبدو عليه الإجماع. وما عندي برتكولات ولا حرج في أن أكون صريحاً في آرائي السياسية.

*يقولون إن الذين يرتكبون أخطاء سياسية غالباً ما تؤثر في مسيرتهم إلا د. نافع فيما يبدو؟

– بأمانة أعتقد أن هذه طبيعة الانتظام في أي تنظيم، يعني لا يكون لديك موقف معين تشعر بالهزيمة إذا لم يقبل وإذا قُبِل تشعر بالانتشاء والتطلع إلى ما ينبغي أن تتطلع إليه. أنت تسعى في عمل وتقبل فيه رأي الجماعة، ولذلك أنا لا أشعر في نفسي بحرج بأن يقبل رأيي أو لا يقبل.

*عندما سألت السؤال السابق، كنت استبطن رفض الاتفاق الذي عرف إعلامياً باتفاق (نافع – عقار) ألم تشعر بشيء من الهزيمة ربما بعد رفض المكتب القيادي للاتفاق؟

– لم أشعر بهزيمة على المستوى الشخصي، ببساطة لأننا نحن وجدنا الرأي الغالب جداً في المكتب القيادي كان على غير ما رأينا، ويمكن أن نكون استغربنا أو شعرنا بأن هنالك حقائق لم تستجلى أو هناك موقفاً عاطفياً صنعه الرأي العام هو الذي أدى إلى هذا الموقف. لكن في النهاية نحن قدرنا لاعتبارات كثيرة جداً والمكتب القيادي كان لديه رأي غالب إن لم يكن شبه إجماع ولذلك لم نشعربأن هنالك قضية شخصية.

*أما زلت ترى أن ذلك الاتفاق قابل للحياة أو ربما للبناء عليه في أية اتفاقيات محتملة؟

– أفتكر الناس محتاجة تفهم هذا الاتفاق على حقيقته، فهو ليس أكثر من أجندة للنقاش، وليس بالضرورة أن نرجع إليه ويمكن أن نضع في أية لحظة من اللحظات الأجندة وفق ما تحددها المرحلة التي تجري فيها المحادثات. وأنا لا أرى هنالك حديثاً عن ضرورة الرجوع إلى اتفاق (نافع ? عقار) إلا إذا كان الذين يقولون بذلك عندهم في أنفسهم هوى وغرضاً مستبطناً غير الذي نعرفه نحن.. (الرأي العام)، غطت زيارة د. نافع إلى الصين في الأيام الفائتة، وفي الطريق من مدينة تشانغتشو إلى بكين جلست في المقعد المجاور له بأحد القطارات السريعة ، وكان هذا الحوار الذي أتقن فيه د. نافع الحديث بتلقائية من توقع الأسئلة مسبقاً، ووضع حتى أمام الأسئلة الماسخة، ما تتطلب من إجابات برحابة صدر غير مسبوقة في مثل هذا النوع من الحوارات الذي يتقاطع فيه الخاص مع العام، فكان ذلك مبعثاً لطرح المزيد من الأسئلة دون خطوط حمراء . فإلى الجزء الأخير من الحوار:

< بعد (24) سنة من حكم الإنقاذ، ألا ترى أن هذه الفترة طويلة جداً وأكثر من كافية وربما عليكم أن تفسحوا المجال لغيركم حتى يقودوا البلاد؟- دعنا نفرق هنا بين موضوعين.. بين الرغبة في إظهار قيادات جديدة لعلها تأتي بمشروعات وطموحات جديدة، وبين استمرار المؤتمر الوطني ومشروع الإنقاذ. أنا أعتقد أن هذا الذي أُنجِز في هذه الفترة بواسطة مشروع الإنقاذ والمؤتمر الوطني لابد أن يستمر حتى يؤتي أُكله أكثر ثمرة وألذ مذاقاً من الذي عملناه الآن وأكثر عطاءً، وأنا شخصياً أعتقد أنه ليس هناك مخرج لهذا السودان إلا بمشروع الإنقاذ الذي عصبه هو الإلتزام بالإسلام ونتطور في ذلك. فليس هناك بديل للمؤتمر الوطني في تقديري، ليس لأنه حزب، بل لأنه فكرة. وليس هنالك في الساحة فكرة تقاربها نضوجاً ولا مقدرة في إعمار الدنيا والآخرة مثل المؤتمر الوطني الآن. أما الحديث عن تغيير الأفراد في هذا الإطار فأنا معه جداً، مع أن نبرز في كل مرة قيادات جديدة بروح جديدة وانفعالية جديدة وهكذا.< هل لديك القدرة على أن تقدم مثالاً في هذا الأمر وتبتعد عن القيادة في المؤتمر الوطني والدولة؟- هذا لا يحتاج مني إلى قدرة، فهذا هو هوى نفسي ورغبتي حقيقية، فليس لي مشكلة في ذلك ولن أقاوم نفسي لأقدم مثالاً.< هل فكرت بصدق في الابتعاد عن موقعك في قيادة المؤتمر الوطني؟- قطعاً، وأنا أعتقد أن كثيرا من الذين يعرفونني يعلمون هذا فيّ.< لكن البعض يرى أنك مرشح محتمل للرئاسة؟- والله أرجو أن لا يكون ذلك وارداً ولا أُكلف بذلك، وهنالك الكثيرون أفضل مني إن شاء الله.< الرئيس البشير أكد بوضوح تام في حواره مع صحيفة الشرق القطرية أنه لن يترشح، ثم عاد في إجتماع الشورى الأخير ليقول بأن أمر ترشحه من عدمه يخص مؤسسات الحزب.. هل تراجع الرئيس عن موقفه وقرر الترشح مجدداً؟- لا هذا تبيان لحقيقة الموقف الشخصي والرغبة الشخصية وضرورة الإلتزام برأي المؤسسات. الرئيس لم يأتِ رئيساً حتى لمجلس الثورة بناءً على رغبته أو لسعيه لذلك بقدر ما هو تكليف بين أخوانه في مجلس قيادة الثورة أن يكون هو الرئيس، وبعد الثورة من بعد ذلك أن يكون رئيساً للجمهورية.. أنا شخصياً أعلم تماماً عدم رغبة الأخ الرئيس على المستوى الشخصي في أن يتولى هذا الأمر مرة ثانية، لكن أعلم تماماً كذلك أنه مهما كانت رغبته في التنحي لن يقول أنا لا أقبل رأي الجماعة.< الإشكال الذي سيواجه المؤتمر الوطني في حال عدم ترشح الرئيس هو أن كتوف من هم بعده متلاحقة كما يقولون، فهناك د. نافع وشيخ علي وآخرون، وربما يتطور الأمر إلى مفاصلة جديدة في حال ابتعاد الرئيس؟- العكس تماماً، وأنا والله لا أرى حرجاً في أن يرشح المؤتمر عددا من الناس ويترك الخيار الحقيقي للمؤتمر العام أو الشورى، فما هي المشكلة في ذلك إذا كانت دول كثيرة في العالم تفعل ذلك وهي ليست مثل المؤتمر الوطني وليست لها فكرة مركزية تجعل العمل كله ليس من أجل المصالح أو المناصب. وليس في موقع الرئاسة فحسب، ففي موقع الوالي وأي موقع الناس سوف يتنافسون وتختار الجهات المعنية سواء أكانت (مجالس الشورى أو مؤتمرات الولايات أو المؤتمر العام) تختار باختيار شفيف من ترى لتقدمه إلى الموقع.< بصراحة دكتور فإن الحديث عن الأمر ليس أمر دنيا وليس من أجل المصالح والمناصب لم نعد نسمعه من كثيرين غيرك، فالمعارضون عندما ينظرون لتجربتكم يتندرون من شعار (هي لله لا للسلطة ولا للجاه)؟- أنا أعتقد ان هذا ما يقوله أعداء الإنقاذ والمؤتمر الوطني، لكن العبرة ليست في الحديث المنشور ولا في الحديث المسموع بقدر ما في التوجه العام. وأنا مطمئن جداً أن جُل إن لم يكن كل قيادات المؤتمر الوطني تسعى لهذا المنهج وتود تمكينه تحدثت أو لم تتحدث. فالذي يعمل في مجال العمل التنفيذي ويخلص وينجز في عمله أفتكر أنه يخدم المشروع أكثر من الكلام.< ألا تخشون من مواجهة نفس مصير الحزب الوطني في مصر؟- والله نحن ليس مثل حزب المؤتمر الوطني المصري، نحن ليس حزب حكومة، ولسنا حزباً لا يجمع بين أعضائه موقف وبرنامج فكري، نحن حاجة مختلفة تماماً ولذلك لا نتوقع ذلك. وقضيتنا الأساسية ومشروعنا، مشروع العودة إلى الدين والتراث والأصالة والإرادة الحرة، أنا أعتقد ان هذا هو برنامج أهل السودان. ولذلك أنت تشعر أن المعارضة تفعل ما تفعل الآن ولا تجد من يستجيب لها.< الفعل الآن يرتبط بالمعارضة المسلحة، برأيك ما هو أقصى ما يمكن أن تفعله الجبهة الثورية؟- أنا مطمئن - وهذه ليست قراءتنا نحن في الإنقاذ- بل قراءة الذين يدعمونها ويقفون من خلفها إنها لن تستطيع أن تفعل شيئاً، وهذا الحديث يقال الآن في مسارح الدول الغربية التي تدعمهم بل وصل به الحد أن يقال على مستوى ما يسمى بالجبهة الثورية بأنها لا تستطيع أن تفعل شيئاً، فهي لا تستطيع أن تكون تحدياً عسكرياً فضلاً عن التحدي السياسي إذا أوقف منها الدعم الخارجي الذي أرى أنه يضمحل وفي سبيله للانقطاع.< د. نافع، والبروفيسور إبراهيم غندور من الذين ذرفوا دموعاً على الوحدة.. الآن عندما تنظر للعلاقة مع الجنوب بعد مرور عامين على الانفصال هل ترى أنها كانت تستحق أن تذرف من أجلها تلك الدموع؟- الحقيقة نحن -على الأقل شخصي وأعتقد أن البروفيسور غندور كذلك- تأثرنا للذين كانوا يطمعون في أن يتوحد السودان، وكلنا كنا نطمح في ذلك، لكن خذلتهم الحركة الشعبية فجأة في تقديرهم ولذلك كانوا عاطفيين جداً. ونحن منذ بداية تنفيذ الإتفاق في 2005م كان واضحاً بالنسبة لنا أن الحركة تسير في مسار الانفصال لأن برنامج الحركة إما أن تستولي على السودان كله ليكون كالجنوب أو أن تنفصل بالجنوب. وبالنسبة لنا طبعاً هذا خيار طبيعي إذا كانت الحركة تريد الاستئثار بالسودان كله أن تذهب بالجنوب إذا كانت هذه رغبة أهله، ولذلك لم يكن الانفصال بالنسبة لي مفاجئاً ولا قضية عاطفية بقدر ما هي نتاج طبيعي لمسار الحركة الشعبية وإصرارها على الانفصال. وأنا أذكر أنه بدا علينا هذا التأثر عندما انفعلت الأستاذة إخلاص قرنق التي كانت وكأنها في غيبوبة تتوقع أن توحد الحركة الشعبية السودان، وأنت تتألم عندما ترى أناساً يظهر أنهم مخلصون في مشروعهم لكنهم لم يكونوا متابعين لسير الأحداث أو مستشرفين للنتيجة التلقائية، فالتأثر لم يكن لصدمة أصابتك أو عاطفة اجتاحتك لأنه حدث ما لم تكن تتوقع.<البعض ينظر للانفصال كوزر يتحمله المؤتمر الوطني بالكامل؟- من هم هؤلاء البعض؟، وإذا كنت تعني المعارضة فهي سبقتنا إلى حق تقرير المصير والذي يوافق على تقرير المصير لا بد أنه يوافق على احتمال الانفصال. والمعارضة إجازت تقرير المصير في مؤتمر أسمرا 1995م أي قبلنا بقرابة العشر سنوات. وأهم من التقدير النظري والمواقف النظرية المواقف العملية، فبعد اتفاقية السلام أنا أعتقد ان معارضة النظام تخطت كل الخطوط الحمراء وكانت المعارضة الداعم الأساسي للحركة الشعبية وجعلها تتمادى في أن تتخذ قرارا إما السودان كله أو الانفصال، وحتى عندما حان وقت الانتخابات حاولت المعارضة أن تنافس في الشمال ولكنها ولم ترد أن تنافس في الجنوب ليس لعجزها القاعدي فقط وإنما لأن الحركة لا تقبل لها ذلك.وحديث المعارضة عن الحريات وكذا كانت تتحدث فيه عن الشمال وكل من له سمع وبصر يعلم أن الحركة الشعبية ضيّقت كل التضييق على الجنوبيين الذين يقودون خطا سياسيا غير خط الحركة. فالمعارضة بموقفها المبدئي، وبإعتمادها الكلي على الحركة الشعبية مثلما هو اعتمادها الآن على الجبهة الثورية - حتى بكل هذا الهوان الذي فيه - هي المسؤولة عن دفع الحركة الشعبية لاتخاذ هذا الموقف ولا يحق لها أن تقول. نحن عكسها تماماً، فالمؤتمر الوطني هو الذي قدم كل ما يمكن أن يقدمه في إطار تنفيذ الاتفاقية ليحبب الوحدة للجنوبيين ويحببها حتى للحركة الشعبية ولينقلها من حركة مسلحة تسعى لانفصال الجنوب أو الاستيلاء على السودان إلى حركة سياسية تقبل المنافسة في الجنوب والشمال وتقبل برأي أهل السودان، نحن في المؤتمر الوطني الوحيدون الذين خضنا الانتخابات في الجنوب مقابل الحركة الشعبية ودفعنا في سبيل ذلك تضحيات كبيرة وهناك أناس سُجِنوا وضُرِبوا وطُرِدوا لكن المعارضة كانت تصفق وتتفرج على ما يحدث.< مما يخاف د. نافع على المؤتمر الوطني؟- أود أن أقول بدلاً مما أخاف على المؤتمر الوطني، ماذا أريد من المؤتمر الوطني ؟ أنا حقيقة أود أن يكون المؤتمر الوطني، فنحن كلما تعلقنا بالفكرة وابتعدنا عن التعلق بالأشخاص، كان المؤتمر الوطني في صحة. فالتعلق بالأشخاص يعمق فينا الجهوية ويؤثر على موقفك على أساس ما تعتقد أنه مصلحة أو علاقة بهذا. وهذا في المقابل يربي في القيادات الطموحات والتطلعات على هذه الأسس التي لا أراها صحيحة. ولذلك أنا أود أن يقوم المؤتمر الوطني بحملات واسعة جداً وبتضافر صريح للقواعد لأن تكون قضية اختيار الأشخاص بقدر ما يقوم فيه من صدق، وبقدر ما يقوم فيه من مقدرات لإنفاذ برامج المؤتمر الوطني والإنقاذ.< ما الذي أضافه لك الموقع المتقدم في الحزب والدولة؟- إذا كانت هناك ما يسمى إضافة هو أنك أنت عندما تكلف بتكليف لابد أن تنجز فيه ولابد أن تبذل جهدك الفكري والجسماني وحركتك، ويترتب على ذلك نجاحات قد يراها الناس هي إضافة تُذكر بخير أو يظن بها خيراً لكن أنا أرجو أن لا يكون عملنا فيه شىء من حظ النفس هذا..< وما الذي خصمته منك في المقابل؟- خصمت مني توجهي الأكاديمي وحملتني على كثير من العلاقات والاتصالات التي لم تكن هي من طبيعتي الشخصية على الرغم من أن هذا ليس عيباً أن يفرض عليك أن تنفتح أكثر على الناس وكذا، وطبعاً الراحة والهرم المبكر وغيره مما يترتب على الحركة والعمل الأكثر من اللازم أحياناً.< أنت بحكم موقعك كثير الحديث في فعاليات مختلفة.. هل هناك حديث قلته ثم ندمت عليه؟- لا أذكر أن هنالك فكرة قلتها وندمت عليها، لكن قد لا يكون المرء سعيداً أحياناً ببعض الكلمات التي تمس شخصاً بعينه أو بغير عينه، يعني أنا قليلاً ما أقول ليتني لم أقل هذه الكلمة. لكن ما قلت حديثاً في شخص أعتقد أنه لم يكن صحيحاً ولم أقل حديثاً في حزب شعرت بأني تجنيت عليه من باب عداوة. فالآراء التي قلتها أؤمن بها تماماً ولا أشعر بحرج في أني قلت ما لم ينبغي أن يقال. لكن إذا كانت هناك في قليل من الأحيان كلمات في حق جماعة أو في حق أفراد كان يمكن أن أقول أفضل منها، أشعر بأني ليتني فعلت.< هل تعتذر أحياناً لبعض من تقسو عليهم في خطاباتك السياسية؟- أعتقد أني كثيراً ما أفعل ذلك.< هل تأذت أسرتك أو دفعت ضريبة ما بإعتبارها أسرة د. نافع القيادي في المؤتمر الوطني والحكومة خاصة في ذهني الكثير من الكتابات عن أبنائك في عدد من المواقع الإلكترونية؟- والله أنا أفتكر ان أي شخصية تقدم نفسها للعمل العام لابد أن تتأذى على المستوى الشخصي من بعض التطاول، ومن بعض الاستهداف غير المبرر، ومن بعض الجنوح إلى الحديث غير الصادق. وينسحب ذلك على الأسرة طبعاً ويتأذون منه. لكن أنا أفتكر ان هذه هي ضريبة للذي يسير في هذا المسار، فالذي يقدم نفسه للعمل العام في إطار فكرته ومشروعه وعقيدته وفي إطار قناعته بالتكليف بأن هذا تكليف رباني أن نحاول نسير في هذا الطريق، لا يشعر بضيق من هذه المضايقات لأن هذه سنة مرت حتى بالرسل الكرام الذين تم إيذاؤهم وقيل فيهم ما قيل.< ألم تطلب منك أسرتك الصغيرة في لحظة ضيق مثلاً أن تبعد عن هذا العمل؟- أنا أقول ليس في لحظة ضيق، لكن رغبتهم العامة أن هذا يكفي ونترك المجال لآخرين، وأنا مع ذلك.< أيعني ذلك أنك ستضع رغبتهم في حيز التنفيذ؟- أنا كما قلت في حق غيري، فلابد أن أقول في حق نفسي وهذه رغبتي الصادقة وأرجو أن تكون محل تقدير الآخرين. لكن لا يجوز، ولا نأمر بشىء ونأتي بغيره.< هل حدث أن فكرت في الاستقالة ؟- لعلي فعلت بمعنى الإشارة إلى أن رأيي هو أن أتنحى، ولعلي فعلت بمعنى أن أرفع الحرج عن الذين قد يرون أن يتنحى الشخص، لكن أنا مع أنه ليس رأيك الشخصي أن تفعل ما تريد. يمكن أن تعبر عما تريد لشعورك بأن هذه المحطة للتنحي بما تشعر به من رأى عام وسط الأخوان والجماعة والمؤتمر بأن هناك إخفاقا كبيرا وترفع الحرج عن القيادة في أن تستبدل.< كيف تنظر لمستقبل المؤتمر الوطني من غير د. نافع؟- والله أنا أعتقد ان المؤتمر الوطني قدم مثالا واستغنى عن كثيرين جداً كانوا له في تاريخه وحاضره أكثر أهمية وفعالية من نافع، ولذلك أن لا أرى ان المؤتمر الوطني عنده قضية أن يتنحى نافع أو غير نافع.< إذا ترك د. نافع السياسة فماذا سيفعل ؟ وفي أي مجال سيعمل؟- أنا لن أترك السياسة، قد أترك القيادة ولكن لن أترك السياسة. وأتوقع أن أكون ناشطاً في كل هذه المجالات ، كما أنا الآن تحت قيادة جديدة، لكن كيف أترك السياسة؟ فالسياسة ليست كتاباً تقرأه وتدعه..< ما عنيته هو بعد تركك للمواقع القيادية ففي أي مجال ستعمل ؟.. هل سترجع مثلاً للتدريس أم تعمل في الزراعة أم ماذا؟- أعتقد أني سوف أظل جل وقتي في العمل السياسي، فالذي يمكن أن يحدث في هذه الحالة هو أن تجد مساحة من الزمن لتسهم في نشاطات كثيرة في المؤتمر الوطني بدلا من أن يفرض عليك الموقف القيادي مساهمات محدودة. ويمكن أن أسهم أكثر في مجال قطاعات الطلاب والشباب والمرأة، وأكثر في مجال العلاقات الخارجية، وأكثر حتى في مجال الاقتصاد وهذا أهم وربما يكون هذا الذي يستحوذ على الوقت، وفي المجال الاجتماعي والتحول الاجتماعي وبرامجنا له وتقويم وتقييم لها. وأنا أعتقد نحن ما خُلِقنا لنزرع ونتاجر ولا يمنعنا أن نفعل ذلك أن نسهم مساهمة فعلية في السياسة، وسوف تكون هذه واحدة مما أعطيه أهمية أن لا ينقص العطاء عامة في مجال عمل المؤتمر الوطني ودفع الدولة ولا يرتبط ذلك بموقف سياسي إن شاء الله. [/SIZE] حاوره في الصين: فتح الرحمن شبارقة: الراي العام

‫4 تعليقات

  1. نحن المحيرنا انت لحدي هسي عايش كيف ؟ بعد الالاف القمت بقتلهم وانت في السلطه …مفروض تموت من شدة الخوف من الله خليف من موضوع نافع ؟ عليك الله ضباط رمضان القتلتهم في رمضان ديل لمن تزكرهم بحصل ليك شنو ؟ قال سياسي قال هههههه

  2. [B][SIZE=4][SIZE=2]ديل دايرين يسلموا السودان لنبى الله عيسى بن مريم عليه السلام[/SIZE][/SIZE][/B]

  3. صدق الترابي فيما قال
    نافع ما ليهو اي علاقة بالسياسة واكبر مهرج وهو عدو الشعب وعدو المؤتمر الوطني نفسو
    الله يجازيك بما فعلت في البلاد والعباد