بيانات ووثائق

بيان من الإخوان المسلمين في مصر

من قلب المعاناة ورحم الألام والأحزان على الشهداء والجرحى وعلى المخاطر الجسيمة التي يتعرض لها وطننا الحبيب مصر وشعبها الصابر الصامد المسالم؛ نتيجة الانقلاب العسكرى الكامل الذي قام به بعض أعضاء المجلس العسكري على الشرعية الدستورية النابعة من الانتخابات والاستفتاءات المعبرة عن الإرادة الشعبية.

لذلك فإن الإخوان المسلمين يريدون أن يعلنوا موقفهم من الأحداث الملتهبة في كل أنحاء الوطن.

– إن ما قام به بعض أعضاء المجلس العسكري إنما هو انقلاب عسكري كامل تم تدبيره بليل انقضاضًا على الشرعية، ونكوثًا عن القسم الذي أقسموه باحترام الدستور والقانون وحماية الوطن، وطاعة القائد الأعلى للقوات المسلحة، ورغبة في السيطرة على الحكم وسياسة البلاد من وراء ستار من الأذناب المدنيين، وهو ما نرفضه ولن نعترف به أبدًا.

– إننا نثق تمام الثقة في أن جيشنا العظيم الذي يفتدينا ونفتديه ويحبنا ونحبه لا يمكن أن يكون قد أسهم في هذه المؤامرة، وإنما من حاكها ونفذها هم مجموعة من قادة المجلس العسكري الذين أولاهم الرئيس ثقته وللأسف لم يكونوا أهلاً لهذه الثقة، فجيشنا يؤمن بما جاء في المادة (194) من الدستور بأن القوات المسلحة ملك للشعب ومهمتها حماية البلاد والحفاظ على أمنها وسلامة أراضيها، ومعنى هذا أن الجيش والشعب جسد واحد، وأن وظيفة الجيش محددة وليس من بينها الخوض في السياسة.

– إن الملايين الذين تظاهروا سلميًّا والمعتصمين في مختلف ميادين الجمهورية رفضًا للانقلاب العسكري وتأييدًا للشرعية، إنما هم كل أطياف الشعب ومنهم الإخوان المسلمون وهم الذين ثاروا في 25 يناير 2011 وقدموا الدماء والشهداء لاستعادة حريتهم وكرامتهم وحقوقهم، وهم على استعداد لتقديم المزيد من التضحيات مرة أخرى.

– إننا لن نساوم على الشرعية ولن نرضى بغيرها بديلاً لأنها الطريق السليم لإتمام التحول الديمقراطي والسير إلي دولة وطنية دستورية ديمقراطية، فلا بد أن يتم تعديل الأوضاع التي تم الأنقلاب عليها وعلى رأسها عودة الرئيس والدستور ومجلس الشورى، ولا بد من احترام الديمقراطية وإرادة الشعب ومن أراد أن ينافس فلينافس على مقاعد مجلس النواب فأهميتها عظيمة؛ لأنها تمثل السلطة التشريعية وأكثر من نصف السلطة التنفيذية.

– إن الاجراءات القمعية البوليسية والإرهابية التي تمارس ضد جماعتنا وحزبنا بحرق المقرات واعتقال القادة وتلفيق الاتهامات، وقتل الناس منّا ومن الشعب في الشوارع على أيدي البلطجية في حماية الشرطة لن تفت من عضدنا ولن تزحزحنا عن مواقفنا العادلة المشروعة قيد أنملة.

– إننا نؤكد للعالم كله وعلى رأسهم قادة الإنقلاب أننا لن نتخلى عن ثوابتنا الأصيلة جراء عدوانهم الغاشم على الشعب وعلينا وعلى الشرعية، واغتصابهم للسلطة وأهم هذه الثوابت الإلتزام بالسلمية، ولن تمتد أيدينا بالأذى لأحد ممن يعتدون علينا ولن نكون طرفًا في إراقة دم مصري حتى لو أراقوا دماءنا، فلن نقابل الرصاص والأسلحة إلا بالصدور العارية والأيدي الفارغة.

– إن مما يثير أسفنا أن تتورط قوي سياسية كثيرة صدعت رءوسنا بالحديث عن الدولة المدنية الديمقراطية، أن تتورط في تحريض القوات المسلحة علي الانقلاب وتؤيد هذا الانقلاب بعد حدوثه دون اعتبار للمبادئ والقيم والأخلاق، كما يؤسفنا أيضًا أن تتورط قيادات دينية في تأييد هذا المنكر الكبير الذي لا يرضاه دين ولا شرع ولا عرف ولا دستور ولا قانون وما كان لها أن تخوض في مجالات السياسة.

– رغم المرارة الشديدة التي نتجرعها جميعًا، فإننا علي استعداد لقبول مبادرات المخلصين التي تدعو لعودة الشرعية كاملة رئيسًا ودستورًا ومجلس شورى، وبعدها يدير الرئيس حوارًا عامًا بين جميع القوى الوطنية تتم فيه مناقشة كل الموضوعات الخلافية وإجراء مصالحة وطنية حرصًا على مصلحة الوطن العليا وحقنًا لدماء الشعب المصري وخروجًا من النفق المظلم الذي حشرنا فيه الانقلاب العسكري وكاد يصل بالبلاد لحافة الهاوية وسبيل الهلاك.

(وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ * الَّذِينَ إن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ المُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ )

الإخوان المسلمون

القاهرة في: 28 من شعبان 1434هـ الموافق 7 يوليو 2013م

‫4 تعليقات

  1. [B][SIZE=5][FONT=Simplified Arabic]قال نفق مظلم قال.. انتو اللي دخلتوا الشعب في نفق مظلم ماقادرين نطلع منه حتى اليوم، سواء اخوان السودان او اخوان مصر. استغلال الدين في السياسة.. بتعاملوا الشعوب وكأنكم انتم المسلمون ونحن غير مسلمين. في السودان يقولون جئنا لتمكين شرع الله ، وشرع الله موجود من ايام الامام المهدي.[/FONT][/SIZE][/B]

  2. ياجماعة نصيحة لوجه الله ما حصل كان متوقع وان كان ربما بغير ذلك الهدووء التفكير بعقلانية كيف يمكن ان يرجع الجيش علي ما قام به بالسرعة هذه وانتم علي هذا المناول خارطة الطريق لم تخرجكم من المسرح السياسي واذا عدتم بقبول شرط انتخابات رئاسية مبكرة وهذا هوا الشرط الوحيد الذي يمكن ان تتفق معكم فيه المعارضة لا شك انكم خاسرون لذلك اقبلوا علي مضض وخوضوا المعترك السياسي في السياسة لا غالب ولا مغلوب ما دام العب علي المكشوف الجيش هو الذي جابكم عندما فرض شفيق من جماعة مبارك حقيقة لا تنسوها فئة كبيرة لا تستينوا بها سوطت لكم نكاية في شفيق فهذا الامر كان باتفاقكم مع الطنطاوى لا تدفنوا رؤسكم في الرمالولا تنكروا ان من خرج عليكم في يوم 30 يونيو كان من اعطاكم سوطه لو كان الرئيس في خطابه الاخير قبل بتغيير الحكومة والنائب العام الذي عينه وتصالح مع القضاء وطلب استفتاء عليه بدل انتخابات مبكرة ويكون ذلك رغبتا في طلب الشعب المعارض له طبعا لان المؤيد يقبل باقل الضرر وفي فترة زمنية وجيزة لكان هدي الشارع واجريتم مصالحة وطنية بنفس الرموز الدينية والسياسية فلا خير في كثير من نجواكم …..

  3. يا أيها الذين آمنوا إصبروا وصابروا ورابطوا وإتقوا الله لعلكم تفلحون ))

    هذا بلاء وإن شاء الله منصورون فأكثروا من الدعاء فى هذه الأيام المباركات عسى الله أن يهلك عدوكم وأعداء الإسلام