مواطن بمحافظة سعودية ينشئ محمية للضبان
أنشأ مواطن بمحافظة الأفلاج محمية للمحافظة على الضبان من الانقراض. بدأها بضبين، والآن تضم أكثر من 80 ضبا، وهو يقوم بجمع الضبان وتوفير أماكن عيش مناسبة، وفي مواسم معينة يقوم بإطلاقها في بيئات عشبية مناسبة، وقد ساعده ذلك على معرفة الكثير عن سلوكيات الضبان وأطوارها الغريبة.
يقول صاحب المحمية المراقب الصحي ببلدية محافظة الأفلاج عمر بن إبراهيم الجرفين إنه أنشأ محميته الخاصة بالضبان منذ ثلاث سنوات، بهدف الحفاظ عليها من الانقراض، وهو يقوم برعايتها بنفسه.
وأشار إلى أنه خلال السنوات الثلاث اكتشف الكثير من التصرفات الخاصة بعالم الضبان، فمن خلال كاميرات المراقبة وأشرطة الفيديو التي يحتفظ بها على طول الوقت تعرف على الكثير من سلوكياتها، ومنها أن الضب لا يخرج من الجحر مباشرة، وإنما يخرج رأسه وثم يرجع وينظر يمينا ويسارا، ويخرج أصواتا، وهكذا لاستكشاف المكان، وبعد ما يعلم أنه ليس هنالك خطر يخرج.
وأضاف الجرفين أنه تحدث أحيانا ملاطفات بين الضبان. كما تحصل أحيانا معارك طاحنة، وخصوصا وقت التزاوج، والذي له الغلبة والقوة هو الذي يقوم بتزوج جميع الإناث، مشيرا إلى أن عملية التزاوج تكون مع بداية طلوع النخل ما بين شهر ربيع الآخر وجمادى الأولى من كل سنة، وبعد ذلك بشهرين تبدأ عملية التبييض. حيث تضع الإناث 25 إلى 35 بيضة، ويكون عدد البيض على حجم الأنثى بعد دفنه داخل الجحر، وفي منتصف شعبان من كل عام تبدأ عملية تفقيس البيض، ويبدأ الصغار في الخروج من الجحور.
وأوضح الجرفين أنه يعد كمينا للضب، وعندما يتم القبض عليه يضعه في مكان خاص لمدة شهر أو أقل إلى أن يكون للضب القدرة على حماية نفسه، ويتم بعد ذلك إطلاقه في البر في أماكن مختلفة ومتفرقة خالية من الناس. لكيلا يقوم أحد باصطياده، ويتم ذلك في أماكن معشبة لكي يضمن حياة الضب، وللمحافظة عليه من الانقراض.
وقال إنه تم إطلاق أكثر من 70 ضبا في السنة الأولى، وفي السنة الثانية تم إطلاق أكثر من 120 ضبا، وفي السنة الثالثة أطلق أكثر من 160 ضبا، ويتم إطلاق الضب عادة بدءا من الساعة الثامنة صباحا لكي يتمكن من حفر جحر له قبل المساء، موضحا إمكانية إطلاق دفعتين بالسنة الأولى في شهر رمضان، والثانية في منتصف شوال.
وأوضح الجرفين أن الضب بمجرد خروجه من البيضة يكون عارفا بأمرين الأول الأكل والثاني حفر الجحر، ولا تكون له علاقة بأمه، مشيرا إلى وجود حالات نادرة حيث تضع الأم الضب قبل الموعد بشهر.
يذكر أن الضبان عندما تكون خارج الجحر وتسمع أي صوت يقوم واحد منها بإصدار إشارات معينة للتنبيه بالخطر، فتذهب جموع الضبان مباشرة للاختباء في الجحور.
وعن البيات الشتوي قال إن الضبان عادة ما تبدأ بياتها الشتوي من بداية فصل الشتاء، ويستمر البيات ثلاثة أشهر من كل سنة، وقد تموت الضبان بعد البيات الشتوي بسبب قلة الأكل، وتخرج بعد البيات هزيلة جدا.
وأوضح الجرفين أنه يقوم بالتفريق بين الأنثى والذكر لأن الذكر شرس، ومن علامات الذكر أن برقبته سواداً، ولا يمكن قلبه على ظهره بعكس الأنثى فهي هادئة ويمكن قلبها على ظهرها لتعودها على التزاوج، كما أن لونها فاقع الصفار.
وأشار إلى أن الضبان تعرفه شخصيا، ولا تخرج إلا له، وتأكل من يده مباشرة، حيث يقوم بإطعامها خسا وبرسيما وملوخية وجرجيرا وجزرا وخيارا، وهو الذي يقوم بتنظيف مكانها، وخصص صاحب المحمية سيارتين لخدمة المحمية سواء لإحضار الأكل أو عملية الإطلاق.
ويطالب الجرفين هيئة الحياة الفطرية بحماية الضبان من الاصطياد، حيث يحترف كثيرون اصطيادها وبيعها بالأسواق، دون أي خطوة من الجهات المسؤولة.
الوطن السعودية