حوارات ولقاءات

القائد تلفون كوكو يكشف الحقائق .. 1093 يوماً من العزلة ..!!

[JUSTIFY]قلت للقائد تلفون كوكو أبو جلحة في مستهل أيامه للصيام عبر الهاتف: يا مولانا (كما يحلو لأنصاره أن ينادوه):
متى دخلت الجيش الشعبي لتحرير السودان ومتى دخلت الحياة الزوجية؟! وهل أنت نادم على دخول أي من الحياتين؟

ضحك أبو جلحة ضحكتين: ضحكة من القلب وضحكة من العقل (العقل يضحك ويُضحك عليه)..
قلت له: لماذا لا تقرأ؟
قال لي: أنا أقرأ كثيراً.
قلت له: ولماذا الحنين إلى بليلة (نقونقو) في فطور رمضان؟!
قال لي: لأنها تذكرني بالجبال..

وعندما قال الجبال: تحولت نبرة الحديث، وأخذت طابعاً أقرب إلى الشدة.
فالقائد تلفون كوكو أبو جلحة، حمل قضية جبال النوبة، في قلبه وعلى كتفه، ومن أجلها حمل السلاح..واحترف السياسة
ولا تزال قضية جبال النوبة هي قضيته المركزية، ان لم نقل الوحيدة.
ولما بلغ الحديث حد الاعتقال، لم أجد مخرجاً إلا استخدام البريد الالكتروني..
فكان هذا الحوار.
* ما هي قصة تلفون كوكو أبو جلحة بالضبط؟ و لماذا استمر اعتقاله طيلة هذه الفترة؟ أولاً قبل الإجابة عن السؤال أشكرك كثيراً وكما أحب أن أوضح أن كثيراً من الصحف والقنوات الفضائية والإذاعات طلبت مني إجراء حوار معها، ولكني إعتذرت عن هذه الطلبات كلها، لأنني كنت أعتقد أني سوف لن أمكث كثيراً في جنوب السودان حسب ما جاء في الاتفاق. ولكن عندما طالت المدة نصحني الأخ/ د. صديق تاور كافي بضرورة توضيح بعض الأشياء للرأي العام لأن قضيتي هذه أصبحت قضية رأي عام. وكما أني أدركت أيضاً أنني إن أجبت عن بعض الأسئلة من مكان آخر، فقد يقول البعض أني قلت هذا لأنني أصبحت في مأمن، لذلك قررت الإجابة عن هذه التساؤلات من جوبا حتى أقفل الباب على مثل هؤلاء.

و بخصوص الإجابة عن السؤال فهو سؤال جيد جداً وكذا السؤال المكمل له، وللإجابة عليهما قد نحتاج الى عدة صفحات ولكني سأحاول
قدر الإستطاعة أن أختصر. حقيقة أن مسألة إعتقالي هذه قصة طويلة تبدأ حلقاتها منذ 1987م، وذلك بعد أن أمضينا نحن الذين إنخرطنا في الحركة الشعبية والجيش الشعبي كأول طليعة من سكان الهامش من شمال السودان (جبال النوبة) سنتين. فلقد وضح لنا بما لا يدع مجالا للشك أن ما قرأناه في ما سُمي ” بالمنفستو”، ” البيان” الذي يحمل رؤية الحركة الشعبية لتحرير السودان، ما هو إلا مجموعة من الأفكار والأطروحات الخيالية الكاذبة العارية تماماً من أي مصداقية… فلقد ثبت لنا بعد سنتين أن الأفكار السامية المكتوبة في المنفستو لا وجود لها على أرض الواقع على الإطلاق.فمثلاً المنفستو يتحدث عن السودان الجديد الذي تُدار الحرب من أجل تأسيسه، و هذا السودان يؤسس على العدالة، والمساواة والحرية والديمقراطية، وحقوق المرأة والطفل وحرية التعبير وحرية العبادة …. الخ. ولكن بعد سنتين من البحث لم نجدها فهي مجرد شعارات للإستقطاب وللإستهلاك السياسي ولكنا توصلنا الى حقيقة أن السودان الذي يُراد صنعه هو سودان ربما يتم إقامته على سطح القمر أو المريخ وليس على كوكب الأرض.

لذلك عندما إكتشفنا هذه الحقيقة المُرة كفرنا بهذا المنفستو )معظم القيادات النوبية التاريخية توصلت لهذه القناعة ماعدا يوسف كوه الذي غرق في بحر هذه الأكاذيب حتى أذنيه، و أصبح لا يرى ولا يسمع )ومن هناك أصبحنا نعمل من أجل إنقاذ شعب النوبة من هذه الورطة التي ورّطناهم فيها.. وللأسف الشديد لم نتمكن من إحداث التغيير المطلوب بالسرعة المرجوة نسبة للجهل المتفشي في كثير من القيادات الخلفية، حيث أصبحوا قيادات عسكرية بدون أفق سياسى، أى ليست قيادات تحمل قضية سياسية لا تدار بالتعليمات العسكرية، فتحولوا إلى قيادات تنفيذية فقط. كما أن قيادة الحركة عندما علمت بهذه التحركات التي نقوم بها، قامت بعمل ترقيات إستثنائية لهذه القيادات الجاهلة ليزدادوا جهلا، وفي الوقت نفسه قاموا بإجراء تنقلات وإعتقالات للقيادات المشكوك في أمرها بالنسبة لهم، من الجبال إلى جنوب السودان، حيث تم تنفيذ حكم الإعدام على الفوج الأول.. وكما أُستخدمت أساليب الإغراء بالمال و بالمناصب بعد إتفاق السلام الشامل الظالم… وكما أن هذه القيادات التي تمت ترقيتها ترقيات إستثنائية أصبحت تتنافس على إظهار الولاء الأعمى بغرض إكتساب مزيد من ثقة قيادات الحركة الشعبية الجنوبية، ما جعل التغيير أكثر صعوبة. لذلك عندما توصلتُ إلى قناعة أن التغيير الذي ننشده يحتاج الى وسائل أخرى، لجأت الى عرض القضية من خلال الصحف اليومية و المنابر العامة، حيث كانت لي مقالات يومية راتبة في صحيفة (رأي الشعب) 2006م ـ 2008م، استطعت من خلالها توضيح المخاطر التي سيتعرض لها شعب النوبة بصفة خاصة نتيجة استخدام قضيته من أجل تحقيق مكاسب لشعب جنوب السودان. وعندما أدركت قيادات الحركة الشعبية بأن هذه المقالات ستجعل شعب النوبة يفيق من غفلته، طلبوا مني الجلوس والحوار معهم ـ ووافقت على ذلك خاصة و أن الذي طلب الجلوس معي هو زميل دفعة في التدريب العسكري، الفريق د. مجاك أقود أتيم نائب رئيس جهاز الأمن والمخابرات سابقا،ً وتيم من لواء تعبان دينق قاي حاكم الوحدة ولواء ياسر سعيد عرمان قطاع الشمال، الوزير ميان دوت السفير الحالي بالخرطوم وبول رينق ـ وكان أول مطلب منهم هو وقف نشر المقالات ـ وتواصل الحوار لأشهر بعدها كلّف سلفا كير رئيس حكومة الجنوب د. لوكا بيونق الوزير برئاسة الحكومة لدعوتي إلي جوبا لإستكمال الحوار. وبالفعل عندما تأخرت عن الحضور كلف سلفاكير نائبه د. رياك مشار بتكملة الإجراءات معي، وبالفعل قد تم ذلك، ورُتب لنا السفر إلى جوبا على متن طائرة اليونميس التي أقلعت بي من الخرطوم علي رأس وفد من د. صديق تاور كافي محاضر بجامعة النيلين، الأستاذ باكو تالي رمبوي رئيس الحزب القومي السوداني المتحد، الأستاذ أبو القاسم أبو شنب المحامى، والمهندس عمار الطاهر جمعة – وللأسف عندما وصلنا إلى جوبا يوم 1/4/ 2009 م بتأخير شهر كامل عن دعوة رئيس حكومة الجنوب لي، وجدنا الوزير إسماعيل جلاب قد غادر من جوبا إلى الخرطوم في اليوم نفسه الذي وصلنا فيه، وكان هو الآخر مدعواً لحوار حول بروتوكول جبال النوبة. وغادر معظم الوفد راجعاً الي الخرطوم من دون مقابلة رئيس حكومة الجنوب لأنه كان مشغولا حسب ما جاء على لسان لوكا بيونق، وكان معظمهم مرتبطا بأعمال روتينية لا تتحمل الغياب لأيام كثيرة – وقد بقي معي أبو القاسم أبو شنب الذي حضر معي الحوار في 29/6/2009م مع نائب رئيس حكومة الجنوب، ثم منه نُقل الحوار إلى مكتب رئيس حكومة الجنوب، الذي بادرنا عند افتتاحه للحوار بقوله لي: أنت اعترضت على تعيين عبد العزيز الحلو نائباً للوالي…. فأجبته علي الفور نعم أنا إعترضت علي ذلك وقلت أن عبد العزيز هو نفسه سبب فشل بروتوكول جبال النوبة و تعيينه هذا بمثابة صب الزيت على النار- ومنه واصلنا الحوار حيث أكدت لهم أنهم ينوون الإنفصال وهم يعملون في هذا الإتجاه، بينما أن النوبة نائمون نوم أهل الكهف ظناً منهم أنكم تلعبون أوراقكم وأوراقهم معكم.. و هنا تأثر رئيس حكومة الجنوب بحديثى وإعترف لي علي الفور أن هذا صحيح… وعندما إعترفوا بذلك إنتهزت الفرصة و طلبت منهم تدريب 25,000 خمسة وعشرين ألف مستجد من أبناء جنوب كردفان لكي نتجاوز ونعبر بهم فشل برتوكول جبال النوبة- فردّ علىّ نائبه د. رياك مشار قائلا: ما لديكم في الفرقة التاسعة كذا، و ما لديكم في الفرقة الثامنة كذا، و ما لديكم في الفرقة الرابعة كذا، و ما لديكم في الإستوائية كذا. فأجبته يا سيد الدكتور أنت من شدة إنخراطك في العمل المدنى نسيت العسكرية. هذه القوات التى تتحدث عنها منهكة تماما، فهى قاتلت لأكثر من عشرين عاما. وقد وافق سلفا علي الفور..

أن هذا صحيح… وعندما اعترفوا بذلك طلبت منهم تدريب 25,000 خمسة وعشرين ألفا من أبناء جنوب كردفان لكي نتجاوز ونعبر بهم فشل بروتوكول جبال النوبة – وقد وافق على الفور.. وقال مهما كانت مواردهم شحيحة فهو سيعمل على تدريب هذا العدد من أجل تجاوز الإخفاق- وكما اتفقنا على تشكيل لجنة من الجنوب وأخرى من الجبال للجلوس من أجل عمل شيء يفضي الى تفريغ شحنات الإستياء عند النوبة من بروتوكول جنوب كردفان.. كما وافقوا على انتزاع قطاع الشمال من ياسر سعيد عرمان وتسليمه إلى ممثلين عن جبال النوبة لأنهم من دفع الثمن في شكل أرواح وجرحى ومعتقلين أثناء الحرب وليس ياسر سعيد عرمان الذي لم يقدم طيلة الحرب لاحد وعشرين عاماً مستجداً واحداً أو كوز ذرة واحد، كما يفعل أهل الهامش الذين رفعوا السلاح ضد ظلم نظام الحكومات المتعاقبة على السلطة في الخرطوم.

هذه هي النقاط التي اتفقنا عليها في يوم 29/6/2009م .. ولقد قدم لنا رئيس حكومة الجنوب سلفاكير ميارديت مكرمة سخية جداً في نظره ولكنا رفضناها.. إذ طلب مني عمل توصية لأحد أبناء النوبة ممن يحملون درجات علمية “دكتوراه” بغرض تعيينه وزيراً للصحة الاتحادية بديلاً للطبيبة تابيتا بطرس شوكاي، فرفضت العرض وقلت له السيد الرئيس أنا وتابيتا تجمعنا منطقة واحدة و هذا سوف يخلق لنا من الإشكالات ما لا داعي لها، كما أن موضوعها ليس ضمن أولوياتنا … ومن هذا اللقاء سمّاني سلفا كير مبعوثاً خاصاً لجبال النوبة … وفي نهاية اللقاء باركنا لبعضنا على أن تتم متابعة تنفيذ هذا الاتفاق…

*إذا فقد انتهت المشكلة … أبدا بل بدأت من جديد.

*كيف؟؟
فى يوليو 2009 حدد لنا الرئيس سلفا موعدا للقاء به هو ونائبه ومعي دانيال كودي. وعندما وصلنا مكتب نائبه أخبرنا بأن الرئيس أخطره بأنه يعاني من صداع و بالتالى تأجل اللقاء لليوم الثاني. وعندما وصلنا مكتبه أيضاً علمنا من نائبه أنه ذهب إلى المجلس التشريعي- للمرة الثالثة ذهبنا إليه في مكتبه في القيادة العامة (بلفام) ـ وجلسنا مع وزير الجيش ابراهام دينق نيال الذى أخبرنا بأن الرئيس لن يحضر اليوم.

وعندما لمسنا عدم الجدية من الرئيس سلفاكير، ذهبت إلى مكتب نائب رئيس هيئة الأركان للإدارة الفريق/ بينق دينق كول وقابلته وطلبت اجتماعا معه، و بالفعل حدد لي موعداً بعد يومين، وكان الموعد هو مساء 9/9/2009م الساعة 4:00 مساءً. وكان معه كل من اللواء كوال ديم واللواء جيمس أجونقا واللواء أنقوم نقوم، فناقشت معهم موضوعات مهمة على مستوى الجيش الشعبي من النوبة في جنوب السودان وجبال النوبة.

وعندما سألت الفريق بينق دينق كول عن ما إذا كان رئيس حكومة الجنوب سلفاكير ميارديت ونائبه د. رياك مشار قد أخطراه ببرنامج تدريب 25000 خمسة وعشرين ألف مستجد من جبال النوبة، رد عليّ قائلاً إن الرئيس ونائبه لم يخطراه بأي برنامج تدريب، وطلب مني الإسراع في إحضار توجيهات بذلك من الرئيس ونائبه حتى يتمكنوا من تجهيز خمسة ميادين للتدريب وغذاءات وأدوية والتعلمجية، فشكرتهم وخرجت ورجعت وأخبرت دانيال كودي بما تم في الإجتماع.

ولما وجدنا مراوغة الرئيس غير طبيعية أصبحنا نبحث عن أسباب هذه المراوغة، فاستدعيت أحد حرّاسه من أبناء النوبة برتبة ملازم، وسألته عن الأسباب التي تجعل الرئيس يراوغ معنا. فاخبرني قائلاً أنه في اليوم نفسه الذي جلسنا مع الرئيس في مكتبه، وصل مالك عقار وجلس معه في المنزل وشوّش على كل ما اتفقنا عليه. وذكر أن مالك قال لسلفاكير أنك (يقصد شخصى) مجنون، ماذا تريد أن تعمل بهذا الجيش كبير الحجم؟ و أين الحرب التي تجهّز لها هذا الجيش؟ وقال لسلفا أنك تريد أن تستخدم هذا الجيش في أغراض أخرى وقال: إنك غرقان الى أذنيك في الحركات والتنظيمات الإسلامية؟ هذا ما نقله إلىّ المصدر الموثوق به…
و بهذا التشويش وجد رئيس حكومة الجنوب مبرراً مقنعاً لكي يتملص من الاتفاق، و كما أراح خزينته من الإرهاق الشديد لأن إحضار وتدريب جيش بحجم 25,000 خمسة وعشرين ألف مستجد من جبال النوبة وتغذيتهم في الميدان وعلاجهم وكسوتهم ومركبات كان سيكلف خزينة كير مبلغا لا يقل عن ثلاثة مليار دولار، لذلك هو أكثر من استفاد من هذا التشويش.. وعندما اكتشفنا أن هناك تشويشاً على ما اتفقنا عليه، قررنا أنا ودانيال كودي المضى في خارطة طريق رسمناها واتفقنا عليها.
*ما هى هذه الخارطة؟ هي لملمة صفوف قيادات النوبة التاريخية المتنافرة وتجاوز الخلافات بينها، بغرض إنقاذ قضية النوبة المعلقة بين السماء والأرض، قبل ممارسة شعب الجنوب حق تقرير المصير. وعليه دعينا لإجتماع نصفّي فيه ضمائرنا ونربط فيه كلمتنا قبل الانفصال. وقُدمت الدعوة لعبد العزيز الحلو وإسماعيل خميس جلاب. إلا أن عبد العزيز آدم رفض الدعوة وقال إن ما نقوم به هو خارج إطار برنامج الحركة الشعبية ـ بينما استجاب جلاب لهذه الدعوة، وجلسنا نحن الثلاثة في (ياي) بحضور عدد كبير من الشباب وتجاوزنا الخلافات التي كانت أصلاً طفيفة ـ ومنها قررنا التحرك إلى جبال النوبة لعقد لقاءات مع قيادات النوبة العسكرية والسياسية بما فيهم عبد العزيز الحلو، وذلك بغرض دق ناقوس الخطر لهم وإخطارهم بنوايا الجنوبيين نحو الانفصال لكي يصحوا من نومهم، وأن علينا أن نرتب أوضاعنا وكلمتنا والجلوس مع قيادات الحركة والجيش الشعبي وحكومة الجنوب قبل انفصالهم حتى لا نُفاجأ بالانفصال الذي ستترتب عليه نتائج شديدة الخطورة لشعب جبال النوبة/جنوب كردفان..
*و ماذا حصل بعد إجتماع ياى؟ بالفعل تحركنا مع دانيال كودي وأبو القاسم أبو شنب وآدم جمّار ومجموعة من الضباط وضباط الصف من ياي إلي جوبا ـ وهناك ذهبت إلي القيادة العامة (بلفام)، وطلبت الإذن من نائب رئيس هيئة الأركان للإدارة الفريق بينق دينق كوال ومنحني 45 خمسة وأربعين يوماً. كما طلبت الإذن لضباط وضباط الصف من وحداتهم ومنحوهم الإذن أيضا. وأيضا طلبت وقود للعربات المتحركة وتم التصديق بالوقود ـ وعليه حضرت إلى القيادة العامة في يوم 21/4/2010م وذهب آدم جمار لاستلام الوقود، وبينما كنت أنا في مكتب مدير المالية اللواء أوغستينو جادالله، إذا بنا نجد مكتب المالية محاصرا بقوة قوامها سرية من الشرطة العسكرية زائدا فصيلة من القوات الأمنية إضافة إلى مجموعتين من الاستخبارات.. و دخل علينا العميد ماج بول وسلمني ورقة فيها توقيع وختم رئيس هئية الأركان الفريق جيمس هوث ماي يأمر فيها بوضعي في الحبس المقفول ـ

*ثم ماذا حدث عند استلامك لهذا القرار المفاجئ؟ على الفور تم وضعي في إحدى البنايات الخاصة بالضباط الكبار في داخل القيادة بلفام، وتم توزيع قوة قوامها 197 مائة وسبعة وتسعين من ضباط وضباط صف وجنود، حول هذه البناية ووُضع في (البرندة) التي تفتح على غرفتي إثنا عشر من عناصر الاستخبارات ومعهم ضابط برتبة مقدّم. واستمر هذا الوضع لثلاثة أيام- وتم سحبهم في اليوم الرابع ليتركوا في حراستي فصيلة من شرطة عسكرية وثلاثة أفراد من الاستخبارات. وفي منتصف الليل من اليوم الذي تم إعتقالي فيه ـ أُرسلت مأمورية من جماعة عسكرية، وتم إلقاء القبض على ضابط برئاستي برتبة عقيد يُدعي السنوسي نايل كوكو، وأُحضر إلى موقع في قلب جوبا يسمى الوزارات وتم التحقيق معه بواسطة تيم استخبارات مكوّن من ستة ضباط يرأسهم اللواء مريال نور. وعندما بدأوا التحقيق معه سألوه عن ست دبابات وأربعين عربة تاتشر، عشرون منها محملة بصواريخ راجمات وعشرون منها محملة بمدافع الدوشكا، وعن مكان وموقع الكتيبتين من أبناء النوبة التابعة لي- فأجابهم بإزدراء شديد حيث قال لهم، لو كان اللواء تلفون كوكو لديه هذه المدرعات وهذه المدفعية وهذه القوة، هل كان من الممكن أن يتم اعتقاله من دون مقاومة؟ وقال لهم أسئلتكم هذه سخيفة وساذجة ولا يمكن أن تخرج من ضابط كبير في المخابرات. وقال لهم هل من الممكن أن يتم اعتقال ضابط كبير من دون وضع اليد على أي من هذه الدبابات والعربات والقوة المزعومة؟ وهنا بعد هذه الإجابات عرفوا أنهم وقعوا في فخ كذب فاضح ومنه أطلقوا سراحه على الفور و أرجعوه الى منزله.

و في صباح اليوم الثاني لاعتقالي أي يوم 22/4/2010م أدار العميد ماج بول عملية عسكرية من جوبا إلى ياي بالهاتف، حيث أمر ضابطا برتبة رائد في حامية ياي، يُدعي ماجير ميوات شول بالتحرك بقوة بحجم سريتين إلى منزلي لإلقاء القبض على سريتين من أبناء النوبة حسب زعمه، واعتقالهم وتجريدهم من السلاح وإحضار شنطتين من الحديد مليئة بمبالغ مالية تحت سرير نومي. إلا أن هذا الضابط بعد أن نفّذ التعليمات وتحرك بالقوة المحددة له وصل إلى المكان وحاصر منزلي بسريتين، ثم دخل الى حوش المنزل ومعه من الضباط التابعين للاستخبارات ملازم أول جون خميس ورقيب أول مجوك دينق ورقيب أول روبرت أشوت وملازم ثان جون بانتير ـ وعندما لم يروا أي علامات لوجود قوة بحجم سريتين طلبوا من زوجتي اعطائهم مفتاح الغرفة (الاوضة) الخاصة بي ـ فأعطتهم المفتاح وفتحوا الغرفة (الاوضة) وعلى طول راحوا يبحثون تحت السرير حسب المعلومات- وعندما لم يجدوا هاتين الشنطتين قام الرائد ماجير ميوات بالاتصال بالعميد ماج بول وأخبره أنه لا توجد قوة بحجم سريتين في البيت الآن ولا من قبل، كما لا توجد أي شنط بداخلها مبالغ مالية ـ وخرجوا ورجعوا الى الحامية.

*و لكن من أين جاءت هذه المعلومات ألم تكن هناك دلائل أو شواهد؟ المعلومات التي تقول أن لي كذا وكذا من الآليات القتالية والقوات العسكرية والمبالغ المالية، نقلها الى رئيس هيئة الأركان بجوبا عبد العزيز آدم الحلو من جبال النوبة ـ وهو يعرف أنها معلومات مضللة وكاذبة، ولكنه قصد منها أن يتم قطع الطريق أمامي من الوصول الى جبال النوبة.

*لماذا يقطع الحلو الطريق أمامك من العودة إلى الجبال؟

(غدا نواصل)

صحيفة الصحافة
حسن البطري[/JUSTIFY]

‫5 تعليقات

  1. اذا فالتمرد الان بجبال النوبه هى خطوه اتفق عليها تلفون ورفاقة من ابناء النوبه….ذلك تحسبا للنتائج التى ستنجم عن انفصال الجنوب….هكذا ايها الاخ تلفون ادخلتم شعب باكملة فى حرب لخدمت تطلعات غيرهم…اجترار تلك الذكريات لن يخدم للنوبة القضيه الهاجس الان هو عودة الحياة الامنه الى هذه المنطقة التى دفعت هذا الثمن الباهظ كنتيجة لهذه القراءات الخاطئه….شعب النوبه مكون اصيل للشمال حاولتم ياتلفون نزعه عنوة لتربطوه بقضية الجنوب….فهل نطمع ان تعود اداة فاعلة مع غيرك من الحادبين على اهلنا النوبة لتعود ديارهم آمنه كما العهد بها

  2. (وعندما قال الجبال: تحولت نبرة الحديث، وأخذت طابعاً أقرب إلى الشدة.)

    ها ..ها.. ها ….حلوه دى….

    يعنى اولاد العمارات لما يقولوا ايسكريم تتحول نبرة الحديث الى طابع اكثر ليونه ولا شنو…

    ها هها هههها

  3. عهد الترضيات قد ولى ولا نريد الرجوع إليه .
    أرجو أن يعتبر تليفون كوكو أحد أعداء السودان خاصة وأنه كان مع الحركة الشعبية وشارك في قتل المدنيين الأبرياء في فترة سابقة .
    إعتبروه من الماضي الأليم الذي لن يعود أبداً – لا نريد العودة إلى الوراء ونريد نسيان الماضي حتى لا نعود إلى المربع الأول (إعتبروه خروج نهائي بلا عودة) !!
    ارجو نسيانه وإعتباره نسياً منسياً ولا نريده أن يتشارك في حكومتنا الرشيدة ولا حتى في جبال النوبة بأي حال من الأحوال ، وجبال النوبة فيها من الوطنيين الحادبين على مصلحة الوطن كثر والحمد لله .

  4. بس حضرتك كوكو معناها كلكم في الهواء سواء يعني الجنوبيين وكل ما فعلوه بكم كأنكم تلزقون التهم بالشمال والله أقول لكل الفرق انتم ستموتون ولا تحققوا هدفاً لكم الحق ابلج نحن مسلمون والمسلم وجوده في الدنيا ينبغي أن يكون بما يرضي الله وإلا يا تلفون إنت انا سمعت أنك صاحب عقيدة نظيفه فأين عقيدة الولاء والبراء التي سيسألك الله عنها والسودان ينتهي والجنوب ينتهي والنيل الأزرق ينتهي وكل الدنيا تنتهي بنفخ في الصور وستكون هناك الحياة الحيوان الأبدية إما في جنة وإما في نار يا تلفون أخرج من هذا العفن جميعاً وأعرف أن هذا اليوم قد دنى وأن جميع الأحزاب واهمون

  5. أهم ما في هذه المراجعات هو أن مسألة الانفصال كان يتم التحضير لها في أروقة الحركة الشعبية منذ 2009 وللأسف كانت البلاد ضحية غفلة أجهزة استخباراتنا النائمة؛ كما تثبت أنالحركة الشعبية كانت تستخدم أبناء النوبة ليسوا كشركاء وإنما مستعمرات تابعة لها لتزويدها بالمقاتلين والمؤن وليس لهم الحق في إبداء أي رأي.