حوارات ولقاءات

د.مندور المهدي لـ(السوداني) (2ــ2): ذا ليس صراع إسلاميين.. فجيش خليل جاء بخمره!!


[ALIGN=JUSTIFY]حاورته: أمينة محمد الفضل
رغم إدانة المجتمع الدولي للهجوم إلا أن قلبه مع تغيير النظام
الاختلاف واضح بين أحداث 1976م وأحداث 2008م
السجون خالية من المعتقلين السياسيين
هذا ليس صراع إسلاميين.. فجيش خليل جاء بخمره!!
* د.مندور، لعله لأول مرة يسارع المجتمع الدولي الى إدانة الهجوم فهل تعتبرون ان هذا نفيا للتهمة بالضلوع والمساعدة في هذا الأمر؟؟
= (رد بالإيجاب): بالفعل المجتمع الدولي لأول مرة يفعل ذلك، وهناك بعض المؤشرات الإيجابية جدا التي صدرت من المجتمع الدولي، فقد صدرت ادانة من الحكومة الأمريكية والحكومة البريطانية والأمين العام للأمم المتحدة. وفي تقديري هذه القوى الدولية رغم انها ضد مشروع السودان وهي جزء من المؤامرة الدولية على السودان، الا ان ما تم من همجية وطريقة بدائية للوصول الى السلطة ما كان عندهم خيار سوى الأدانة، كما ادانوا الكثيرين ولا يمكن ان يظلوا بمعزل عن الإدانة العالمية لهذه الأحداث، ورغم ما يقال يمكن ان نقول ان قلوبهم مع تغيير النظام في السودان، وهذا جهدهم.
* ايضا الأحزاب السياسية ادانت بصورة لافتة؟
= في تقديري ان موقف الأحزاب السياسية السودانية مشرف جدا، وأنا اثمن وأقدر هذا التناصر الكبير، وهذا التوحد في الجبهة الداخلية الوطنية على مستوى السودان، ودورنا تعزيز هذا الأمر وحوارنا مع الأحزاب السياسية سيقوى من خلال الاتفاقيات التي وقعت وستوقع كاتفاق الوطاني مع الأمة (التراضي) والحزب الاتحادي، وسننفتح على كل القوى السياسية، وسيكون في نهاية المطاف ملتقى جامع تحت رعاية هيئة جمع الصف الوطني الهدف الرئيسي منه هو تحويل كل هذه الاتفاقيات الثنائية الى اطار قومي منه خلاله نستطيع الاتفاق على ثوابت وطنية ورؤى وأفكار تتفق للتعامل مع القضايا الآنية كالسلام، دارفور، الحريات والانتخابات وغيرها من القضايا الوطنية.
* عدم ادانة المؤتمر الشعبي للأحداث أثار تساؤلات وهو الأقرب لكم، وملابسات اعتقال الترابي.. ما الحقيقة؟
= اولا لم يتم اعتقال الترابي، انما بعض المعلومات حول مشاركة الشعبي ادت لاستجوابه ومن ثم اطلق سراحه. لكن في تقديري لم اقرأ او اسمع ادانة واضحة خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده الترابي لهذه الأحداث، لكن اقدر لعدد من ابناء الشعبي ادانتهم الهجوم بصورة واضحة جدا على مستوى الإذاعة والقنوات الفضائية الأخرى، وهناك عدد من شباب وطلاب الشعبي ابدوا استعدادهم للمشاركة في صد العدوان، بل هناك عدد منهم شارك بالفعل.
وهناك مجموعات مقدرة داخل الشعبي تواقة للحوار مع الوطني والتعايش السلمي في المرحلة القادمة وضم الصفوف، وهذه المجموعات ادانت واستنكرت، لكن الإدانة لم تكن واضحة في مؤتمر الترابي الصحفي، وأنا ادعو الشعبي لموقف اكثر وضوحا.
* لكن بالمقابل علي الحاج استنكر ادانة الهجوم مقارنة مع ما يحدث بدارفور؟
= لم استمع اليه، ولذا لا تعليق لدي.
* وكيف تنظر الى قضية الأطفال المشاركين في الهجوم؟
= هذه واحدة من الجرائم الكبري التي ارتكبتها حركة خليل، فهناك اكثر من (80) من الأطفال شاركوا في هذا الهجوم، وطبيعي انهم شاركوا دون رغبتهم او رغبة اسرهم، وحتى مجيئهم صاحبه نوع من عدم الصراحة والصدق وتوضيح الهدف من هذا الهجوم والجهة المستهدفة وتم التغرير بهم وزجهم داخل هذه الحرب، لهذا تم تكوين لجنة ضمت عددا من المختصين لمعالجة قضايا الأطفال المشاركين في هذا الغزو، وتم التعامل معهم بمعيارين؛ اولا انهم اطفال ضحايا تم اجبارهم على هذا الهجوم، وثانيا كونهم متهمين تم القبض عليهم وهم يرتدون الملابس العسكرية، والهدف الرئيسي حمايتهم وإعادة دمجهم في المجتمع بصورة جديدة ومحاولة تعرية المعلومات التي جاءتهم من خليل ولذا تم التعامل معهم في اطار تربوي وتعليمي حتى نضمن خروجهم سالمين من الآثار الضارة لهذه الحرب.
* التشابه بين احداث 1976 وأحداث ام درمان 2008م فشل الهجومان والجهتان تنتميان للتيار الإسلامي؟
= هناك اختلاف كبير بين القضيتين اولا على صعيد العمل السياسي الأجواء الآن تختلف عن 1976م، اذ كان هناك نظام شمولي ونظام الحزب الواحد ولم يكن هناك اي دستور او قانون يسمح بالتعدد السياسي او الحريات، ولذا كان التعامل في هذا الإطار مقبولا، لكن الآن هذا النظام موجود في اطار دستوري فيه حريات وأحزاب سياسية وانتخابات قادمة في اقل من عام، ولذلك لا احسب ان هناك مبررا للوقوف ضد هذا النظام.. هذا على الصعيد السياسي، ايضا في نظام مايو كان هناك عدد من المعتقلين السياسيين، لكن الآن السجون خالية من اي معتقل سياسي والحوار الآن يتم مع كل المجموعات بما فيها مجموعات دارفور، وهناك اتفاقيات تم التوقيع عليها وانتهت حرب الجنوب بعد ردح من الزمان.
* اذن ليس ثمة مقارنة؟
= بالتأكيد ليس ثمة مقارنة فالآن المعطيات السياسية مختلفة تماما عن المعطيات السياسية التي كانت قائمة في ذلك الوقت ولذلك لا اجد اي مبرر لاستخدام الغزو كواحدة من الوسائل، وهذا الغزو تظهر فيه بصورة واضحة مشاركة العناصر التشادية والوثائق موجودة. لكن غزو 1976م كانت كل العناصر سودانية ولم يكن هناك استنصار بالأجنبي لكن الآن هناك مشاركة حقيقية للاجئين داخل هذه القوات حتى الأطفال هم اطفال تشاديون لا يعرفون اللغة العربية وجنسياتهم تشادية وضباط تشاديون القضية اذن مختلفة بين الحديثين.
* هل يمكن ان نقول ان هذا صراع اسلاميين على السلطة كما تتناثر الشائعات؟
= لا لا. ليس هو صراع اسلاميين، فالإسلاميون عندما اختلفوا لم يحارب بعضهم بعضا ولم يقاتل بعضهم بعضا، ولذلك اقول ان هذا الذي جاء به خليل هو بعيد عن الإسلام وعن الشرعية، حتى الجيش الذي جاء به هو بعيد جدا عن الإسلام فهذا الجيش جاء بخمره والحبوب المنشطة.. وهذا دلالة على ان القضية الأساسية التي جاء من اجلها لم تكن قضية الإسلام ولا يريد ان يثبت نظاما اسلاميا وإنما جاء فقط من اجل السلطة والخروج عن السلطان المسلم القائم في البلاد ولذلك لا ارى شبها للحديث حول ان هذه الحرب حرب اسلامية.
* اذن لا تفاوض؟
= هذا هو القرار الذي صدر.[/ALIGN] صحيفة السوداني


تعليق واحد