الفريق أول صلاح قوش :قصة رجل المخابرات القوي الذي شغل السودان والعالم
الملفات الأخرى غير المرئية
وبرنامج (الوجه الآخر) الذي قدمه عادل الباز (فتح) الكثير من (الملفات الأخرى) (غير المرئية) في حياة صلاح عبدالله ، الذي إشتهر بإسم (قوش) وأصبح (قوش) (ماركة مسجلة) بإسم (كل رجل مخابرات قوي) يراد إنزال صفة عليه يقال له (قوش) (تيمنا) أو (تشبها) بصلاح عبدالله رجل المخابرات القوي ، الذي تحصل على لقب (قوش) أو إن شئت الدقة قل (إسم) قوش منذ أن كان طالبا بكلية الهندسة بجامعة الخرطوم .. ولهذا الإسم قصة نتطرق إليها.
قصة إسم قوش
قوش هو اللقب الذي حمله رجل المخابرات القوي الفريق أول صلاح عبد الله ، هذا الرجل الذي قالت عنه إحدى التحليلات الصحافية من قبل أنه يحمل عقلا ماثماتيكي بارع في علوم الرياضيات .. لقبه زملاء له في الدراسة بإسم (قوش) نسبة إلى (عالم رياضيات) (هندي) كان يتسم بالنبوغ .. وقد أظهر منذ سنوات الدراسة ذكاءا شديدا .. وكان طموحا للغاية ، رغم أن البعض وصفه بأنه كان دائما موجودا في منطقة الظل.
المناورات .. والغموض .. والتمويه
و من يعرفونه جيدا يقولون أنه يجيد المناورات ، ويطبق إستراتيجية الغموض والتمويه ، وأحيانا يصبح الحديث معه في حد ذاته موضوع تفاوض .. ويقولون أنه يمشي متهملا .. ويضع نظارات سميكة تخفي جزءا كبيرا من وجهه .. وأنه صاحب شارب خفيف ويضع يده على (خده) وهو يستمع ، وله في ذلك صورة شهيرة مع (صنوه) الراحل اللواء عمر سليمان رئيس المخابرات المصرية السابق عليه رحمة الله.
ذاكرة حديدية
ومن المعروف عن قوش أنه لا يسجل كلام من يستمع إليهم ، بل يعتمد على الذاكرة فللرجل (ذاكرة حديدية) .. كل هذه الصفات سابقة الذكر إذا طرحتها هكذا على الملأ ، وسألت الناس وقلت لهم على من تنطبق هذه الصفات من الشرائح الإنسانية لأجابوك على الفور أنها تنطبق على (رجل الأمن و المخابرات) أيا كان رجل الأمن و المخابرات هذا ، في السودان أو في مصر أو في الصين أو في ألمانيا أو في كوبا أو في الولايات المتحدة الأمريكية .. فهذه هي الصفات و السمات المطلوبة في (رجل الأمن و المخابرات) ، وتحمل (غموض) (رجل المخابرات) ، و هو الغموض الذي أحاط بــ (قوش) طويلا و كثيرا.
زال كثيرا منه
ولكن جزءاً كبيراً من هذا الغموض (المخابراتي) الذي كان لصيقا بقوش ، ويميز شخصيته ، ويزيد (هيبته) و(مهابته) و(سيرته) ، (زال) (كثيرا منه) بعد ذلك ، حينما (إنفتح) قوش (إنفتاحا) (كبيرا) و(عريضا) على (كل التيارات ، والشرائح ، والفئات ، والتنظيمات ، والجماعات ، والكيانات) المختلفة في السودان .. فقبل ذلك كان قوش (كالشيء الهلامي) أو إن شئت الدقة قل كان (كالأسطورة) أو بدقة أكثر (كالشيء الخيالي) ، فلم يكن السودانيون يعرفون (وجهه) حتى.
غموض حتى العام 2005م
فحتى العام (2005م) لم يكن السودانيون يعرفون (شكل) و(هيئة) قوش .. ولم يتعرفوا على وجهه أو يرونه أو يشاهدون صورته في الصحف أو في التلفزيون السوداني إلا في منتصف ذلك العام (2005م) عندما وصل قوش (بغتة) إلى المنزل الذي كان يختبئ فيه الراحل / محمد إبراهيم نقد، الأمين العام للحزب الشيوعي السوداني ، ويومها وزع جهاز الأمن و المخابرات الوطني خبرا تناقلته الصحف داخل و خارج السودان يقول أن قوش (زار) زعيم الحزب الشيوعي السوداني في منزله .. (زاره) و لم (يداهمه) ، رغم أن تلك الزيارة كانت هي في حقيقة الأمر (مداهمة) لكنها (ناعمة) ، جاءت (بغتة) ، و أراد بها جهاز الأمن والمخابرات الوطني السوداني أن يوصل بها رسالة لكل الأطراف و الجهات وحتى الدول التي (تتربص) و(تترصد) بالسودان ، مفادها أن (جهاز الأمن والمخابرات السوداني) (صاحي) و(متأهب) و(واعي) و(محتاط) و(ملم) و(مسيطر) على الأمن القومي للسودان .. فيومها حينما (باغت) قوش ، زعيم الحزب الشيوعي الراحل كان برفقة قوش نائبه آنذاك الفريق أول محمد عطا مدير جهاز الأمن والمخابرات الوطني الحالي ، وهذا يؤكد إهتمام الجهاز يومذاك بذلك (الإنجاز) الكبير بإكتشاف (مخبأ) الرجل الكبير للحزب الشيوعي في مرحلة (إختبائه) و(إختفائه) (الثاني) ، والتي لم تطل بسبب (أيادي جهاز الأمن الطويلة) التي مكنته من إكتشاف المخبأ السري للزعيم الشيوعي نقد ، الذي ظل في مرحلة إختبائه الأولى في فترة الرئيس السابق الراحل المشير جعفر نميري عليه رحمة الله ، ظل مختبئا (تحت الأرض) لحوالي ستة عشر عاما ، رغم أن جهاز أمن نميري كان معروفا ومشهورا بأنه واحد من أفضل ثلاثة أجهزة أمن في القارة الأفريقية قاطبة.
قوش ومحمد عطا ونقد
أعود وأقول أنه يومذاك في ذلك الحدث الهام إلتقطت أجهزة جهاز الأمن والمخابرات الوطني صورة لقوش ونائبه آنذاك محمد عطا ــ ووقتها كان الرجلان برتبة اللواء أمن ــ إلتقطت لهما صور مع زعيم الحزب الشيوعي ، فإنتشرت تلك الصور في الصحف السودانية وفي المواقع الإلكترونية ــ على قلتها آنذاك ــ كإنتشار النار في الهشيم ، فكانت تلك المرة الأولى التي يرى فيها الناس صورة قوش وكذا صورة نائبه حينها.
مشاع
وكانت (خبطة) (الزيارة الإستخباراتية لنقد) بداية توالي الظهور العلني والمكثف لقوش ، حيث أصبح بعدها الرجل يشاهد في كثير من المناسبات ، ويشارك في مختلف المناسبات.
للقراءة بقية
قصة رجل المخابرات القوي الذي شغل السودان والعالم
الوجه الآخر للفريق أول قوش
طور نفسه عندما تولى رئاسة جهاز الأمن والمخابرات فأتقن الإنجليزية وقرأ كل كتابات هيكل
قصته مع ضابط المخابرات السوداني الذي كان يمده بمعلومات كاذبة ويمد الـ «C.I.A» بمعلومات مضللة
استضافت قناة الشروق اول أمس أول ايام عيد الفطر المبارك في الثامنة مساء المهندس (الفريق) صلاح عبد الله قوش مدير جهاز المخابرات الوطني السابق والقيادي بالمؤتمر الوطني وعضو المجلس الوطني عن دائرة مروي، والحلقة بعنوان (الوجه الآخر) وهي من تقديم الإعلامي الكبير الأستاذ عادل الباز. وقد حرصت على ألا تفوتني هذه الحلقة رغم جدول زيارات اليوم الأول للعيد.
توقيت مناسب
لكن موعد الحلقة مناسب نسبيا لأنه في نهاية برنامج الزيارات النهارية، لكن يعيب التوقيت أن نهايات الحلقة تتعارض مع صلاة العشاء.
المخابرات
حاول الأستاذ عادل الباز أن يبرز الوجه الآخر للفريق قوش بعيدا عن ما عُرف به من رئاسته لجهاز المخابرات وعمله كثيرا في هذا الجانب منذ أن كان طالبا بجامعة الخرطوم وعضوا بمكتب المعلومات، وهو المكتب (المخابراتي) لطلاب الاتجاه الإسلامي حينها، ولعله قد تم تغييره مؤخرا إلى أسماء أخرى مثل التأمين وغيرها من المصطلحات التي برع في نحتها طلاب المؤتمر الوطني لأسماء مكاتبهم النوعية؛ لكن برغم أن الحلقة عنوانها وموضوعها هو الوجه الآخر، فإن الحديث عن المخابرات أخذ حيزا مقدرا من الحلقة، ولعل مرد ذلك أن المرء يتحدث في مجال تخصصه بطلاقة أكثر من الحديث عن المجالات الأخرى.
يجره جرا
وعليه فإن الحديث عن المخابرات كان يجر الفريق قوش جراً.. وهذا يذكرني بالطرفة المنسوبة للشيخ أبوزيد محمد حمزة الذي دعاه طلاب أنصار السنة بإحدى الجامعات للحديث عن المرأة في الإسلام، لكنه ما إن بدأ الحديث، حتى قال أرى الحديث عن التوحيد يجرني جراً.. وطفق بقية المحاضرة يتحدث عن موضوع التوحيد وهو الموضوع الأثير لدى الشيخ.
رئيس جمعية الموسيقى والمسرح
لم تخل الحلقة بطيبعة الحال عن الحديث عن جوانب أخرى في حياة الفريق قوش، فقد علمنا من خلال الحلقة أنه كان رئيس جمعية الموسيقى والمسرح بالمدرسة الثانوية ببورتسودان، وأنه كون فرقة مع ثلاثة من زملائه كانوا يتدارسون الروايات ويحولونها إلى نص يمكن تمثيله ثم يقومون بتمثيله في الجمعيات الأدبية بعد تحويره وتطعيمه ببعض الكلمات السودانية.. ثم علمنا انه يحب الكاشف ويطرب لأغانيه حتى لو أداها شباب اليوم من المطربين الذين يقلدون الكبار.. ثم ألممنا بطرف من نشاطه التجاري الذي حاول أن يسبغ عليه مسحة مخابراتيه حين قال أن (البزنس) نفسه يحتاج للمخابرات والمعلومات الموثقة والصحيحة المتعلقة بالأسعار والأسواق والمنافسين..إلخ.
مخابراتية عقائديين
الفريق قوش في حديثه عن جانب المخابرات في حياته انحاز للسودانيين وخاصة العقائديين منهم ممن يعمل في هذا المجال، وذهب إلى أننا يمكن أن نكون أفضل من الأوروبيين والأمريكان في هذا الجانب لأننا تحركنا عقيدة، ثم تناول طرفا من جهوده في تطوير نفسه عندما تولى رئاسة جهاز المخابرات، وركز على جانبين ألقى عليهما الضوء هما إتقانه للغة الإنجليزية، واتقانه للغة العربية وخاصة لغة السياسيين، وهذه قد ساعده فيها إلى حد كبير كتابات الأستاذ محمد حسنين هيكل التي أكد أنه قرأها كلها.
الأكثر أثارة
إلا أن أكثر الأجزاء إثارة في الحلقة كان حديث الفريق قوش عن ضابط المخابرات السوداني السابق الذي كان يعمل معه في جهاز الأمن والمخابرات، لكنه اكتشف أنه كان يكذب عليه، فقام بفصله من الجهاز ثم استدعاه وذكر له أن لا يمكن أن ينجح في عمل المخابرات وهو يكذب، واتضح لاحقا أن هذا الضابط كان قد أقنع المخابرات العسكرية بأن هناك مجموعة تحاول تنفيذ انقلاب ورسم سيناريو كامل لهذا الانقلاب، وعندما علم الفريق قوش أن مصدر هذه المعلومات هو نفس الضابط (الكذاب) أقنع المسئولين بأن هذا السيناريو غير حقيقي.
دوخ الأمريكان
واتضح لاحقا ـ للفريق قوش ـ أن هذا الضابط (الكذاب) قد اتصل بالمخابرات المركزية الأمريكية، وأمدها بمعلومات كاذبة عن سيناريو لمتطرفين سودانيين يحاولون اغتيال مسئولين أمريكان، ونسج حول هذه الأكذوبة مجموعة من التقارير التي (دوّخت) الأمريكان بحسب تعبير الفريق قوش، مما أدى إلى إغلاق السفارة الأمريكية بالسودان بسبب هذه التقارير الملفقة من هذا الضابط (الكذاب)..
نفس الشخص
ويواصل الفريق قوش أنه اكتشف أن مصدر هذه المعلومات التي وصلت للأمريكان إنما كان هو نفس الشخص الذي فصله من الجهاز وأخبره أنه لن ينجح في عمل المخابرات.. وكل هذه التلفيقات كانت لرد اعتباره وإقناع نفسه أنه ناجح في العمل المخابراتي.. وبقية القصة أن الضابط (الكذاب) قد اعترف للأمريكان بخديعتهم طوال هذه الفترة.
معلومات كاذبة
والقصة تدل على أن المخابرات المركزية الأمريكية يمكن أن يتم تضليلها وتتخذ إجراءات بناءا على معلومات كاذبة دون أن تتأكد من صدق مصادرها. وقد ساقها الفريق قوش في مقام التدليل على التأكد من صحة التقارير.. وفجّر مفاجأة بقوله أن 90% من التقارير الأمنية يمكن أن تكون كاذبة.. وأن (كل) التقارير الصحفية كاذبة.. لولا أنه استدرك بعد استغراب الأستاذ الباز بقوله استعمل كل هنا بمعنى الغالبية العظمي!!
السياسي لا المخابراتي
لأول مرة استمع إلى الفريق قوش في برنامج تلفزيوني.. ربما لأنه أصلا نادرا ما يظهر في البرامج الإعلامية.. وقد تمنيت أن يمضى الأستاذ الباز كثيرا في الجانب السياسي ـ لا المخابراتي ـ مع ضيفه، وتمنيت أن تمتد الحلقة لأكثر من ساعة.. لكن ربما تلتقط فضائية أخرى القفاز وتواصل من حيث انتهت الشروق في هذا البرنامج الناجح.
صلاح قوش..خروج عن النص..وحديث مبتور
قوش بالنسبة للوطن والمواطن السوداني هو خزينة أسراره ومن حقنا وحق الوطن عليه أن نعرف حقيقة الأحداث التي جرت في عهده وحقيقة الساسة الذين أداروا شؤوننا الداخلية والخارجية
الفاتح محمود عوض
لا زلت وسأظل أكرر أن تاريخ السودان أن لم يكن كله فجله لا يزال مجهولاً وما كتب منه تنقصه الكثير من الحقائق والوقائع ناهيك عن التزييف والتحريف الذي ذهب إليه العديد من الكتاب في محاولة لتجميل القبيح أو تشويه الجميل أو لهوى في أنفسهم أو إرضاءاً لأشخاص بعينهم أو إنحيازاً لميول ومعتقدات سياسية أو فكرية ولا زلت أؤكد وأكرر أن تاريخ هذا الوطن الحبيب يسكن الصدور..صدور الرجال الذين عاصروا مراحله وشاهدوه وشهدوا عليه أو صنعوا جزءاً منه فأن كان جزءاً منه قد سكن القبور برحيل الكثير من هؤلاء ينبغي علينا أن ندرك الأحياء لنأخذ عنهم الكثير من الأحداث التي شهدها المسرح السياسي وما أكثرها وكانوا شهوداً عليها أو مشاركين فيها ولا زلت أؤكد أن التاريخ يمثل للأجيال القادمة الاشارات الضوئية التي تؤهلهم وترشدهم إلى الطريق الأمثل في مواجهة تحديات المستقبل بل هو أكثر من ذلك إذ أنه يعزز قيم الوطنية والولاء لهذا البلد العزيز في نفوس الأجيال القادمة والحقيقة الثابتة تقول إن الشعوب التي لا تقرأ تاريخها وتعتز بتاريخها وتربى عليه صغارها هي شعوب بلا هوية ومجهولة المستقبل.
قضيب قطار لا يمكن الخروج منه
أقول قولي هذا وقد حرصت على مشاهدة برنامج الوجه الآخر الذي قدمه الأخ الأستاذ عادل الباز مع الفريق صلاح عبد الله قوش وبالرغم من أن لدي العديد من الملاحظات حول مسمى البرنامج إلا أنني أرجئ هذه الملاحظات وملاحظات أخرى في مقال آخر لاتحدث الآن عن وحول اللقاء الذي أجرى مع الفريق صلاح قوش الذي حدثنا عن هواياته وقراءاته ونشاطاته الكروية والفنية وقليل جداً عن مهاراته وقدراته الأمنية والاستخباراتية وبخل علينا بالمعلومات والأسرار التي يحملها الرجل أو هكذا أراد له معد أو مقدم البرنامج أو يمكن القول بأن السيناريو الموضوع للبرنامج كان عبارة عن قضيب قطار لا يمكن الخروج منه بأي حال من الأحوال.
أكبر خازن للأسرار
الفريق صلاح قوش في تقديري يعتبر أحد أكبر خازن للاسرار في فترة تعتبر من الفترات المليئة بالاحداث منذ أن عمل رائداً في جهاز الأمن والمخابرات الوطني إلى أن تدرج ليصل إلى قمته إذ شهد الجهاز إبان توليه قيادته طفرة وقفزة نوعية لم يشهدها منذ إنشائه في عهد جعفر نميري بداية بمامون عوض أبو زيد مروراً باللواء كمال حسن أحمد إلى اللواء عمر محمد الطيب واللواء الهادي بشرى وآخرين حتى الفريق صلاح قوش وإنتهاءاً بالفريق محمد عطا.
الصمت الرهيب
كل هؤلاء الذين تعاقبوا على قيادة هذا الجهاز الخطير الأحياء والأموات منهم لاذوا بالصمت الرهيب ولو أنهم حدثونا وتحدثوا إلينا وكشفوا لنا أسرار تلك السنوات الماضيات لشهدنا تغييراً كبيراً على المشهد السياسي ولتوارى الكثيرون خجلاً
وبالنظر إلى أهمية الموقع وبإعتباره وظيفة حكومية لها ما لها من واجبات وحقوق فأن من صميم واجباتها حقنا كمواطنين أن نطلع على كل الذي كان يجري من حولنا لتتضح أمامنا الرؤية ولنعرف أين ومتى نضع أقدامنا على طريق الوطن كان ينبغي على كل من تقلد هذا الموقع أن يسطر لنا أو يحدثنا عن أسرار فترة تقلده لهذا الموقع باعتباره موقعاً مملوكا للشعب السوداني والوطن ومن حق المواطن أن يقف على كثير من الاحداث وحقيقتها حتى لا نسهر ونختصم فيما نبحث عن حقيقته وإن كنت أدرك تماماً من الناحية الأمنية والاستخباراتية أن هنالك الكثير من المعلومات والأسرار التي لا يمكن الكشف عنها إلا بمرور زمن مديد لتأثيرها المباشر أو غير المباشر وإرتباطها بالحاضر. أعود إلى الحوار الذي أجرى مع الفريق صلاح قوش والذي كان من المفترض أو هكذا توهمنا أن يتضمن الكثير من الموضوعات والمعلومات التي من شأنها أن تثير الكثير من التساؤلات والموضوعات ذات الصلة المباشرة بالوطن وحاضره ومستقبله.
تجاوز خطوط السيناريو الحمراء
وإن كان الفريق صلاح قوش قد تحدث حديث المقل أو أرادوا له ذلك فأنه بذكائه وعقليته الأمنية قد تجاوز خطوط السيناريو الحمراء وخرج عن النص ليقول لنا «اللبيب بالاشارة يفهم»
إن المعلومات السياسية والأمنية التي أشار إليها الفريق صلاح قوش مع قلتها تمثل اشارات خطيرة وحمراء يجب الوقوف عليها والاطلاع عليها حقا وحق مؤكد بل الاطلاع عليها وضخها للمواطن السوداني يعتبر واجباً وطنياً على الفريق صلاح قوش وإلتزاماً في عنقه وأن كان الأخ الفريق صلاح قوش ليس من هواة الكتابة أو ليس من عشاق نشر المذكرات وأشك في ذلك فأنني أول من يجند نفسه للجلوس بين يديه لأسطر له وبالتفصيل الممل كل الأحداث والوقائع التي شهدها أو كان شاهداً عليها أو شارك في صنعها.
أخطر رجل في مصر
بالأمس القريب وفي مصر القريبة غُيب أو غيب الموت الفريق عمر سليمان رئيس المخابرات المصرية وأخطر رجل في تاريخ مصر الحديث كانت تحت يده أخطر الملفات على كافة المستويات محلياً واقليمياً ودولياً وبالرغم من أن موته قد اسعد وأراح قيادات عربية ومصرية واقليمية ولا أقول دولية إلا أن في حياته ووجوده قيمة كبيرة للشعب المصري والمواطن العربي.
شخصية مرنة
الأخ الفريق صلاح قوش شخصية مرنة ومحبة لكل الغناء والطرب الجميل والشعر الرصين واللعبة الحلوة ويمارس أعلى درجات الديمقراطية وسط أسرته، لكنه بالنسبة للوطن والمواطن السوداني هو خزينة أسراره ومن حقنا وحق الوطن عليه أن نعرف حقيقة الأحداث التي جرت في عهده وحقيقة الساسة الذين أداروا شؤوننا الداخلية والخارجية ومن حقنا أن نعرف حقيقة المشاعر التي تكنها لنا الدول التي من حولنا.
شخصيات مثيرة للجدل
أخيراً أقول إن كثيراً من الشخصيات في هذا الوطن كانت أو لا زالت نعتبرها شخصيات مثيرة للجدل وكل ما هو مثير للجدل يظل بلا عنوان ويمضي ليسقط سهواً أو عمداً عن تاريخ الشعوب.
الفريق أول قوش .. ما وراء الوجه الآخر
حسن عبد الحميد
قبيل أي تعديل وزاري تسري شائعات كثيرة تخمن الشخصيات المشاركة في الوزارة القادمة وتمضي لأكثر من ذلك فتحدد طبيعة الوزارة التي يشغلها كل شخص، وغالبا لا تنطلق الشائعات من فراغ، وإن كانت الشائعات لا تنطلق إلا إذا توفر لها عاملان كما يؤكد المختصون؛ العامل الأول الغموض، والعامل الثاني أهمية الموضوع. وكلا العاملين متوفران في مسألة التعديل الوزراي القادم.
شائعة قوية
ومن الشائعات القوية التي انطلقت بخصوص التعديل الوزاري القادم شائعة مفادها تولي الفريق اول المهندس صلاح قوش لوزارة الداخلية، هذه الشائعة انطلقت مع ترشيح آخرين لوزرات أخرى، ووجدت لها في البيئة السياسية الحالية والوضع العام ما يقويها ويدعم قربها من التحقق، فالرجل قد خرج من المعتقل بعد حوالي سبعة شهور قضاها بناءا على اتهامه بالضلوع في محاولة انقلاب، ولكن فور خروجه وجد ترحيبا من الحزب الحاكم والحركة الإسلامية اللتان أعلنتا ان الفريق اول قوش لا زال عضوا بهما، كما انه قد شغل مقعده في المجلس الوطني، بل قام بزيارة أهله وعشيرته ومواطني دائرته في مروي وانخرط في نشاط سياسي ملحوظ، وقبل ذلك حظي بزيارات كل الوان الطيف السياسي بمنزله بالخرطوم..
الشئ بالشئ يذكر
كل هذه المعطيات دعمت شائعة تولي الفريق أول قوش لوزارة الداخلية.. او على الأقل مشاركته في التشكيلة الوزارية القادمة. ولأن الشئ بالشيء يُذكر فقد تناقلت نفس الشائعات اسم العميد محمد إبراهيم الشهير بود إبراهيم لتولي منصب وزاري في التعديل الوزاري القادم، كما ورد اسم الدكتور غازي صلاح الدين.. بل ذهبت الشائعات لأبعد من ذلك فرشحت ناشطين من حركة سائحون للمشاركة في الحكومة القادمة. وكل هذه الأسماء يجمع بينها ان لها مواقف معلنة ضد بعض سياسات الحزب الحاكم، وبعضها اتبع مواقفه ببعض الإجراءات التي استدعت اعتقالا وحبسا متطاولا.
جالت بخاطري
كل هذه الخواطر جالت بخاطري وانا اتابع الحلقة التي قدمها الأستاذ عادل الباز بقناة الشروق اول أيام العيد بعنوان الوجه الآخر مع الفريق اول قوش، وإذا كان البعض مولع بقراءة ما بين السطور، فقد وجدتني أحاول قراءة ما وراء البرنامج وما خلف تعابير الوجوه وحتى المعاني الخفية للقفشات والضحكات التي تتخلل الحديث. ولعل سؤالا يتبادر في هذا المقام عن اختيار الفريق اول قوش لتبدأ به حلقات برنامج الوجه الآخر التي يتم بثها يوميا من قناة الشروق خلال العيد؟ وهل لذلك علاقة بامور سياسية يجري طبخها في مكان ما تتعلق بادوار جديدة للفريق اول قوش؟
هادئا ووديعا ورائقا
بدا الفريق اول صلاح قوش هادئا ووديعا و (رائقا) جدا، وكأنما كان يستعد لمثل هذا البرنامج منذ فترة ليست بالقصيرة، وقد جاءت بعض إجاباته مفعمة بخطاب سياسي مباشر كأنه يحاول تسويق نفسه بعيدا عما لصق به من صورة كمسئول عن جهاز المخابرات لسنوات طويلة وما يتبع ذلك من غموض وهيبة من عامة الناس ومواقف تختلف قربا وبعدا وحبا وخوفا حسب الموقع السياسي للشخص صاحب الشعور، فقد بدأ الفريق اول قوش يتحدث عن التسامح وقبول الآخر مهما كان لونه السياسي والفكري سواء أكان شيوعيا أو سلفيا او اخ مسلم او غيره… وهذا حديث اقرب للبرنامج السياسي منه للبرنامج التلفازي،ويذكّر هذا بما نُسب لقوش طلبه من الناس العفو عنه إذا اخطأ في حق أحدهم. كما حرص الفريق أول قوش ألا يتحدث باي حديث سلبي عن فصيل سياسي سوداني خلال كل الحلقة.
اريحية وحميمية شديدة
كان الأستاذ عادل الباز يتحدث مع الفريق اول قوش بأريحية وحميمية شديدة بل واعلن من بداية الحلقة أنه يتكلم دون ألقاب وكان يكثر من قول صلاح قوش غير مسبوقة برتبة فريق أول ولا لقب مهندس، ولا ادري هل هذه المسالة عائدة إلى طبيعة الحلقة، ام إلى طبيعة العلاقة بين الرجلين، وهل تعاصرا في الجامعة او اي موقع آخر؟ لست أدري.. لكن بلغت البساطة في الحديث غاياتها عندما استطلع الأستاذ الباز زوجة الفريق أول صلاح قوش وأكدت ما قاله زوجها في مسألة حبه لغناء الكاشف.. فالتفت إليه الأستاذ عادل الباز مداعبا: المرة دي جات سليمة.. لكن ما معروف لي قدام يحصل شنو!! وهو تعليق ذو مغزي سياسي واضح وإن جاء مغلفا بمغزي اجتماعي في سياق البرنامج.
قراءات أخري
أمس تناولنا باختصار ما دار في الحلقة.. واليوم تحدثنا عما يمكن أن يتبادر للذهن (حول) الحلقة.. وبين هذه وتلك تكمن قراءات أخرى يصدقها الواقع أو يكذبها.. كل عام وانتم بخير
صحيفة آخبار اليوم
[/JUSTIFY]
انا ما قريت ولا حرف من الكلام الكتييييير ده
لكن شغل العالم دى بالغتو فيها