عبير زين : العودة إلى المدرسة!
ليس لدى إحصائية دقيقة لعدد المدارس التي تهدمت وعدد الطلاب الذين تشردوا وأصبحوا الآن مهددين بالهدر التربوي حينما يسبقهم زملاؤهم ويعودون إلى دراستهم تاركينهم في وحلهم، ولكن من المؤكد أنهم عدد ليس بالقليل وكان لابد من حل سريع وعاجل لمشكلتهم حتى لا يتعطل العام الدراسي في حال تمديد الإجازة المفتوحة أو ينحصر الضرر عليهم إذا ما تخلفوا ولم يستأنفوا دراستهم مع البقية فينطبق عليهم المثل القائل (ميتة وخراب ديار!).
الفترة التي توقفت فيها الدراسة كانت كافية جداً لإجراء إحصائيات لحصر الطلاب المتضررين وتوزيعهم على بقية المدارس لإدماجهم فى العام الدراسي تفادياً للفجوة التي قد تحدث بينهم وبين أقرانهم إذا ما إستأنفوا الدراسة بدونهم، وهو إجراء ليس بالمستحيل بل إنه الحل الناجع في هذه الحالة بدلاً من تمديد فترة تعليق الدراسة أو حتى إستئنافها فى بقية المدارس.
البعض من أصحاب المدارس الخاصة في المناطق المُتضررة (اللهم زِد وبارك لهم) قاموا بالترميم السريع لمدارسهم و ألحقوا منسوبيهم بأقرانهم في إستئناف الدراسة مما يعني أن الأمر لم يكن ضرباَ من المستحيل ولكن كان فقط ينقصه أن يوضع من ضمن الأولويات حتى نُسقط مشكلة عويصة من مخلفات السيول وهي مشكلة الدراسة والمدارس ليمر العام الدراسي دون عوائق كما هو مخطط له ويجلس جميع طلابنا (معاً) للإمتحانات الفصلية و لشهادتي الأساس والثانوي.
تُخلِّف الكوارث الطبيعية حالة من عدم الإستقرار والغربة في نفوس البشر الذين يميلون ميلاً غريزياً للإستقرار والبحث عن الأمان، ومؤكد أن السيول الأخيرة خلفت العديد من الآثار النفسية التي تنعكس بالضرورة على الطلاب وتحصيلهم وتركيزهم مما يتطلب إدماجهم سريعاً في مدارس أخرى لرتق الصدْع النفسي الذي يشعرون به جراء توقف حياتهم الطبيعية فجأة، فبعد أن كانوا يخرجون كل صباح إلى مدارسهم صاروا يستيقظون بلا هدف محبطين مُثقلين بهموم أكبر من سنهم، لذلك يجب العمل على عودتهم سريعاً إلى الدراسة حتى لا تتفاقم بداخلهم تلك الغربة والإحساس بعدم الإستقرار ويؤثر على تحصيلهم.
همسة:
أمر المؤمن خير لو فارق .. يحسن ديمه الظن في ربو
أصلو الناس صنفين الاوّل .. تنعم وتسعد وتطلب قربو
اما التاني بتفرح برضو .. لما تسيبو وتترك دربو
ممكن تلقى عذابك فيهو .. تشقى معاو يوم تصبح جمبو
شكرا زول تطراهو الخاطره .. حالتي ولا خشيت في قلبو
همسات – عبير زين