تحقيقات وتقارير

مخاوف من ظهور الاسهالات المائية والملاريا

[JUSTIFY]انحسار مياه السيول وتراجع هطول الامطار في غضون الايام الفائتة وان كان محمدة كبيرة ولكنه كشف عما ينتظر المواطنين من وضع ربما اكثر سوءا في ظل تأخر المعالجات ، فجيوش الذباب التي تغزو المدينة انما تنم عن اجتهاد كبير من الذباب في مساعيه الي احداث حالات وبائية من الاسهالات التي يتحسب لها الجميع في ظل تراجع الوضع البيئي فما ان تعافي الناس قليلا من الحالة التي عايشوها في الايام الفائتات بعد ان احالت السيول ديارهم الي اطلال ، وانهارت المراحيض التي مثلت بيئة لتوالد الذباب والبعوض الذي يقلق مضاجع الكبار ويدمع عيون الاطفال.
وعلي الرغم من الوعود التي اعلنت عنها ولاية الخرطوم ببدء عمليات الرش الرذاذي في كل انحاء الولاية بالمبيدات للقضاء على البعوض والذباب على أن تلحقها في مرحلة لاحقة عمليات الرش بالطائرات الا انه وحتى اليوم لم تشهد أي عمليات رش بالطائرات كما ان عمليات الرش الارضية جاءت خجولة ولا تتعدى الرمزية حيث يسير الوضع الي الاكثر سوءا من تفاقم اعداد الذباب الي درجة مخيفة والبعوض الذي ربما اعاد انتشار الملاريا الي ما كانت عليه قبل الانحسار وتراجعها ، ويقول الهادي خير الله اذا لم تستعجل الولاية وتبدي جديتها في رش كل الولاية بالمبيدات القاتلة للبعوض فقد يعلن هذا العام عن فشل برنامج دحر الملاريا ، لان الكميات الحالية المنتشرة من البعوض وفي ظل عدم ابادتها حتما ستجعل من اجسادنا خير بيئة حاضنة للمرض ، واستنكر علي احمد ما نادت به السلطات من وقت مبكر بسعيها للرش بالطائرات وبالرش الارضي وقال: ارتفع الصوت عاليا بالوعد بان يتم رش المناطق المتأثرة ومعالجة المراحيض فور جفافها ، الا انه وحتي الآن لم تشهد تلك المناطق التي وصلت الي حالات الجفاف أي عمليات للرش ، ولا ندري حتي الآن السبب وراء ذلك هل هناك خيارات في اولوية مناطق الرش ام هو ضعف في القوى العاملة ام قلة في المبيدات ، والوضع مع صبيحة كل يوم يمضي الي الاسوأ .
وتقول خالدة الطيب جادين: ان الذباب في هذه الايام ينتشر بكميات لم نستطع مكافحته في المنزل حتى بعد استخدامنا للمبيدات فما ان تنتهي من مجموعة حتى يعود الذباب وباعداد تفوق ما تمت ابادته ، ولم تفلح عمليات الرش المنزلي في التخفيف منه ، واصبحنا نتخوف من ترك أي اناء مفتوحا حتى وجباتنا نتناولها في حذر تام ، وفي مثل هذه البيئات تنتشر الجراثيم التي بدورها تساعد في حدوث حالات الاسهالات الصفراء والكوليرا وغيرها من الامراض التي تكون اكثر تأثيرا علي الاطفال ، ولكن مهما تعاملنا بحذر فان المعالجات الفردية لا تجدي نفعا في مثل هذه الحالات ولا بد للسلطات من التدخل ، لانها الادري والاقدر علي المعالجة وفق دراسات وبرامج متكامل ، واكدت أماني حسين من مواطني الحاج يوسف انتشار حالات من الاسهال المائي في الحي الذي تقيم فيه وانها قد تعرض للاصابة بالمرض ، كما ان والدتها ترقد منذ اكثر من ثلاثة ايام بالملاريا ، وفي منطقة امبدة دار السلام قال ناجي بدر الدين ان هناك حالات من الاسهالات اصابت الاطفال في الايام الماضية نتيجة انتشار الذباب وربما يتفاقم الوضع اذا لم تتم ابادته علي عجل.
وفي حديث سابق لوزير الصحة الاتحادي بحر ادريس ابو قردة كان قد اعلن فيه عن ان حجم الاضرار الصحية الناتجة عن السيول والامطار اكبر من امكانيات الولايات كما اعلن عن إرسال فرق صحية إلى الولايات السبع المتأثرة بالسيول والفيضانات وذلك للوقوف على الأوضاع الصحية وإنفاذ البرامج الخاصة بالطوارئ وتحديد الاحتياجات. وفي ذات الاتجاه أكد مدير إدارة الطوارئ والكوارث بوزارة الصحة ولاية الخرطوم ،طارق أبوعركي استقرار الأوضاع الصحية بالولاية، ووصف البلاغات الواردة عن الإسهالات بالصفرية، وأكد استقرار معدلات الإصابة بالملاريا حتى الآن.
ووفق واقع الحال نجد ان ما صرح به وزير الصحة بولاية الخرطوم الدكتور مأمون حميدة الاسبوع الماضى عن تنسيقه مع وزارة المعادن علي تخصيص خمس طائرات لتنفيذ حملة موسعة لرش البعوض والذباب بالمناطق المتأثرة بالسيول والأمطار ، نجد ان حديثه هذا قد ذهب ادراج الرياح فلم تشهد سماوات الخرطوم حتى أي عملية من عمليات الرش الموعودة.

تهاني عثمان : صحيفة الصحافة
[/JUSTIFY]

تعليق واحد

  1. [FONT=Arial][SIZE=7][B][COLOR=#FF6C00]اليوم الأربعاء 21 أغسطس 2013م الساعة الثامنة صباحاً .. رأيت ثلاث جولات من طائرة ترش المبيدات..تحديداً فوق الحارة 95 الثورة ولا أدري حدود ما قامت به من رش..ولكن هذا من باب شهادة الحق و انصاف الآخرين ولو كانوا مجهولين..[/COLOR][/B][/SIZE][/FONT]