جرائم وحوادث

ظهور أجانب (محتالين) في شوارع الخرطوم.!

تتفرس المئات من الوجوه والسحنات في شوارع العاصمة ممن تنوعت جنسياتهم مابين آسيوية وأفريقية من الدول المجاورة، ولا غرابة ولا استغراب في ذلك، نظراً للتدفق الكبير لهم مؤخراً نحو البلاد طلباً للرزق والعمل، ولكن تأملوا هذه الحكاية!
بينما كانت (س) متوجهة في ذلك الصباح الباكر نحو عملها استوقفها شخص بملامح هادئة، وفيما يبدو من لون بشرته ولكنة لهجته أنه من أصول آسيوية، سألته من انتمائه لإحدى الدول فأشار إليها بنعم مستطردا حديثه بأن كل الناس سواسية ولا فرق بين عربي وأعجمي إلا بالتقوى وأن المواطن والمقيم سواسية فاستدركت حديثه قائلة : (حبابك ألف… لو ما شالتك السودان يشيلوك أهلها فوق راسهم)، وأخذ بعدها يحكي الرجل عن أن ظروف الحياة التى تكابلت عليه هو وأسرته وفور وصوله للسودان لم يجد مكانا يؤويه وأضاف أنه لا يملك عملة محلية يُسير بها أحواله، فضلاً عن حاجة زوجته ووالدته وأبنائه لمراجعة الطبيب على خلفية تغيير الماء عليهم، استصحبته معها إلى المكتب لترى كيف يمكنها أن تخدمه وتقدم له المساعدة. بعد أن قدمت له واجب الضيافة، اقترحت عليه أن تتقدم له بمناشدة في الصحف، وبلهجة حادة وقوية رد عليها أنه لم يأت ليعرض حاله على الرأي العام وأنه شخص عفيف لا يقبل على نفسه مسألة الناس، ليلوح لها بجهاز موبايل حديث خاص به وأشار إليها أن مساعدته في بيع الجهاز. وطلب منها أن تشتريه منه وبذلك تكون قد كسبت الأجر فيه وهو عفا نفسه من مذلة السؤال، فقاطعته أنها لا تملك ثمن الجهاز، فطلب منها أن تعطيه أي مبلغ وجهاز الموبايل الخاص بها ليسير أموره بالمال الذي سيأخذه منها.!
حاجة ماسة:
النظرات الزائغة (يمنة) و(يسرى) تشهدان على اضطراب الموقف، دفعته ربكة الخوف وشعوره بدناءة فعلته وفداحته بارتعاش يديه وكامل جسمه، ورغما عن ذلك تمت عملية النصب عليها بعد أن تهرب من عملية فحص الجهاز مدعيا الاستعجال للحاق بأسرته وأنه لولا الحاجة لما فرط في جهازه، وماهي إلا دقائق معدودات إلا وذهلت في أن الجهاز لا يعمل وأنه عبارة عن (ديكور).!
خبرة بالسوق:
العديد من مراقبي السوق وأصحاب محلات أجهزة الموبايلات واللابتوب أكدوا أن هناك انتشارا واسعا لعصابة خطيرة متخصصة في عمليات النصب على المواطنين من هذه الشاكلة، من الوافدين للبلاد من الخارج، ومنهم محمد عبد الله صاحب أحد هذه المحال ببحري والذى قال في حديثه لـ(السوداني) إن هذه العصابة بعدما تحتال على المواطنين وتأخذ منهم الأجهزة تأتي بها إلينا ويتم عرضها للبيع، محمد يستدرك قائلاً: نحن وبحكم خبرتنا في السوق ومعرفتنا بالأشخاص صارت مثل هذه الألعاب مكشوفة لنا… محمد يؤكد أنه لا يدخل نفسه في حرج مثل هذا مستدلاً بأن (القانون لا يحمي المغفلين).!
رسالة توعوية:
من هنا إشارة إلى الجهات المختصة أن تنسق فيما بينها وتتضامن للحد من مثل هذه الممارسات في الشارع من قبل الوافدين للبلاد، ورسالة كذلك إلى جمعية حماية المستهلك أن تفعل دورها الرقابي ورسالتها التوعوية للمواطنين، وكذلك دعوة إلى الأشخاص في أخذ الحيطة والحذر وأن لا يتعاطفوا ويشفقوا على كل الأشخاص المجهولين، فربما كان فيهم المحتال الذي يحاول النصب على الناس من باب الشفقة باستدرار العاطفة الكاذبة.!
الخرطوم: فاطمة خوجلي :السوداني

‫3 تعليقات

  1. اذا كان وزير الداخلية ارتري لا يهمه كل هذا وليس وطنيا وكان رئيس اتحاد طلاب ارتريا فماذا بهذه العصابة الحاكمة فقط لتبقى في الحكم
    ترضية لقبيلة ابراهيم . لك الله ياسودان .

  2. نحن شعب ساذج ومغفل لانعرف حقوقنا وما هي حقوق الاخرين. لحظة قبل ان تنفعلوا.ادرسوا اتفاقية مياه النيل وبعدها ترحيل حلفا من اجل عيون المصريين وبعدها اتفاقية قناة جنقلي اللي دمرها قرنق مع العلم انه اجرى بحوثا مطولة عنها. سكبنا في الجنوب اطهر الدماءوفي النهاية قدمنا الجنوب للحركة. لحظة تانية وما تنفعلوا. قرنق قتل ابناء الشمال واستقبلناه استقبال الفاتحين. كفاية ما تفقعوا مرارتنا. شعب ساذج. الشعوب الاخرى بتقول علينا ناس طيبيين وهي تغليف وتهذيب كلمة السذاجة. سذاجة لدرجة انو رئيسنا يستأجر ليهو طائرة وتغادر مطار الخرطوم وفي النهاية توصد امامه الأجواء وفي النهاية الموضوع يلخص بأنه خطأ اداري من الخرطوم.والله انا شخصيا تعرضت لموقف لا أحسد عليه من صحفي اجنبي بسبب هذا الموضوع. ولسع الجايات اكتر ويا ما نشوف. الله ينتقم من كل من أخطأ في حق السودان حكوكة ام معارضة مواطن ام مسئول.