منوعات

عقد الجلاد : تعلن عن سلسلة حفلات لإعادة إعمار وتأهيل المدارس في منطقة شرق النيل

[JUSTIFY] لم تفتر أفئدتنا من الإنغماس كاملاً في عذوبة غنائيات عقد الجلاد الفريدة ولم نمل يوماً ترديد أغنياتها التي حكت عن واقع نعيشه وعبرت عن آمال وتطلعات أجيال وتحدثت بإسم الشباب على مر السنوات العشرين الماضية.
وهاهي المجموعة الجلادية الفريدة تمارس سودانيتها المعهودة وإنسانيتها المألوفة وتعلن عن سلسلة حفلات لجمع مال إعادة إعمار وتأهيل المدارس في منطقة شرق النيل وتنطلف الحفلات التي كانت بدايتها الخميس الماضي بحفل جمع قيمة الطوب ومن ثم يتوالى الغناء لجمع ما تبقى من مواد. وعقد الجلاد التي طالما تغنت للمرأء والسلام والحب والوحدة هاهي تتغني للطفولة والتعليم وتعيد تاسيس تجسيد المفاهيم والقيم الرسالة وتغني على أرض الواقع:
يلا ياولاد المدارس
في ربا السودان وسهلو
يلا شخبطو في الكراريس
أكتبوا الواجب وحلو
وعقد الجلاد تبدأ الشخبطة قبلهم وتمنحهم مكاناً في المستقبل وهي تغرد خارج سرب المساعدات حينما تقرر أنها ستبني المدارس لتبني المستقبل وتعيد خطوط التوازي في عيون الاطفال.وحينما تصرح المجموعة على لسان مديرها نصر الدين حيدر أنها ستجعل الحفلات مفتوحة وأنها لن تحدد عدد لأن نفير المدارس يحتاج لجهد وهم جاهزن لشحز حناجرهم للتغني في هذا النفير ولأن قيمة الإنسان المبدع في خطواته السباقة ورؤيته المتقدمة فإن عقد الجلاد سبقت ماسواها بسنوات ضوئية ومغنيها يتنازلون عن مستحقاتهم (وعدادات هذه الحفلات) لصالح المشروع ويمنحونا معادلة إجتماعية وإنسانية اسقطها آخرون حينما قالوا: (ربع العائد فقط سيعود للمتضررين) .. والجلاداب أكدوا أنهم من ذات الطينة التي روت خلايا الإنسان السوداني الوسيم المختلف وتكوينه دون العالمين وأنهم من طينة ذاك الشعب:
الشعب الحر ..
ابو لحماً مر ..
الفعلو بسر ..
البسمع فيهم يا أبو مروة
يشيل فرارو يجيك من جوة
يبادر ليك من غير تأخير.
ومع علمنا التام إن الكثيرين من الفنانيين أقاموا حفلات لكن التمييز ملفت حتى ولو كان في عمل الخير والجالديين تميزوا وابدعوا وتأنسنوا وهم يعلنون الوقوف على خط الفعل الجميل إلى حين إنتهاء الأزمة.
فشكراً جميلاً لعقد الجلاد وهي ترتقي لمستوى الذين تغنت لهم وتجعلهم يشاركون في أزمة الشعب كما ظلوا يفعلون (محجوب شريف .. صلاح أحمد إبراهيم .. القدال .. الفاضلابي .. وغيرهم من الشعراء) .. وشكراً لكل فنان سوداني وعى وتفهم إن الفن رسالة وموقف إنساني قبل أن يكون (عداد .. وسيارة فارهة .. وبريم شعر) .. وشكراً لهذه الكارثة (إن سمح لنا الوالي عبدالرحمن الخضر أن نسميها كارثة) لأنها ميزت فينا الخبيث من الطيب وجعلتنا نمتحن إنسانيتنا وسودانيتا وتعاليم ديننا السمحاء.
وكلنا في نفير دعم المتضررين بالمال و باليد و بالحناجر .. و بالقلم.
قرنفلة خاصة:
بكرة القمرة حتلبس كحلي
وبرضك رجلها لابسة الكحلي
لون اليد بالحنة بلالي
وذادو جمال الأحمر مطلي
حاسس شوقك في الشريان
في عينيا ورمشي وكحلي.

أيمن عبد الله: صحيفة الوطن [/JUSTIFY]