تحقيقات وتقارير

تهريب الذهب.. بين الصاغة وجمارك مطار الخرطوم

وقفت أمام والدتها، تتناول من حقيبتها مجموعة من المشغولات الذهبية، أسورة وختم وسلاسل وقيراطا ، دفعت بوالدتها أن تفتح فمها حد الدهشة وتطلق السؤال،(دا دهب ولا فالصو اريتو لي يوم سعدك) ..

رغم معرفتها أن ابنتها، ستغادر ضمن فوج لاحد التجار الى دولة خارجية واساسها توصيل هذه المشغولات وتسليمها اليه حال وصولها الى تلك الدولة، وبين دهشة الأم وسيل الإغراء الذي تسلق تفكير الشقيق وهو يعطي الضوء الاخضر لشقيقته بالسفر كانت البنت تطلب من أمها طيب الدعاء وأن ينجيها لله من شر العوارض ويسلمها، وهي ستغيب يومين فقط يوم للسفر وآخر للعودة حسب اتفاقها مع صاحب الذهب الذي وجد ضالته لتهريبه ضمن مجموعة من النساء مقابل تذكرة السفر، ومبلغ لا يتجاوزالخمسمائة جنيه .

تهريب الذهب وتعدد الاساليب وتأثيره على الاقتصاد الوطني والاسباب هو ما وضعنا في هذا الاتجاه لمواجهة اطرافه فكان الحوار مع العميد عبدالكريم ناصر مدير جمارك مطار الخرطوم والشريف تبيدي عضو اتحاد الصاغة الذي تحدث بصراحة وهو يجيب على اسئلتنا:

مدير جمارك المطار:

التقنية الحديثة والضوابط حدت من تهريب الذهب

العميد عبد الكريم ناصر مديرجمارك مطار الخرطوم:

ما هي الجهود التي بذلتها الجمارك للحد من التهريب خاصة الذهب؟

– التقنية اسهمت في خفض معدلات عمليات التهريب حيث دونت السجلات خلال الشهر الماضي (111) اعلان حجز معظمها خمور واغلبها لشعر مستعار وموبايلات صينية مضروبة وكريمات واجهزة تجسس وسن فيل ,و(162) جرام ذهب و(240) الف دولار و(100)الف ريال سعودي (180) دستة كريمات وكل هذا يتم التعامل معه وفق المادتين (199_198) مواد التهريب والمخالفات والجرائم.

هنالك ارتباط بين تجارة السيدات وعمليات تهريب الذهب ما تعليقك؟

– كلما حدثت طفرة في محاربة التهريب تطورت اساليب التهريب ونحن قادرون على ضبط ضعاف النفوس عبر التقنية الحديثة والضوابط ,خلال الفترة السابقة تم ضبط عدد من السيدات في محاولة تهريب ذهب للخارج في شكل سبائك ودونت اعلانات حجز ضدهن ,وامثال هؤلاء قد يكن ضحايا يستغلهم البعض ,ورغم ذلك استطعنا الحد من هذه الظاهرة بعد ان كانت قبل استخدام التقنية الحديثة و وضع الضوابط تتم بنسب عالية جدا.

ماهي هذه الضوابط ؟

– تم حصر جميع السيدات اللائي يذهبن للتجارة في معظم الدول خاصة مصر ودبي واصبحن شبه معروفات ,في السابق كنا نقوم بحجز الذهب ويتم تدوين بلاغ واعلان حجز وعلى المحكمة ان تفصل فيه ,الآن نقوم بعملية تنوير لاية سيدة تقوم بحمل أية كمية زيادة من المقرر لها من قبل الجهات ذات الصلة .

ما هي الكمية المحددة من الجهات ذات الصلة ، بجانب الكيفية؟

– الكمية المحددة هي (320)جراماً وهي بغرض الزينة فقط ولا نسمح بحمل سبائك ,وهذا العمل اسفر عن خفض معدلات (الضبطيات) حيث تشير احصائياتنا خلال الاشهر الثلاثة الماضية الى انه لم يتم ضبط اية مخالفة سوى شخص بحوزته (13) كيلوجراماً.

هناك اتهام ان المهرب يجد وسائل مساعدة قد تكون من داخل المطار؟

– الذين يقومون بمثل هذا العمل اذا هربوا من عيون الرقابة فلن يهربوا من كاميرات المراقبة ويتم حسم هؤلاء بتقديمهم للمحاكمة, وصحة هذا الحديث تقودنا الى ضبط آخر محاولة تهريب فقد حاول المهرب لف الذهب ,باستغلاله لشخص بالمطار ولكنه لم يعلم ان معلومة وصلت الى الامن الاقتصادي والمطار و قد وصلتنا بعد خروجه من صالة المغادرة وتسلمه للذهب بالقرب من الطائرة واثناء صعوده تم ضبطه وبحوزته (5) سبائك وفتح بلاغ ضده واعلان حجز ولا تزال التحريات معه مستمرة .

فنحن نتحسب لكل ذلك ولا نسمح بوجود عمال متواطئين مع بعض ضعاف النفوس والعمل جارٍ بالتنسيق مع الاجهزه الامنية الاخرى بالمطار,ووضعنا كل التدابير اللازمة بصالتي المغادرة والوصول وهذا جعلنا نتشدد حتى في العفش المتخلف.

الشريف تبيدي:

نعم هنالك تهريب بكميات كبيرة وهذه(…)الأسباب

اتهامات تطال تجار الذهب والصاغة بتهريب الذهب والاضرار بالاقتصاد الوطني هل من رد؟

– ليس من تجار الذهب الذين يحملون رخصا في بيع المجوهرات بل عموما فالتهمة ثابتة وموجودة.

اذن التهريب حقيقة ؟

– نعم ولكن هنالك اسبابا اهمها السعر الذي يحدده بنك السودان، غالبا يكون هنالك فرق كبير بينه وسعر الذهب في البورصة العالمية وهذا ما يدفع بضعاف النفوس لتهريب الذهب ان كان حليا او سبائك وذلك عن طريق التهريب عبر الحدود او المطار اذ ان هنالك ثغرة بسفر النساء والافراد دون ضوابط لهذا السفر .

هل يعني وجود خلل في المطار يسمح بالتهريب عبره؟

– لو لم تكن هنالك ثغرة فهل سيكون هنالك تهريب عبره وهذه حقيقة نقر بوجودها،فسفر المرأة بواسطة شخص يدفع لها قيمة التذكرة ومصروف جيب الى مصر او دبي ويسلمها حليا ويستلمها منها هناك طريقة سهلة للتهريب.. ومعالجة ذلك تأتي بوضع ضوابط لسفر المرأة وللسفر عموما اما للعلاج او الاقامة او العمل.

ومسؤولية بنك السودان في التهريب ؟

– اذا كان يضع سعرا يوازي السعر العالمي او بفارق بسيط فانه يحد من عمليات التهريب كثيرا ، مثلا اذا كان الفارق مليونا او اثنين فلماذا يغامر التاجر ويلجأ للتهريب ولكن البنك اسعاره متذبذبة.

هل لديكم ارقام عن كميات الذهب المهرب؟

– هنالك جهات لديها هذه الارقام ولكني اقول ان المهرب ارقامه كبيرة.

ذكرت الاسباب فهل هنالك معالجات للحد من هذه الظاهرة؟

– هنالك الامن الاقتصادي الذي يقوم بعمل كبيرللسيطرة على المتفلتين والمهربين ولكن هنالك مقترحا يتمثل في الذهب المسبوك الذي يحمل دمغة(الششنة) ماذا لو تمت باسم المشتري والبائع حتى لو فقدت او لم تحول الى البنك من السهولة ان تتم السيطرة عليها.

اكثر عمليات التهريب التي تتم من التجار ام من مناطق التعدين؟

– حدود السودان كبيرة ومفتوحة والاسعار في الخارج مغرية ولكني مع ذلك اقول لو كنت مثلا في ابو حمد وكان السعر في الخرطوم افضل من الخارج فلماذا اغامر بتهريبه الى الخارج ؟

ولكنك لم تحدد لنا من هم الذين يهربون؟

– اكثر الذهب المهرب من قبل التجار بمناطق التنقيب ، من يعملون فيها بسطاء ولا يعرفون اساليبه وان عرفوا ففي نطاق محدود.

هل لديكم تعاون مع الجهات المختصة؟

– لا يوجد تعاون بيننا والامن الاقتصادي والجمارك كل جهة تعمل في اختصاصها ، لكن عندما يتدخل الامن الاقتصادي نجد الاسعار تستقر.

كيف تستقر؟

– لانه يحد من ذوي النفوس الضعيفة ولذلك اعتقد ان وجود الامن الاقتصادي مع السعر المناسب من بنك السودان سيحدان من عمليات التهريب.

واضاف: إن اغلب الشركات التي تعمل في تصنيع الذهب تحولت الى العمل في الذهب المسبوك مما اثر على عمل الصاغة ، فالمسبوك سريع الانجاز ولكنه يجفف كمية الذهب المعروض من المشغولات ويخلق (ربكة) في الاسعار.

أية ربكة؟

– في تحديد سعر جرام الذهب ، فالان تجده في اليوم باربعة اسعار فالسوق الموازي يؤثر علينا حتى في وضع الاسعار. الخرطوم : عادل الشوية- هادية صباح الخير:الراي العام

تعليق واحد

  1. للاسف الشديد الفساد موجود فى كل شئ …… هل فى واحد سأل كم هو المبلغ المسموح به للسفر للخارج؟؟؟؟؟ تتخيل هو عشرة ألف دولار او ما يعادله بالعملة الحرة وسودانى ان لا يتجاوز الثلاثمائة جنيها ولكن حتى رجل الجمارك لا يعلم ذلك وهذه هى الكارثة الحقيقية