سياسية

الوطني والأمة دراسة جدوى سياسية موجزة


[JUSTIFY]بصرف النظر تماماً عن مخرجات وتداعيات لقاء الرئيس البشير بزعيم حزب الأمة القومي السيد الصادق المهدي فإن اللقاء فى حد ذاته -فى هذا التوقيت الهام- يعد قفزة هائلة الى الأمام.

فبالنسبة للوطني هي خطوة نحو احتضان الأحزاب القريبة له ومن ثم فك ارتباطها كلياً أو حتى جزئياً من تحالف المعارضة، وهذه الخطوة فى الواقع لا تخدم الوطني وحده كما يتصور البعض خطأً ولكنها تخدم وعلى نحو متقدم جداً الوطني نفسه بإيجاد قواسم سياسية مشتركة متفاهم ومتفق عليها سواء جرت عملية مشاركة فى السلطة أم لا. فالمشاركة فى السلطة ليست سوى سقف البناء ولكن مجرد الالتقاء والتفاهم يمثل أعمدة وأساس البناء الوطني.

أما بالنسبة للأمة فهو من جهة يستطيع أن يقف على مسافة مناسبة من تحالف المعارضة تمكنه من تجنب أخطاءها الهائلة مثل تحالفها مع الثورية البالغ الغباء والذي تترجم فى أحداث أبو كرشولا بحيث حمّلت الثورية أحزاب التحالف ذات الوزر دون مشاركة فعلية منها ولكن طالما كان هناك تحالف فالأمر سيان.

الأمة القومي باستطاعته أن يجد مساحة للمناورة السياسية بحيث يفضي ذلك فى النهاية الى اقتراب الأمة من الوطني بصورة أعمق بذات القدر الذي حدث مع الاتحادي الأصل بزعامة الميرغني.

بالنسبة للوطني أيضاً فإنه يضمن بهذا اللقاء أن أطروحاته على الأقل بدأت تجد آذاناً صاغية وأن تحذيراته من انزلاق القوى المعارضة فى منزلق مسلح وفوضى عارمة بدأت تطرق عقول وآذان بعض قوى المعارضة على الأقل فى الوقت الراهن.

بالمقابل فإن حزب الأمة القومي بهذا اللقاء يجد لنفسه سانحة لإعادة إحياء جماهيره إذ ليس سراً أن تحالفات الحزب مع الثورية أضاعت عليه الكثير من المؤيدين والمريدين خاصة أحداث أبو كرشولا التى جرى فيها استهداف أناس محسوبين على الأمة.

وبالمقابل نجد أيضاً أن الوطني أحكم إغلاق الطريق أمام المنتسبين للأمة القومي ويعملون ضمن الجبهة الثورية مثل مبارك الفاضل ونصر الدين الهادي، فعلى أقل تقدير فإن الأمة سيفكر جدياً فى فوضى الانتخابات المقبلة خاصة وأن الأمة القومي رأى كيف جرى التنسيق مع الاتحادي الأصل فى بعض الدوائر الانتخابية فى الوقت الراهن بحيث حصل الاتحادي الأصل إضافة لمنسوبيه فى السلطة على مقاعد تشريعية فلِمَ لا يفعل الأمة القومي بدلاً من انتظار المجهول؟

وهكذا فإن حسابات الربح والخسارة تشير الى أن الطرفين رابحين مع أن الوطني (يزداد كيل بعير) كونه يرسخ لمبدأ المشاركة والإصرار على الوفاق وهذه تقتل قوى المعارضة قتلاً.

سودان سفاري[/JUSTIFY]