البروف حسن مكى : البشيــر قــرر المــواجهة والمناورة العسكــرية تحمل في جوفها رسائلَ
التقيته أكثر من مرة فى حديث أو حوار أجده هوذات المكى المتواضع الزاهد وفي ذات المكتب المكتظ بالمراجع والبحوث وأمهات الكتب ، وفي كل مرة أخرج منه فى كل حديث أو حوار بالجديد المثمر البناء فى الطرح والفكر .
الحوار معه جاء على خلفية سلسلة من المنابر والحوارات التى اجرتها الصحافة حول مستقبل العملية السياسية فى السودان على ضوء المتغيرات المحلية والاقليمية والدولية التى فى مقدمتها (محكمة الجزاء الدولية ، دارفور ، الانتخابات ) القضايا الثلات تأخذ بعضها برقاب البعض.
*كان سؤالنا الأول له عن السودان والمحكمة الجنائية الدولية
– قال مكى : توقيف الرئيس البشير بواسطة محكمة الجزاء الدولية اوعدم توقيفه ، تفكيك السودان او عدم تفكيكه ، هو جزء من قضية دارفور التى تشغل بال كل انسان سوداني ، وتساءل : هل يطل عام آخر ويظل النازحون واللاجئون فى المخيمات ؟ هل الأزمة السياسية بابعادها الامنية والانسانية تراوح مكانها؟ وهل في ما يجرى ويحدث الآن من ارهاصات اشارة الى ان قضية دارفور ستتجه نحو الحل ام نحو مزيد من المأزومية ؟ قبل ان يجيب على تلك التساؤلات تناول مكى اوجه الفرق بين قضيتى دارفور والجنوب وقدم تشريحا للواقع الدارفورى وقال : فى تقديرى ان قضية دارفور تختلف عن قضية الجنوب اولا، قضية الجنوب كانت هناك حركة معترفاً بها من الجميع الحكومة والأسرة الدولية وشعب الجنوب هذه المسألة لاتكاد تكون موجودة فى قضية دارفور… صحيح هنالك اعتراف بوجود ازمة حقيقية خطيرة وعاصفة ولكن ليس هناك من يستطيع القول إن هناك اجماعا دارفوريا على من يمثل دارفور ، ثانيا ليس هناك خلاف فى الجنوب على الأرض هناك اجماع بان الارض للجنوبيين ، فى دارفور الآن ونسبة لخصوصية وضعية دارفور هناك سؤال مطروح بقوة هو الارض لمن ؟ قبائل دارفور القديمة تتحدث عن الحواكير التى هى اشبه بالدولة ذات السيادة او فكرة سيادة الدولة يجب الاستئذان قبل استغلال او شغل الارض وان وجود القبائل التى ليست لها ارض فى حواكير الغير وجود استثنائى ليس اصيلا ، هذه المسألة الآن من الصعب ايجاد حل لها لان هناك امراً واقعاً حيث توجد قبائل بدوية كثيرة توطنت وباتت تطالب بالارض وهى محسوبة جزء من المجتمع الدارفورى وجزء من الصراع الدائر حول مصير دارفور، الامر الذى يؤدى الى انقسام دارفورى دارفورى حول الارض نفسها هذه تحتاج الى معالجة وهناك انقسامات مهنية مزارعون ورعاة وعرقية بما اصطلح عليه زرقة وعرب بالإضافة الى حرب الحركات المسلحة ضد الدولة التى تحركها عقائد سياسية بات جلبابها وعباءتها اكبر من قضية دارفور لان الحركات تريد تغيير التركيبة السياسية على مستوى السودان فضلا عن التدخلات الاجنبية بجانب الوضع المأساوى حيث يوجد اكثر من مليونى نازح ولاجئ يشكلون ما لايقل عن 30% من سكان دارفور يعيشون تحت ظروف بالغة الصعوبة بلا خدمات من مياه وصحة وتعليم ومأوىً وسكن هم اشبه او يشكلون فكرة (البدون ) نفسها لذا اكاد لا ارى حلا لهذه التعقيدات فى بحر عام او عامين يمكن ان تكون هناك مسكنات او مهدئات خلال تلك الفترة مثل تنفيذ طريق الانقاذ الغربى وهو مهدئ كبير لانه سيخلق فرص عمل ويمتص عددا مقدرا من النازحين واللاجئين ويعتبره عدد كبير من اهل دارفور انجازا وقيام الطريق لا يعنى عودة النازحين واللاجئين وكذلك دارفور ستظل تشغل الناس لمدة العشر سنوات المقبلة لان بعض القبائل اذا اقتنعت ستظل بعض النخب غير مقتنعة وستظل هذه القضية حساسة. ولتوضيح هذا الموقف ضرب مكى مثلا بمنطقة الجنينة حيث قبيلة المساليت تعتقد ان بعض القبائل التى استوطنت فى اراضيها يجب ان تغادر والسؤال الى أين ؟ وهل هناك قوة قادرة على ترحيل تلك القبائل ؟ وترحيلها الا يعنى حربا جديدة ؟ وهل الاسرة الدولية قادرة على مواجهة تحمل تبعاتها ؟ هذا لايعنى ان قضية دارفور غير قابلة للحل هى قضية قابلة للحل ولكن الآن تحتاج الى الصبر وجزء من الوفاق لاننى اعتقد ليس هناك ما يلوح فى الافق لتحقيق الاجماع الوطنى ولا اعتقد فى هذه الدنيا ان هناك ما يسمى بالاجماع ثم تأتى قضية أوكامبو لتضفى تعقيدا جديدا على الموقف المعقد وشائك اصلا ،واعتقد ان القضية تحتاج الى صبر وان اى تفكير يعتقد بان هناك عصا سحرية لحل قضية دارفور بصورة سريعة او سيحدث شئ سريع على الارض اعتقد ان المعطيات الموجودة على الارض لاتسمح بذلك ولكن يمكن فكفكة الموقف على الارض فى سبيل الوصول الى الحل.
*كيف يمكن تحقيق ذلك ؟
* مؤتمر الدوحة خطوة فى ذلك اذا ما نجحت الحكومة فى التوصل الى حل مع الحركات المسلحة وهو مهم رغم الانقسامات والتشرزم وسط الحركات لان من يحمل السلاح له قضية مستعد ان يموت من اجلها واذا لم تصل الى حل مع من يعتقد بان له قضية مستعد ان يموت من اجلها سواء كانوا قلة ام كثرة هذا ليس مهما ما دام هم مصممون ولهم رؤية ،من هنا يبدأ الحل السياسى ولكن يجب ألاَّ نظن انه سيقود الى حل على الأرض كما حدث فى جنوب السودان.
* لماذا ؟
* لانه بالتوقيع مع الدكتور جون قرنق انتهى الامر ووافق عليه العالم كله اما فى دارفور لا واذا فهم الامر بغير ذلك فإننا لم نستوعب درس ابوجا لان التوقيع مع فصيل اوفصيلين لن يؤدى الى شىء ،المسألة الثانية ان التوصل الى اى توقيع سلام جديد فى الدوحة يجب ان يعتبر خطوة تجاه الحل وليس الحل المسألة الثالثة ان لاتسعى الحكومة الى اضعاف وتقسيم الحركات المسلحة لان ذلك سيعقد المشكلة بخلق مجموعة جديدة على الارض تمتلك السلاح ولها مصالح وتواصل قبلى ودولى واقول اذا لم تشارك كل الحركات فى المحادثات يجب ان لا تيأس الحكومة المسألة الرابعة لابد ان يكون هناك عمل متكامل لحل مشكلة النازحين واللاجئين بعد التوصل الى تسوية سياسية مع الحركات المسلحة وكل هذا العمل يجب ان يسير بالتوازى مع تنفيذ طريق الإنقاذ الغربى وتوصيات ومقررات مبادرة اهل السودان واعتقد ان هناك قضايا كبيرة جدا لا يمكن البت فيها إلا عبر الاستفتاء
* ما هى ؟
– مثلاً مسألة الإقليم الواحد أو الثلاث أو الخمس ولايات
* طيب وما هي كيفية الوصول الى الحلول ؟
– بالنقاط وليس بالضربة القاضية كما حدث فى الجنوب
* ماذا تعنى بالنقاط ؟
– على المفاوض السودانى نفض عقله عما تم فى نيفاشا والبحث عن مدخل جديد لان قضية دارفور لن تحل بالضربة القاضية او بالتوقيع الثنائى او الثلاثى حتى اذا وقعت كل الحركات المسلحة بما فيها خليل وعبدالواحد ثم تمردت قبيلة الرزيقات ستنهار كل تلك الاتفاقيات لان كل القبائل فى دارفور مسلحة ولها ثقل ووزن فى مناطقها ولها وجود فى الدولة السودانية نفسها فضلا عن ان مشروع سلام دارفور يحتاج الى استعداد عقلى وفكرى ونفسى لتفاوضٍ مختلف تماما عمَّا حدث فى الجنوب ويحتاج الى استراتيجية تفاوضية مختلفة ويحتاج ايضا الى تجديد من يتحدث باسم الحكومة
* فى الذهنية أم في المفاوض نفسه ؟
– نجد فى كثير من الاحيان المتحدثين باسم الحكومة كثر لابد ان يكون هناك فريق واحد متجانس قادرعلى ترجمة ما يتم التوصل اليه على واقع الارض.
* ألا تعتقد ان القضية تحتاج الى استراتيجية تفاوضية جديدة لان المثل يقول ( لا تستطيع ان تحل المشكلة بذات العقلية التى صنعتها ) ؟
– نعم تحتاج الى استراتيجية تفاوضية جديدة وعقل تفاوضى جديد مختلف تماما عمَّا تم فى جنوب السودان وللتوضيح فى هذا الشأن: مثلا فى الجنوب ترك امر النازحين واللاجئين واعادة توطينهم الى حكومة الجنوب فى دارفور لايمكن ترك هذة المهمة لاية سلطة اقليمية فى دارفور ببساطة لان الاقليم مدمر ليس هناك بترول لتأخذ منه 50% المسألة الثانية العملية تحتاج الى ادارة كافة موارد الدولة بمعنى عدم التفكير فى ادارة موارد وموازنة الدولة بالطريقة القديمة الفصل الاول المرتبات والاجور والثانى التسيير والثالث الخدمات لابد من وضع استراتيجية جديدة لاعادة توزيع موارد الدولة نفسها بحيث تكون الاولوية لمواجهة ما حدث فى دارفور وتكون شراكة بين النخبة الحاكمة فى المركز والاقليم بتوجيه وتدوير الموارد كما حدث فى موازنة العام قبل الماضى اى عام 2007 باعطاء الاولوية لسد مروى يمكن اعطاء الاولوية فى الخمس سنوات المقبلة لدارفور وهذا قد لايحل المشكلة ولكن يضع القضية فى مسارها الصحيح. واشير هنا و حسب مؤشرات الاحصاء السكانى اخيرا ان سكان السودان 40 مليون عشرين مليون منهم اى النصف يتواجدون فى ثلاث ولايات هى الخرطوم والجزيرة وجنوب دارفور وعشرة مليون من الـ 20 مليون من الشباب نصفهم اى 5 ملايين عاطل ونسبة سكان جنوب دارفور تعادل تقريبا ست اضعاف سكان الولاية الشمالية وعليه لابد من اعادة توزيع السلطة والثروة مستصحبا نتائج التعداد السكانى ومفاجآته ومستوى التنمية والعطالة لذا لا اطلاق الرصاص بكثافة ولا القوة العسكرية ستحل القضية ولا الحكومة والمجتمع الدولى تملكان عصا سحريا هذه القضية تحتاج الى زمن طويل وكسب المعركة بالنقاط واستراتيجية جديدة واذا ما عقد العزم نحتاج من عشرة الى خمسة عشر عاما لاعادة دارفور الى عام 1987.
* حديثك عن عقل تفاوضى جديد هل يعنى تغيير الفريق التفاوضى ؟
– واضح ان هناك عدم ثقة بين الممسكين بالملف والحركات المسلحة لذا لابد للانقاذ من تجديد نفسها بتجديد الفريق التفاوضى فضلا عن ان الوصول الى حل لقضية دارفور ليس فقط للدارفوريين بل اصبح شركة عامة يساهم ويشارك فيها كل السودانيين
* تجديد الفريق التفاوضى أهو لعدم الثقة أم لعقل تفاوضى جديد ؟
– اذا خضت تجربة وكان الحصاد قليلا فلماذا اذن تكرر التجربة .
*الحل بالنقاط ألا يؤدى إلى إطالة أمد الحرب والى مزيد من التدخلات الأجنبية ؟
– لااعتقد ذلك لان هناك اشياء مستحقة كطريق الانقاذ الغربى الذى يشكل لانسان دارفور الحياة او الموت باعتبار ان دارفور تقوم اصلا على التجارة وليس كالجنوب المعتمد على الزراعة وثمار الغابات ، تاريخيا هناك طريق درب الأربعين الى مصر والى شمال وغرب افريقيا الى وداى وليبيا الآن باتت التجارة ملحة وماسة فى دارفور ولا تجارة دون طرق ولن تستطيع بسط الامن دون وجود بنية تحتية التى دونها سيظل الشباب عاطلا مهما اجتهدت الحكومة فى ايجاد فرص العمل لهم فى ظل وجود الطرق والزراعة والرعى سيكون هناك عملية انتاجية تستوعب اكثر من مليون شاب وشابة .اذا لم يحدث ذلك سيكون هؤلاء الشباب رصيداً للرفض واليأس والاحباط والمغامرة وحمل السلاح واذا ترك الامر كما هو عليه الآن فلن ييأس ويفترالناس من الحرب بل ستكون الحرب جاذبة وملاذا للشباب وطالما انه ليس هناك طرق وخدمات وباب المستقبل موصد فى وجهه لن يفكر فى (دارصباح ) الشمال
* هل تساعد اليوناميد في الحل بالنقاط ؟
– لا اعتقد ان التدخل الخارجى سيحل مشكلة دارفور حتى قوات الاتحاد الافريقى سابقا والهجين حاليا كلاهما تعقيد للقضية واذا ما صرفت 20% من الاموال التى صرفت لتلك القوات للحركات المسلحة لاعادة دمجها فى القوات المسلحة او لتنظيمها وتدريبها لتصبح جيش دارفور ليس كجزء من القوات المسلحة لاصبحت رصيدا للامن ولاستطاعت بسط الامن فى دارفور.
وتساءل مكى من الذى استفاد من قوات الاتحاد الافريقى والهجين فى دارفور ؟ هناك جهتان استفادتا من تلك القوات الاول الجهات المرسلة للخبراء والقوات التى تأخذ رواتبَ عالية وتدريباً متقدماً ،
والجهة الثانية البرجوازية المحلية الموجودة فى المدن التى اجرت منازلها ومكاتبها لتلك القوات بمبالغ ضخمة كما والنخبة التجارية واصحاب الشركات فى الخرطوم التى اصبحت تلك القوات مستهلكه لبضائعها ولمنتجاتها ، النازح واللاجئ لم يستفد من تلك القوات لانه ليس لديه خدمه او سلعة يقدمها لها وفى ذات الوقت لم يجد الحماية من تلك القوات التى جاءت لحفظ السلام وليس لفرض السلام هى بلا صلاحيات لذلك اصبحت مجرد تعقيد للوضع.
* ولكن هذه القوات استطاعت تهدئة الأوضاع فى مناطق كثيرة فى افريقيا ؟
– من بين 23 عملية للامم المتحدة فى افريقيا كانت 21 منها فاشلة الآن فى الكنغو والصومال ومثلث ليبريا سيراليون ساحل العاج كلها شبه فاشلة وفي دارفور اعتقد انها فاشلة هناك اموال ضخمة اهدرت فى تلك العمليات ليست لها علاقة بالمتضررين واصحاب المشكلة
* ألهذا انت تدعو الى احالة بسط الامن للحركات المسلحة ؟
* نعم إحالة فرض وبسط الأمن للحركات المسلحة لانها هى التى خلقت ذلك الوضع وهى القادرة على تهدئة ومعرفة بسط الامن ولكن للوصول الى ابجديات اتفاق سياسى لابد للحركات من تقديم رؤية لبسط الامن قائمة على التعويل على الذات والثقة المتبادلة ومطلوبات البيئة المحلية فى الاقليم
* إذن أى حل خارجى غير مجدٍ فى تقديرك ؟
* الحلول الخارجية لا تقدم ولا تؤخر
* حتى فى مسألة أوكامبو ؟
قضية اوكامبو تتعلق بالخلافات السياسية فى السودان ومستقبل قيادات المؤتمر الوطنى والرؤية فيها لابد ان تتم من داخل المكتب القيادى للمؤتمر الوطنى
* والاسرة الدولية ؟
* يجب على الحكومة ان لا توصد ابواب المفاوضات والحوارفى وجه الاسرة الدولية
* فى حال اصدار مذكرة التوقيف فى تقديرك ما هو شكل السيناريو الذى يمكن ان يحدث ؟
* فى شهر يناير الحالى ستجتمع القاضيات الثلاث وسيصدرن مذكرة التوقيف للرئيس البشير بناء على الحيثيات التى قدمها اوكامبو وسيكون موقف البشير مثل موقف احمد هارون وعلى كوشيب ومن المعلوم ان محكمة الجزاء الدولية ليست لها شرطة وليست لها علاقة بالانتربول، ومن المعلوم ان اوكامبو يقدم كل ستة اشهر تقريرا الى مجلس الامن وفى الغالب حينما يقدم تقريره المقبل سيحيل امر القبض الى مجلس الأمن باعتباره الجهة التى أحالت الملف إلى المحكمة
* اذن ليس هناك حل خارجى لقضية أوكامبو ؟
* ليس هناك حل خارجى لقضية أوكامبو الحل فى يد البشير والمؤتمر الوطنى
* ولكن هنالك حديث متواتر بوجود خلافات وسط المؤتمر الوطنى حول هذا الشأن ؟
* لااعتقد ان هناك خلافات داخل المؤتمر الوطنى اذا كان الخلاف نظرياً فهو موجود اما اذا كان مرتكزا على مراكز قوة اعتقد الآن مراكز القوة كلها تتجه الى الرئيس البشير لانه القائد الاعلى للجيش وهو الذى اطاح بالترابى وهو الذى يمكن ان يعيد تشكيل المؤتمر الوطنى وهو رئيس الدولة والمؤتمر الوطنى وليس هناك مراكز قوة.
* كل المعطيات تشير الى انه سيكون هنالك تراجع وانسداد فى قضية دارفور ؟
* ستراوح القضية مكانها وينصرف الذهن السودانى الى مستقبل النظام السياسى والرئيس البشير عن القضية الاساسية سفك الدماء فى دارفور والتنمية
* هل تتوقع ان تعلن الحكومة حالة الطوارىء عقب اصدار المذكرة ؟
* لا اعتقد لانه ليس فى مصلحة الحكومة ان توتر الوضع الداخلى والمواطن ، معالجة الوضع تحتاج الى طول نفس وصبر ورؤية بعيدة المدى
* يبدو ان الرئيس البشير اتخذ خيار المواجهة وذلك من خلال لقاءات سنار والفاشر ومناورات أم سيالة والعرض العسكرى للجيش بالساحة الخضراء ؟
* اعتقد ان هذا موقف الرئيس البشير
* أى السيناريوهات سيتخده البشير ؟
* سينتظر حتى تصدرالمحكمة مذكرتها ، ومجلس الامن سيتخذ خياراته فاذا فرض عقوبات اقتصادية ستنعكس على الشعب السودانى واذا حدثت مقاطعة سياسية كما حدث لياسر عرفات سيكون تأثيره محدوداً وسيكون الرئيس منقوص الصلاحيات خاصة فى الشأن الخارجى، والخيار الثالث هو تعليق المذكرة لمدة عام لاتخاذ اجراءات محددة تتعلق بقضية دارفور
* في رأيك ما هو الهدف من المناورة العسكرية ؟
* اعتقد انه ليس موجها لامريكا او بريطانيا هو موجه فى الاساس لاى محاولة لاعادة سيناريو ما حدث فى امدرمان فى العاشر من مايو من العام الماضى لان هناك حديث بان قوات خليل دخلت جبال النوبة وبعضها دخلت الخرطوم وقد تلجأ الى الاختطافات وسفك دماء واتخاذ مجموعات كرهائن كل الخيارات مفتوحة ومن الطبيعى ان يكون هناك مناورات عسكرية لامتحان قوة الجيش وغير الطبيعى هو عدم قيام المناورات، وحينما يكون الجيش قويا فذلك ليس لخدمة النظام او شخص وانما هو فى النهاية يعبر عن كل مكونات المجتمع السودانى واذا كان اليوم فى يد الانقاذيين فغدا سيكون فى يد غيرهم
* لماذا توقيت المناورة فى هذه المرحلة ؟
* قد تكون للحكومة معلومات تتعلق بتهديدات امنية وهناك حديث فى هذا الشأن وتريد الحكومة ان ترسل رسالة مفادها ان القوات المسلحة بكل تشكيلاتها جاهزة وحاضرة وقد تحمل المناورات فى جوفها رسائل ولكن اعتقد ان الازمة نفسها لم تتبلور بالشكل والجو الذى نتحدث عنه الآن
*في تقديرك هل تسمح الأجواء الحالية بقيام الانتخابات ؟
* لا يمكن اجراء الانتخابات بينما قعقعة السلاح لم تسكت ولا يمكن اجراء الانتخابات دون التوصل الى حلول وخريطة سياسية بين الاطراف المختلفة والانتخابات دون حل سياسى ،اضافة تعقيد جديد لانه اذا لم يكن هنالك اتفاق وقبول سياسى ومشاركة كل القوى فى الانتخابات اقول القوى المعتبرة فان الوضع سيظل معقدا وحكومة ديمقراطية تعنى ان هناك حاكم مدنى وهذا يعنى ان البشير اذا ما فاز فى الانتخابات لن يستطيع لبس الزى العسكرى لان المؤسسة العسكرية ستنفصل عن المؤسسة السياسية، واذا ظلت بعض المجموعات حاملة للسلاح سيكون هذا النظام المدنى لا مستقبل له لان الجيش لايمكن له الدخول فى مواجهة داخلية وهذا يطرح سؤالا حول لماذا قام انقلاب 58 و69 و89 لان الجيش يشعر بأن السياسيين يدفعونهم الثمن والسؤال ايضا لماذا الحكومات العسكرية تصل الى حلول سياسية اسرع من الحكومات المدنية لانها تعلم ان عدم الوصول الى الحلول هو الدم والموت ،الآن الجيش غير مرتاح لان مئات الضباط مفقودين وفى الاسر لذا فإنهم يشعرون لابد من ايجاد الحل لهذا الصراع والسؤال ايضا كيف تقيم الانتخابات وهناك دم سائل ومهام الحكومة الانتقالية اصلا حكومة تصريف الامور وتهيئة الاوضاع لاقامة الانتخابات لذا انا لست مستعجلا لقيام الانتخابات وحتى اذا ما قامت الانتخابات فان جدواها ليست كثيرة
* ولكن نيفاشا حددت موعدا للانتخابات ؟
* نيفاشا حددت الانتخابات فى منتصف عام 2009 ولكن يجب قراءة النصوص الجامدة وفق المعطيات وما يستجد من احداث وابرام الاتفاقيات لايجاد الحلول وليس التعقيدات
* هل يمكن ان تقدم وصفة أو خارطة طريق لحل قضية دارفور ؟
– من الصعب تقديم وصفة ولكن الخريطة تحتاج الى الصبر الذى هو مفتاح الفرج وان الله مع الصابرين ودون الصبر لن تحل القضية. وفى ذات الوقت يجب ان يحمل الصبر قيمتين الاولى الاستعداد لتقديم التنازلات والتضحيات ،الاستعداد لتقديم التنازلات ليس من اجل مصلحة البشير ولكن من اجل النازحين واللاجئين واعادة اللحمة الاجتماعية بين القبائل ومكونات دارفور بصفة عامة ،والاستعداد لتقديم التضحيات فبقدر ما لقى الآلاف حتفهم وتشريدهم وسلب ونهب ممتلكاتهم وحرق منازلهم ومزارعهم وذلك من اجل قضية دارفور يجب على الآخرين من نخب دارفور الاحتراق بفقد المناصب والوظائف وعدم وجود موطىء قدم لهم فى الحلول المقبلة فداءً لدارفور الكبرى والمستقبل وفى ذات الوقت على الحكومة التفكير اذا كان هناك مجموعات فى مناطق المساليت مثلا تتطلب اعادة توطينهم فهناك مناطق واسعة فى السودان يمكن للحكومة ايجاد مناطق افضل مما هم فيها الآن فاذا كانت الحكومة استطاعت اجلاء قرابة 70 ألف من السكان من أجل اقامة سد مروى فمن أجل ايقاف الحرب يمكن اعادة التوطين ذلك فى مناطق أخرى .[/ALIGN] صحيفة الصحافة
هى اصنام صنعناها بأيدينا … حسن مكى من كوادر الجبهة الترابية .. التى سطت على السلطة فى البلاد و ها هو السودان يجنى ثمار هذا السطو تمزق و تفتت … حسن مكى يحمل درجة بروفسير علما بأنه لم يحصل حتى على درجة البكلاريوس … حيث تم فصله من جامعة الخرطوم و هرب الى لندن صائعا فى عهد نميرى متسولا مع زمرة من الجبهجية بقيادة عثمان خالد عند المناضل الشريف الهندى … و عاد الى البلاد بعد المصالحة مع النميرى ….. الصحافة تصفه بالخبير الأستراتيجى …. و سبق لهذا الخبير التنبؤ بزوال أريتريا بعد معاركها مع اثيوبيا فى معرض تحليله لتلك الحرب …. أمثال هؤلاء لا يستحقون ان تفرد لهم صفحات كان يمكن استغلالها فى شأن يخص الهم السودانى .
حاج أبكر
كنت مثل باقي خلق الله مصدق انو الراجل اكاديمي وباحث متفرد .
ولكن فوجئت بان دكتور حسن لا يستحق هذه الالقاب و خاصة لقب خبير في الشؤون الافريقية ، وذلك عند ما كان في لقاء في التلفزيون السوداني والذي كان يدور الحوار فيه عن بعض الممالك الافريقية ( وعثمان تبتب ) والذي شرح فيه الدكتور معني تسمية تبتب .
عندها قلبه الهوي ونسي ابسط قواعد الاكاديميه والتحليل و السرد المنطقي لوقائع التاريخ . وقتها قام بتمجيد حركات صغيرة وسخر من اعظم الثورات في هذا التاريخ القريب . وفي هذا اليوم سخر من نفسه دون ان يدري 0 وسقط عند كثير من المشاهدين حتي ان يمنح لقب مساعد مساعد باحث امين .