اللواء عبدالباقي قرفة كاتم أسرار وخبايا العلاقة مابين العدل والمساواة والحركة الشعبية يكشف الخطير المثير

واشار الى تفاصيل الخطة التي وضعها تحالف الجبهة الثورية مع حركات دارفور لاسقاط النظام ويواصل حديثه حيث وقف في الحلقة السابقة برواية ساعات ما قبل بداية الحرب قائلا :
بعد حديثي مع مولانا احمد هارون الذي اختبرته من خلال ان اتفاق بورتسودان لن يتم تنفيذه ابدا وان الحلو وجهني بحفر الخنادق .
واستطرد قائلا : قلت لمولانا هارون ان الحلو لديه مواقف سالبة تجاه المؤتمر الوطني ان هنالك (مك) اغتالته المليشيات في منطقة (فنطيط) وعند زيارتكم للمنطقة لم تقم بصفتك الوالي بانفاذ الاجراءات التي كان من المفترض ان تقوم بها ولم توجه الشرطة بالقبض على الجناة ,
وعبدالعزيز الحلو اصبح غاضبا من هذه الحادثة ويعتقد انك كوالٍ غير صادق في التعامل معه .
وبعد ذلك توجهت مرة ثانية للوالي احمد هارون وقلت ان الحلو يعتقد انك غير واضح التعامل في الكثير من القضايا التي تتطلب شفافية في التعامل بين الشريكين وذلك يتطلب الحوار من جديد .
وهو يظن ان المؤتمر الوطني غير صادق في التعامل مع الحركة الشعبية وكان يمكن ان اقوم بدور مهم في تقريب شقة الخلاف بين الرجلين لكن لم تكن هنالك مساحات للتحرك .
لماذا لم تكن هنالك مساحات للتحرك ؟
السبب في ذلك ان اتفاقية نيفاشا لم تجد العقلية المبتكرة التي تستطيع توظيف المبادرات لصالح المجتمعات وخاصة مجتمع جبال النوبة واسهب سيادة اللواء شارحا حول هذه النقطة عبدالعزيز الحلو اصبح لايشاور ويعمل لوحده وبصورة انفرادية ولو كان يعمل بمشاورة الاخرين لما اختار خيار الحرب .
الخطا الثاني ان الحلو قام بايداع القائد تلفون كوكو في السجن وهو الامر الذي دفعه للترشح في الانتخابات من داخل السجن في منصب الوالي بصورة (مستقل) والاصوات التي نالها اللواء تلفون كوكو اذا اضيفت للنتجة التي احرزتها الحركة الشعبية برئاسة مرشحها الحلو كانت تضمن فوزا كاسحا وحاسما لمرشح الحركة الشعبية وكان هذا هو الخطا السياسي الكبير الذي ارتكبته الحركة في الانتخابات وافقدها كثيرا من الاصوات وفتح الابواب امام المشكلات .
الحلو كان يمكن ان يطلق سراح تلفون كوكو بدل ايداعه السجن وهو ما يدفع تلفون للمشاركة الى جانب الحلو في الحملة الانتخابية ويتنازل عن خوض الانتخابات باتفاق بين الرجلين .
لكن كل هذه الخطوات لم يقم بها الحلو الذي يظن انه القائد ولكن جاءت الحقائق بما لا يشتهي لان الاصوات التني نالها الجنرال تلفون كوكو كانت خصما على الحركة الشعبية وهذا عمل سياسي رفيع المستوى استفاد منه المؤتمر الوطني بتكتيكات سياسية ، واستطرد قائلا : الحركة الشعبية اخطات بقرار الحرب والمؤتمر ارتكب خطا كبيرا عندما دفع بمرشح المؤتمر الوطني ليفوز بمنصب الوالي في منطقة جنوب كردفان .. والخطأ السياسي الثاني فوز مرشح الحركة الشعبية بمنصب الوالي في منطقة النيل الازرق .
وهذه اخطاء اتخذتها القيادة السياسية في المؤتمر الوطني التي كان يجب ان تدرك ان مالك عقار ليس له القدرة على اتخاذ قرار الحرب .
واذكر اننا عندما تمردت جبال النوبة عام 1983م بعد سنوات طويلة جاء مالك عقار والقيادات الاخرى من منطقة النيل الازرق وقدموا للحركة الشعبية بعد عام 1985 .
ومن خلال مفاوضات نيفاشا كان المؤتمر الوطني يعرف ان مركز الثقل في منطقة جبال النوبة من خلال جلسات الحوار التي امتدت لفترات زمنية طويلة .
اضف الى ذ لك ان الانقسام الفكري والسياسي القوي في جبال النوبة .
ولذلك كان على المؤتمر الوطني ان يقدم تنازلات لمرشح الحركة الشعبية في جبال النوبة ليفوز في انتخابات جنوب كردفان .
وعلى ذلك يفوز المؤتمر الوطني بمركز نائب الوالي وفقا للانتخابات .
ووفقا لذلك كان سيفوز مرشح المؤتمر الوطني كرمنو في النيل الازرق ومالك عقار نائبا للوالي . اذا تمت هذه التسوية فان الحرب لن تقع في النيل الازرق ابدا . والحركة الشعبية من اخطائها الكبيرة ان رؤيتها لم تكن نظرة استراتيجية نحو ملف السلام .
وماذا بعد انطلاقة الرصاصة الاولى ؟
انا من القيادات التي كانت تعرف ان القتال سيتجدد من جديد وان الحرب ستعود وكما قلت لك ان القائد الحلو اصدر توجيهات عسكرية لي بالذهاب الى منطقتي العسكرية وحفر الخندق والشروع في تدابير الحرب .
واصل حديثه : انا لست جبانا اخاف من الحرب ولو كنت جبانا لحضرت الى كادوقلي بعربتي الدستورية والى مولانا هارون .
وانا كنت احد المشاركين في الحرب وقد كنت في القتال .
حدثنا حول كيفية التقاء حركة العدل والمساواة واركو مناوي بالجبهة الثورية ؟
في سبيل برنامج اسقاط النظام كان هنالك حوارات متصلة ما بين الحركات الحاملة للسلاح في دارفور .
وجود الحركة الشعبية على الارض في جبال النوبة والنيل الازرق جعل لهم فرصة الالتقاء خاصة ان مالك عقار والحلو وياسر عرمان ايدلوجيتهم يسارية ، وايدلوجية الدكتور جبريل ابراهيم زعيم حركة العدل والمساواة تختلف عن ايدلوجية عبدالواحد ومني اركو مناوي واسهب سيادة اللواء قرفة شارحا حول هذه النقطة (جبريل ابراهيم) وقيادات حركة العدل والمساواة توجيهاتهم توجيهات سياسية اسلامية وهم مسلمون .
لكن من يلتقي مع عقار و عرمان والحلو هم عبدالواحد ومني اركو مناوي .
وبدا التنسيق بين حركات دارفور المسلحة وقيادات الجبهة الثورية بان يتم التنسيق لاسقاط النظام عبر اسقاط العاصمة الخرطوم على ان تكون الخطوة الثانية هي ترتيب اوضاعهم عبر ادارة حوار مفتوح ومكشوف .
وقيادات حركة العدل والمساواة هم يعرفون جيدا مايريده هؤلاء واولئك لانهم لديهم وعي سياسي وقد لعبت دورا في اقناع عدد كبير من القيادات بضرورة التوقيع على ميثاق لان الدكتور خليل ابرهيم في تلك السنوات كان متواجدا في العاصمة الليبية طرابلس .
ولم تكن له امكانية للمشاركة في كثير من الترتيبات وكان هنالك انتظار له للموافقة على البرنامج المطروح .
وشخصي الضعيف هو الذي ادار الحوار بهدف اقناع القادة احمد ادم بخيت والشيخ جاموس بان مسألة فصل الدين عن الدولة التي وقفت عقبة في التوقيع على ميثاق الجبهة الثورية لايكون هو السبب .
ان تكون نظرتكم كلية ليست جزئية والشعب السوداني معروف انه لا يتنازل عن عقيدته او دينه الاسلامي مهما حدث .
وواصلت حديثي لقادة حركة العدل والمساوة بان الاولوية تكون لاسقاط النظام وترتيب اولويات البلد بعد ذلك سيكون لكم الخيار في دارفور وباقامة دولة اسلامية في دارفور والحلو يمكن ان يقيم دولة وفق سلطات الكجور فمثل هذه عقبات لا ينبغي ان تقف في طريق توقيعكم على الميثاق في الجبهة الثورية .
ومن خلال ذلك اللقاء اسهمت في ازالة بعض نقاط الخلاف لانني اعرف ان الايدلوجية التي يؤمن بها عقار والحلو وعرمان لا يمكن ان تسود على ارض السودان .
اهل السودان ربنا خلقهم على خلق طيب وخلقهم على فطرة واهلنا في جبال النوبة لذلك الافكار التي يطرحها قادة الجبهة الثورية لا يمكن ان تقف على ساقين على تراب السودان او جبال نوبة ولا يمكن انزالها على ارض الواقع في جبال النوبة .
واستطرد قائلا : الحلو (يخُمْ) الناس وهو لا يطرح افكاره ابدا لانه يعرف انها غير مقبولة .
الحلو يريد لمن ينضم اليه ان يتخلى عن دينه تماما سواء كان مسلما او مسيحيا .
القسيس اذا انضم للحركة الشعبية فان الحلو يسعى الى تكسير وجدانه وايمانه ويجعله شخصا مجردا من الدين وانا اعرف شخصيات مسيحية جعلها الحلو باستراتيجية المحاربة للدين مجرد اسماء واعرف مسلمين جعلهم ايضا مجرد اسماء ، والحلو يسعى لتكسير الاديان وهذا هو الخط الذي يمضي عليه وهو معادٍ للاسلام والمسيحية على السواء وهو يريد ان يبتعد اناس عن اديانهم وهنالك فرق كبير بين الحلو والقائد سلفا كير ومن خلال بقائي الطويل في الجنوب اكتشفت ان القائد سلفا كير يذهب لاداء الصلوات في الكنيسة كل احد ، ويوجه خطابه السياسي من منبر الكنيسة ومازلت اذكر الخطاب الذي القاه الرئيس سلفا كير للجنوبيين في خريف العام الماضي عندما طالبهم بعدم الجلوس في البرندات والاسواق في وقت الزراعة .
واشار الى ان قيام دولة الجنوب والجنوبيين يتطلب ان يعمل الجميع بهمة وقوة من اجل البناء والتنمية وطالب الشباب بالتوجه نحو الزراعة وترك العطالة ولعب الكوتشينة .
الحلو على العكس تماما من قائد الحركة الشعبية سلفا كير هو لا يذهب للمسجد ابدا ليوجه خطابا . استراتيجيته السياسية تقوم على فصل الدين عن الدولة ومازلت اذكر انضمام احد انصار السنة من الدلنج ومعه زميل ثانٍ من جامعة افريقيا العالمية وهم جاءوا للحركة الشعبية بناء على استقطاب من خالهم الذي كان احد القيادات بهدف ان هؤلاء الشباب متعلمون ولهم القدرة على العطاء ويمكن الاستفادة منهم في المرحلة القادمة .
وفي حفل الاستقبال الذي اقامته لهم الحركة الشعبية رفضوا مصافحة النساء في حفل الاستقبال ولكن بعد عام حدث لهم تحول كبير .
نواصل
حاوره : عبد الرازق الحارث: صحيفة أخبار اليوم
[/JUSTIFY]