ود الجبل : زهجت من التجارة والقروش .. وعاوز ارتاح ..!!

[ALIGN=JUSTIFY]دعوني اعترف بداية أنه لم يكن في حسباني قط أن أجري في يوم من الأيام هذا الحوار.. فلستُ معنياً كثيراً برجال المال والأعمال وتسليط الضوء على سيرتهم الذاتية.. وإن كنت من حيث المبدأ والمنطق لا أرفض كشف الوجه الآخر لمن نحاورهم ممن هم فاعلون في مجالاتهم لأن في ذلك اثراء للفكرة التي يمكن أن نؤسسها عنهم.. ودعوني اعترف أيضاً أن حواري هذا كلفني به رئيس التحرير الأستاذ سيد أحمد خليفة.. وحين أدرك بذكائه المعهود بعضاً من الاستفهامات قد ارتسمت على وجهي سارع وأكد لي أن هذا الحوار سيكون (لطيفاً) و(ثرياً)، فالرجل شخصية معروفة من زواية واحدة فقط وهي أنه من أثرياء هذا البلد، ولكن الناس يجهلون عن حياته الكثير.. إنهم يتساءلون كيف جمع هذه الثروة وكيف حافظ عليها طوال هذه السنوات في زمن أعلن فيه كثير من رجال الأعمال افلاسهم..!
قلت لنفسي بعد حديث رئيس التحرير.. لمَ لا.. فليكن الحوار مع (ود الجبل).. فأنا أعرف أيضاً أن كثيراً من البسطاء يحلمون بالثروة.. ويبحثون عن الطرق المفضية إليها.. فلماذا لا أحاور (ود الجبل).. ولماذا لا أدل البسطاء على (المفتاح السحري) الذي يمكن من خلاله أن يدخلوا من أبواب النعيم؟!!
زودني رئيس التحرير بمعلومات مفيدة عن هذا الرجل الذي التقيته في ذات اليوم الذي كان يزور فيه الأستاذ سيد أحمد خليفة.. ولم يكن وقتها يبحث عن حوار أو أضواء بل جاء في زيارة من صديق إلى صديق.. وقبل أن ينصرف وعدته بالزيارة في منزله.. فحدد لي نهار (احدى جمعات) الشهر الذي مضى.. وهناك وجدت منزله مكتظاً بلفيف من نجوم المجتمع في السياسة والفن والصحافة.. أعرف بعضهم ولا أعرف بعضهم الآخر إلاَّ معرفة العامة بهم.. وقضيت ساعات منتظراً خلت بعدها أن الحوار فات ميقاته.. لكن (ود الجبل) همس في أذني بأنه سيكون جاهزاً للحوار فور انصراف الضيوف.. وهذا ما كان!!
قلت له ونحن نجلس بمنزله في الخرطوم بالطائف .. ما جئتك مغازلاً ولا مادحاً.. ولا أطلب منك مالاً ولا عقاراً.. ولست ممن يجيدون فن الترويج مقابل (المظاريف).. وأسمح لي أن أقول لك أيضاً أني لم أكن متحمساً باديء الأمر لأجراء هذا الحوار.. فأنت علم شهير في هذا البلد.. ولا تحتاج لمزيد من الضوء.. ولكن ما حمسني لاحقاً لمحاورتك هو تلك الأسئلة الحائرة لدى الكثيرين الذين لا يعرفون من أين أتى (ود الجبل) بكل هذه الثروة.. وأضفت ممازحاً.. لا علاقة لي بالجماعة بتاعين الضرائب فأرجو أن يكون حديثنا صريحاً وشفافاً.. وهنا قاطعني (ود الجبل) قائلاً: أسأل ما شئت.. وليس عندي ما أخفيه وأعدك أن أكون صادقاً في كل ردودي وإجاباتي.. و… بدأنا الحوار:-

حاوره: خالد ساتي

* شنو المخاطر اللي اتعرض ليها ود الجبل في حياتو؟!
– أحمد الله إنني لم أتعرض لأي مخاطر أو هزات مالية.. فقط أحد أولادي دخل في صفقات غير موفقة ووصلت مديونيته إلى مليارات الجنيهات، وقد وقفت إلى جواره فأنا لا يمكن أن أترك ابني يدخل السجن بسبب شيكات أو مديونية.. وفي المقابل لدي أبناء ناجحين جداً في تجارتهم وأعمالهم وأصبحوا يربحون أكثر مني أحياناً.. وأنا علمتهم الاعتماد على النفس.. والتأني وعدم التسرع في اتخاذ القرارات التجارية.
* دخلت السجن كم مرة؟
– دخلت أربع مرات.. ليس مسجوناً بحكم قضائي وإنما لمجرد الاشتباه أثناء فترة تجارة العملة.. ومرة واحدة فقط أيام الانتفاضة ألقوا القبض علينا بدون سبب واضح وقالوا إننا نمتلك أموالاً كثيرة ويريدون معرفة مصادرها.. وكلها طلعنا منها براءة..
* حصل اتمسكت في شيك؟!
– أبداً.. واتحدى واحد يقول لي إنو عندو عندي شيك راجع.. والله أديهو جائزة..!
* أها.. وعرسته كم مرة؟!
– وأنا عمري 17 سنة اتزوجت في البلد بنفس الطريقة البتزوجوا بيها الشباب في الزمن داك.. كان زواج تقليدي.. كنت خاطب واحدة في البداية قاموا ناس الحلة قالوا لي أبوها سحار.. قمت خليتها.. ومرة راكب حماري شفته لي واحدة عجبتني.. ومشيت لحدي بيتهم وطلبتها للعرس.. ومرة راكب مع واحدة بالصدفة في البلد ماشين أم درمان عاينت كده ليقتها طوالي وعجبتني.. قمت دفعت 5 قروش.. يعني قطعت التذكرة ليها ولي.. سألتها عن عنوانها.. ووصفتو لي في السجانة.. وطلعت ساكنة جنب دكان صحبي .. وحدثتو وركبت عجلة ومشيت بيتم وطلبت ايدها.. لكن قالوا لي نادي أهلك.. وسقتهم فعلاً وتم الموضوع.
المهم اتزوجته أربعة وثلاثة منهن في حبلي.. وعلاقتي بالاربعة طيبة جداً.. بما فهيم المطلقة.. وما مقصر مع واحدة منهن ابداً.. والاولاد كلهم قايم بواجبهم على اكمل وجه.
* وعلاقتك بأولادك كيف؟
– حلوة شديد.. بس ما بحب الغلط.. عشان كده بخافوا مني في الحتة دي.. وأولادي ديل فيهم ناس حبوا التعليم ووصلوا فيهو مراحل متقدمة جداً وفيهم تانين فضلوا يدخلوا مجال التجارة.. وهسه ما شاء الله ليهم اسمهم في السوق.. بس أنا عاوز أقول حاجة مهمة جداً.. حقوا الناس ما تخلط الحاجات.. يعني اسم ود الجبل ده صاح خاص بي أنا.. لكن برضو بحملوهوا أولادي وقرايبي.. وأي حاجة تحصل بقولوا (ود الجبل) وطوالي راس بمشي لي أنا.. عشان كده أنا عاوز الناس لمن تسمع عن أي موضوع او اشاعة يختو في بالم إنو في أكتر من ود الجبل غيري.. وينسبوا الحاجات للشخص المحدد كان ولدي ولا أخوي ولا ود أهلي).
* وشنو ممكن تقول عن هواياتك؟
– أنا ما عندي هواية كورة.. بس بحب (الطرب).. لكن لا بغني ولا بصفق.. وأصحابي في الوسط الفني كتار.. وطوالي معاي.. منهم كمال ترباس والقلع عبد الحفيظ.. وحسين شندي وأغلبهم من اللون ده.. الأنا بحبو.
* إنت مريخابي ولا هلالابي؟
– لا مريخابي.. ولا هلالابي.. أنا قومي.. وقاعد اتبرع للاتنين بدون فرز.
* لو قالو ليك تكون رئيس نادي تختار شنو؟
– ولا واحد.. أنا ما عاوز رئيس نادي المريخ ولا الهلال.
* بس إنت رئيس نادي الخرطوم؟
– صاح.. النادي ده كان دخلوا بسيط وصرفو كتير.. ودخلته كعضو ساي.. وفي الانتخابات فوزوني.. كنائب رئيس.. وفي الدورة الثانية فزت رئيس.. وبصراحة عملته جهد كبير في النادي وقدرت أجمع ليهم قروش كويسة.. وعملنا صيانة للنادي.. وده خلاهم يحبوني.. لكن حصلت حاجات كده في الفترة الأخيرة.. جزء منها الغيرة وشغل السوق ذاتو.. وأنا هسه صاح الرئيس لكن لو استمرت الحاجات دي حاسيب النادي.. وأنا بصراحة ما محتاج لشهرة..
* بصراحة.. أغنى إنت.. ولا صلاح إدريس؟
– أغنى الله..
* عندك قروش واستثمارات في ماليزيا؟
– أبداً.. أنا ماليزيا دي رقم حساب فيها ما عندي.. لكن عندي في القاهرة.. لأنو بستورد منها بضاعة.
* عندك فندق في الخرطوم؟
– لا.. ده بتاع أخوي.
* علاقتك بالسياسة شنو يا ود الجبل؟
– أنا ما عندي اتجاه سياسي.. لكن زول وطني.. وأي توجه كويس أنا معاهو.. وعلاقتي بالرؤساء الحضرتم كانت كويسة.. وفي مجاملات مشتركة في المناسبات المختلفة.. بس لازم اقول كمان إنو أبوي ختمي.
* قالوا مرات الحكومة بتدين منك؟
– لا ما كده.. بس ممكن وزير يجيني يقول لي محتاجين لعربات أو حاجة ناقصاهم أو طالبين تبرعات.. طبعاً ما بتأخر والله.. وكلها بصراحة مبالغ بسيطة لكن الناس بكبروها.. يعني دعاية من ما في.
* شنو الحاجات الساهمت بيها في المجتمع من مدارس أو مستشفيات؟
– في مرة اتسجنت بسبب الاشتباه في موضوع العملة.. لقيت أهلي ناس (جبيل الطينة) كلهم يزوروني.. ويتعطافوا معاي.. أقسمت إنو لمن أطلع أعمل البقدر عليهو.. وفعلاً شيدت مستشفى في المنطقة.. وسعتها 200 سرير.. والكلام ده في آخر سنة لنميري.. وهو الافتتحها..
* وتاني؟
– عملت مدرسة أساس بنات.
* برضو في جبيل الطينة؟
– أيوه.
* وتاني؟
– عملت مجمع إسلامي لروح الوالدة المرحومة في منطقة (شقيلة).
* نرجع لسوق العقارات اللي إنت بتعتبروا أهم أنواع نشاطك التجاري.. في رأيك السوق ده حاصل عليه شنو هسه.. يعني منتعش ولا فيهو ركود؟
– العقارات ما زي زمان.. لكن برضو هسي ماشة متحسنة.. وفي ناس بقت عندها قروش وعاوزة تشتري.. وأنا غايتو معظم قروشي بستثمرها في العقارات.. جزء بأجروا وجزء ببيعوا وكده.. الحكاية ماشة يعني.
* وشنو حكاية عمارة نمرة (2)؟!
– دي عالية جداً.. حتى الناس طلعوا فيها إشاعات وقالوا ود الجبل ما حيوقف الطوابق إلا لمن يقدر يشوف منها الجبل.. وهي بصراحة عاجباني.. وطوالي بدخل فيها تحسينات..
* إنت متهم بأنك من أسباب غلاء الأراضي والعقارات.. لأنو السماسرة قاعدين يستخدموا اسمك ويقولوا الأراضي هنا مثلاً غالية لأنو ود الجبل عندو فيها قطع والتعمير بالتالي حيكون سريع؟
الكلام ده ما صاح.. وأنا الأراضي دي ذاتها الخلاني أدخل فيها بتقلي قصة غريبة.. في زمن الدكتور شرف الدين كنت بورد ليهم مواسير الموية ولمن كترت الديون على الوزارة وطالبتها بيها قالوا لي خش المزاد وشيل قروشك أراضي.. وفعلاً دخلت المزاد ومرقته قروشي أراضي.. جزء بعتوا.. وجزء استثمرتو.. ودي كل الحكاية.
* إنت صحي عندك ولد اسمو نميري؟
– أيوه.. وسميته على النميري حباً فيهو.. وأنا لمن نميري مشى استقر في القاهرة كنت بديت أظهر كاسم في مجال السوق.. ولمن مشيت القاهرة أصريت على زيارتو.. ومشيت في القصر هناك وقابلتوا.. وسألني عن ناس السوق.. والمسجونين منهم!!.
* هل بتعتقد يا ود الجبل إنو الناس العندهم قروش ساهموا في تنمية البلد دي؟
– للأسف والكلام يزعل مني كتار.. هم لو كانوا بساهموا في الأعمال الخيرية ما كانت جاتم عوجة.. طبعاً الكلام ده ما بقصد بيهو كل التجار.. لأنو في واحدين بتبرعوا وبزكوا وبتصدقوا..
* ورأيك شنو في الجوكية؟
– ديل كتير منهم يستاهلوا الحصل ليهم ده.. لأنهم ما جادين.. وما ملتزمين.. وبشيلوا القروش من البنوك وبدل ما يسددوها يقوموا يدينوا تاني وتالت.. وفي النهاية يحصل اعسار ويدخلوا السجون كأنه ما حصلت حاجة.
* وإنت ما حصل أكلوك؟
– حصل.. بس برضو أنا تاجر شاطر وبعمل حسابي.. والسوق ده كل يوم بعلمنا.
* شنو نصيحتك للشباب العاوز يعمل قروش وبحلم يبقى زي ود الجبل؟
– كلو شيء ممكن.. لكن ما في يوم ولا يومين.. الحكاية محتاجة صبر ودايرة جهد وتشغيل مخ.. وأهم شيء توفيق من ربنا.. وأحياناً بتكون في حاجة اسمها الحظ.. بس ما لازم نعتمد عليها كتير..
* لكين يا ود الجبل مع احترامنا وتقديرنا لجهدك وتعبك لحدي ما وصلت للمكانة المالية دي بس مش بتتفق معاي إنو في ناس كتار بشقوا ويتعبوا لكن ما قدروا يحققوا أي حاجة؟!
– أنا بديت من لا شيء.. بـ «3» قروش.. وفرشت في ميدان الأمم المتحدة.. ربنا فتح عليّ.. والتجارة مشت معاي..
* وتجارة العملة؟
– أنا ما ناكر اشتغلتها.. فترة.. وبرخصة ومن غير رخصة.. وما بنكر إنها زادت رصيدي.. بس الكلام ده كان زمان.. وتاني بقول ده توفيق من ربنا.
* علاقتك شنو يا ود الجبل بالجرايد والإعلام؟!
– ما في زول ما بحب الإعلام.. وأنا اذا نادوني في برنامج في الإذاعة ولا التلفزيون طوالي بمشي.. وكمان الجرايد ما برفض الحوارات.. وأنا في رؤساء تحرير أصحابي.. منهم الأستاذ أحمد البلال الطيب والأستاذ سيد أحمد خليفة..
* طيب.. لو في زول نقدك في الجرايد بتزعل؟
– لو الكلام ما صاح بزعل..
* وشنو أكتر شيء زعلك؟
– مرة كده واحد طلع اشاعة سخيفة عني.. والظاهر وصلتو المعلومة غلط عن إنو في مجموعة مطلوبة قروش ودخلت السجن.. وبدل ما يكتب اسماءهم هم.. كتب اسمي أنا.
* إنت عامل لروحك حراسة؟
– أبداً.. حراسة لي شنو.. أنا السواق ذاتو عملتو قريب.
* شنو الأمراض البتشكو منها؟
– السكري والمصران..
* والضغط؟
– لا.. الضغط ممتاز.
* حتتزوج تاني؟
– أبداً.. يا راجل أنا وولدي متزوجين أخوات.. تقول لي اتزوج تاني.
* بتخاف؟
– من الله بس.
* سافرت وين؟
– سنغافورة ولندن وألمانيا وطبعاً القاهرة وغيرها.
* أكلاتك المفضلة شنو؟
– السمك والسلطات.. بس أنا ما زول أكال.. أكلي بسيط جداً.
* برنامجك شنو كل يوم؟
– بصحى بدري وبعد الصلاة.. بتفقد ناس البيت.. وبمشي المكتب.. وبرجع آخد راحتي وطوالي بمشي نادي الخرطوم أو لو في مجاملة ومناسبة بمشي.
* محتج على شنو؟
– القيمة المضافة كانت 5% وبقت 15%.. ودي مشكلة لأنها بقت كتيرة.
* صحي إنت أول زول جبت سيارة همر للسودان.
– لا. ده ولدي الفاتح.. وأنا الهمر ما بحبها.. وعلى فكرة هي ما غالية.
* طيب.. عربيتك إنت شنو؟
– ليكزس.. لكن ما في زول راكب زيها في السودان.
* أول عربية ركبتها كانت شنو؟
– هنتر ألماني بيضاء.
* شايف الجلاليب عندك مالية دولاب كامل؟
– طبعاً.. الوجاهة والأناقة مطلوبة.
* وشنو حكاية الأحذية الكتيرة دي؟
– دي زي الهواية كده.. أنا بحب الاحذية الغريبة في شكلها.
* بتتكلم كتير؟
– أبداً.. أنا بميل للسكات أكتر من الكلام.. وبحب أسمع الناس كويس.
* حجيت كم مرة؟
– مرة واحدة؟
* حتواصل تجارة لمتين؟
– والله أنا زهجت من حكاية اسمها تجارة وقروش وعاوز ارتاح؟
* شيء بتعتز بيهو؟
– وسام النيلين المنحني ليهو الرئيس البشير.
* كلمة أخيرة؟
– أتمنى التقدم والاستقرار للسودان، وإنو ربنا يحقق للشعب السوداني أمانيهو.[/ALIGN]