المقدم “م ” صلاح عبد العال مبروك : هذا رأيي فيما يحدث بالنيل الازرق

[JUSTIFY][SIZE=5][B]نتعرف عليك سعادتك ؟[/B] انا المقدم صلاح عبد العال مبروك عمري 74 عاماً ، من منطقة النيل الازرق ، جدى كان ضابط بالجيش المصري ، وانجب عبد العال مبروك وعبد الله مبروك بالسودان ، فكان جدي سودانياً متزوجاً من مصرية انجب منها محمد وسيد وست البرين من المنوفية ، ولدى اولاد عمي مباشرة مصريون ، كما ان زوجتي مصرية .

كنت ضابطاً في القوات المسلحة السودانية ، ومن الدفعة الثانية التي ذهبت الى مصر ايام حرب الاستنزاف ، وكان قائدنا اسمه بشير النقر .

[B]هل ذهاب فرق من الجيش السوداني لمشاركة الجيش المصري عرفاً متبعاً في تلك الفترة ؟[/B] كانت هناك فرق متتالية من الجيش السوداني تذهب الى مصر وكانت الفرقة الاولى بقيادة محمد عبد القادر ، واشتركت في ” رأس الهش ” وبعد ذلك تعاقبت الدفعات ، حيث تأخذ الدفعة في مصر قرابة السنة ثم تعود ، ومشاركة سودانيين مع المصريين ايام الحرب كانت شيئاً جيداً جداً ، لأن السودان ومصر بلد واحد ، كانت الدفعات تتعاقب حتى حدثت الحرب .

[B]اهم ذكرياتك في فترة وجودك بمصر اثناء حرب الاستنزاف ؟[/B] قضيت (11) شهراً في منطقة ” كسفريت ” وكنا حريصين على مشاركة الاخوة المصريين في الحرب ، ولكن يشاء الحظ ان الدفعة التي بعدنا هي التي اشتركت في اكتوبر ، انا انا فحضرت حرب الاستنزاف وكانت القوات المصرية فيها تجهز لكيفية استرداد الارض ، وكان جمال عبد الناصر رحمه الله قد قال في بيان له يوم 30 مارس 1969 : ” سنرد ارضنا شبراً فشبرا ” ..
كانت هناك منافسة بين القوات من الناحية الفنية ، وكان هناك نشيد يردد هذه المقولة كتبته انا : ” يا ملهم الاجيال يا معنى الكفاح .. يا بارقاً في شرق والنصر لاح .. قسماً بشعبي والدموع وبالجراح .. وبكل حرً قد تشرد في البطاح .. سنخط بالدم في كتاب الخلد سطراً .. وغداً نحرر ارضنا شبراً فشبرا ”
وكان هذا النشيد يغنى في إذاعة ركن السودان ، كنا ايام عبد الناصر نتحدث عن الوحدة العربية ، وكان ناصر املا لكل الشعب والعسكريين بالذات .
[B] كيف تم استقبالكم عند وصولكم الى ” كسفريت ” ؟[/B] عندما وصلنا مصر كنا تأخذ تعييناتنا من معسكر اسمه ” حبيب الله ” وهو قريب من كسفريت ، فسألنا : من اين اتى هذا الاسم ، فهو اسم شائع بالسودان . فعرفنا ان حبيب الله هذا كان ضابطاً سودانية استشهد في مدفعه في حرب 1956 ، ولذلك خلدوه وهذا دليل على شعور كان وسيظل قوياً جداً لاننا اقرب شعبين لبعضنا البعض وبيننا علاقات متينة .

[B]هل كان هناك هدف من تلك الحرب ؟[/B] من ناحية فنية كانت لإستنزاف وازعاج اسرائيل واجبارها على ان تعرف ان الشعب المصري بالرغم من اي شيئ ثابت وبالرغم من الهزيمة هو ثابت .
[B] ثم رجعت للسودان [/B] في عام 1974 كن اول وزير لشؤون مصر في السودان لمدة عامين ، في عصر الرئيسين السادات ونميري ، وكان نظيري في مصر الدكتور عثمان بدران .
[B] حدثنا عن ذكرياتك مع الرئيس نميري ؟[/B] نميري عاش معي فترات طويلة من عمري .. كان في الدفعة الثالثة لكننا عملنا معاً في ولاية القضارف وفي الجنوب ، كان رجلاً لن يتكرر ، وكان شجاعاً يتخذ قراراته دون ان يلتفت للأوراق ، هو رجل محب كان يسير في الشارع في سيارته ولا يضع حواجز بينه وبين الناس ، وفيه صفات يندر ان تتكرر في شخص ، واتذكر في مصر بعد الانتفاضة سأله شخص : ” انت ياريس انت لم تبن بيتاً في السودان ” فرد عليه من قال لك هذا .. انا بنيت بيتاً كبيراً في احمد شرفي .. وكان يقصد مقبرته … رحمه الله عاش نزيهاً ومات شريفاً .

[B]وعبد الناصر ..؟[/B] لم نبك احداً بمثل الدمع الذي ذرفناه على ناصر ، كان يمثل الشباب والوحدة الوطنية والعربية وكان رمزاً عندما توفى ذهبنا بوفد كبير برئاسة نميري ، حيث كان يجهش هو الآخر بالبكاء .. واتذكر ونحن في طريقنا للإتحاد الاشتراكي بالقاهرة صادفنا رجلاً كبيراً في السن يبكي ، وقال مخاطباً الرئيس نميري : ” يا جعفر .. الملك هيرجع ” ، وكان هذا تفكير الكثير من الناس وقتها .
[B] كنت دفعة الرئيس البشير ؟[/B] لا .. انا كنت دفعة (11) في الجيش والبشير كان دفعة (18) .

[B]هل عاصرته ؟[/B] طبعاً عاصرته ولكن انا كنت في وحدة وهو في وحدة اخرى ، كنت في الاشارة وهو في المظلات ، وكانت بيننا علاقة ، والكل يعرف انه سوداني اصيل مائة بالمائة .. طبعاً الرئيس البشير عندما كان يراني يأتي ويسلم علي ويقول لي : ” سيادتك ” وهو رئيس .. وذلك لأني اقدم منه ، فالبشير رجل وود بلد واصيل وهو يمثل كل السودانيين .

[B]انت من منطقة النيل الازرق .. ما تعليقك على ما يحدث بها الآن ؟[/B] ما يحدث في النيل الارزق خطأ من السياسيين ومن الجبهة الثورية ، وارى ان الحل الوحيد ان يجلس الناس للحوار ، حتى في اي مشكلة في السودان الحوار فقط هو الحل وليس بالبندقية .
[B] كشخص عسكري وعلاقتك بمصر حاضرة .. ما تعليقك على ما يحدث بها الآن ؟[/B] شيء مؤسف للغاية ان تصل الامور الى هذه الدرجة ، اما رأيي فيما حدث ، فهو انقلاب صريح ، واقول ان الزمن يغير اشياء كثيرة ، في النهاية القوات المسلحة في تقديري هي المسؤولة عن امن البلاد وليست مسؤولة عن السياسة بها ، الأمن فقط .
[B] هل ترى ان الخروج الذي حدث في الايام الاخيرة في الشارع السودان كان بوادر لثورة ؟[/B] لم اكن موجوداً فأنا عدت من دبي قبل يومين .

[B]لم تر او تسمع ؟ [/B] بالتأكيد .. ارى ان الخطأ كان في الحرائق والخراب واقول ان زيادة الاسعار لها حلول غير الخراب ، والتخريب سيؤخرنا كثيراً .

صحيفة اليوم التالي
ع.ش
[/SIZE][/JUSTIFY]