سياسية

أزمة جديدة تهدد السودان بالانفجار


جابت الخبر الجمعة العديد من الأحياء الساخنة في الخرطوم وأم درمان، التي شهدت أعنف الاحتجاجات في السودان خلال هذه السنة، رغم أن الهدوء الحذر عاد ليسود العاصمة السودانية الخرطوم باستثناء مسيرة احتجاجية سلمية نظمتها جبهة الدستور الإسلامي للمطالبة بمحاسبة المتسببين في سقوط عشرات القتلى خلال هذه الاحتجاجات.
وقفت الخبر على آثار الحرق والتخريب التي طالت بشكل أساسي حافلات النقل ومحطات الوقود، وانتقلت شرارة الاحتجاجات من أم درمان وانتشرت في عدة أحياء وشوارع في أم درمان وخرطوم بحري، وحتى في بعض ضواحي العاصمة الخرطوم نفسها، بل وامتدت إلى ولايات أخرى مثل الجزيرة، قبل أن تخمد الموجة الأولى من الاحتجاجات العنيفة، وتفسح المجال لحراك حزبي سياسي لم يتمكن لحد الآن من حشد الشارع بشكل يوحي بأن هناك ربيعا عربيا يهب على أرض النيلين.
على عكس ما يعتقده الكثيرون خارج السودان، فقلب العاصمة الخرطوم هادئ إلى درجة أن أحد الأردنيين الذي جاء إلى السودان للدراسة قال لـالخبر إنه كان متخوفا من الوضع في الخرطوم بسبب ما تنشره وتبثه وسائل الإعلام العربية والغربية، ولكنه عبر عن ارتياحه للهدوء والأمن الذي تعيشه الخرطوم بعد أن زارها لأول مرة منذ أيام قليلة. ولكن أحد السودانيين أوضح لـالخبر أن قلب الخرطوم لم يشهد أي احتجاجات عنيفة باستثناء أطراف الخرطوم وضواحيها، بالإضافة إلى أم درمان والخرطوم بحري، وثلاثتها تشكل العاصمة الثلاثية للسودان التي يقطنها نحو 7 ملايين نسمة.
صبيحة الجمعة توجهنا من الخرطوم إلى أم درمان، مهد أعنف موجة من الاحتجاجات التي شهدتها السودان في السنوات الأخيرة، وبالقرب من السوق المركزي الموجود في ضواحي الخرطوم، شاهدنا محطة للحافلات أحرقت بها أزيد من ست حافلات لم يبق منها سوى الهيكل الحديدي المحترق، ما يوحي بأن حجم الاحتجاجات لم يكن بسيطا، بالرغم من أن الهدوء الحذر كان يعم المكان، والسوق المركزي يشهد حركة كثيفة للتجار والزبائن، وباستثناء منظر تلك الحافلات المحروقة لا تشعر بأن احتجاجات عنيفة وقعت هنا.
عصابات النيغرز حولت الاحتجاجات إلى عمليات نهب
أول محطة كانت لنا في أم درمان، ساحة المسجد الذي يخطب فيه الإمام الصادق المهدي، زعيم حزب الأمة المعارض، الذي كان أول من دعا أنصاره للتظاهر احتجاجا على رفع الحكومة لدعمها عن الوقود والمطالبة بإسقاط النظام. وغير بعيد عن بيت الصادق المهدي، شاهدنا محطة وقود محترقة بشارع النوباوي تابعة لشركة بتروناس الماليزية، والمحل التجاري التابع لها فارغ من السلع وزجاجه الخارجي مكسور.
وفي شارع الثورة أخبرنا السائق صبحي ومرافقنا الزميل الهضيبي أنه شهد أعنف الاحتجاجات، ورغم أن الأجواء به كانت جد هادئة وطبيعية عندما مررنا به، إلا أننا وجدنا هيكل حافلة محترقة بالكامل، وكذلك محطة وقود تابعة لشركة النحلة السودانية، وفي شارع الشنقيطي الذي يسكنه الأقباط والهنود كانت هناك آثار لعجلات مطاطية محترقة. وأوضح لنا الزميل الهضيبي أن أقباط السودان لم يشاركوا في هذه الاحتجاجات، فمعظمهم تجار وكذلك السودانيون من أصول هندية المشهورون بتجارة القماش.
وفي هذه الأحياء وغيرها تنشط عصابات النيغرز، التي تنتشر في ضواحي المدن، وحسب مرافقينا كان لهذه العصابات دور بارز في تحويل الاحتجاجات السلمية نحو مسار عنيف، حيث كان من المفروض أن تشهد العاصمة الخرطوم مسيرة سلمية نحو القصر الرئاسي للضغط على الحكومة للتراجع عن قرارها برفع الدعم عن أسعار الوقود، ولكن عصابات النيغرز شبه المنظمة استغلت الوضع وقامت بعمليات سطو ونهب للمحلات التجارية وحرق وتخريب للممتلكات العامة والخاصة، باستعمال الهراوات والسكاكين، ورد عليهم التجار والسكان بتنظيم أنفسهم والقيام بدوريات مسائية لمواجهة عصابات النيغرز، وحدثت عدة مواجهات بينهم بالحجارة والأسلحة البيضاء، سقط خلالها العديد من الضحايا. واستغلت الأحزاب السياسية التذمر الشعبي من غلاء المعيشة فراحت تدعو أنصارها للخروج في مظاهرات ومسيرات، لكنها تبرأت من عمليات النهب والتخريب التي طالت أملاكا عامة وخاصة، لكن الإعلامي الهضيبي نفى أن يكون المحتجون حملوا أي أسلحة نارية أو أن الجبهة الثورية المتمردة اخترقت صفوف المتظاهرين وأطلقت النار على الشرطة، حسب بعض الروايات الرسمية.
عقب صلاة الجمعة خرج عشرات المصلين من المسجد الكبير الموجود بقلب العاصمة الخرطوم، حاملين شعارات تنادي بإسقاط النظام ومحاسبة المسؤولين عن قتل العشرات من المحتجين خلال أسبوع، لكن الشرطة بزيها الرسمي حضرت بكثافة تلتها قوات أمنية بلباس مدني، ثم حاصروا المحتجين ويبدو أنهم أقنعوهم بإلغاء مسيرتهم الاحتجاجية، وعلمنا فيما بعد أن هؤلاء المحتجين ينتمون إلى جبهة الدستور الإسلامي التي تتكون من عدة أحزاب أبرزها الإخوان المسلمين، ومنبر السلام العادل الذي يقوده خال الرئيس البشير الدكتور الطيب مصطفى مالك جريدة الانتباهة أكبر جريدة في السودان من حيث السحب والتي تم وقفها، بالإضافة إلى تيارات سلفية، وتدعو الجبهة إلى إعلان دستور إسلامي وطالبت برحيل النظام.
الخرطوم: مبعوث الخبر الجزائرية — مصطفى دالع


تعليق واحد

  1. خال البشير وابن أخته الإثنين عندهم نفسيات صدقوني محتاجين لعلاج فورا وفي أسرع وقت .

  2. محاولة للهرووب ولكن بطريف غبية .. الناس دى قايلة الشعب السودانى عندو قنبوور !!!