حوارات ولقاءات

رانيا مامون : وحشية التعامل معنا كانت كافية لإيقاف اي قلب حر


[JUSTIFY]على شجرة ظليلة فى الركن الجنوبي من مركز السودان للقلب ، أجواء العيد الحزين هذا العام ..الثكالى والأرامل والناكئة جروحهم …. والنفوس المجروحة … والطفولة الموؤدة … تتنادى هذه الأرواح لترسم لوحة حزينة في عيد النحر .. في نفس الوقت …

… كانت الاستاذة / عرفة المأمون و شقيقها الشيخ المامون .. اشقاء الأستاذة / رانيا المامون الروائية والكاتبة الصحفية ، التى دفعت مع اخويها ضريبة غالية تمثلت فى الأذى الجسدي والنفسي جراء مشاركتهم فى تظاهرات مدينة ود مدنى .. كان ظل الشجرة يضمهم واصدقائهم وأهلهم وعديد الناشطين .. وكثير من السابلة ..يؤازرونهم .. ووالدتهم التى قدمت ثلاثة من فلذات كبدها للمشاركة فى الاحتجاجات التى انتظمت المدينة .. وابنها وبنتيها نالهم مانالهم من الركل والضرب والإصابات ونابي القول .. ودمهم الطاهر لم يكفى .. بل قدموا للمحاكمة التى تجري لهم .. لم تحتمل الام منظر الابن والبنات .. فضاق قلبها وانسدت أوردتها وتخاذل جسد ها .. وما لانت لها قناة .. وهى الان طريحة العناية المكثفة بمركز السودان للقلب .. نسأل الله لها عاجل الشفاء .. فى هذا المناخ الأليم .. لم تبخل رانيا عن ان تكون معنا فى حوارٍ تحت الشجرة .. فماذا قالت؟؟؟

*أستاذة رانيا ؟ حدثيني عن سيرتك ومسيرتك ؟ ـ رانيا على موسى المامون .. قاصة وروائية وكاتبة صحفية ، اصدرت ثلاثة كتب ، عندى مجموعات منشورة مع اخرين بعدة لغات .. تمت ترجمة بعض اعمالي لعدة لغات ايضا.

*ماذا لو وصفت لنا يوم الحادث .. الذى شكل نقطة فاصلة فى كل السودان ؟؟ ـ صحوت وانا ملأى بمشاعر متباينة من الأحزان ، رفع الدعم ، مواكب الفقر ، تعدد مظاهر القهر ، وفى مخيلتى دائما شخوص الواقع الاجتماعى الحارق والإفرازات السالبة اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا .. وعندما خرجت لاعبر عن احتجاجى كنت سعيدة ومستبشرة بهذا اليوم الملئ بالبشريات..فخرجت احتجاجا على رفع الدعم وعلى سنوات القهر والتسلط ، باكثر من رفع الدعم .. بحكم انى صاحبة موقف سياسي محدد ومطالب سياسية واقتصادية.
*ثم ماذا حدث ؟ ـ اثناء التظاهرة فى احد الاحياء المجاورة لمنزلنا .. داهمتنا الشرطة وقبض علي اولاً ثم لاحقاً شقيقتى عرفة .. ثم شقيقي الشيخ..اختى كانت تسأل رجال الشرطة ( مودينها وين ؟) فطلبوا منها ان تركب معنا .. وضربونا بصورة وحشية جداً اخى اصيب ثلاثة اصابات بالغة فى الراس تترواح بين 2سم و3سم وكسر بالترقوة.. اما انا فاصبت بنزيف فى العين وكدمات فى الراس .. وكدمات فى معظم جسدي كما رايتموها فى الصور.. اما اختى فقد اصيبت بجرح فى جبهتها وكدمات فى الراس كما شاهدتها وجروح فى اليد رغم انها مصابة بالسكري ..والغريب تركوا اخى ينزف حتى تم الإفراج عنا ، ثم طالبنا باستخراج اورنيك 8للذهاب للمستشفى ولكنهم رفضوا إعطاؤنا الاورنيك ..

( مقاطعه) الم تستلموا الاورنيك نهائياً؟ لا استلمناه بعد الإفراج ..

*هل قمتم بفتح بلاغ ؟ ـ لا .. نحن الان بصدد فتح البلاغ.

-استاذة اذا فهمت صحيح ..فانت تعتقدين انك تمارسين حقا دستوريا فى التظاهر السلمي ، بينما الشرطة ترى انك تمارسين الشغب والإزعاج العام .. فماذا تقولين ؟ *نعم انا مارست عملا دستوريا وحق يكفله لي الدستور ولن اتنازل عن اي حق دستوري .. والتظاهرات كانت تظاهرات سلمية مائة بالمائة .. ومن ضمن الحقوق المهدرة ان يكون حق التعبير طريقا الى المحكمة وكمثال حالتى وحالة العديدين مثلى فى كل السودان .

* بالنسبة لاختك واخوك هل كانا من المتظاهرين ام انهم خرجوا بحثا عن اختهم ؟ ـ لا ابدا كانا موجودين فى المظاهرة ..

*اشتراكك فى المظاهرات هو وليد موقف سياسي ام حالة نتجت عن الاجراءات الاقتصادية؟؟ ـ انا صاحبة موقف سياسي ولكن الغبن الاجتماعي والاقتصادي الذى نعيشه ينبغي ان يدفع اي مواطن سودانى للإعتراض ..
*نعود للسيدة /الوالدة شفاها الله ..هل تعتقدى ان ثلاثة من ابنائها يزج بهم فى الحراسة .. ايمكن ان نظن ان هذا ساهم فى تردي حالتها الصحية؟؟ ـ حسب راي الاطباء انها تعرضت لقلق وانفعال عالي وهى اصلا تعانى من مشاكل فى القلب ، لكن المؤكد ان وحشية التعامل معنا كانت كافية لإيقاف اي قلب حر .

*متى الجلسة القادمة لمحاكمتكم ؟ ـ محاكمتنا يوم 23/اكتوبر 2013 وانتهز هذه الفرصة لأحيي كل المواطنين الذين آزرونا فى هذه المحاكمة والوقفات التى وقفوها معنا بصمامة اشعرتنا بان هذه القضية هى قضية كل أهل السودان .. مما اسعدنا أيما سعادة ونحن نمثل الضحايا المجسدين فى اللحم والدم بان القهر عندما يسود لن نرث منه الا الظلم والظلام .. ويقيننا الثابت ان شعب السودان يستحق ان نضحي من اجله بكل غالي ورخيص..
*شكرا استاذة رانية على هذا الحوار السريع ومتعته انه تحت الشجرة .. يظله رجاؤنا فى الله ان يشفى امك.. امنا .. ام هذا الوطن المكلوم .. شكراً … شكراً

فيسبوك – صحيفة الجريدة
حوار / حيدر احمد خيرالله
[/JUSTIFY]


تعليق واحد

  1. عيدكم مبارك ونهنئ الأستاذة / رانيا وهي التي قالت للظلم لا ؟ ولا تقلقي بأن الفجر لا محالة آت وان الظلم زائل ولا تكترثي لما حدث لك من ظلم في عصر يسر فيه الظالم مع اجهزته الظلامية والعالم من حولنا لا يحرك ساكنا ولكن ابشري النصر آت والساكت عن الحق شيطان اخرس