إسحق احمد فضل الله : الحرب القادمة.. وصناعة العجز.. كيف ؟

.. أن يكون هذا هو من يطلق النار عليّ.. لأنه وسيم..
* وقال الطب النفسي
في لحظة هي أبعد اللحظات عن الجنس كان من يتكلم هو الجنس لأنه هو وحده ما بقي عند الفتاة..
* والمجتمعات تفرغ مثلها.. والحرب الحديثة سلاحها الأعظم هو الإفراغ هذا..
* ونحدث أمس عن صناعة عدم الحيرة في نفوسنا الآن في مواجهة الهجوم العالمي الذي يتقدم ويبدأ الضرب بالفعل.
(2)
* ونوع من المصارعة يجعل من كل شيء سلاحاً قاتلاً.. ورقة.. نظارة.. خيطاً.. أي شيء..
* ونوع من حروب تدمير المجتمع يجعل من كل شيء في المجتمع سلاحاً للدمار هذا نفسه.. نكتة.. خبراً.. أغنية.. ملابس.. كرة قدم..
* ونوع من المقاومة تفرزه خلايا المجتمع ضد الدمار..
* والسنوات الستون الماضية كان ما يغمر العالم العربي والمسلم هو إعلان من هنا وكتابات من هناك..
* إعلان ناصر الذي يسكب ملايين الدولارات لإنتاج مسلسلات وأغان وقصص وصحف وثقافة هي نوع من شهقات الجنس.. هذا للعامة..
* وللخاصة تنسكب كتابات تزيني وأركون وحنفي وأبوزيد وغيرهم.. وكلهم ينهش الإسلام من الداخل بكتابات تعيد تفسير النصوص وتلغي الذات الإلهية..
* لكن شيئاً يحدث.. ودون أن يرفع أحد أصبعاً..
* ونجيب محفوظ آخر حياته يرفض إعادة طباعة روايته التي جلبت له جائزة نوبل..
* محفوظ يرى أنها تتعامل مع الإسلام بدون تقديس..
* والحكيم آخر ما يكتبه كان هو اختصار تفسير الطبري حتى يجعل قراءته سهلة للناس..
* قبلهما كان علي عبدالرزاق صاحب كتاب الإسلام وأصول الحكم الذي يجعل من الإسلام سجادة ومسبحة فقط يرفض إعادة طباعة كتابه هذا ويتبرأ منه..
* وعلي ومحفوظ وغيرهما مثلهما كثير..
* والمجتمع يجعل الأزهر هو من يرد على أبوزيد لدرجة تطليق زوجته منه..
* المجتمع في زمان الأمية الساحقة أيام علي عبدالرازق وفي أيام الثقافة الشاملة أيام أبوزيد يظل يحتفظ بالخلايا الحمراء..
(3)
* ومصطفى محمود نموذج آخر..
* ونكتب عن النماذج المصرية فقط لأنها كتابات يمكن الرجوع إليها.. ولأن السوداني لا يحتمل اللمس..
* ومصطفى محمود يرسم صورة الطبعة الشيوعية لتدمير المجتمع.. ومصطفى ممتع..
* وفي بعض كتبه يحكي عن الحي الشعبي.. وهناك بنت الحي حين تصبح ممرضة تصبح من الطبقة الراقية.. ومشيتها تتبدل وحديثها يتبدل.. وعند الصباح تقول للبقال بونسوار بدلاً من صباح الخير.. وتقول ميرسي بدلاً من شكراً..
* والحلاق في الحي يتحسر على سوء حظه لأنه لم يصبح حلاق سيدات..
* والشيخ الفقيه في الحي – فقيه لأنه يكتب المحاية- يزجره صائحاً
: ارضَ بنصيبك يا حلاق الأقفية..
* والنقاد يكتبون متنهدين في إعجاب بصورة المجتمع هذا.. المجتمع المتخمر الرائع الذي ينتج الثقافة الحقيقية..
* لكن ناقداً يقول
: والخمر هذه من الذي يكرعها بعد إنتاجها؟
* يغمز الشيوعيين..
* والغريب أن التخمر هذا كان من يكرعه هو الحركة الإسلامية التي تفعل اليوم ما تفعل وليس الشيوعية.. الحركة الإسلامية التي هي حائط الصد الوحيد الآن ضد الاجتياح القادم..
* المجتمع وحده كان هو ما يفعل هذا دفاعاً عن نفسه..
* المجتمع هذا وأسلوبه هذا تدخله الهجمة الجديدة في حساباتها وهي تطلق الجيش الجديد..
* جيش هدم المجتمع..
(4)
* ودراسات تجد أنه ما بين قتال الأتراك ضد روسيا وبريطانيا بداية القرن الماضي وحتى قتال الجزائريين ضد فرنسا.. وحتى قتال الأفغان ضد السوفييت وضد أمريكا وحتى قتال المجتمع العراقي ضد أمريكا وحتى قتال المجتمع المصري ضد السيسي كله قتال يجمعه شيء واحد يقول إن المجتمع المسلم هذا فيه شيء يجب أن يهدم قبل أي هجوم قادم..
* والأخبار كلها ما يجمع بينها الآن هو أنها قتال إسلاميين من هنا ضد العدو من هناك..
(5)
* وأيام السينما وفيلم رياح الأوراس الذي يحكي قصة المقاومة الجزائرية الرائعة ضد فرنسا وجيشها الفاسق.. في سينما غرب كان المشهد هو مشهد المواطن الجزائري علي لابوانت.
* وعلي لابوانت السكير تحاصره القوات الفرنسية وهو في الطابق الرابع ويطلبون منه أن ينزل سلاحه قبل استسلامه..
* وقفة تطل من الطابق الرابع وتهبط رويداً رويداً والمتفرجون في السينما يحبسون أنفاسهم أسفاً على المناضل الذي يسلم سلاحه..
* القفة تصبح على ارتفاع متر من رؤوس الجنود الفرنسيين
* وعلي لابوانت يقول من تحت أسنانه
: أولاد العاهرة.. والعاهرة هذه يستبدلها من شاء باللفظ الحقيقي الذي قاله لابوانت..
* والجمهور في السينما يقف على أقدامه يصفق في جنون فقد كان السلاح الذي يهبط في القفة هو قنبلة ممتازة والقنبلة تنفجر
* وبعضهم يذهب إلى جهنم
* خارج السينما جزائري يقول لنا: أنتم تشبهوننا في كل شيء..
* وفرنسا التي يرسل إعلامها بياناً أمس للحركة الشعبية تستطيع إعادة مشاهدة فيلم رياح الأوراس.. وتستطيع أن تطلب منا تسليم سلاحنا..
* وكلنا يرسل إجابة علي لابوانت باللفظ الصريح الذي إن كتبناه غضب مجلس الصحافة
صحيفة اليوم التالي