أمين اقليم كردفان بحركة « العدل والمساواة » فى حوار الحقائق
– يزيد دفع الله عبد الرحيم رشاش من أبناء ولاية جنوب كردفان محلية رشاد منطقة تقلي، المولد والسكن والأسرة في أبو كرشولا، درست بجامعة النيلين كلية التجارة قسم العلوم السياسية، ثم عملت موظفاً بوزارة الاقتصاد والاستثمار، والتحقت بحركة العدل والمساواة منذ عام 2005م، وطلب مني الذهاب للميدان، وذهبت في أواخر 2008م، ومنذ ذلك الوقت كنت في الميدان حتى توقيعنا للاتفاق مع الحكومة، ومررت بعدة مواقع بحركة العدل والمساواة ابتداءً من نائب لأمين الطلاب بالحركة، ثم مستشاراً للشؤون الثقافية لرئيس الحركة الراحل دكتور خليل إبراهيم، وفي العام 2004م وبعد المفاصلة الشهيرة في الحركة أصبحت أميناً لشؤون الرئاسة بعد توقيع اتفاقية السلام، وبعد حادثة (بامينا) التي اغتيل فيها رئيس الحركة، والآن في التشكيل الجديد كلفت كأمين لإقليم كردفان، والآن اشغل موقع مقرر في وفد المقدمة..
الملاحظ إنكم من أبناء كردفان وأعضاء في حركة دارفورية ألا تخشى أن يتكرر عليكم ذات السيناريو لأبناء النوبة في الحركة الشعبية؟– الحقيقة أن الواقع في الدولة السودانية ومشاكلها السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وأن البعض من أبناء السودان نادى بالتغيير والخدمات والمساواة والعدالة في الحقوق والحريات، ونحن من هذا المنطلق كأبناء كردفان خرجنا وانضممنا لحركة العدل والمساواة، لأنها تطالب بذات المطالب التي تلبي آمالنا كمواطنين، وذلك لإصلاح الوضع والتغيير، بعد أن انتهجنا أسلوب المخاطبة السليمة للجهات المسؤولة، ولكن ووجهنا بالتجاهل والرفض، بل بالقمع أحياناً لأننا طالبنا بحقوقنا في كردفان، فكان خيارنا المواجهة المسلحة والانضمام إلى الحركات المسلحة.. وكانت العدل والمساواة وطرحها قريباً إلينا، وهو طرح قومي لذات المشاكل والصعوبات، وهي ليست حصرياً على دارفور، ولكن تكوين العدل والمساواة فيه كل مكونات الشعب السوداني الرافض للظلم وهضم الحقوق، وقيادتها منتبهة لهذا التنوع، ولا اعتقد أن سيناريو أبناء النوبة في الحركة الشعبية يتكرر لأبناء كردفان في حركات دارفور
مقاطعاً..إذن ما هو مصيركم إذا تم الاتفاق الآن مع حركة العدل والمساواة وهي في المقام الأول حركة دارفورية معنية بإقليمها ومنبر الدوحة الذي وقعت فيه الاتفاقية معني بدارفور وليست كردفان؟– اتفق معك في هذه الجزئية وهي مهمة لأننا أيضاً أصحاب قضية قد تكون إقليمية، ولكنها وطنية لا تتجزأ من مشكلة دارفور، وهي مشكلة حقوق لمواطنين في وطن اسمه السودان.. وأشير الى أن المجتمع الدولي قد صنف المشكلة في درافور، لأن الأحداث دارت في الإقليم، والقتال حدث هناك ولكن الأسباب التي أدت إلى قيام الحركات موجودة أيضاً في كردفان وغيرها من أقاليم السودان، وإن لم تقم به ثورات أو حركات.. ومنبر الدوحة نعرف أنه خُصص لحل مشكلة دارفور فقط، ولكن أقول إننا تحدثنا عن كردفان وأبنائها واستصحاب مشاكلهم أيضاً وحلها كجزء من كل المشكلة التي أدت إلى الاقتتال، وهذا هو التحدي الذي يواجه أبناء كردفان وغيرهم من الأقاليم الأخرى في أنهم موجودون في الحركات المختلفة، وبتوقيعهم لأي اتفاق يتضمنون حقوقهم.. وأيضاً من جانب آخر اعتقد أن الحكومة نفسها لو قرأت تكوين الحركات وانتماءات أعضائها المختلفة من معظم أقاليم السودان لكفت نفسها شر الخصومة، وعالجت كل المشاكل جملة واحدة لكل الأقاليم، ولكن تكريس الحكومة للمعالجة الجزئية للمناطق يضر بعملية السلام والتنمية في السودان، لذا يجب أن يكون الحل حزمة واحدة سياسية اجتماعية اقتصادية..
مقاطعاً.. لكن أين صوتكم وأنتم أعضاء لكم تأثيركم في هذه الحركات؟
– نحن تحدثنا ونبهنا إلى هذه النقطة وأوصلنا صوتنا إلى قيادة الحركة منذ أن كان رئيس الحركة الراحل الدكتور خليل إبراهيم وحتى الآن ورئيسها دبجو، ورأينا واضح.. وسؤالنا هو إذا لم تعالج الحركة وتستصحب مشكلاتنا كأبناء كردفان معها ما جدوى وجودنا معهم … وطرحنا هذه المسألة للقطريين في الدوحة لكن رفضوا مناقشة الأمر لأن منبر الدوحة مفوض لمناقشة مشكلة دارفور، وجلسنا مع وفد الحكومة وأنا شخصياً تحدث معهم عن كيف نستفيد من هذه الفرصة للحوار ونعالج مشكلة كردفان والمناطق الأخرى.. ولكن أشير إلى أننا متفقون تماماً في الحركة على المباديء واسترداد الحقوق والعدالة والمساواة والحكم والسلام لكل السودان والتنمية والاستقرار
وما الفرق بينكم وبين حركة العدل والمساواة بقيادة جبريل إبراهيم؟– الفرق واضح بيننا وبين جبريل ابرياهم وجماعته، فنحن مؤسسون لحركة العدل، وكنا نمثل القيادات التنفيذية والعسكرية طيلة فترة تكوينها عندما كان رئيسها الراحل دكتور خليل إبراهيم، والحركة كانت تسير بشكل جيد في عهده، وكان يدير الجيش من وسطه ويراقب، ويتواجد مع القيادات ولكن بعد مقتله حدث العكس من جبريل إبراهيم، الذي أدار الحركة من بعيد دون تواجد في الميدان، وغلب عليه التحكم ونفوذ أقربائه
مقاطعاً.. لكن حتى هذه السيطرة والتحكم والأقرباء كانت سياسة الراحل دكتور خليل إبراهيم وأنت كنت مستشاره وأقرب شخص إليه؟– صحيح كانت هناك سيطرة للراحل دكتور خليل إبراهيم في قيادة الحركة، لكن لم تكن خصماً على حقوق الآخرين بدليل أنني كنت مستشاراً له وليس من أقاربه، وكان هناك تطبيق للقانون واتباع للمؤسسية والاهتمام بقضايا الجيش، وهذه نقطة أساسية لأن خلافنا مع جبريل إبراهيم بعد رحيل دكتور خليل في إهماله للجيش، وغياب المؤسسية والقانون، وسيطرته الإقصائية على الحركة، وظل يعمل خارج المؤسسية وأصبح الرئيس وأمين المالية، ويشكل أجساماً غير منصوص عليها في نظام الحركة الأساسي لتكون تحت خدمته، وطلق العنان لمن هم أقرباؤه ليعبثون بالجيش كما يريدون وأهمل الجيش وجرحى العمليات.. كل هذه النقاط أدت إلى اختلافنا معه وانفصالنا عنه بقيادة القائد العام بخيت دبجو، ولذلك عقدنا مؤتمراً وأقلناها من رئاسة الحركة، وجمدنا الجمعية التشريعية والتنفيذية للحركة، وأسسنا المجلس العسكري ومن بعده عقدنا مؤتمراً عاماً وجئنا بمحمد بشر رئيساً للحركة.
تأخر وصول رئيس الحركة (دبجو) يعطي بعض المؤشرات إلى أن الاتفاق ليس على ما يرام.. ماهي الخطوة القادمة؟– أبدأ حديثي بأنه ليس هناك مؤشر لأي خلل في الاتفاق هذا أولاً، وما يقال أو يحلل ليس بصواب، بل هناك أسباب موضوعية وهي أنه بعد التوقيع في الدوحة ونحن في طريقنا للسودان عبر تشاد وقعت الحادثة الشهيرة بمنطقة بانمينا التشادية، حيث اغتيل القائد محمد بشر ونائبه من قبل قوات جبريل إبراهيم، وتم أسر بعض القيادات مما جعلنا في حالة مطاردة لقوات جبريل ابراهيم وتحرير الرهائن، وتحرك القائد دبجو بنفسه لهذه المهمة حتى أخرجانهم من دارفور تماماً، وبعدها جلسنا لنعيد ترتيب أوضاع الحركة بعد الحادثة وإصلاح الوضع الدستوري فيها بعد اغتيال القائد بشر ونائبه، ووصلنا إلى مؤتمر كرنوي وفيه تم انتخاب بخيت عبد الكريم رئيساً للحركة، ومن ثم قام هو بتشكيل القيادة التنفيذية والقيادة العسكرية، ومباشرة حل علينا شهر رمضان الكريم والعيد، ولذلك فضلنا أن يـتأخر وفد المقدمة بعد العيد وشهر رمضان، وجئنا للخرطوم كوفد مقدمة لتهيئة استقبال رئيس الحركة، ولكن بعد الاحتجاجات الأخيرة بعد سياسات رفع الدعم ظلت الساحة السياسية مشحونة ومتوترة، فآثرنا الانتظار لأن حدثاً كبيراً هو استقبال رئيس الحركة، لذلك فضلنا حضوره بعد عيد الأضحى المبارك، كما لدينا ترتيبات ضرورية تسبق حضور رئيس الحركة وهي إصدار العفو العام وإطلاق سراح الأسرى من الحركة لدى الحكومة، ووصلنا الآن مرحلة متقدمة جداً من إعلان العفو، وأتوقع إصداره قريباً لأن الإجراءات وصلت نهايتها، ومن ثم مباشرة يتم تحديد موعد وصول رئيس الحركة ووفده الكبير إلى الخرطوم..
إذن أمامك تحديات كبيرة في إطار تنفيذ الاتفاق رغم هذه الصعوبات الأولية وهل أنتم راضون حتى الآن من الخطوات التي تمت أم أن هناك تزمر؟– صحيح.. واعتقد أن التحدي الأساسي هو تنفيذ الاتفاق على أرض الواقع والبدء في الترتيبات الأمنية وإطلاق سراح الأسرى والعفو عنهم، وتحولنا من حركة مسلحة إلى حزب سياسي، وممارسة العمل السياسي وإحداث التنمية، والمشاركة الفعلية في بناء الإقليم، ودعم الاستقرار والتنمية بالسودان، وأيضاً التحدي الأساسي مربوط بالحكومة والتزامها التام بالاتفاق، ولكن اعتقد أن هناك بطئاً في الإجراءات ولا ندري لماذا، يمكن بسبب الأحداث السياسية المتلاحقة، أو الإجراءات البيروقراطية للدولة، لكن نعتقد أن الاتفاق يجب أن يجد الدفع السياسي وألا تكون البيروقراطية سبباً في تعطيل تنفيذ الاتفاق، ولا تزمر بدليل أننا نمارس دورنا في تهيئة البيئة للتنمية وقواتنا على الأرض تساهم في التأمين وحفظ الأمن والسلام بدارفور بجانب قوات الحكومة وملتزمين بما اتفقنا عليه بأن لا يكون هناك تجاوز أو اختراقات أو اختلافات.
هل هناك تطور جديد لقضية منسوبيكم المختطفين والرهائن لدى حركة جبريل إبراهيم؟– نحن متابعون لهذه القضية وسوف نحلها، ولكن لدينا معلومات بأنهم يتلقون معاملة سيئة من قبل قوات حركة جبريل إبراهيم، ولذلك نحن نناشد ممثلي المنظمات الدولية والسفارات وأصحاب الضمير الإنساني بأن يتحركوا ويضغطوا على حركة جبريل إبراهيم بإطلاق سراح الرهائن المختطفين وليس لديهم جرم سواء انهم انحازوا لعملية السلام التي يرعاها المجتمع الدولي، والآن جبريل إبراهيم نفسه ربما يذهب إلى أروشا في مقبل الأيام للدخول في علمية السلام، ونحن نرى إذا كان جبريل جاداً في عملية السلام فليبادر بإطلاق سراح الرهائن كبادرة لحسن النوايا، وإلا كيف يفاوض ويحاور للسلام وهو يحتجز رهائن ليس لديهم جرم سواء انهم انحازوا للسلام… وحتى لا يكون الدخول في السلام جريمة يدان بها جبريل، وهؤلاء الشباب ضحوا بأنفسهم من أجل السلام أكثر من جبريل نفسه، ولذلك نناشده والمجتمع الدولي بإطلاق سراح الرهائن دون أي شرط..
الجبهة الثورية أين أنتم منها الآن بعد الاتفاق؟– الجبهة الثورية نحن كنا جزءاً منها وفيها بعض التقاطعات التي تحول دون الوصول إلى اتفاق بين مكونات الجبهة الثورية، ولهذا نحن حددنا موقفنا منها، ووقعنا اتفاقاً للسلام ووقف العداءات بيينا والحكومة هذا من جانب.. ومن الجانب الآخر أن جزءاً من ذات الجبهة الثورية الآن يستعد لاجتماع أروشا لمناقشة قضايا السلام في السودان، وهم مناوي وجبريل وقطاع الشمال، بينما عبد الواحد محمد نور لم يذهب وهذه هي تقاطعات الجبهة الثورية التي تحدثت عنها واختلافهم، ولا اعتقد أن الجو السياسي المحيط بالجبهة يمكنها من أن تطرح نفسها بشكل أساسي أو الدخول للحوار كجسم موحد، فهي تعاني انشقاقات واختلافات واضحة.. ونحن حددنا قراءتنا وقرارنا واتخذنا طريق الحوار والسلام..
أخيراً أنت من أبناء أبو كرشولا والتي شهدت أحداث غدر من قبل الجبهة الثورية كيف تقرأ تلك الأحداث؟– حقيقة أبو كرشولا ظلت منطقة مهملة رغم أنها صرة السودان جغرافياً، وذات موقع يربط طرق عديدة وهي أرض منتجة وزراعية بستانية وحقلية، ومن أغنى مناطق ولاية جنوب كردفان، ولكنها لم تحظَ بالخدمات والتنمية، وجاءت الأحداث الأخيرة لتزيد من مشكلاتها، لكن أقول إنها عاشت فوضى قبل هجوم الجبهة الثورية، وأن ما حدث كان متوقعاً نتاج غياب الدولة فيها، وأنا أعرف كل ذلك جيداً، وهي منطقة مجاورة لمناطق الجبهة الثورية في كاودا وغيرهم، واستطيع أن أقول أبو كرشولا خرجت عن سلطات الدولة قبل هجوم الجبهة الثورية، لأن السلاح كان منتشراً والانفلات الأمني شكل تهديداً لمواطني أبو كرشولا، وكذلك أعيب استهداف الجبهة الثورية للمواطنين، ومن أكبر الأخطاء أيضاً لتلك الأحداث ما عكسه الإعلام عن قتال الزرقة والحمر أو القبائل بالمنطقة، مما شكل حاجزاً بين مكونات المنطقة ظل موجوداً حتى الآن، وشهدت أحداث معسكر الرهد بذلك، حين قتل رجلان بسبب هذا الاهتمام بالاستهداف العرقي الإثني، لذلك أنبه إلى أن يعود النسيج الاجتماعي كما كان متماسكاً دون نعرات قبلية بابي كرشولا، وأن يكون اهتمام الدولة بنازحي ابو كرشولا في كل مناطق السودان، خاصة وأنهم وصلوا الخرطوم وليس بالرهد فقط.. وما حدث هو قتال بين الحكومة والجبهة الثورية، وليس بسبب نعرات قبلية أو عرقية هذا ما يجب أن يُعرف ويقال إعلامياً ..!!
صحيفة آخر لحظة
حوار : عيسى جديد[/JUSTIFY]
حوار جميل و بناء لانه أوضح نقطة مهمة جداً وهى ان الذى جرى فى ابوكرشولا ليس صراع عرقى كما روج له أعلام الحكومة و الاعلام العنصرى و الذى سوف يكون مسؤلاعن اى نفس راحت نتيجة لذلك ذهبنا الى ام روابة و بعدها الى ابوكرشولا لكن لم نسمع بما قاله الاعلام الهدام ، فعلا حدثت اغتيالات لبعض رموز المؤتمر الوطنى و الذى هو فى حالت حرب مع الجبهة الثورية و غير ذلك لم يكن الا بعد ان عكس الاعلام صورة مغايرة للأوضاع. عموما يبقى هذا هو المهم فى الحوار بغض النظر عن صاحبه قل شأنه او عظم.