عالمية

سوريا واحتمالات جنيف (2): تأجيل أم إفشال

[JUSTIFY]تواجه مهمة المبعوث الدولي الأخضر الابراهيمي في التحضير لمؤتمر جنيف2 حول سوريا صعوبات، رغم ما يبدو من اتفاق الأطراف الدولية والإقليمية على ضرورة الحل السياسي. وقالت مصادر دبلوماسية إن الإبراهيمي يمكن أن يقترح، خلال لقائه الوفدين الأميركي والروسي في الخامس من الشهر المقبل، إرجاء عقد المؤتمر إلى يناير إذا شعر أن الظروف غير ناضجة بعد.

ورفض 19 فصيلا من المعارضة السورية المشاركة في مؤتمر جينيف 2 المزمع عقده في شهر نوفمبر تحت رعاية روسيا والولايات المتحدة. وأعلنت أبرز المجموعات المقاتلة التي كانت تحسب على “الجيش السوري الحر” أن المشاركة في مؤتمر جنيف 2 “خيانة”.

وفي بيان باسم 19 مجموعة مسلحة، تلاه السبت أحمد عيسى الشيخ زعيم كتيبة “صقور الشام”، اعتبرت هذه المجموعات أن “مؤتمر جنيف 2 لم يكن ولن يكون خيار شعبنا ومطلب ثورتنا”.

وأكدت الفصائل المعارضة أن “أي حل لا ينهي وجود (الرئيس السوري بشار) الأسد بكل أركانه ومرتكزاته العسكرية ومنظومته الأمنية، ولا يقضي بمحاسبة كل من اشترك في ممارسة إرهاب الدولة سيكون حلاً مرفوضاً جملة وتفصيلا”.

“إفشال”

وتعتبر هذه الفصائل من أهم المجموعات المقاتلة المعارضة، خارج إطار “جبهة النصرة” و”الدولة الإسلامية في العراق والشام”.

وفي تعليق على هذا البيان، اعتبر رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الدوما الروسي، ألكسي بوشكوف، أن “الأوصياء الأجانب على المعارضة السورية هم الطرف المهتم بإفشال مؤتمر جنيف”.

وقال بوشكوف في “تغريدة” بموقع التواصل الاجتماعي “تويتر” أن “19 فصيلا من المعارضة السورية غير قادرة على العمل من دون مساندة من الخارج ورفضت مؤتمر جنيف ـ 2… ممولوها يريدون إحباطه”.

“مناورات”

إلا أن علي ابراهيم، نائب رئيس تحرير صحيفة الشرق الأوسط اللندنية، يرى أن تلك المواقف المتشددة من جنيف2 تأتي في إطار المناورات ليحصل كل طرف على أفضل الشروط للمشاركة.

ويؤكد أن كل الأطراف الدولية والإقليمية، ومنها السعودية، متوافقة على الحل السياسي للأزمة السورية ويستنتج بالتالي أن “لا أحد يريد إفشال مهمة الإبراهيمي”.

ويضيف على إبراهيم في مقابلة مع موقع “سكاي نيوز عربية” أن “الكتلة الرئيسية من المعارضة السورية والمعترف بها من الأطراف الدولية والإقليمية لديها تحفظات على شروط المشاركة، وتريد تحسين تلك الشروط”.

وبرأيه أنه بالنسبة للمعارضة السورية “لو كان هناك دفع من الأطراف الإقليمية والدولية باتجاه مشاركتها فستحضر المؤتمر”

إيران

على الرغم من أن رفض الفصائل يهدد بإفشال جينيف 2، إلا أن المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي يواصل جهوده للتحضير للمؤتمر، حيث يزور دمشق الاثنين قادما من إيران، التي أعلن السبت من طهران أن مشاركتها في المؤتمر “أمر طبيعي وضروري”.

ورد الائتلاف السوري المعارض على زيارة الابراهيمي إلى طهران والتصريحات الصادرة خلالها بالانتقاد معتبرا أن “إيران هي جزء من المشكلة، وليس جزء من الحل”.

وقال الناطق الرسمي باسم الائتلاف، لؤي صافي “الإبراهيمي يتكلم بما يشاء، ونحن نذهب بشروطنا؛ لم أستغرب من كلام الإبراهيمي، فهذه ليست المرة الأولى التي يصرّ بها على وجود إيران منذ تسلمه هذا الملف حتى الآن”.

ومن جهتها ترفض دمشق أي حوار مع المعارضة التي تتهمها بالارتباط بدول إقليمية ودولية، أو مسلحي المعارضة الذين يواجهون القوات النظامية في النزاع المستمر منذ 31 شهرا.

ويكرر المسؤولون السوريون أن أي مفاوضات سلام لا يمكن أن تتطرق إلى مسالة تنحي الرئيس بشار الأسد، مشيرين إلى أن هذا أمر يقرره الشعب السوري من خلال صناديق الانتخاب.

سكاي نيوز [/JUSTIFY]