عالمية

مصطفى شحاتة يكتب: تعاونت المخابرات و حركة «تمرد» لإسقاط الإخوان .. أين المشكلة ؟

[JUSTIFY]ليس لدىَّ معلومة كاملة أو حقيقية عن تعاون حركة تمرد مع المخابرات من أجل إسقاط مرسى فى الثلاثين من يونيو الماضى، اللهم إلا بعض الأحاديث والكلمات التى كتبها أكثر من مراهق كانوا على صلةٍ ما بالحركة التى يؤكد بعض أعضائها هذا التعاون، بينما ينفيه الآخرون.. لكننى بعدما استمعت للطرفين لم أجد أى مشكلة، إن كان هذا التعاون قد حدث أو لم يحدث.. فقد تحقق الهدف ونحن الآن فى مرحلة جديدة، ربما تقتضى من الأطراف التى اتحدت من قبل أن تفك ارتباطها لتكون واحدا جديدا مع آخرين مختلفين كليًّا عمن اتحدت معهم من قبل.

أولا.. ما هو حقيقى وواضح أمامى هو أن التعاون مع مخابرات بلدى من أجل مصلحتها شىء ضرورى وحتمى فى ظرفٍ مثل الذى مرت به مصر خلال السنة التى حكم فيها الإخوان كلَّ شىء. وفى رأيى أن التفكير المنطقى والعمل السياسى يقتضى ممن يمارسه أن يتحد مع من يساعده على تحقيق ما يريده من أهداف، -طبعًا لن تتحد مع إسرائيل مثلا لكى تسقط نظام مرسى-، والدليل على ذلك أن كل تابعى مبارك وحواشيه وخداميه كانوا جزءًا أساسيًّا بين متظاهرى 30 يونيو، وكثير منهم طبعًا وقع على استمارات حركة تمرد، فهل ينقص ذلك من أداء الحركة ودورها فى 30 يونيو؟ فى رأيى أنا لا.. وربما تختلف الإجابة عند مراهقيها.

ثانيا.. من قال لأعضاء حركة تمرد إنهم أسقطوا محمد مرسى بالاستمارة؟ هل يصدقون هم أنفسهم وهم يقولون هذا الكلام؟ هل بإمكان الجماهير فقط أن تسقط نظاما؟ تخرج أنت للتظاهر صباحا ومساء فتسقط النظام ثم تعود للبيت فرِحًا بما حققت من انتصار؟.. هل حدث هذا أصلا فى 25 يناير؟ ألم يكن هناك ارتباطات وأفكار استغلت أن الشعب خرج للثورة على النظام لإسقاطه، وبشكل أوضح لو لم يُقنع الجيش مبارك بالتنحى كيف كانت ستتحقق مطالبك أنت وكل المتظاهرين برحيله؟

فى كل الأوقات أنت تحتاج لمن يدعم موقفك ويقويه وقد كان.. «مخابرات بقى، جيش.. داخلية» لن تفرق كثيرا.

التظاهر والمتظاهرون جزء من كلٍّ كبير يسعى لهدف واحد كان فى هذه الحالة إسقاط النظام.. ولو كانت الأنظمة تسقط بالتظاهر فقط لسقط النظام الحالى بمظاهرات الإخوان واعتصامهم فى رابعة والنهضة.

فإن لم يكن هناك مؤسسة تدعم مظاهراتك وتحركاتك على الأرض فقل على نفسك «يا رحمن يا رحيم»، ومهما فعلت فلن يكون لتحركاتك نتيجة أو قيمة إلا بدعم من سلطة ما- الشرطة نفسها تظاهرت مع الشعب وهو أمر مرفوض وظيفيا لديهم-، وأيام الإخوان كل اللوم والعقاب كان يتم إلقاؤه على مرسى وجماعته، لأنهم من بيدهم التصرف وحل الأمور، مرسى كان يستطيع حل الحكومة وتعديل الدستور ولذا لم تكن المشكلة لدى المعارضة، بل عند من بيده القرار، و«تمرد» وغيرها من مؤسسات الدولة التى كانت تريد التخلص من حكم الإخوان كانت تحتاج لداعم قوى.. يجعل من خطواتها أمرا حقيقيا وله نتائج.

وهنا يمكننا القول إن حركة تمرد كانت جزءا من اتحاد كبير لمعارضى مرسى من الأفراد والمؤسسات- وهو بالمناسبة اتحاد أنقذ مصر من انهيار شبه نهائى على يد الإخوان- فلم تكن وحدها التى تريد إسقاط مرسى، فكل مؤسسات الدولة التى تدخّل فيها الإخوان وأقصَوْا فيها رجالا وزرعوا أتباعهم وأنصارهم فى أماكنهم، كانوا يريدون إسقاط دولة الإخوان، وبالتالى فإن الظرف السياسى الذى مرت به البلاد هو ما خدم تحرك الحركة وجعل الأمور تسير إلى ما كنا نريد.. لذا كل هذه «الهلفطة» التى يتحدث فيها مراهقو الحركة ليس لها أى فائدة.. «كانت أيام وعدت» يا رجالة، بُصُّوا للى جاى.

الدستور الاصلي
مصطفى شحاتة[/JUSTIFY]