مرتضي شطه : بسم الله بين الشعبي والشيوعي
ربما يريد المؤتمر الشعبي وهو يغازل العلمانية الليبرالية في عقر دارها، ويهادن الشيوعيين في تحالفه معهم لأجل إسقاط حكم الإنقاذ، ربما يريد أن يطبق مقولة ذلك الطفل في أن يجعلهم يمشوا معه كل هذا المشوار ثم متي ما أثمر له الحظ وأدرك السلطة بتدبير عسكري أو مدني قلب لهم ظهر المجن، وأدراك أو استدرك بالبسملة في آخره حتي يبعدهم علي طريقة الطرفة التي تقول إن بني البشر المجيدين لتدبير والدهاء أتفق مع إبليس علي أن يدخلوا في صندوق (حتة) كأسرتين وكان هو عازباً، فلما جاءت مواعيد صرفة الشهر الأول أخذ الآدمي الصرفة الأولي بحجة أن إبليس وأسرته يعرفون عنوانه ويمكنهم الوصول إليه، أما هو فلا يعرف لهم عنواناً ولا يستطيع الوصول إليهم، ومن أول يوم في الشهر الذي يليه أصبح الإنسي يتلو سورة البقرة يومياً في منزله أو يسمعها من الكاسيت فراحت علي إبليس وأسرته تلك المبالغ، وقد جسد الكوميدي جمال حسن سعيد المشهد في صورة لعب للقمار فلما كسب هو اللعب بما فيه من ذهب قال بسم الله فتواري الشيطان.
حاشية:
هذا الحديث ليس للكوميديا ولكنه للتعريف بتذبذب المواقف السياسية للأحزاب وفق مصلحتها بعيداً عن مرتكزاتها الفكرية وأطروحاتها السياسية، وهذا يجعلنا نجسد مقولة فراتسيس دينق قبل الانفصال من أن الذي يفرق السودانيين هو الأمور التي لا يناقشونها عندما يلتقون، فتخادع المعارضة بعضها بعضاً عندما تكون خارج السلطة وتوحي الي الشعب بأنها قد أجمعت رأيها وأوجدت الحلول والبدائل المشكلات الوطن، حتي إذا عنت لها سانحة، ظهرت الخلافات الجوهرية حول القضايا الأولية، فقد تحدث الأمين السياسي للمؤتمر الشعبي الأستاذ كمال عمر في ندوة أقامتها المعارضة بالولايات المتحدة الأمريكية بحضور ياسر عرمان عن أنهم في الشعبي لا مانع لديهم في عدم كتابة بسم الله في وثائق التحالف حتي لا يغضبوا شركاءهم، فهل يخادع الشعبي المعارضة بإخفاء إسلاميته؟ أم أن كمال عمر يرضي المعارضة ليغضب الرب؟ وهل تبتسم الحكومة لأن كل عمل لا يبدأ باسم الله أبتر بنص الحديث الشريف؟.
صحيفة الرأي العام
[/JUSTIFY]
هناك حديث يقول: كل أمر لا يبدأ فيه ببسم الله فهو [B]أبتر[/B]!!! مع أن هذا الحديث ضعيف بس ممكن أن نستدل به على أن المعارضة السودانية ينطبق عليها [COLOR=#FF3E00]الصفة الواردة [/COLOR]في هذا الحديث الضعيف.