حوارات ولقاءات
والي الخرطوم : لست سعيداً بالمنصب ولن أترشح في الإنتخابات القادمة
{ أولاً السيد الوالي.. الميلاد والنشأة؟
– كان ميلادي بـ “هيا” شرق السودان، وكان والدي يعمل بالتجارة والزراعة بمنطقة القضارف.
{ وأين بدأت تعليمك؟
– من المرحلة الأولية وحتى الثانوي كانت دراستي ما بين هيا وكسلا، ومن ثم التحقت بجامعة الخرطوم كلية البيطرة.
{ هل البيطرة كانت رغبتك الأساسية؟
– كانت رغبتي أن أدرس الصيدلة ولم أكن من محبي دراسة الطب، ولكن المجموع لعب دوراً في ذلك، فكنت أقلب الأمر ما بين الصيدلة والبيطرة وأخيراً اخترت البيطرة.
{ ما هو السبب؟
– لحاجة في نفسي وربما كنت الأقرب إلى الاهتمام بصحة الحيوان، ولذلك عندما أمضيت السنة الأولى بالبيطرة لم أفكر في غيرها، رغم أن بعض الزملاء كانوا يذهبون إلى جمهورية مصر العربية لاستكمال دراستهم في الطب.
{ وقتها هل كنت من الطلبة المميزين؟
– لا أعتقد ذلك ولم أكن من الأوائل.
{ والسبب؟
– السبب أنني كنت مهموماً بالقضايا الفكرية والسياسية.
{ بعد تخرجك ما هي أول محطة عملت بها؟
– أسست صيدلية بيطرية وكانت الأولى بالأبيض.
{ من الذي ساهم معك فيها؟
– الدكتور “صلاح كمبال”.
{ والمحطة الثانية؟
– انتقلت إلى الخرطوم ودخلت في مجال الإنتاج الحيواني.
{ في أي المناطق كنت تمارس هذا النشاط؟
– كان نشاطي بالسامراب والحلفايا، وامتلكت مزرعة صغيرة تقدر بعشرة فدانات بالسامراب، مارست فيها مهنة الإنتاج الحيواني تخصص الألبان والدواجن، ومن ثم أسست شركة اليمامة للإنتاج الحيواني مع بعض الإخوان.
{ من هم هؤلاء الإخوان؟
– “خضر كمبال” وابنه “علي”، وظلت تلك الشراكة حتى عام 2000، عندما دخلت الحكومة ومن ثم تمت تصفيتها.
{ وماذا عملت بعد ذلك؟
– ظللت في مجال الإنتاج الحيواني على مستوى بسيط، على الأقل يوفر لي الحد الأدنى من المعيشة.
{ إذا أعدناك للماضي كيف كان التحاقك بالحركة الإسلامية، ومن الذي جندك؟
– جندني للحركة الإسلامية البروفيسور حالياً “محمد عوض صالح” والدكتور الراحل “كمال حنفي” والشهيد “فضل السيد أبو قصيصة”، فميولي الدينية كانت سبباً في التحاقي بالحركة الإسلامية، إذ أنني نشأت في بيت ختمي وأخذت الطريقة الختمية على يد “الحسن الميرغني” بكسلا.
{ هل جندت أشخاصاً بعد التحاقك بالحركة؟
– جندت عدداً كبيراً وأهم من جندتهم كان “إبراهيم عبد الحفيظ”.
{ كتب أثرت في حياتك؟
– قبل التحاقي بالحركة الإسلامية قرأت كتاب الثورة الظافرة للأستاذ “أحمد محمد شاموق”، وكان له أثر في ولعي ودخولي جامعة الخرطوم
{ وبعد انضمامك للحركة الإسلامية كيف كانت اهتماماتك بالقراءة؟
– وقتها كنت مغرماً بالمناظرات التي تمت بين “أبو آمنة حامد” والبروفيسور “عبد الله الطيب” و”طه الكد”، كما اهتممت بالثقافة العامة، ثم كتاب (معالم في الطريق) الذي كان له أثر واضح في مسار حياتي السياسية.
{ وقتها هل كنت تحلم بالوزارة؟
– أبداً ولم تخطر على بالي، وعندما قامت الإنقاذ كنت أعمل في العمل الخاص.
{ وأول عمل سياسي لك مع الإنقاذ؟
– محافظ في الضعين ووالي بالقضارف.
{ وإحساسك وأنت تتولى منصب والي ولاية الخرطوم؟
– بعد تجربتي كوالي للقضارف أحسست بأنني وصلت السقف من حيث التكليف، ولكن كانت مفاجأة بالنسبة لي منصب والي ولاية الخرطوم. وأذكر أن زوجتي عندما سمعت ذلك دخلت في حالة من البكاء، لأنها كانت تعتقد أننا أدينا الواجب وسدينا الثغرة التي كلفنا بها، وحاولت الاعتذار عن المنصب ولكن إخواني والقائمين على الأمر كانت رغبتهم أقوى من رغبتي.
{ الآن ألم تكن سعيداً بالمنصب؟
– لا أحد يسعد بمسؤولية كهذه وهي أمانة ثقيلة.
{ هل ستترشح في الانتخابات القادمة؟
– أبداً ولا أريد ذلك مطلقاً وكفاني ما قمت به، والنجاح والفشل يحكم عليه الآخرون.
{ إذا أعدناك للماضي هل تستمع للغناء وما هو فنانك المفضل؟
– في هذا المجال أنا متأثر بما قرأت عن الإمام “ابن حزم” حول رؤيته في الفنون.
{ إذن تستمع للغناء؟
– نعم واستمع للجيل الأول من الفنانين “عثمان حسين”، “كابلي” في طائر الهوى و”وردي” في عصافير الخريف ومحمد الأمين.
{ والرياضة؟
– أمارس رياضة المشي بالساحة الخضراء.
{ وهواياتك؟
– القراءة وما زالت تلازمني.
{ هل قدمت إبراء ذمة؟
– نعم.
{ وماذا لديك؟
– منزل بالفردوس اشتريته من حر مالي عند فض الشراكة.
{ إذا دخلت المطبخ ما الذي تجيد طهيه؟
– في الماضي كنت أدخل المطبخ لكن الآن كبرت على ذلك.
{ ما الذي كنت تصنعه؟
– القراصة بالدمعة.
{ وماذا بقي من جامعة الخرطوم؟
– أصدقاء كثر ومحبة ورغبة لمواصلة العلم، والآن أنا طالب دراسات عليا لنيل درجة الدكتوراة في الإنتاج من جامعة الخرطوم ولم تكتمل بعد.
حوار – صلاح حبيب – المجهر السياسي