عالمية

فتح تتعهد بالقصاص لعرفات ومحاكمة قاتليه

[JUSTIFY]تعهدت حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) بالقصاص للزعيم ياسر عرفات والعمل من أجل كشف ومحاكمة الأطراف التي تقف وراء مقتله عام 2004، فيما توصل علماء سويسريون إلى وجود نسبة عالية من مادة البولونيوم المشع في عينات من رفات الرئيس الفلسطيني الراحل.

جاء ذلك التعهد عقب اجتماع عقدته اللجنة المركزية للحركة في مقر الرئاسة بمدينة رام الله الخميس للاستماع إلى تقرير رئيس لجنة التحقيق في ملابسات وفاة الزعيم عرفات، بعد أن تلقت تقريرا من 108 صفحات أنجزه علماء سويسريون بناء على تحاليل لعينات من رفات عرفات خلصت إلى وجود مقادير تصل إلى 18 ضعف المعدل الاعتيادي من مادة البولونيوم المشع، مما يرفع إلى 83% نسبة الاشتباه بأن عرفات مات مسموما بهذه المادة.

كما تلقت اللجنة المركزية نتائج تحقيق روسي لعينات أخذت من رفات عرفات في نوفمبر/تشرين الثاني 2012، فيما لا تزال في انتظار نتائج تحاليل محققين فرنسيين أخذوا بدورهم عينات في نفس الفترة.

وتوعدت الحركة في بيان -تلقت الجزيرة نت نسخة منه- بالقصاص من قتلة عرفات “أفرادا كانوا أو جهات”، وقال مسؤول في الحركة إن الفلسطينيين سيذهبون إلى آخر مكان في الدنيا لإظهار ملابسات اغتيال عرفات وكشف الجناة وإيصالهم إلى قبة العدالة الدولية.

وأكدت الحركة أن “ملف استشهاد الرئيس ياسر عرفات” سيبقى مفتوحا ويحظى بأعلى درجات الأولوية والتركيز، وتعهدت ببذل كافة الجهود من أجل كشف الحقيقة التفصيلية، وعبرت عن دعمها لعمل لجنة التحقيق المكلفة بكشف ملابسات وفاة عرفات، وقالت إن مكانة الراحل ثابتة في قلب كل فلسطيني وكل مناضل عربي أو أممي.
تحقيق متواصل وأوضح الناطق باسم حركة فتح أحمد عساف في حديث للجزيرة نت أن اللجنة الفلسطينية المكلفة بالتحقيق في وفاة عرفات ستواصل عملها مع كل الأطراف الطبية والجنائية والقانونية والأمنية، وستعرض نتائج عملها على القيادة حال انتهاء مهمتها، مشيرا إلى أن القرار الفلسطيني حينها سيصدر لمحاسبة ومعاقبة كل من شارك في هذه الجريمة.

وعبر عساف عن أمله بأن تنهي اللجنة عملها في أسرع وقت ممكن، مشيرا إلى أن ظروف عمل اللجنة ليست سهلة، وتحدث عن عقبات تواجه التحقيق، من أبرزها قلة الإمكانيات الفلسطينية في هذا المضمار مما اضطر السلطة الفلسطينية للاستعانة بأصدقائها الروس والفرنسيين والسويسريين لتحليل رفات الرئيس الراحل.

وقال عساف إن سبب تأخر التحقيق هو الاحتلال الإسرائيلي الذي يحول دون قيام الفلسطينيين بتحقيق ذاتي مستقل. وردا على تصريحات أدلى بها دوف فايسغلاس مدير مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق أرييل شارون، ألمح بها إلى احتمالية ضلوع جهات فلسطينية بوفاة عرفات في إطار ما وصفه بـ”بتصفيات متبادلة”، قال عساف إن إسرائيل هي الجهة الوحيدة المستفيدة من اغتياله.

وأشار عساف إلى أن رؤساء الموساد (الاستخبارات الإسرائيلية) السابقين أقروا بأن إسرائيل حاولت اغتيال عرفات 40 مرة، وهي من حاصرته في مقره برام الله لثلاث سنوات، كما أعلن قادتها وعلى رأسهم شارون بأن عرفات عقبة ويجب التخلص منه، وهي من ابتهج عندما أعلنت وفاته.

أحمد عساف: الشعب الفلسطيني وقيادته يعرفون أن عرفات مات مقتولا وأن إسرائيل تتحمل مسؤولية هذه الجريمة، ولكننا نبحث عن الأدلة والأدوات من أجل إكمال القضية ”
مسؤولية إسرائيل
وقال عساف إن “الشعب الفلسطيني وقيادته يعرفون أن عرفات مات مقتولا وأن إسرائيل تتحمل مسؤولية هذه الجريمة، ولكننا نبحث عن الأدلة والأدوات من أجل إكمال القضية”.

ومن المقرر أن تقدم لجنة التحقيق الخاصة ببحث ملابسات وفاة عرفات برئاسة اللواء توفيق الطيراوي خلاصاتها المتعلقة بالتقارير الدولية الواردة إليها، في مؤتمر صحفي تعقده صباح الجمعة بمقر الرئاسة في رام الله.

وفي هذه الأثناء، دعا عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية واصل أبو يوسف إلى تشكيل لجنة دولية لتقصي ملابسات وفاة عرفات، وقال في تصريحات صحفية إن مادة البلوتونيوم المشع موجودة بحوزة دول وليس بحوزة أفراد, وأضاف أن جريمة القتل التي تعرض لها عرفات ارتكبتها دولة.

وكانت نتائج التحليل السويسري الخاص بفحص عينات استخرجت من رفات عرفات قد أظهرت وجود مستويات مرتفعة من مادة البولونيوم 220 المشعة. ووفق تقرير النتائج عُثر على البولونيوم في عينات من أضلع عرفات وحوضه وفي التربة التي تسرب إليها رفاته.

وعثر العلماء المكلفون بفحص عينات من رفات عرفات على مقادير تصل إلى 18 مرة أعلى من المعدل الاعتيادي من مادة البولونيوم المشع، مما يرفع فرضية موته مسموما بهذه المادة إلى 83%.[/JUSTIFY]

الجزيرة
ت.ت

تعليق واحد