رأي ومقالات

مأمون حسن : جمال الوالي حكاية الغموض …. أم غموض الحكاية

يحكى أن ملكا كان أعرجا وأعور يرى بعين واحدة ، في أحد الأيام دعى هذا الملك كل الفنانين داخل البلاد ليرسموا له صورة شخصية بشرط ألا تظهر عيوبه في هذه الصورة ! فرفض كل الفنانين رسم هذه الصورة ، فكيف سيرسمون الملك بعينين أثنين وهو لا يملك سوى عين واحدة ، وكيف سيصورنه بقدمين سليمتين وهو أعرج ! ولكن وسط هذا الرفض الجماعي قبل أحد الفنانين رسم الصورة . وفعلا قام برسم صورة جميلة وفي غاية الروعة حيث تصور الملك واقفا وهو ممسكا ببندقية الصيد وبالطبع كان يغمض أحدى عينيه ويحني قدمه العرجاء . وهكذا رسم صورة الملك بلا عيوب .
مثلما توقعنا عم الصمت المخجل كل الأرجاء داخل السودان أملا في أن يطوي النسيان واقعة التبول داخل قاعة اجتماعات الاتحاد المحلي للكرة بمدينة الحصاحيصا وهو بالفعل ما عناه السيد محمد سيد أحمد رئيس الاتحاد المحلي بالمدينة عندما قال بأنه قد تم طي هذه الصفحة للابد وهو ما يؤكد بأن الأزمة التي نعيشها في السودان قد غدت سرطانا استشرى في الجسد و أصاب كل شئ حتى المثل والأخلاق في مقتل . صار هذا ديدن السادة في الاتحاد العام للكرة حينما تطفو الى السطح فضيحة جديدة أو مصيبة من مصائبهم التي أبتلينا بها رغما عنا على شاكلة مساوي قيت وملفاتهم المالية الوسخة التي باتت تتشرف بها ردهات ومكاتب الفيفا ولجانها المختلفة ، فالسادة في الاتحاد العام للكرة قد خبروا طبيعة الشعب السوداني الملول في أغلب الأحيان فتجدهم يصمون اذانهم مع بداية اي مشكلة ويتركون الناس تقول ماتشاء وهم يعلمون بأنه في نهاية المطاف سوف تخبو الاصوات شيئا فشيئا الى ان يطوي النسايان كل شئ . وعلى هذا الأساس يواجهون كارثة الحصاحيصا الأخلاقية الآن فلا تصريح ولا تعقيب ولا تحقيق كل شئ أريد له أن ينزوي عن ذاكرة الناس لمصلحة من لا أدري .
كم استهوتني وانا في صغري حكاية الرجل الخفي الزعيم رقم صفر في مغامرات الشياطين ال13 ولست أدري ما الذي جعلها تتراءى امام ناظري الأن وانا استعرض تلك المنظمة ان جاز لنا التعبير التي يدرها السيد جمال الوالي بشئ من الصمت الغريب حتى في احلك الظروف التي تتطلب الكلام و بصوت عال ، والمواقف التي تستدعي الحسم الفوري ، لا ادري سر الهدوء الذي يبديه الرجل وكل شئ تحته يغلي ويمور كالمرجل وهو صامت وتارك الحديث للذين لايرون في شخصية الملك الا ذلك الصياد الماهر ، قد عرف عن الرجل هدوءه الشديد وأدبه الجم ، فلم يسبق لأحد أن سمعه يسئ لأنسان أو يجرح أحد وهذه شهادة لاينكرها أي كان ولكن قد طال أمد السكوت وصار الصمت يسئ فعلا لجيل بأكمله ، يسئ لملايين التلاميذ والأطفال و الابناء الذين يشجعون كرة القدم على وجه العموم وفريخ المريخ بشكل خاص ، لأننا أمام واقعة قصد منها فاعلها تحدي كل القيم والحدود المسموح وغير المسموح بها ، كان على السيد جمال الوالي أن يضع ابنه مقام أي واحد من هؤلاء الذين ينتظرون منه كلمة ، اليوم قبل الغد تستجلي الحقيقة المجردة مهما كانت مرة ومؤلمة فما حدث يندرج تحت مسؤوليته المباشرة بأعتباره رئيس نادي المريخ ، تلك الملايين التي تنتظر منه تحقيق شامل وحاسم ونزيه و تنتظر موقف قوي ولو لمرة واحدة تحسسهم بأنهم امام ادارة نادي للتربية قبل الرياضة .
ولكن رجاءا سيدي الوالي لا تقل لنا كما قال سكرتير ادارتك بان ماكان داخل القوارير هو فايتمين سي وان تحطيم اثاث المكاتب يمكن تعويضه فقد بتنا نخاف على قيمنا ومثلنا وأخلاق ابناءنا من ذلك المال الذي أصبح يعوض كل شئ ويفسد كل شئ . دع لنا تلك الصورة التي اجتهد البعض في رسمها على أن تبقى كما أراد لها صانعها .
وغدا حكاية الوزير ……
مأمون حسن