ملتقى الفجيرة الأول للربابة.. شجن يستحضر آلام غزة
تواصلت جلسات ملتقى الفجيرة الأول للربابة العربية المنظم من طرف هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام بالإمارات في تفاعل جلي مع أحداث غزة، حيث لم تقتصر الجلسات العلمية التي تناولها الملتقى على الجانب العلمي والأكاديمي بل خيم ما يجري في غزة من قتل وتدمير تقوم به إسرائيل على جلساته.
وقد خصصت الجلسة الأولى للجوانب التاريخية لهذه الآلة الموسيقية العربية الوحيدة الوتر حين تحدث كل من عميد كلية الفنون والتصميم بالجامعة الأردنية دكتور عبد الحميد حمام والباحث الصحفي بمجلة روز اليوسف حسام عبد الهادي, في حين تحدث في الجلسة الثانية رئيس الاتحاد العام للمهن الموسيقية بالسودان الجامعي الدكتور عبد القادر سالم والباحث الليبي المتخصص في ثقافة الطوارق أمود أحمد عصمان.
صوت لآلامنا
ولم تخل الجلسات العملية المخصصة لفن الربابة من التفاعل مع ما يحدث في غزة من حرب تشنها الآلة الحربية الإسرائيلية منذ أزيد من ثلاثة أسابيع تقتيلا للأبرياء وترويعا للأطفال والنساء.
ففي كلمته التمهيدية للجلسة الأولى قال رئيس الجلسة الإعلامي اللبناني زاهي وهبة “يمكن للربابة أن تكون صوتا لآلامنا وتجسيدا لتضحيات مقاومينا في غزة, فالفن يسمو عندما يعانق القضايا الكبرى، والربابة العربية وعازفو الربابة بغنائهم لغزة يشحذون الهمم ويدفعون إلى نصرة المظلومين”.
وانصبت تدخلات العديد من الفنانين العازفين مؤكدة أن حزنهم على ما يجري في قطاع غزة دفعهم إلى نظم أشعار وتأديتها على إيقاع الربابة نصرة لأهل فلسطين.
من جهته أكد الدكتور عبد الحميد حمام بعد تعرضه لإشكالية تسمية الربابة وتاريخ ظهور هذه الآلة، أنها قد انتقلت من العرب إلى أوروبا عبر طريقين أولهما الأندلس حيث أخذها الإسبان وأطلقوا عليها “راب” و”رابل” و”رابيكين”، ومن إسبانيا دخلت إلى فرنسا وغيرها من مناطق أوروبا الغربية.
أصول الربابة
كما مرت إلى أوروبا عن طريق ثان وهو طريق بيزنطة أثناء صراعهم مع الدولة السلجوقية, وقد تطرق حسام عبد الهادي إلى التعريف بأنواع الربابة وشرح كل منها وكيف تختلف من بلد عربي إلى آخر، فهي الجوزة في العراق وبلاد الشام ومصر، والربابة في دول الخليج العربية، والأرنبة في المغرب العربي، وإيمزاد عند الطوارق وأم كيكي في السودان.
وتعرض الباحث السوداني دكتور عبد القادر سالم إلى تاريخ الربابة العربية عموما، وركز في ورقته على الربابة السودانية المعروفة بأم كيكي، مبينا مكوناتها وطريقة صناعتها وكيفية عزفها وارتباطها الوثيق بالمجتمع السوداني.
وقد بين الباحث مكانة عازف الربابة السودانية أو “الهداي” في توجيه المجتمع والتأثير في سلوك الناس، فضلا عن علاقة هذه الآلة بتاريخ السودان وتخليدها لكثير من ذاكرته التاريخية.
وتحدث الباحث الليبي أمود أحمد عصمان عن الربابة الطوارقية المعروفة بإيمزاد وكيف تتميز هذه الآلة عن مثيلاتها في العالم العربي والتي لا يعزفها سوى الرجال في حين تختص آلة إيمزاد بالمرأة الطوارقية. ولم يهمل الباحث عصمان أهمية إيمزاد في الثقافة الطوارقية إذ تمثل بالنسبة للطوارقي ما يمثله الهواء بالنسبة للإنسان
قناة الجزيرة