في بيانه امام البرلمان وزير الدفاع يكشف عن معلومات هامة حول الوضع الامني للبلاد
عبد الرحيم وقف امام المنصة بنيشانه وزيه العسكري المميز متأبطا بيده اليسري عصاه وفي يده اليمني بيانه الذي سيلقيه امام البرلمان قبل ان يصعد الي المنصة حيا عبد الرحيم علم السودان الذي يأخذ مكانا بارزا في الواجهة الامامية من داخل القاعة الرئيسية بالبرلمان.
عبد الرحيم أكد علي ان هذا الصيف سيكون صيفا لحسم المتمردين والقضاء علي جميع جيوب التمرد بالبلاد كاشفا عن بداية الحركة الميكانيكية للقوات المسلحة في اطار حسمها للتمرد والحركات المسلحة في البلاد.
أمتدح عبد الرحيم في مفتتح بيانه الدور الذي تلعبه الهيئة التشريعية القومية من خلال دورها الوطني الذي تقوم به من اجل دعم القوات المسلحة ، مشيرا الي ان وجود حلقة تواصل بين البرلمان والمؤسسة العسكرية وقال عبد الرحيم لقد استقبلنا في اخريات الدورة الماضية عددا من الاخوة الاعضاء في وزارة الدفاع فكانوا لنا عونا وقد تناقشنا وادرنا حوارا طويلا ومثمراً.
وشدد عبد الرحيم علي ضرورة مواصلة اللقاءات والحوارات بين المجلس والمؤسسة العسكرية معتبرا ان اللقاءات نهج تحرص عليه وزارة الدفاع وتشجعه كثيرا موضحا بان اللقاءات تعطي فرصة للقاء مباشرة بين المجلس الوطني والقيادات العسكرية مؤكدا بان اللقاءات ستكون متاحة وكثيرة وان وزارته ستكون مستعدة لقاء جميع عضوية المجلس للتنوير والوقوف علي الاوضاع الامنية في البلاد .
بشريات ونصر قريب..
في مستهل بيانه قسم عبد الرحيم الوضع الامني الراهن الي محورين محور اقليمي يتمثل في العلاقات العسكرية بين السودان والدول المجاورة ومحور اخر يتمثل في الموقف الامني الداخلي سيما اقليم دارفور وجنوب كردفان والنيل الازرق التي تحدث عنها بإسهاب وثقه كاملة بان قواته المسلحة سوف تقوم بتطهيرها شبرا شبرا .
وبدأ عبد الرحيم حديثه عن الوضع الامني الداخلي بشئ من التفاؤل مرسلا اشارات التطمين والسكينة للمواطنين الذين عانوا من ويلات التمرد في تلك المناطق.
الوضع الداخلي
حصر عبد الرحيم مهدادت الامن الداخل للبلاد في نشاط الحركات المسلحة المتواجدة في اقليم دارفور وولاية وجنوب كردفان والنيل الازرق بجانب الصراعات القبلية التي تظهر في اقليم دارفور من وقت لاخر نتيجة التفلتات الامنية واشار عبد الرحيم الي تأثر ولايات شمال وجنوب كردفان بنشاط الحركات المسلحة وبعض الحركات المتمردة في وسط وشرق دارفور فضلا عن النشاط الذي يقوم به المتمردون في جبال النوبة والنيل الازرق مع وجود عناصر الجبهة الثورية وحركة العدل والمساوة بجنوب كردفان
دارفور ..صيف التمرد
قال عبد الرحيم بان اقليم دارفور شهد نشاطاً للحركات المسلحة كمرتزقة مناوي ومرتزقة العدل والمساوة ومرتزقة عبد الواحد محمد نور بجانب بعض المجموعات المتفلتة كمجموعة علي كاربينو ومجموعة موسي كبيرو ومجموعة عباس اصيل. واوضح عبد الرحيم بان نشاط الحركات المسلحة يتركز في شمال وجنوب دافور وذلك بعد انسحاب قوات العدل والمساوة من شمال دارفور الي جنوب كردفان وكشف بان اكبر الحركات المسلحة الموجودة هي مرتزقة مناوي وقال انها تلعب دورا كبير في عدم الاستقرار الامني خاصة في جنوب دارفور وجنوب السكة حديد موضحا بان اعمال المرتزقة تتمثل في النهب المسلح والسطو علي القوافل التجارية .
سمات الحركات ونشاطها
اوضح عبد الرحيم بان الحركات المسلحة تعتمد في تكتيكها ونشاطها علي الانفتاح والتكوين وقال بان مرتزقة مني تتكون من عدد (95) عربة مسلحة تنفتح في مناطق شرق وجنوب السكة حديد وجبال عدولة وتتحرك منها مجموعات علي طريق الفاشر ونيالا والضعين .
بينما تنحصر مرتزقة عبد الواحد محمد نور في مناطق غرب الجبل بقوام (32) عربة بجانب مجموعة علي كاربينو التي قوامها (28) عربة تتحرك بين شرق الجبل وبعض المناطق من شمال دارفور .
واوضح عبد الرحيم بان هنالك مجموعتين تتبعان لعباس اصيل وموسي كبيرو تنشط بين ولايتي شرق وغرب ووسط دارفور .
اتفاق وشيك!!
كشف عبد الرحيم عن اتصالات ومفاوضات تجري هذه الايام مع مجموعة عباس اصيل بغية توقيع اتفاق سلام بين الحكومة ومجموعته واعتبر عبد الرحيم بان هذا الاتفاق سيساعد علي استقرار الامن والسلام في ولايتي وسط وغرب دارفور وقال عبد الرحيم لدينا جهود مبذولة معهم ونتمني ان تثمر في الايام القادمة .
التهديدات المتوقعة من قبل الحركات
وعن التهديدات المتوقعة التي تشكلها الحركات في اقليم دارفور قال عبد الرحيم ان تهديد هذه الحركات يتمثل في استهداف قواتنا المسلحة المنفتحة في جبل مرة واستهداف المدن الكبيرة بجانب المناوشات وذلك بغرض تحقيق مكاسب سياسية واجتماعية واقتصادية فضلا عن استهداف القوافل التجارية وقطع الطرق الرئيسية التي تربط ولايات دارفور ببعضها البعض واوضح عبد الرحيم بان الحركات ايضا تقوم باستهداف قوات اليوناميد وتقوم بنهب معداتها والياتها وخطف منسوبيها كرهائن بجانب استهداف مواقع استكشاف وانتاج النفط فى شرق دارفور.
تهديدات أخري!!
اعتبر عبد الرحيم بان التمرد ليس وحده من يعمل علي عدم الاستقرار الامني في اقليم دارفور وجنوب كردفان كاشفا بان الصراع القبلي وعمليات النهب المسلح والتفلتات التي تمثل تهديدات امنية واعتبر عبد الرحيم بانها المهدد الرئيسي للسلام فضلا عن الصراع المسلح.
وقال عبد الرحيم لقد ساعد وجود مناطق التعدين على تفشي الصراعات المسلحة ومن ابرز هذه الصراعات الصراع الذي نشأ في جبل عامر فى يناير الماضي والدى انعكس سلبا على الاحوال الامنية بالإقليم واثر كثيرا على استقرار المواطنين، واضاف قائلا ايضا كشاهد على النهب المسلح احدى المجموعات نهبت عربة من اليوناميد قتل فى هذه الحادث ضابط صف يتبع للقوات المسلحة فى منطقة كمبلو وقد تم استرداد العربة بواسطة قواتنا
جنوب دارفور.. صراع قبلي
واوضح عبد الرحيم بان هذه الولاية قد اثر عليها الصراع القبلي وقال الصراع القبلي في هذه الولاية رغم انه محدود لكن اثره على الاستقرار الامني واضح ومن ابرز الصراعات فى هذه الولاية الصراع حول تبعية منطقة (لقمة )بشمال غرب الولاية بدأت في ابريل 2013م مؤكدا مواصلة الجهود للفصل بين المجموعات المتناحرة في هذه الولاية .
ولاية شرق دارفور
وعن ولاية شرق دارفور قال عبد الرحيم بانها ذات موقع حيوي جدا وان الصراع القبلي فيها اثر بصورة مباشرة علي استقرارها مشرا الي انها تشهد صراعاً قبلياً بين اكبر مكوناتها وقال هنالك جهود كبيرة مبذولة من قبل الدولة لاحتواء تلك الصراعات القبلية موضحا بان ظلال الاحداث المسلحة مازال يوثر فيها بشكل كبير وقال عبد الرحيم بان الولاية تعتبر من اكثر الولايات التي شهدت حوادث نهب مسلح مشيرا لأنها تمثل الطريق الرابط بين ولايات دارفور وان النهب المسلح تطور الي نهب السيارات التجارية القادمة عبر الولاية بجانب استهداف قطار كامل ، ولكن عبد الرحيم اكد بان الولاية تشهد استقراراً مشوبا بالحذر وان الجهود مازالت مبذولة لاحتواء الصراع داعيا المجلس الوطني ليعمل علي رتق النسيج الاجتماعي في الولاية.
وسط دارفور
قال بان من ابرز الصراعات التي نشبت في الولاية هو الصراع القبلي الذي نشأ في ابريل الماضي في منطقة ام دخن وتتطور ذلك الصراع الي عمليات نهب مسلح واستحوذ علي جزء كبير من الولاية وظل متطورا الي الاسبوع الماضي وقال انه باتصال مباشر مع والي ولاية وسط دارفور ومتابعة التطورات ووضع المعالجة لها فضلا عن الجهود المبذولة لاحتواء كل التفلتات حتي تعود الولاية بكافة محلياتها الي استقرارها الطبيعي.
غرب دارفور.. خالية من الحركات
أكد عبد الرحيم علي انها اكثر ولايات اقليم دارفور التي تشهد استقراراً امنيا واجتماعيا وان القوات المسلحة استطاعت ان تقضي علي نشاط الحركات.
القوات المسلحة
اعتبر عبد الرحيم ان حسم الصراع القبلي والنهب المسلح هو من صميم عمل القوات الشرطية والنظامية بالولايات التي تشهد احداث صراعات قبيلة او اعمال نهب مسلح ولكنه استدرك حديثه قائلا بان ضعف امكانيات القوات النظامية في الولايات وامكانياتها جعل القوات المسلحة بان ترتضي لتشارك في احتواء هذه المهددات الامنية مشيرا بالقول ان هذا خصما علي واجباتها القتالية الأخرى ودعا عبد الرحيم المجلس الي العمل علي دعم قوات الشرطة بالإمكانيات اللازمة لبسط هيبة الدولة حتي تتفرغ القوات المسلحة لتقوم بدورها المنوط بها وهو حماية التراب والارض.
فيما يختص بالموقف الامنى بجنوب كردفان قال عبد الرحيم بان الولاية بها مرتزقة ما يسمى بالجبهة الثورية ومتمردي الحركة الشعبية -قطاع الشمال- بجبال النوبة وابرز سمات هذه المجموعات وهى ان متمردي الجبهة الثورية مجموعة مكونة من متمردي دارفور وجبال النوبة ويقدر عددهم بألف متمرد واكثر من 130 عربة وتوجد لهم قوات متمركزة فى الجبال الغربية امام متمردي الجيش الشعبي قطاع جبال النوبة فتتكون من الفرقة التاسعة جيش شعبي وهى تقدر بـ 18 كتيبة وكانت اعدادها حوالى 8 الاف جندي وتحاول ان تقطع الطريق على حركة قواتنا وقال ان قواتهم تتواجد قواتهم شرق وغرب مدينة كادقلي كذلك الجبال الشرقية والغربية لمدينة الدلنج ومناطق كاودا وهيبان وطروجي.
واوضح عبد الرحيم بان التهديدات المتوقعة من قبل هولاء الحركات يتركز في استهداف المدن مثل كادوقلى وتلودى والدلنج وهيبان والعباسية وطروجي واستهداف المشاريع وتنفيد عمليات اغتيال وترويع وقيام قوات ما يسمى بـ(الجمرة الحمراء).
الموقف الامني بالنيل الازرق
اكد عبد الرحيم علي ان قطاع النيل الازرق يشهد حالة من الاستقرار بعكس جبال النوبة عازيا ذلك الي العمليات الناجحة التي نفدتها القوات المسلحة في الصيف الماضي والتى ادت لكسر التمرد ودك معسكراته الرئيسية فى شكو ومكو وجبال الانقسنا . وقال عبد الرحيم بان المهدد الرئيسي يتمثل في ما تبقي من متمردي الجيش الشعبي في قطاع النيل الازرق والمناطق الجنوبية الغربية من الولاية
وان التهديدات المتوقعة تتمثل في استهداف المحطات حول مدينة الكرمك والقيام بعمليات سلب فى الطريق بين الدمازين والكرمك ودعم المعارضة الاثيوبية لزعزعة الثقة بين البلدين.
وجدد عبد الرحيم علي مواصلة الجهود المبذولة من قبل القوات المسلحة في التصدي والمواجهة للعدو وقال انهم قد شرعوا في اعداد تجهيزات عمليات الصيف والتي تهدف للانفتاح في كل مسارح العمليات بصورة متزامنة لتدمير العدو وانهاء التمرد فى كافة الجبهات وكشف عن اكتمال كافة الترتيبات والتجهيزات والخطط معلنا عن بداية القوات المسلحة في الحركة الميكانيكية لعمليات الصيف وقال نحن اعددنا اعداد كبير وجهزنا القوات بمعدات وآليات حشد بصورة ممتازة ولقد بدانا العملية الميكانيكية وتحركت القوات لمختلف المسارح ونتابع معهم وسيكون هذا الصيف حاسما ان شاء الله يعود بعده الاستقرار لجنوب كردفان ودارفور والنيل الازرق .
الوضع الخارجي
اعتبر عبد الرحيم بان المؤسسة العسكرية تعمل بجهد كبير في خلق علاقات تعاون بين الدول المجاورة للسودان مؤكدا بان هذه العلاقات تؤثر بشكل كبير علي استقرار الامن الداخلي للبلاد كاشفا في بيانه عن اتجاه وزارته لأنشاء قوات مشتركة مع دولة مصر الشقيقة بجانب التوسع الراسي والافقي مع جميع دول الجوار في المجالات العسكرية والحربية التي تساهم في استقرار وامن البلاد.
واكد عبد الرحيم بان السودان يتمتع بعلاقات قوية مع دول الجوار في كافة المجالات الاقتصادية والاجتماعية والعسكرية ايضا.
اخبار اليوم
[/JUSTIFY]