حراك في السوق الموازي للعملات الأجنبية.. والـخبراء يصفون الأسعار الحالية بغير الحقيقية
وقال تجار استطلعتهم الصحيفة: هنالك طلب كبير على الدولار من جانب المستوردين وطالبيه من قاصدي العلاج بالخارج، وتوقعوا أن يشهد قفزة كبيرة خلال اليومين القادميين من واقع انعدامه في السوق في بعض الأوقات بسبب الطلب المتزايد عليه .
واتهم المواطنون التجار بافتعال الارتفاع في الأسعار مطالبين الحكومة بتوفير العملات في السوق الرسمي حتى يضطر التجار في السوق إلى تخفيض الأسعار . ويرى بعض الخبراء أن أسعار الدولار الحالية غير حقيقية وإنما فرضتها حالات الهلع من انعدامه التي يروج لها التجار، إضافة إلى عدم اهتمام الحكومة بمعالجة مشكلة ارتفاع العملات .
وفي وقفة مع بعض التجار أكدوا أن الطلب على الدولار خلال اليومين الماضيين كان كبيرًا مما جعل أسعاره تزيد مرتين أول أمس وهي حالة لم تتكرر، حيث زاد في الفترة الصباحية بمقدار 10 قروش ثم خمسة قروش في الفترة المسائية، وقالوا إن الطلب خلال اليومين الماضيين كان كبيرًا خاصة من جانب المستوردين مشيرين إلى أن ارتفاع السعر فرضه الطلب وقلة الدولار وشحه في السوق.
وأشار بعضهم إلى أن إشارات الحكومة بملاحقة التجار لن تجعل الأسعار تتراجع بل سوف تؤجج المشكلة .
وتحدث للصحيفة عادل الكباشي – تاجر عملة – مقارنة بالأيام الماضية فقد شهد سوق العملات الأجنبية اليوم وأمس حراكًا يمكن أن نقول إنه غير مسبوق، ويأتي الحراك في وقت تشهد الأسعار فيه ارتفاعًا، ومعروف عندنا في السوق أن الطلب يتراجع على العملات مع ارتفاع السعر وهو ما لم يحدث حاليًا.
وأوضح الكباشي أن السوق الموازي للعملات الأجنبية صار ضرورة حتمية خاصة في ظل عجز الحكومة عن توفير العملات لطالبيها في السوق الرسمي. وقال السوق يقدم خدمة كبيرة للحكومة ويوفر العملات ورغم ذلك تتحدث عن محاربته وتلاحق التجار بحملاتها التي تقوم بها من وقت لآخر.
وعبر مستوردون عن سخطهم من الارتفاع المتواصل في أسعار العملات الأجنبية، وقالوا إنه يؤثر عليهم كثيرًا وينعكس سلبًا على أسعار السلع المستوردة، وطالب بعضهم الحكومة بحل مشكلة العملات وتوفيرها إن أرادت حل مشكلة الغلاء؛ لأنه السبب الوحيد في ارتفاع أسعار السلع والخدمات بحسب رأيهم.
وقال عثمان الخليفة إبراهيم مستورد قطع غيار سيارات إن انعدام العملات الأجنبية في أغلب ساعات اليوم جعلنا نشتريها وجعل الطلب يتزايد عليها تخوفًا من شحها لترتفع أسعارها وذلك يؤثر سلبًا على أسعار قطع الغيار، كما تتأثر به السلع المنتجة محليًا تلك التي تدخل في إنتاجها مدخلات مستوردة كالصابون والزيوت والألبان وغيرها كما يصل تأثيرها إلى أسعار السيارات والأدوية.
وطالب عثمان الحكومة بالعمل على حل مشكلة الصرف لأنها أصبحت الهمّ الذي يؤرقهم على حد قوله.
وقال خبير اقتصادي ـ فضل حجب اسمه ـ إن الأسعار الحالية للدولار غير حقيقية وإنما خلقها الهلع الذي سببه التجار بتصريحاتهم عن انعدام الدولار ورفع أسعاره. و أضاف الارتفاع الحالي سيتراجع خلال الأيام المقبلة لأن الطلب سيعود كما هو؛ لكن مشكلة النقد الأجنبي وفجوته ستظل قائمة حتى تعمل الحكومة جادة على حلها وذلك عبر سياسات واضحة ومدروسة واهتمام حقيقي بقطاعات الإنتاج الحقيقية كالزراعة والصناعة والاستثمار.
وفيما يخص موقف أسعار الدولار في السوق الرسمي أكد بنك السودان المركزي في توضيح عممه على الصحف أمس أنه لم تتم زيادة سعر الدولار، وأوضح البنك أن سعر الصرف يشهد استقرارًا منذ نهاية شهر سبتمبر وأشار إلى أن هنالك اتجاه في السوق الموازي لرفع السعر.
تقرير : ابراهيم الصغير: صحيفة أخبار اليوم
[/JUSTIFY]