تحقيقات وتقارير

إنشقاق خطير للغاية !!

[JUSTIFY]قالت حركة عبد الواحد محمد نور في بيان صدر عنها الأسبوع الماضي أنها ترفض أي تفاوض مع النظام الحاكم في السودان !. البيان ربما لم يحمل جديداً علي هذا الصعيد علي إعتبار أن حركة عبد الواحد ظلت ولسنوات طوال ودون إبداء أي أسباب ترفض التفاوض مع الحكومة السودانية ، ولكن الجديد هذه المرة والمثير حقاً للدهشة ، أن الحركة في بيانها ذاك قالت أن عدم التفاوض مع النظام منصوص عليه رسمياً في لوائحها ، ومن ثم فإن كل من يخالف هذه اللوائح يعد خارجاً عن الحركة بغض النظر عن موقعه ومكانته . وبدا واضحاً أن البيان علي غرابته صادر من الحركة بشأن المحادثات التي أجراها بعض القادة الميدانيين وقالت الحركة وفي مقدمتهم أبو القاسم إمام مع لجنة الاتصال بالحركات المتمردة التي يقودها رجل الأعمال السوداني المعروف ( صديق ودعه ) . القادة السياسيين والميدانيين بالحركة من جانبهم وفي مواجهة بيان الحركة أصدروا بياناً مضاداً قالوا فيه أن زعيم الحركة عبد الواحد محمد نور يمارس ديكتاتورية في إدارة الحركة ويرفض الرأي الأخر ويعمل مع مجموعة صغيرة وضيقه من المعاونين ويسيطر علي العمل السياسي والعسكري داخل الحركة .

المخيف في الأمر أن القادة الذين أصدروا البيان يمكن اعتبارهم من العيار الثقيل ، إذ ليس من السهل التقليل من أوزانهم بحال من الأحوال وهم الثوري سليمان مرجان ، ويوسف أحمد وثمانية آخرون هم الذين وردت أسماؤهم في ذيل البيان . والراجح وفق هذا التطور التنظيمي الخطير أن حركة عبد الواحد أمام انشقاق خطير من المنتظر أن يعصف بالحركة عصفاً غير مسبوق . فإذا كانت حركة عبد الواحد نفسها نتاجاً لانشقاق ضرب الحركة الأم منذ مؤتمر حسكنيته الشهير في فبراير 2005 حيث مضي أركو ميناوي في طريق وعبد الواحد في طريق أخر بعد أن كانت حركتهما رتقاً ، فإن الانشقاق الوشيك في حركة عبد الواحد وخلافاً لما سبقته من انشقاقات يعد الأضخم والأكثر دوياً في هذا الصدد . وإن جاز عنا أن نستغرب هنا فإننا لا نستغرب وقوع انشقاق في حركة دارفورية طالما علمنا أن الحركات الدارفورية المسلحة تحولت إلي شركات قابضة خاصة ، لا مجال فيها للرأي والرأي الأخر ويطغي الجانب القبلي العشائري علي تكوينها بحيث لا تصلح حاضراً ولا مستقبلاً لأي عمل سياسي رشيد سواء في السلطة أو خارجها ولكن الغريب بشأن حركة عبد الواحد هذه المرة ألا تكتفي الحركة برفض التفاوض كموقف سياسي ظلت تقفه منذ سنوات بل جعلت من هذا الموقف الرافض للتفاوض نصاً مقدساً داخل اللوائح والقواعد المنظمة للحركة !! وفي ذلك إشارة لا تخطئها العين أن حركة عبد الواحد ليست مجرد حركة دارفورية مسلحة تسعي لحلحلة قضايا أهل دارفور ، هي من المؤكد حركة أدمنت العمل المسلح ولا سبيل أمامها لتخلي عنه حتى ولو حصلت علي كل ما تريد علي طبق من ذهب . وهذا بدوره معناه أن هذه الحركة وبالكامل واقعة تحت تأثير جبهة استخبارية خارجية استطاعت أن توجهها وجهه مغايره لتستفيد منها ولعل هذا ابلغ دافع لوقوع الانشقاق الراوي الكبير !!.

سودان سفاري[/JUSTIFY]

تعليق واحد