حوارات ولقاءات

القيادي الاتحادي في حوار الإفادات الجريئة

[JUSTIFY]السجال بين الحزبين العريقين الأمة والاتحادي بدأ بوصف زعيم الأنصار لمشاركة الاتحاديين بدخول بيت طاعة الوطني وهو اتهام ليس بالجديد على الوزراء الاتحاديين الذين وصفوا بـ(الديكوريين) و(تمومة الجرتق) من قبل إلا أنها هذه المرة صدرت عن الصادق المهدي ولم تصدر عن مجموعة الرافضين داخل الحزب الاتحادي للمشاركة، وقد شهد الحزب الديمقراطي هذه الأيام صراعاً قوياً بين المعارضين والمؤيدين للمشاركة محمد المعتصم حاكم القيادي الاتحادي العائد من الولايات المتحدة الأمريكية، كان الأنسب للنقاش حول قضايا الحزب والعلاقات السودانية الأمريكية بعد جلوسه لمسؤولين أمريكان.. حاكم الذي حاول أن يتحفظ في كثير من الأسئلة، وغضب من بعضها، ورفض الخوض في البعض الآخر، استطعنا أن ننتزع منه بعض الاعترافات فالى الحوار:

وصف الصادق المهدي مشاركة حزبكم في الحكومة بدخول بيت الطاعة كيف ترد؟

– «عليك الله شنو مفردات بيت طاعة»، ثم هذا حديث لا أساس له من الصحة نحن عارضنا النظام قرابة 16 عاماً بكافة الأشكال العسكرية والسياسية وارتضينا اتفاق القاهرة مع الحكومة باسم التجمع، وعدنا الى السودان باتفاق كتجمع وطني ولم نخرج عنه، وقبل ذلك الحركة الشعبية أبرمت اتفاقاً أوقف الحرب تماماً، ونحن نتطلع لسودان موحد يتهمنا الصادق المهدي بأننا رهنا إرادتنا وأصبحنا تابعين للمؤتمر الوطني ونقول له بأننا لم نشارك إلا لأجل القضايا الوطنية، فما قاله السيد محمد عثمان الميرغني الذي ذكر أن هناك قضايا تتعلق بالحفاظ على وحدة السودان أرضاً وشعباً والحفاظ على نسيجه الاجتماعي واستقرار البلاد ووقف الاحتراب.. كل هذه القضايا أملت على الاتحادي أن يشارك في الحكومة.

لكن البعض يتساءل ما الذي قدمه الاتحاديون حتى الآن من خلال المشاركة والوطني تجاوز حزبكم حتى في قرارات رفع الدعم الأخيرة؟

– للحزب مؤسسات منوط بها أن تجيب على تساؤلات الشارع فيما يختص بأمر المشاركة.

لكن يقال إن المؤتمر الوطني ظل يتجاوز الاتحاديين المشاركين في السلطة ولم يقوموا بأي دور؟
– أحد المهندسين السياسيين للقاء البشير سلفا كير بأديس أبابا هو أحمد سعد عمر الذي كان لا ينام الليل ويواصل الليل بالنهار لأجل تقريب وجهات النظر، فيخرج من غرفة دينق الور إلى سلفا ثم قيادي آخر جنوبي إلى أن تكلل ذلك بالمصفوفة التي تمت الآن بصدد تنفيذها الاتحادي الأصل موجود في القضايا الوطنية.

إذن كيف تفسر وجود تيار قوي داخل حزبكم رافضاً المشاركة؟

– مشاركة الحزب ليست بقدر طموح الاتحاديين فنحن نتطلع الى مشاركة أوسع وأن يكون الحزب موجوداً في كل الملفات، وفي السراء والضراء وفي كل الملفات الساخنة نحن وكافة القوى السياسية مثلاً الحرب في جنوب كردفان والنيل الأزرق ليست شأن المؤتمر الوطني وحده، ولا يمكن له أن يسعى لحلها لوحده ويجب الاستماع لآراء الآخرين سواء كانوا حزب أمة أو شيوعي أو قوى الإجماع الوطني.

تتحدث وتطالب الوطني بالديمقراطية مع الأحزاب وقيادات مثل أبو سبيب تمنع من دخول دار الحزب لكونه رافضاً المشاركة ألا يتعارض ذلك مع الديمقراطية؟

-هذا شأنهم وعليهم ان يجلسوا ويحتكموا للمؤسسية المؤقتة.

ماذا تقصد بكلمة (مؤقتة)؟

– أسميها مؤقتة لأن هذه المؤسسة باستثناء رئيس الحزب السيد محمد عثمان الميرغني ليس فيها من هو قادم بانتخاب من قواعد الحزب، وكلهم أتوا بالتعيين من رئيس الحزب، ولكنها مؤسسة شرعية يجب أن يجلسوا إليها حتى انتخاب مؤسسات شرعية بعد المؤتمر العام للحزب إذ أنها الآن من يملك سلطة إلغاء القرار.
لماذا يصر الحزب على اشرافه في ظل رفض قياداته وأعضائه ما دمتم تحتكمون لمؤسسية؟

– قلت لك هذا شأنهم وإذا كانوا شعروا بأنهم عندما اتخذوا قرار المشاركة اخطأوا فليصححوا خطأهم.

كأنك تشير إلى أن قرار المشاركة تم بموافقة الذين ينادون الآن بالخروج رغم أن الواقع هناك صراع بين رافضين ومؤيدين للمشاركة؟

– الآن الذين يتحدثون عن الخروج بهم من كانوا جزءاً من القرار بالهيئة القيادية العليا وآخرين غير ذلك والمؤسسية التي اتخذت القرار في السابق، يجب أن تجلس إلى رئيس الحزب وتتخذ القرار المناسب بالاستمرار في المشاركة أو الخروج، وهذا لن يتم إلا عبر المؤسسة المؤقتة.
ألم يتعامل أصحاب المذكرة الرافضة للمشاركة بمؤسسية؟

– لا هذا ليس عدم مؤسسية ولكن الاجتماع لم يكن مكتملاً نسبة لغياب رئيس الحزب.

لماذا يهاجم حزب الأمة الاتحادي بهذه الطريقة العنيفة؟

– حزب الأمة يجب أن لا يهاجم الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل بقيادة مولانا محمد عثمان الميرغني لعدة أسباب، لأن حزب الأمة هو الذي كسر الصف -التجمع الوطني الديمقراطي- وذهب الى جيبوتي وعاد الى السودان كاسراً صف المعارضة السودانية، وحتى بعد أن عدنا فإن حزب الأمة انشق ليشارك في الحكومة بقيادة مبارك الفاضل.. ومهاجمته للاتحادي لكونه نداً لحزب الأمة هو بهذا الهجوم يريد أن يضعف الحزب الاتحادي، وأن كانت له رؤية حقيقية في مشاركة الاتحاديين أن يجلس مع الميرغني لاقناعه بعدم المشاركة وإني على ثقة أنه كان سيقنع بحديث الميرغني.

كيف تفسر هجوم الصادق المهدي لمشاركة الاتحاديين في الحكومة؟
– أشك في أنها مواقف مبدئية وهي مواقف بها مناورة وبها بحث عن مكاسب سياسية لحزب الأمة لا أعتقد انه من حيث المبدأ رافضاً المشاركة ويغلف المشاركة بمطالبة قوى الإجماع الوطني إشراكه وإشراك الآخرين، وهذا يعني أنه من حيث المبدأ لا يعارض المشاركة في حكومة عريضة، لكن شريطة أن تضم الآخرين ونحن في الاتحادي نشترط أن تكون حكومة برنامج لا حكومة زمن حكومة برنامج محدد.

تقول إن الإمام كسر صف المعارضة من قبل وفي الوقت نفسه يشترط إشراكها في الحكومة كيف؟

– الإمام الصادق لا يختلف مع الآخرين من حيث المشاركة لكنه يريدها بالشكل الذي يراه وأنا لا أستطيع أن أدخل في قلبه لأعلم ماذا يريد.

من خلال زيارتك لأمريكا ولقائك ببعض المسؤولين هناك لماذا لم يحدث تقارب بين الخرطوم وواشنطن؟

– الإدارة الأمريكية تتعامل مع السودان بتراكمات فمثلاً العقوبات الاقتصادية على السودان منذ عهد الرئيس جورج بوش وليست بالجديدة، وظلت تتجدد أوتوماتيكياً دون دراسة أو تمحيص للوضع الراهن للسودان الآن، وطالما هناك إشكاليات في جنوب كردفان والنيل الأزرق ودارفور تظل أمريكا على موقفها ولن تغير هذا الموقف ما لم نسعَ بحكمتنا ووطنيتنا لإنهاء الحرب في السودان

الأمريكان لم يصفوا الحرب في السودان بالعنصرية كما أشاع البعض، وقابلت أربعة منهم فيهم من هو مسؤول من افريقيا، وفيهم من هو مسؤول عن السودان ومسؤول ملف دارفور، وجلست معهم قرابة ثلاث ساعات وخلصت للآتي: إن أمريكا ليس لديها مسعى لإسقاط الحكومة في السودان، وتتفق مع دعوة الحزب الاتحادي والرئيس البشير في أهمية الوفاق الوطني ومشاركة كافة القوى السياسية في حكم انتقالي.

لكن أمريكا لا تدعم أي عمل مسلح ولا تقدم أي دعم للجبهة الثورية وحركات دارفور أي نوع من الدعم؟

– أي نوع من الدعم يمكن أن يؤجج الصراع، وذلك لأن الأمريكان يرون أن كل من يحمل السلاح في وجه مواطنين عزل هو إرهابي، وحزبا الأمة والاتحادي الديمقراطي كانا ضمن الأحزاب التي ترعى الإرهاب، وذلك لأنه كان للاتحاديين قوات بأسمرا تسمى بجيش الفتح، ولحزب الأمة جيش الأمة وطالما لديك عمل سياسي وجيش فأنت إرهابي، وبالتالي فإن أمريكا تتعامل مع حركات دارفور وتضعها في مصاف الإرهاب- وحسب حديث الأمريكان- فإن المؤتمر الوطني يجب أن يخطو خطوات جادة لأجل الوفاق الوطني ويرون أن الكرة في ملعب الحزب الحاكم وعليه أن يتحرك تجاه الآخرين.

برأيك هل كانت الحكومة جادة في الدعوات المتكررة للوفاق الوطني ولماذا لم يتحقق ذلك حتى الآن؟

– البشير في عدة مناسبات بالبرلمان دعا الى توافق وطني وكذلك نائبه علي عثمان بعد الاعتداء على أبو كرشولة دعا كذلك لتوافق وطني، لكن للأسف فإن أجهزة المؤتمر الوطني التي يجب عليها أن تلتقط القفاز وتحول هذا الحديث إلى واقع عبر تشكيل آلية للوفاق الوطني، وطالما أطلقه الرئيس على أجهزة المؤتمر الوطني أن تتحرك بسرعة لتنفيذ حديث الرئيس والجلوس مع القوى السياسية.

لكن الحكومة جلست للأحزاب أكثر من مرة؟

– تجلس بدون أجندة وتضع الأجندة داخل الاجتماع نجلس جميعاً من أجل السودان ونتحدث عن مشاكل السودان وكيف نحلها هذا ما يجب أن نتفق عليه داخل الاجتماع.
حاكم كيف يمكن للسودان أن يقيم علاقات جيدة مع المعسكر الأمريكي؟

– أمريكا على وشك إقامة مثل هذه العلاقات ذلك يبدو واضحاً خلال تعامل الشركات الأمريكية مع شركات مصانع سكر النيل الأبيض وكنانة، إضافة إلى أن الأمريكان المسؤولين ذكروا لي أن هناك قضايا كثيرة يمكن أن يتم التعاون عبرها مع السودان لكنه لم يتقدم إليها.

مثل ماذا؟

– مثل مجال الأدوية والأجهزة الطبية ولا ينبغي أن تكون المقاطعة في كل شيء والمسؤول الأمريكي في حديثه معي سألني هل هناك عداء لأمريكا مع دولة آثرت إيران فهناك أشياء لا تشملها المقاطعة يجب أن نستفيد منها لأن هذه المجالات الصناعية خاصة مصانع السكر الآن تستعين بـ18 شركة أمريكية كلها تعود على الإنسان بالمنفعة.
قلت إن الأمريكان لا يقدمون دعماً للحركات المسلحة.. إذن ما هي الجهة التي تدعم الجبهة الثورية برأيك؟

– هناك مجموعات تدعمها إسرائيل مباشرة.

أعلنت الحكومة رغبتها في الحوار مع قطاع الشمال، ولكن هناك من يرى أنه لا جدوى للجلوس مع أصحاب الأجندة الإسرائيلية؟

– ليس هناك ما يمنع الجلوس مع قطاع الشمال لكن شريطة الالتزام بالوساطة الإفريقية والترتيبات الأمنية، المشورة والتنمية والمشاركة في الحكم، وليس لقطاع الشمال إي علاقة مع إسرائيل، ولكن بعض حركات دارفور لها علاقات بإسرائيل ودخول أبو كرشولا جاء نتيجة مخطط اسرائيلي وحتى التصفيات الجسدية لقيادات العدل والمساواة المنحازة للسلام هي مخطط اسرائيلي.
ما رأيك في دعوة المعارضة لإسقاط النظام وتشكيل حكومة انتقالية حلاً للمشكل بحسب رأيها؟

– إسقاط النظام يمثل عامل جدل، ولكن إذا سقط النظام فإن البديل هو تقسيم السودان لخمس دويلات وهذا ما أكده السفير الفرنسي السابق في بريطانيا إن مخطط إسقاط النظام وتقسيم السودان إسرائيلي دارفوري.
وهل بقاء المؤتمر الوطني في السلطة هو الحل؟

– حزب المؤتمر الوطني حزب مؤثر وواقع ولذلك فإن معالجة الأزمة لن تتم إلا في وجوده وفي تقديري وفي فترة انتقالية، وشكل حكم عبر برنامج متفق حوله منذ الاستقلال، ولكن انتقالية حقيقية ليست حكومة سر الختم الخليفة التي تعاملت بالزمن وليس البرنامج، وكذلك حكومة سوار الذهب ونحن كاتحاديين لا نرفض أن يقود برنامج الحكومة الانتقالية البشير شخصياً، شريطة أن تشارك كل القوى السياسية، وذلك أن الوضع الراهن لا يمكن أن يستمر على سبيل المعارضة أو الحكومة، ويستوجب وفاقاً وطنياً تشارك فيه كل القوى السياسية كحل لمشاكل الأطراف بجبال النوبة والنيل الأزرق ودارفور، وذلك فإن الوفاق الوطني يجب أن يشمل كل القوى حتى الحاملة للسلاح.

صحيفة آخر لحظة
حوار: فاطمة أحمدون
ت.إ[/JUSTIFY]