رأي ومقالات

خالد حسن كسلا : نائب «الصادق» اعتراف «جزئى» الترابي

[JUSTIFY]{ وحديث نائب رئيس حزب الأمة القومي الفريق صديق إسماعيل عن وجود «معارضتين فقط» يقول هما القوى المعارضة الحزبية داخل التحالف أو خارجه، والأخرى هي المعارضة المسلحة المسماة الجبهة الثورية «حركات دارفور وقطاع الشمال بالحركة الشعبية». حديثه هذا يعني إنه يغفل أو يتغافل عن عضوية المؤتمر الشعبي داخل البرلمان، فهي المعارضة البرلمانية، وكان الأجدر بحكم موقعه السياسي هذا أن ينتبه لوجود ممثلين لأشرس مجموعة سياسية يقودها الترابي، وكان حزب الترابي في الجمعية التأسيسية في الثمانينيات يمثله كزعيم معارضة النائب الأول الحالي للرئيس الأستاذ علي عثمان، والآن مجموعة الترابي تمثلها في البرلمان كتلة نواب معارضة يقودها إسماعيل حسين.

وحزب الترابي نفسه يتحالف خارج البرلمان مع الأحزاب المعارضة، وكأنه يقصد «المعارضة المزدوجة» برلمانية وغير برلمانية.
لكن نائب الصادق المهدي يصنف الجبهة الثورية بعقارها وحلوها وعرمانها وقادة حركات دارفور بأنها «معارضة مسلحة». والسؤال معارضة مسلحة ضد من؟! بالطبع الإجابة هي ضد الحكومة.. ثم السؤال هو هل هذه الحكومة يمثلها المواطنون الفقراء في أبو كرشولا وأم روابة وأبو زبد وأحياء كادقلي؟!! والفريق صديق يقول في حواره مع «الإنتباهة» المنشور يوم أمس، إن الجبهة الثورية تستنصر بالأجنبي، وإنها تقدم تنازلات إذا نبذت العنف. ثم السؤال هنا هل ستكون هي الجبهة الثورية بالفعل إذا نبذت العنف؟! طبعاً كلامه غريب. والأغرب أن يدعوها لعدم الاستنصار بالأجنبي وهو يرى أن القوى المعارضة بعد خلافها مع حزب الأمة القومي بسبب شروطه المؤلمة لها جداً تلوح بالتنسيق معها، وكيف ستستفيد من هذا التنسيق إذا تخلت تلك عن الاستنصار بالأجنبي ونبذت العنف.

فما قيمتها بعد ذلك في نظر القوى المعارضة التي أدار لها الصادق ظهره من خلال تفاهمات نائبه الفريق صديق مع الحزب الحاكم المنشورة؟!
وحزب الأمة عليه أن يحدد مصيره مع الحكومة كما فعل أيام نميري قبل مصالحة 7/7/1977م وبعدها. قبلها كان معارضاً كاملاً. وبعدها أصبح مؤيداً كاملاً من خلال عضوية الاتحاد الاشتراكي ليقوض من الداخل كما قال.

والآن إذا تعذر قبول شروطه داخل تحالف المعارضة التي تصبح مكسورة الجناح إذا فارقها وتروح تستدفئ من زمهرير اليأس بإظهار التعاطف مع الجبهة الثورية، فيمكنه أن يميل كل الميل إلى معسكر المؤتمر الوطني والأحزاب الأخرى بما فيها المؤتمر الشعبي بصورة برلمانية طبعاً.. حتى تفرز الأوراق.. أوراق إسماعيل حسين من أوراق كمال عمر المسؤول السياسي لحزب الترابي. ويمكن أن يتحدَّث عن تقويض عدم نزاهة الانتخابات من الداخل.. بدلاً من أن تكون مفسرة في الإعلام الرسمي بأنها تبرير لمقاطعة الانتخابات هرباً من الهزيمة، لأن الوقت الآن ليس مثله قبل ربع قرن من الزمان أو أكثر.. وهذا ما يرتكز إليه الإعلام الرسمي والأصوات الموالية لخطه إذا حسبنا أنه أصبح بعد «المفاصلة» يستضيف حتى أعضاء الحزب الشيوعي.

ولم يكن نائب الصادق المهدي في حواره بـ «الإنتباهة» موفقاً في توضيح القوى المعارضة سواء بالسلاح أو بالسعي لتحريك تظاهرات «الربيع السوداني».

فهو لم يشر إلى المعارضة البرلمانية باسمها هذا «الاسم السياسي المتعارف عليه» رغم أن من يقودها بقوة وجسارة وغشامة سياسية داخل البرلمان هو حزب الترابي كما أشرنا. ومع ذلك يعتبر من يعتدون على المواطن يقتلونهم وينهبون ممتلكاتهم «معارضة». ترى هل يعارض الأمن والاستقرار الذي ينعم به المواطنون هناك؟!. إن أكبر استثمار سياسي تجنيه هذه الحكومة من التمرد أو هذه «المعارضة المسلحة» كما يسميها سعادة الفريق.. والتي يمثلها المقتول أخيراً في أبو زبد ونائب خليل إبراهيم وهو من مواليد 1973م.. وليس هي المرة الأولى التي يعتدي فيها على منطقة كردفانية، فسبق أن قام بعملية اختطاف في كردفان أزهقت خلالها أرواح عدد من الصينيين العاملين في الشركة التي تعمل في تنقيب البترول بمناطق دفرة وستيت بجنوب كردفان في عام 2008م. وقد تم القبض على نائبه وهو «إدريس بحر» ويواجه حالياً حكماً بالإعدام.. وكذلك قام المقتول في أبو زبد فضيل رحومة باختطاف عاملين سودانيين من مناطق البترول وهرب بهم تجاه «الجنوب». وقيل إنه سرق مرتبات المعلمين بمحليتي لقاوة والفولة. وظن إنه سيكون موفقاً في شمال كردفان في أبو زبد لكنها كانت مقبرته.

ترى هل هي المعارضة التي يقصدها صديق إسماعيل في سياق لم يشر فيه إلى اسماعيل حسين؟! إن خطاب حزب الأمة السياسي في حاجة إلى سعة أفق.

نلتقي غداً بإذن الله

صحيفة الإنتباهة
ع.ش[/JUSTIFY]