طرائف الأسواق والتسوق
كان بائع البطيخ يتكئ على فرشة صغيرة وبجواره زميله يتحدثان، ولم يكترثا لوقفة الموظف الذي كان يتأمل البطيخ «الفخم» كبير الحجم عسى أن يعثر على ما يناسب إمكانات جيبه المحدود.
قبل أن يسأل الموظف عن الأسعار، لاحظ أن بائع البطيخ نهض فجأة وبهمة وعجلة متجهاً نحوه وقد قطع الونسة مع زميله وهو يصيح بعبارات مبتسمة:«مرحب يا سيد.. إتفضل».. «إنبهط» الموظف.. ويبدو أنه سأل نفسه لماذا لم يكترث بائع البطيخ لوقفته الطويلة منذ البداية؟.. ولكن الإجابة كانت أسرع حينما اكتشف أن عربة «فخمة» وقفت وراءه لم يسمع لها صوتاً حينما كان يتأمل البطيخ.
ثم يلتفت الموظف وهو يتابع ليرى مشهد البائع ينحني أمام العربة ليتحدث للزبون «الفخم» الذي فتح الزجاج المظلل «اتوماتيكياً» ثم يرد البائع بلغة الإشارة مفرداً ثلاثة من أصابع يده اليمني بمعنى أن يرفع له البائع ثلاث بطيخات.
لم يتردد البائعان، فقد كان أحدهما يعزل البطيخ في همة «وكبكبة» واضحة.. والثاني يضع البطيخ «براااحة» في «الضهرية» التي انفتحت لوحدها هي الأخرى.
ثم جاءت اللحظة الأخرى التي جعلت الموظف مندمجاً في المتابعة «بعنق» ملتفت نحو العربة .. وجسم مستمر متجه نحو البطيخ. كانت تلك لحظة الحساب. فيسأل الزبون «الفخم» البائع عن المبلغ المطلوب وأيضاً السؤال بلغة الإشارة باليد اليمنى.. فيجيبه البائع بالسعر ويختتمه بعبارة «ترطيبة» «فخمة»، ثم.. لا يعترض الزبون «الفخم» وانما يخرج من الطبلون ربطة نقود «فخمة» «يمعط» منها حزمة دون أن يعدها. فتمتد إليها يد البائع تستلمها باحترام واضح.. وبابتسامة بطعم البطيخ «الفخم».. وتنطلق من بعدها العربة كالسحاب دون أن «تُعفر» الحاضرين.
ثم أخيراً يعود بائع البطيخ أدراجه .. يشق الأكوام دون أن «يعير» الموظف نظرة، لكنه يقصد بطيخة «متواضعة».. يتناولها.. ويتقدم بها نحو الموظف الصامت ويناوله البطيخة ومعها كلمة إتفضل يا أستاذ.. دي تمنها اعتبرها من قروش «الراجل» داااك!!
{ المعلم والشاة
يمكن للتلميذ الصغير أن يفهم أن معلمه المحترم يدرسه: من ش «شاه».. و«غ» «غنماية» .. و«أ»: «أسد» … الخ.. لكنه لا يصدق أن يشاهد معلماً في الأسواق يبيع شاة أو يسوق ركشة كما في هذا الزمان الذي قد تصل فيه ظروف المعلم إلى أن يعمل كمساري!!
من أجل ذلك تخفى ذلك المعلم المحترم في ذلك الزمن الجميل حينما اضطرته ظروف الأسرة لكي يبيع غنمايته الوحيدة، وذهب بها مبكراً لذلك السوق البعيد حتى لا يعثر عليه أحد تلاميذه فهو يعرف مدى احترامهم له ومكانته في قلوبهم وقلوب الكثيرين ممن تخرجوا على يديه من قبلهم.
وكان معلمنا المحترم الذي لا يفقه كثيراً في الأسواق وفنون التسوق والمحاججة.. ويفتح الله ويستر الله.. لم يفقه شيئاً البتة لكنه حينما سأل بعض أهل الذكر قالوا له «غايتو كان جابت ليك ثلاثة جنيه بيع». وكان مبلغ الثلاثة جنيهات مبلغاً محترماً، وهو ذات المبلغ الذي كان يرجوه المعلم لحلحلة ضائقته المالية.. لذلك اتجه بغنمايته الوحيدة مبكراً للسوق البعيد والتلاميذ نيام.
وقف معلمنا المرموق في السوق.. وقد تلثم بعض الشيء، وكان ممسكاً بالغنماية من أذنها فجاءه أول مشترٍ.
بدأ المشتري يجس الغنماية ويفتح فمها ليرى عمرها من خلال الأسنان.. ثم ينظر إلى الضرع ويتأملها تارة من على البعد وأخرى من قريب، ثم يدخل يده في صوفها.. كل هذا وقلب المعلم يقول :«يا رب ثلاثة جنيه.. يا الله ثلاثة جنيه من أول زبون.. قبل أن يراني أحد»
ثم أخيراً يلتفت الزبون.. ويصنقع وينظر في وجه المعلم موجهاً السؤال التقليدي:
ـ عايز فيها كم الغنماية دي يا حاج؟
ـ يرد المعلم بلفظ تعلمه: إتكلم نسمع كلامك فيجيبه المشتري: «شوف يا حاج.. أنا غايتو كلمتي واحدة.. وما بكضب عليك بديك سعر ما عندي أكثر منو.. ومعليش يا حاج بدون إحراج لو السعر ما عجبك بيناتنا يفتح الله ويستر الله»
أحس المعلم بأن حديث المشتري ومقدمته تلك غير مطمئنة.. لكنه أسر في نفسه أن السعر لو نقص قليلاً عن الثلاثة جنيهات عليه أن يبيعه حتى يتخلص من ذلك الموقف فأجاب المشتري قائلاً.
ـ قول يا زول.. الفيها خير ربنا يسويها.
ففجرها المشتري كلمة مدوية بعد أن جَس الغنماية للمرة الأخيرة وقال:
ـ «أنا غايتو يا حاج بديك في الغنماية دي تسعة جنيه بس»!!
ـ كادت عمامة المعلم أن تطير من رأسه.. وأبت الكلمات والعبارات أن تخرج من فمه، وهو المعلم الذي يجيد كيف يطلق الكلمات الرصينة الرائعة.. واستجمع أنفاسه وتحسس قلبه ليتأكد أنه لم يخرج من القفص الصدري.. ثم من بعدها رد على المشتري قائلاً:
ـ يا زوول.. قول كلام غير ده.. هل صحيح ما عندك غير التسعة جنيه؟
فرد المشتري وهو يحلف: أنا بتكلم معاك جد.
اجابه المعلم مسرعاً: مبروك عليك الغنماية يا زول.. وتمت المبايعة.
وشق المعلم السوق ليشتري مستلزماته حتى يعود مسرعاً لأهله.. ولكنه كان يسأل نفسه محتاراً في المشترى: «دحين يا ربي المشتري ده يكون برضو معلم.. وما يعرف حاجة عن السوق»؟
{ البائعة الصادقة
يقال أن إحدى السيدات افترشت أحذية لبيعها في السوق، وكتبت على الديباجة:
«السعر عشرة جنيه للحذاء وآآآخر حاجة ثمانية جنيه».
صحيفة الإنتباهة
ع.ش
للأسف للأسف صارت الناس تقيمك بقول المصريين ” عندك قرش تسوى قرش …ماعندكش ماتسواش ما تلزمناش” وكل يا كمي قبل فمي
أحيانا كثيرة يجمعك مع الناس موقف لا يعيرونك نظرة …ولكن فليسألك أحد معارفك : جيت من ألمانيا متين؟ من كندة ؟ من اريتريا من غانا من جزر القمر فسرعان ماتجد الأنظار توجهت إليك إنبهارا كأنما هبطت في المريخ
لي قريبة حكت لي عن تجمع طلابي من جامعات متعددة …وفي أثناء التعارف ذكرت إنها في جامعة الخرطوم ,صديقتها ذكرت أنها في كلية الطب ” طب ولائي” فشخرة منهن…طبعا هذا من مكرهن ومعروف مكر النساء