رأي ومقالات

الطيّب مصطفى .. تراجع وإنحراف سياسي وفكري

[JUSTIFY]لا خلاف في أن الباشمهندس الطيب مصطفى أصبح شخصية مثيرة للجدل في المسرح السياسي السوداني منذ أن تبنى الدعوة للانفصال، وهي فكرة يعشقها «كثيرون» سرًا ولـ «ظروف» خاصة بهم لم يكونوا يجرؤون على البوح بها بخلاف الطيب مصطفى، وهؤلاء الذين قصدتهم بعضهم ينتمي لـ «الوطني» وغيره…

في العام «2004» نظمنا مناظرة لصالح صحيفة الشارع السياسي بوصفي مدير تحريرها وكان معي الزميل مصطفى سيد مبارك بين الطيب مصطفى صاحب الدعوة للانفصال والحاج وراق صاحب الدعوة للوحدة، قبل بدء المناظرة كان أحد «الإخوة» يحدثني عن مزايا الانفصال وأنه الخيار الأفضل، ولكن المفاجأة ألجمتني عندما أخذ فرصة التعقيب فحدَّث الحضور بخلاف ما قاله لي تمامًا، وما أدهشني أكثر أنه لم «يخجل مني»، وقبل ذلك كان أحد القيادات الإعلامية اللامعة المحسوبة على الحكومة يحدِّثنا عن صواب أفكار الطيب مصطفى، وأن حل مشكلات السودان يكمن في انفصال الجنوب، وكانت المفاجآت المتواترة بالنسبة لي في كل مرة عندما يتناول في «عاموده» قضية الوحدة والانفصال فأدرك أنه مثل الكثيرين الذين قصدتهم منافق بدرجة امتياز.. المهم ليس هذا موضوعنا ولكنها واقعة تذكرتها وألحت عليّ: أن أخرجني من صدرك الضيِّق إلى فضاءات أوسع..

ومناسبة «الجدعة» أعلاه هي تلك السهام التي أراها اليوم تنهال بقسوة على الرجل كما لو أنها عمل منظم ليس من خصومه هذه المرة ولكن ممن كانوا أركان حربه كأن لم تكن بينه وبينهم مودة، وقد حدثت هذه التطورات بعد التداعيات الأخيرة. ومن تلك السهام سهم يحمل رأسًا نوويًا كُتب عليه: أن الطيب مصطفى دعا إلى إعادة النظر في العلاقة مع إسرائيل، وآخر جاء فيه أن الطيب قال: إن عناصر الجبهة الثورية شرفاء وأصحاب قضية عادلة… يمكن أن يُصدق مثل هذا القول إن لم يكن منسوبًا للطيب مصطفى، وببساطة شديدة لأن الرجل «كان» كاتبًا صحفيًا وله زاوية يومية يعبِّر فيها عن أفكاره وقناعاته ومواقفه وهي أمور مكتوبة وموثقة قرأها الملايين ومازال أرشيفي الصحيفة الورقي والإلكتروني يحتضنانها برفق، فالأمر في رأيي لا يحتاج لشخص يختلف مع الطيب مصطفى وفي توقيت معيّن وفي «ظروف» معينة ليقول إن الطيب قال إن قادة الجبهة شرفاء وأصحاب قضية، فقد كتب الرجل عشرات المقالات عن الجبهة الثورية وفظائعها في «أب كرشولة»، وهاجم أصحاب الدعوة للتطبيع، وهذه مواقف «موثقة» لا تحتاج لمغالطات، هذا فضلاً عن أن الرجل صاحب مواقف ويعبِّر عن قناعاته بصدق ومن الصعب أن يغيِّرها بهذه السهولة.

بالأمس القريب كان أحد أركان حرب «الطيب» يحدِّثني عن التراجع في مواقف الرجل وانحرافه السياسي والفكري، وأُشهد الله أني بتُ قريبًا من القناعة بما قال الرجل وكنت مندهشًا لما سمعت وهو ما ورد في صحف الأمس، ولكني وطَّنتُ نفسي واستقصيتُ من أطراف عدة، فتبعثرت قناعاتي السابقة حينما اصطدمتُ بكثير من الحقائق… هناك سؤال يلح عليّ بشدة لماذا هذا «الردم» وبهذه القسوة وفي هذا التوقيت؟ وسؤال آخر أكثر إلحاحًا لماذا حدث ذلك ومعركة الرجل مع الحكومة مازالت مستعِرة؟.

وحتى لا «أُتهم» بأني «منبر سلام» أدافع عن رئيس حزبي أقول قبل أشهر من «الزلزال» الذي ضرب الشراكة بين الطيب وزملائه، وبينما كان الرجل يقف إلى جانبه نائبه الفريق إبراهيم الرشيد دعاني الطيب مصطفى إلى الانضمام إلى حزبه فقلت له بالحرف الواحد: «إن قناعتي الراسخة ألا أنتسب لأي حزب سياسي مهما كانت درجة إعجابي به وهذه قناعة لن تتزحزح»، ليقيني بأن الصحافي يجب أن يعمل بضمير القاضي الذي يراقب الله في كل تحركاته ويعمل ما يرضي ضميره ويستمتع باستقلاليته حتى يأتيه «اليقين»، رفضت الدعوة رغم قناعتي بأن الرجل صاحب مبادئ وقيم وأخلاق.

صحيفة الإنتباهة
أحمد يوسف التاي
ع.ش[/JUSTIFY]

‫6 تعليقات

  1. حكاية الواحد يغير موقفه فجأة..حدث ذات مرة ايام الروابط الجامعية وكان لنا زميل متقلب الآراء في اجتماع الرابطة قدم اقتراحا فاخضعنا اقتراحه للتصويت انا شخصيا كنت مؤيد لأقتراحه واقتنعت به الا ان المفاجأة ايضا الجمتني عندما نظرت اليه وجدته يصوت ضد اقتراحه !!
    الطيب مصطفي وغيره هذه الايام يخرجون من سباتهم العميق ليعرفوا كيف تسير الامور لا اظن ان الرجل يغير مواقفه للحصول على منفعة ..ليس بحاجة اليها …لكنه من شاكلة ممن لا يضيفون الى الخارطة السودانية بشقيها الاجتماعي والسياسي شيئا ..تكثر حوله الفقاقيع..وينعدم الماء النمير حتى اذا قصده الظمآن لا يجد عنده ما يروي ظمأه…السودان بكبره وثقله التاريخي والاجتماعي وتراكماته السياسيةأحوج ما يكون الى شخص او اشخاص اصحاب رؤية شاملةبعيدة المدى وفكر ثاقب يحتاج الى عقول واسعة المسامات لتمتص الصغائر والكبائر وتحدد معالم الطريق بدقة …الجميع يعك من منظور ضيق والكل ينظر الى الجزء الفارغ من الكوب ويحكم..

  2. [SIZE=6]العنوان مضلل و يفتقر للامانة .الرجل لم يقل ان عناصر الجبهة شرفاء و الكاتب لم يسمعها منه شخصيا . نقول لكاتب المقال لماذا لم تتصل و نساله عن هذا الحديث قبل نشر المقال هذا ؟[/SIZE]

  3. ليس في التفاصيل ما يدل على العنوان ! فأين قوله هذا الذي دل على تراجعه؟ أم أنك ياالتاي تريد أن تلمّع ناس ( الجبهة الثورية ) وبالمناسبة أريد أن أعلق على كلمة (التاي )فقد كنت أشاهد تلفزيون السودان في برنامج يقدمه البروفيسور … قرشي والذي كان وزيراً للثقافة والإعلام في ولاية الجزيرة وله برنامج يشرح فيه (المدائح النبوية السودانية) كل يوم إثنين وقد استطرد في القول حتى قال: إن بعض السودانيين ينطقون حرف الجــيم ياءً ومثّل على ذلك باسم ( التــاي ) وقال : أصله التــاج ) وقد كنت أريد الاتصال عليه لأعترض على ذلك لأن هذا غير صحيح أى أن أصل كلمة التــاي ليس التــاج ! بل إن كلمة التــاي محوّرة من كلمة الثاوي ومعنى الثاوي : المقيم بالمكان ومنها مكان الإقامة ويسميه بعض السودانيين ( التاية )فيقال :تاية ناس زيد جنب تاية ناس عمرو ومن ذلك (التاية) اسم امرأة ومن ذلك أيضاً اسم ( تاي الله الشيخ المعروف بديار النفيدية) أي ثاوي ألله وفي المثل العامي 🙁 تاوي ألله ما برّفع)أي من قدر الله له أن يكون فقيراً لايمكن أن يغنى مهما كانت العطايا التي ينالها!! إذن التاي هو التاوي وتعني الضعيف أو المستقر في المكان , قال الله تعالى لرسوله ( وما كنت ثـاوياً في أهل مـدين تتلو عليهم آياتنا ) سورة القصصص , ويسمي السودانيون التــاي تفاؤلاً أو تطــيراً كما يسمون ( عوض أو العبــد للأولاد الذين يولدون بعد مواليد يموتون في المهد , وهذا مما لا ينبغي, وقد نعــى الله على مثل هذا في قوله : فلما آتاهما صالحاً جعلا له شركاء فيما آتاهما ) سورة الأعراف .. وللكلام بقية.

  4. ( بقية ) أريد أن أهنئ موقع النيلين على نيله وتبوّئه المرتبة الأولى من حيث عدد الزوار والمعلقين كما قرأت أمس في الموقع نفسه وهو يستحق هذا بجدارة , وأنا من بين المداومين على مطالعته والقراءة فيه والتعليق على بعض ما يكتب فيه , فهنيئاً لموقع النيلين على نيله ثقة القراء ومرتادي المواقع الإلكترونية وشكراً له لأنه المتنفس الوحيد بالنسبة للكثيرين وأنا منهم حيث إنني أول ما أفتح الجهاز أصوّب على : ( النيلين )
    الآن أكمل حديثي مع التـاي )فقد ذكر بأن الطيب مصطفى طلب منه أن ينضم إلى منبر السلام العادل ولكن التـاي رفض , وأتوقع أن يكون التـاي من منطقة شرق الجزيرة أو من وسطها لأن هذا الاسم مشهور هناك وأنا خبير بأن أهل هذه المنطقة غير مشهورين بالوضوح الحزبي وغالباًما يكونون مع الحزب الاتحادي وهو حزب ذو مبادئ فضفاضة يستطيع كل شخص أن يكون فيه , من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار ويمكن أن يعرف ذلك من :الفرق بين أبو سبيب ــ والتوم هجو وبينهما سيد أحمد الحسين ولي زملاء في العمل من هذه المنطقة العظيمة كانوا حركة إسلامية لكنهم صوفيون مع ناس الشيخ الفلاني وبينهم كما يقولون ( عقيدة ) كما أن البرفيسور الذي ذكرته في التعليق السابق هو مؤتمر وطني لكنه يشرح المدائح النبوية لحاج الماحي والبرعي وآخرين !!وحين كنت طالباً في الجامعة النصف الأول من الثمانينات كان كل رؤساء الاتحادات الطلابية إما أنهم من كردفان أو من دارفور ولم نر أحداً من منطقة الجزيرة وذلك راجع لمرونتهم وعدم ميولهم الحزبية !!

  5. والله حرام عليكم يا ناس الانتباهه
    الزول ده كان واحد منكم ,
    ماعندكم عشره انتو . بعدين الكلام ده ذاتو ما صاح